تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » كيف تجيد فن النجاة داخل السجن أو المعتقل بحيل بسيطة؟

كيف تجيد فن النجاة داخل السجن أو المعتقل بحيل بسيطة؟

قد تجد نفسك داخل السجن وأنت بريء، وعليك أن تنجو من بين المجرمين الحقيقين والقتلة، لذلك تحتاج لتعلم فن النجاة داخل السجن لتمر أيام حكمك بسلام.

النجاة داخل السجن

النجاة داخل السجن ليس أمرًا سهلًا أبدًا. والعديد ممن في السجون هم بالأصل مظاليم. وقد تجد نفسك في ذلك لموقف وعليك أن تقتضي فترة من حياتك بين القضبان، وأنت رجل بريء، لا تستحق هذه العقوبة بين المجرمين الحقيقين والقتلة والسارقين. حتى تتمكن من النجاة داخل السجن اتبع التعليمات والإرشادات المذكورة التي من شأنها أن تساعدك. فيكفي جدًا أن تُحرم من حريتك، ولا داعي أن تحمل ألم جسدي أو نفسي بعد خروجك من السجن، بسبب جهلك بكيفية التعامل داخل السجن.

ملحوظة أولية: هذه الأساليب لا تشكل أي وسيلة قانونية أو تابعة للقانون. وإنما تأتي من خبرة حراس السجون والمساجين السابقين، والملاحظة لطرق النجاة داخل السجن. وإن احتاج القارئ لنصيحة قانونية فيجب الاعتماد على محامي.

لا تكن واشيًا

دائمًا ما تركز الأفلام السينمائية داخل السجون على تلك النقطة المهمة، وهذا ليس من فراغ. فإن أردت النجاة داخل السجن، عليك ألا توشي بأسرار السجناء وأخبارهم إلى بعضهم أو إلى الحرس. الوشاية أبغض من القتل داخل السجن. ولا يعتبرون الواشي واحدًا منهم أبدًا. يعتقد السجناء أنها محاولة منه ليكون أعلى مرتبة، ويجب أن يبقى جميع السجناء سواسية أمام أنفسهم، محكوم عليهم جميعًا ولا توجد أفضلية. ستتم معاملة الواشي بأسوأ الطرق ونظرات القلة، سيكون مكروه ومبغض بين السجناء. ولن يستطيع حماية نفسك أو سرعة طلب الحماية من الحرس إن تمكن منه سجين وقرر إيذائه. وذلك لأن تفاعلات السجناء مع بعضهم كثيرة جدًا، وفي لحظة واحدة قد تتعرض حياتك للخطر.

حاول أن تبتعد تمامًا عن معرفة أي أسرار عن أي سجين، مهما كان يبدو لك إنسان بريء وطيب القلب. فلا تكن فضوليًا أبدًا، حتى لا تضع نفسك أمام القانون ويُطلب منك الوشاية بأحدهم. سيزيد الأمر سوءًا عليك بين السجناء الآخرين. وإن وُضعت بالفعل في هذا الموقف، فلا تشي بأحدهم سوى لو كانت مصلحتك كبيرة جدًا. وأعني بذلك، لو كانت تلك الوشاية ستخرجك من السجن بعيدًا عن الخطر تمامًا. تلك هي الطريقة المثلى التي تعمل عليها السجون.

لا تنحاز لأي جانب

في السجون يلتف السجناء حول أشخاص معيين. ويشكلون فرق ومجموعات، سواء كانت مبنية على اختلاف الأعراق، أو الطبقات الاجتماعية أو غيرها. وهناك دائمًا رئيس لكل فريق وهو الحامي الأول لهم. وعندما ينضم للسجن فرد جديد، تبدأ المجموعات في محاولة زيادة أعداد أفرادها بهذا النزيل. خاصة لو كان يملك لياقة بدنية، سيكون محض الأنظار. والنصيحة الأهم هنا هي ألا تنحاز لأي فريق. فلا تعتقد أن بانضمامك لمجموعة ستصير لك عائلة وعزوة داخل السجن. بل سيتم توكيل مهام لك باسم المجموعة، وسيظهر لك أعداد من المجموعات الأخرى، وقد تسقط قوة مجموعتك هذه مع الوقت وتتعرض إلى الخطر.

أيًا ما قد تعرضه المجموعات من حماية وامتيازات، فلا تستحق المجازفة أبدًا بحياتك. كما لا يمكن المجازفة بزيادة مدة العقوبة لسوء السلوك داخل السجن. دائمًا ابتعد عن التجمعات والمناقشات الحادة بين السجناء. وكن ثابتًا على موقفك، مهما تعرضت لمشاحنات ومحاولات ترهيب كاذبة. سينسون أمرك بالنهاية ويتركوك وحيدًا بسلام.

