تسعة
الرئيسية » الغذاء والتغذية » النباتيين : كيف نشأ الاتجاه إلى الاقتصار على تناول النبات كغذاء؟

النباتيين : كيف نشأ الاتجاه إلى الاقتصار على تناول النبات كغذاء؟

في الوقت الحالي يحظى النباتيين أو الأشخاص الذين اختاروا الاقتصار على تناول النبات فقط كغذاء، تعرف معنا على مبادئ هذه الحركة وطريقة نشوئها.

النباتيين

هناك العديد من الخصائص التي تميز الأشخاص النباتيين عن غيرهم من آكلي اللحوم فيما يتعلق بالتغذية، وبشكل عام فإن الحمية النباتية تمنع على متبعيها تناول اللحوم الحمراء والبيضاء، إلا أن النباتية ليست مدرسة واحدة، بل هي عشرات المدارس الفرعية التي يمكن تعديلها وفقًا للحالة الجسدية للإنسان، وفي المقال التالي سنتعرض باختصار إلى أهم أنواع الحميات النباتية، وسنذكر تاريخ بسيط عن ظهورها، لكن المقال بشكل عام سيركز على وجود متبعي النباتية حول العالم منذ ظهورها في القرن التاسع عشر وحتى عصرنا الحالي، والدول التي يكثر فيها عدد متبعيها، والأسباب التي يؤيد بها المتبعون تمسكهم بالنظام وأسباب الرافضين وعلاقة الدين بها، وسنتحدث كذلك عن تأثير النباتية على الصحة العامة للإنسان بالسلب أو الإيجاب، باختصار فإن هذا المقال هو مرجعك الشامل لكل ما يخص النظام النباتي ومتبعيه.

بداية ظهور النباتيين ونشوء حركة الامتناع عن اللحوم

النباتية في بداياتها

الجمعية الأولى للنباتيين تم تشكيلها في إنجلترا في سنة 1847، وكان هدفها توعية المجتمع ولكنها لاقت الكثير من ردود الفعل الساخرة والغاضبة، ومع ذلك فإن بعض الباحثين يشيرون إلى وجود جذور للنظام النباتي في الهند القديمة، وحاليًا يتواجد 70% من نباتيي العالم كله في الهند، كما أن الهند هي البلد الوحيدة التي لا تتناول لحوم الأبقار بسبب تقديس الهندوس لها.

الظهور المكثف للأفراد النباتيين

حتى العقود الأولى من القرن العشرين لم يعرف البشر أي نظام في التغذية يعرف بالنظام النباتي إلا على نطاق ضيق جدًا وباستثناء في بعض الثقافات القديمة مثلما في الهند كما ذكرنا، وبسبب حادثة مؤسفة في الحرب العالمية الثانية فإن النباتيين قد ظهروا على مدار العقود التالية ليصبح أعدادهم بالملايين الآن حول العالم، فعند محاصرة القوات النازية لبعض القرى في هولندا وعدم قدرة الأهالي على إنجاز المبادلات التجارية كما في السابق، فإنهم اضطروا إلى الاعتماد على ما تخرجه التربة لهم بالإضافة إلى الدواجن والمواشي الموجودة لديهم، ومع مرور الوقت انتهت أغلبية المواشي ومصادر اللحوم فاضطر الأهالي إلى الاعتماد بصورة كاملة على الزراعة، أي أن نظامهم تحول تمامًا إلى النباتات، وبعد انتهاء الحرب وانتصار قوات الحلفاء بقيادة أمريكا، فقد أتى أطباء كثر لفحص الأهالي لاعتقادهم أن أجسامهم تحتوي على نقص كبير في البروتين والمواد الأساسية الأخرى، إلا أنهم وجدوا مفاجأة مذهلة، فلم يجدوا أي اعتلال على الإطلاق في صحتهم، بل أن النتائج كانت إيجابية بشكل كامل، فمثلاً وجدوا أن نسبة الكوليسترول منخفضة ومثالية لما يجب أن يكون عليه جسم الإنسان، وبعد دراسات مطولة وجدوا أن النظام الذي اتبعوه قسريًا أفادهم كثيرًا في تحسين صحتهم، ومن هنا بدأ العلماء ينصحون المرضى خاصةً الراغبين في تقليل الوزن بالانضمام إلى صفوف النباتيين .