النجاة داخل السجن تحتم عدم الثرثرة

قد يكون السجن المكان الأمثل للثرثرة، لقضاء الوقت وملأ الفراغ الكبير. إلا إن ثرثرتك هنا قد تعني نقاط ضعفك أمام من قد يستغلها ضدك. خاصة لو تكلمت عن عائلة وأفراد عائلتك الإناث وحياتك الشخصية. ستجد دائمًا من يستفزك بهذا الكلام في أول عراك بينك وبينه. وهذه الكلمات لن تغضبك فقط، بل ستترك ألم نفسي كبير داخل روحك، وذنب تحمله لمن أساءت بالتحدث عنه في هذا المكان. النصيحة هنا، هي أن تفصل تمامًا بين الحياة خارج وداخل السجن، ولكل مكان مقال. وإن وجب الثرثرة فاختر مواضيع لا تخصك ولا تخص المستمع أيضًا.

كما لا يجب الاقتراب من أي مجموعة أو حديث حتى تتم دعوتك. فلابد من عدم الثرثرة في أمورك الخاصة أو أمور الآخرين الخاصة. لأن هنالك تحفظ كبير بين السجناء على هذه الأسرار. ولا يمكن للنزيل الجديد المشاركة في الأحاديث، سوى بعد استحقاق الثقة. فلا تفرض نفسك، بل انتظر الدعوة.

النجاة داخل السجن تحتم عدم الوقوع في الفخ

هناك عدة أشياء محرم دخولها إلى السجن، وهي الأكثر رغبة عند السجناء. فينتهز البعض منهم رغبة السجناء الشديدة بالمطلوب للربح المادي، بالتعدي على القانون ومحاولات التهريب. لا تقع في هذا الفخ أبدًا، لأن المهَرب قد يعطي لك ما تطلبه في البداية بثمن رخيص، وحين تعتاد وجوده سيكون الثمن أغلى بكثير. وقد يصل الأمر إلى تنفيذ أوامره الكثيرة ليستمر في جلب ما ترغب. على السجين ألا يطلب مساعدة سجين أخر بأي وسيلة، حتى لا يكون في وضع المديون. فحاول الاكتفاء بما يتوفر لديك.

لا تعتمد على العضلات

قد يظن النزيل الجديد أن لديه من القوة والعضلات ما تكفيه لتتغلب على باقي السجناء، وبسط هيمنته على السجن. وهذا ضد تعريف النجاة داخل السجن تمامًا. لأن هناك من هو أقوى منك دائمًا. والنزيل القديم يعرف خبايا السجن وأسراره وله هيمنة على السجناء أقوى من الجديد. سيكون وضع سيء أن تدخل في صراع فرض سيطرة بينك وبين أحد السجناء القدامى. لأن الأقدم سيحاول بكل استماتة البقاء على عرشه.

على الصعيد الأخر، دافع عن نفسك بكل قوتك إن واجهك أي هجوم. لأن الأضعف داخل السجن هو الأقل حظًا للبقاء. لا تظهر أبدًا بمظهر المقهور والمغلوب على أمره. وإن تعرضت لموقف عراك، فدافع بكل ما تملك. وقد يكون المتعارك معك لا يحمل في إنسانيته سوى العنف والقتل والدماء، فلا يجب السكوت عن الأمر، حتى لا يظن السجناء بأنك ضعيف وقابل للهزيمة. فهناك ممن يرغبون في التسلية على من هو أضعف منهم.

لا تسأل عن التهمة

لقد ذكرنا سابقًا وجوب عدم السؤال عن الأسرار خاصة الشخصية، ولا تحدث عنها كذلك. وهنا نذكر نقطة أخرى في غاية الأهمية عند النجاة داخل السجن، وهي عدم السؤال عن سبب دخول السجين إلى السجن. بهذا السؤال أنت لا تحشر أنفك فيما لا يعنيك فقط، بل تضع نفسك في منصب القاضي. وهذه المهنة مكروهة جدًا داخل السجون. فإن كانت هناك فرصة للسؤال، ولا يوجد مانع عند السجين الذي يتم التحدث إليه، وهو يتكلم بنفسه ولا يمانع، يمكن استخدام صيغة “ما التهمة التي تم تلفيقها إليك؟”. هذه الصيغة أقرب إلى قلب السجين، وسيعتقد لو أن السائل في صفه، وسيتقرب إليه.

ولا تتكلم عن تهمتك أنت كثيرًا. وذلك حتى لا يبدأ الحديث عنك بين السجناء. الوحيد المؤهل للحديث معه بحرية، هو المحامي فقط.

لا تتوقع معاملة جيدة من الحراس

النجاة داخل السجن لا تعتمد سوى على الشخص نفسه فقط. لا يمكن حتى للحراس المساعدة في الكثير من الأحيان. وذلك لخوفهم على أنفسهم من التدخل، أو بعجزهم عن المساعدة. فلا تتوقع أن بحسن السلوك ستكون أقرب إلى قلب الحراس. إنهم مشغولين بسلامة السجن ممن هم يشكلون خطر حقيقي. ولا تظن أن التعاون الذي قد تقدمه لهم، سيكون متبادل. بل احذر جدًا من محاولات التعاون معهم، قد يكون لها أغراض أخرى.