الاتجاه نحو اللحوم أم الابتعاد عنها؟

هناك العديد من الأمثلة التي تخبرنا بأن تناول اللحوم بكثافة هي مشكلة بالغة تؤثر على صحة الإنسان وعلى البيئة والتغذية العالمية، ولكي نجيب عن هذا السؤال فإننا سنعرض لك بعض المعلومات والأرقام لتقرر أنت بنفسك، ففي المتوسط فإن المواطن الأمريكي يأكل تقريبًا 100 كيلوجرام من اللحوم في كل سنة (وهذا لا يشمل لحوم الحيوانات البحرية)، وقد قال عدد كبير من الباحثين أن النباتيين يستهلكون الموارد الطبيعية بصورة أقل، فمثلاً يمكننا أن نزرع حوالي 10,000 كيلوجرام من البطاطس في مساحة تبلغ فدان واحد، في حين أننا سنقدر على تربية مواشي لتخرج لنا لحوم تزن أقل بكثير جدًا في نفس المساحة، ونسبة 20% من حبوب الذرة التي تنتج في الولايات المتحدة يأكلها الأمريكيون والنسبة الباقية يتم إعطائها للماشية والحيوانات، ونسبة 95% من الشوفان تأكله الماشية في أمريكا، لذلك إذا تخيلنا عدم وجود ماشية في البلاد فإننا سنوفر كمية هائلة من الطعام وكمية أكبر من المياه التي تعتبر من أصعب المشاكل المستقبلية، وقد قامت منظمة خاصة بالفعل بهذا التخيل وأخبرتنا أنه في حالة توفير الحبوب التي تأكلها الماشية في أمريكا فقط فإننا سنقدر على إطعام أكثر من مليار وثلاثمائة إنسان، وهذا يتعدى عدد الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية في البلدان الأفريقية والآسيوية.

النظام النباتي بين القبول والرفض

هناك العديد من الدراسات التي تؤيد النظام النباتي في التغذية، ومع ذلك فإن هناك دراسات أخرى تدخل فيها الاعتبارات الدينية والآراء الشخصية وتتداخل الأيدلوجيات مع بعضها لتكون آراء مضادة، لنجد في النهاية حرب قائمة بين النباتيين وبين الرافضين للحميات النباتية بعنف، لكن إذا نظرنا بحيادية ومنهجية فإننا سندرك أن النظام النباتي المعتدل هو أكثر صحية للإنسان ويحافظ على البيئة بدرجة أكبر، ومن آخر الإحصائيات التي ظهرت أن الحمية النباتية تزيد من نسبة التمثيل الغذائي للإنسان، وتسبب زيادة في سرعة حرق الغذاء بنسبة قد تصل إلى 16% بالمقارنة مع آكلي اللحوم، وذلك على الأقل في الثلاث ساعات الأولى بعد تناول الطعام، وهناك دراسات أخرى قالت أن جسم الإنسان بالأساس موجه لتناول النباتات وليس اللحوم، فضروس الإنسان مشابهة للحيوانات الآكلة للأعشاب، فهي مستقيمة، أي أنها تعطينا القدرة المثالية على تناول النباتات، وليست جاهزة لتمزيق وقطع اللحوم كما في ضروس الحيوانات الآكلة للحوم مثل الأسود والنمور والتي تكون ضروسها حادة وغير مستقيمة، وقالت دراسة بريطانية أن نسبة ذكاء الطفل يمكن أن تعطينا تنبؤات باتجاهه المستقبلي في التغذية، فإذا كانت نسبته عالية فإنه سيكون ضمن النباتيين بالنسبة الأكبر، ومع ذلك علينا أن ندرك أن هذه الدراسة نسبية تمامًا ولا تعطينا أية نتائج مؤكدة، لأن هناك العديد من العقول الذكية والتي قد تكون من أذكى العقول البشرية وهي معتادة على تناول اللحوم.

اللحوم كانت لازمة لتطور العقل

توجد دراسات عديدة أثبتت لنا أن تطور جسم الإنسان كان سيكون من ضروب المستحيلات إذا افترضنا أن البشر اعتمدوا على نظام الحمية النباتية البحتة، وخاصةً الأعصاب في مخ الإنسان، أي أن تناول اللحوم كان ضروريًا لتطور الجنس البشري، وهذه حجة يتمسك بها المعارضين للحمية النباتية، حيث يقولون أن هذا هو ديدن الإنسان منذ زمن وهذه هي الفطرة الإنسانية التي لم تعارضها الديانات السماوية جمعاء.

دراسات تثبت ضرر اللحوم وفوائد النباتية

مما أكده بعض العلماء أنه في حالة تجنب الإنسان للحوم الحمراء فإن هذا سيساعد على قدرته في بعض العمليات الحيوية الهامة، وإذا لم تقتنع بتلك الآراء فإنه لابد أن تقتنع بأن اللحوم المصنعة من الأسباب المؤدية إلى أنواع عديدة من السرطان وذلك حسب ما قالته المنظمة العالمية للصحة (WHO) في السنة الماضية. وقد ذكرت المؤسسة الغذائية الأمريكية (ADA) بأن النباتيين أكثر صحة من الأفراد الذين يتناولون اللحوم بصفة دورية، وبناء على إحصائيات لعدد كبير ومتنوع من الناس فإنهم وصلوا إلى أن النباتيين لديهم وزن مثالي مقارنة بالآخرين، ولديهم معدلات أقل من الإصابة بأمراض القلب التي تعتبر من أكثر الأمراض فتكًا في العالم، وأقل في معدلات الكوليسترول، وأقل في أمراض عديدة مثل ارتفاع ضغط الدم والنوع الثاني من السكر وسرطان البروستاتا وسرطان القولون.

التأثير على البيئة

من الجدير بالذكر أن فضلات الحيوانات التي يتم تربيتها من أجل تناول لحومها تؤثر على البيئة بشكل سيء خاصةً في الماء، والأرقام تشير إلى أن الأمريكيين يخرجون فضلات بوزن حوالي 6,000 كيلوجرام في الثانية الواحدة، والماشية الموجودة في أمريكا تخرج فضلات بوزن حوالي 125,000 كيلوجرام في الثانية، أي أن تقليل تناول الشعب الأمريكي للحوم سيسهم في تقليل فضلات الحيوانات بصورة كبيرة مما سيقلل من الآثار البيئية السلبية، وهذا ما قامت به إدارة مجلس مدينة لوس أنجيلس في سنة 2012، حيث اتفق المجلس بالإجماع على أن تكون كل أيام الإثنين بلا لحوم، وهذا جزء من خطة عالمية لتقليل استهلاك تناول اللحوم للأسباب الصحية والبيئية. وعدد الحيوانات التي يتم قتلها في الولايات المتحدة في الساعة الواحدة هو نصف مليون حيوان.

لماذا يرفض النباتيون تناول اللحوم؟

هنالك العديد من الأسباب التي يمكن أن تدعوهم إلى هذا، لكن أكثر الدوافع شيوعًا هما دافعان، الأول هو التعاطف الإنساني مع الحيوانات باعتبارها أرواح، لذا فإنهم غير قادرين على تناول لحوم تلك الحيوانات التي يرونها لطيفة مثل العصافير والحمام والحيوانات بشكل عام، كما أن هنالك العديد من المصانع والمزارع الكبرى التي تقوم دوريًا بممارسات عنيفة ضد الحيوانات وذلك وفقًا لتقارير عديدة أشهرها المقاطع المرئية التي ظهرت على شبكة الإنترنت منذ عدة سنوات لعمليات وحشية تقوم بها المزرعة المختصة بتوفير الدجاج إلى شركة كنتاكي الشهيرة التي تملك آلاف الفروع في أكثر من مئة دولة، فهناك كميات كبيرة من الدجاج لا تموت في عملية الذبح وتموت في المراحل التالية، لذا فإنها تتعذب لساعات طويلة قبل أن تخرج روحها، والمشكلة تكمن في أنه لا يمكننا إقامة دعوى قضائية ضد المزرعة، لأن قانون الذبح الإنساني في أمريكا حيث توجد المزرعة لا يشمل الحيوانات الداجنة، لذلك فإنهم غير مضطرين إلى إفقادها الوعي قبل ذبحها، باختصار فإنهم سيفعلون ما يحلو لهم للدجاج الذي يعتبر أكثر الطيور التي يتم تناولها في كوكبنا على نطاق عالمي، لذا فإن قوانين تعذيب الحيوانات ليست فعالة في العديد من الدول العالم، ويمكننا أن نجدها غائبة بشكل خاص في دول أمريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية وآسيا وأفريقيا، وفي نفس الوقت الذي يقوم به العالم المتحضر بتلك الممارسات الوحشية فإن هنالك الكثير من القبائل البدائية التي تحترم الحيوانات وحتى المفترسة منها وتتعايش بينها بشكل عادي، بل أن بعضها يقدس أنواع معينة من الحيوانات.