أما إن كان سبب دخول السجن هو اختلاس الأموال، أو أيًا ما يتعلق بتلك الأمور المالية، فهنا سيكون الحراس ضد النزيل تمامًا. وهؤلاء هم أكثر السجناء التي يتم تكويل مهام صعبة عليهم. وعلاقة السيئة بين الحراس ومختلسي الأموال، متعارف عليها داخل جميع السجون.

النجاة داخل السجن في اليوم الأول

اليوم الأول منذ لحظة الوصول والأيام الأولى التي تعقبه داخل السجن، هي من أخطر وأهم الأوقات. ولذلك لصعوبتها وعدم التعود على المكان، والشعور بالفقد والحنين إلى البيت. تتجلى هذه المشاعر في صور كثيرة، منها كثرة التعرق والرغبة في التبول، زيادة ضربات القلب والرعشة، الإحساس بالوجع في البطن أو القيء وعودة آلام قديمة. يجب أن يعمل النزيل الجديد على عدم إظهار هذه الرغبات والمشاعر أبدًا، لأنها ستضعف من شخصيته أمام السجناء. وسيكون لقمة سهلة يتناوبون عليها طوال الليل.

يعمل السجناء على إدخال الرعب بشكل أكبر إلى قلب النزيل الجديد، كتسلية لوقت الفراغ أو المقامرة على من سيضعف أولًا من المقبلين الجدد. فلا تنجرف معهم إلى هذه اللعبة، وحاول المحافظة على رباطة جأشك.

لا تفكر كثيرًا بمن تركتهم

كلما فكر السجين بعائلته في خارج السجن، كلما زادت رغبته وحنينه وخوفه عليهم. وعندها سيصير السجن مكان أسوأ بكثير، ولن تستطيع المحافظة على مظهرك أمام السجناء. حاول أن تنسى العائلة والأصحاب، وفكر فقط في بقاء حيًا سالمًا للخروج من السجن. تجنب الانفعالات العاطفية خاصة في اليوم الأول، لأن انطباع الشدة أو اللين الذي ستتركه عند السجناء، هو من سيستمر معك.

كن ودودًا ولا تتعدى الخصوصية

في بداية الفترة داخل السجن، كن على استعداد لمقابلة الود مع من يصلح لذلك. وكن حذرًا أيضًا للابتعاد فور الإحساس بالخطر. لا تقترب من خصوصيات وحاجيات أحدهم، وثق في أن خطواتك مراقبة حتى يعتاد السجناء على وجودك. ولا تسمح كذلك لأحد باستخدام حاجياتك الشخصية، مثل فرشاة الأسنان والملابس وغيرهم.

النجاة داخل السجن تتطلب الحذر

في بداية فترة العقوبة يتوجب على السجين أن يراقب المكان جيدًا. لو توفرت له سبل معرفة مكان السجن والسجناء. احصل على جدول نوم متقطع لمراقبة الوضع في البداية، حتى تعتاد على المكان. ومن ثم يمكنك النوم بهدوء حين تشعر بالأمان.

ابقي عقلك سليمًا

السجون في العموم مجهزة لإخراج أسوأ ما في الإنسان. وقد يدخل فرد صالح من المجتمع، ليخرج منها فرد عنيف ومشوه نفسيًا. لذلك لابد للسجين أن يحافظ على سلامة عقله ونفسيته. وتذكر أن مهما كان سوء المعاملة من السجناء، فهم قد يكونوا أيضًا من أخطاء النظام.

إن توفرت المساحة والإمكانيات، حاول أن تبني لنفسك جدول للرياضة والقراءة. حتى إن كانت التمارين بسيطة، ستساعد على المحافظة على نشاط الجسم وقوته. كما تتميز القراءة بقدرتها على التسلية والتعليم وبقاء القارئ على الدرب الصحيح. وبذلك قد تستغل وقت فراغ السجن في شيء تعليمي صالح لمستقبلك فيما بعد. فلا تنسى أبدًا أن مدة العقوبة ستنتهي. النجاة داخل السجن تحتم الحفاظ على الجسد والروح والعقل من أي مكروه.

خاتمة

طرق النجاة داخل السجن تتمحور حول فكرة التقبل. تقبل الوضع الجديد لتنجو منه، وحاول الاستفادة منه بقدر الإمكان. لا داعي لاستهلاك كامل طاقتك بالتفكير في الهروب كما في الأفلام السينمائية. فقد لا تنجح وتقضي مدة أطول أو تتعرض للخطر الموت، أو تقضي بقية الحياة في هروب مستمر. حافظ على حياتك وعقلك، لتخرج مرة أخرى إلى الحرية والعائلة، وكأن السجن مجرد تجربة سيئة ليس إلا.

أيمن سليمان

كاتب وروائي، يعشق منهج التجريب في الكتابة الروائية، فاز ببعض الجوائز المحلية في القصة القصيرة، له ثلاث كتب منشورة، هُم "ألم النبي (رواية)، وإنها أنثى ولا تقتل (رواية)، والكلاب لا تموت (مجموعة قصص)".

أضف تعليق

12 + واحد =