الأسباب الأخرى لرفض النباتيين اللحوم

أما السبب الثاني فهو الحفاظ على الصحة والرغبة في فقدان الوزن، ولعل دافع إنقاص الوزن هو أكثر دافع يزيد بعدد النباتيين في العالم بنسبة تصاعدية بين الدوافع الأخرى، فهناك العديد من الأطباء بدأوا في العقود الماضية بنصح مرضاهم بالتوجه إلى الحميات النباتية كي يصلوا إلى الوزن المثالي بالنسبة لهم، أما الأسباب الأخرى فيمكن أن تكون قليلة من ناحية نسبة عدد النباتيين إلا أنها موجودة مثل الدافع السياسي، فبالبعض ينظر إلى تجارة اللحوم باعتبارها من أنواع التجارة المرتبطة بالإمبريالية والرأسمالية، وأن الاتجاه نحو الأنظمة النباتية يمكن أن يوفر للفقراء الغذاء الكافي لهم ويمكن أن يحل العديد من المشاكل مثل ندرة الماء والتقليل من الأراضي المستخدمة للزراعة اللازمة لتغذية الماشية وأيضًا توفير مساحة الأراضي نفسها، لذا فإن تلك الأفكار تدخل في البرنامج الانتخابي لبعض الأحزاب السياسية، لكن هذا الأمر نجده في عدد محدود من الدول مثل نيوزيليندا وهولندا ودول أخرى، والدافع البيئي مرتبط أيضًا بالدافع السابق، فكما ذكرنا سابقًا هنالك العديد من الآثار السلبية التي يمكن أن تتسبب بها تجارة اللحوم وكثافة تناولها وأخطرها تلوث الماء والهواء، فهذا العدد الهائل من الماشية هو عبء ثقيل على البيئة، كما أننا نجد في النهاية كل هذه النتائج تؤثر في الاحترار العالمي الذي أصبح الشغل الشاغل لمنظمات البيئة وحتى السياسيين وكبار قادة العالم، أما الأسباب الأقل شيوعًا فهي الأسباب الجمالية والثقافية، حيث يكون لبعض الأفراد تاريخ قديم في الإيمان بأخلاقيات الحميات النباتية أو شيوعها في الثقافة كما في بعض القرى الهندية.

هل يحصل النباتيون على كل ما يحتاجه الجسم؟

يرفض البعض الاتجاه إلى الحميات النباتية لأنهم يظنون أن النباتيين لا يحصلون على كافة المغذيات التي يحتاجها الجسم وبالتحديد البروتين، ولكن الواقع أن النباتي يحصل على كمية كبيرة من البروتين من مختلف النباتات، وبالطبع قد تجد بعضهم أقل في نسبة البروتين بالمقارنة مع من يتناولون اللحوم باستمرار، لكن المشكلة ستكون في الفرد نفسه وليس النظام، وهذا يعتمد أيضًا على نوع النظام، فهناك أنظمة معتدلة تتيح للإنسان تناول البيض ومشتقات الألبان، ومن المعروف أن البيض هو أكثر الأغذية التي تحتوي على البروتين، بل وحتى الحمية النباتية البحتة يمكن أن توفر لمتبعيها مصادر أخرى للحصول على البروتين والمغذيات الأخرى، لكنها في الغالب تكون مرتفعة الثمن بالمقارنة مع الأطعمة الأخرى مثل الفسدق والبندق وحليب الصويا وغيرهم، لذا فإن انتشارها محدود في الدول الفقيرة والنامية. لكنك قد تجد عدد كبير من النباتيين الذين يعانون من نقص في فيتامين ب12 لأنه لا يأتي إلا من مصادر حيوانية، ويربط العلماء هذا النقص بضعف العظام.

أنواع النباتيين

هناك العديد من الأنواع الخاصة بالحميات النباتية، وتختلف بشكل كبير في الأطعمة المسموح بتناولها، ولكل منها تأثير معين، كما أن الطبيب قد ينصح أحدهم بالاتجاه نحو حمية معينة وينصح آخر بحمية مختلفة، فكل هذا يعتمد على المكونات الناقصة في جسم الإنسان، إلا أن الحمية الأكثر انتشارًا والتي يُنصح بها مرارًا هي الحمية النباتية المعتدلة أو شبه المعتدلة، وفيما يلي أهم الأنواع.

الحمية النباتية البحتة

هي أكثر الحميات تطرفًا، حيث يمنع متبعها من تناول كافة أنواع اللحوم وكذلك مشتقات الألبان الحيوانية بشكل كامل، ويمنع فيها أيضًا تناول كافة أنواع الجبن سواء كانت ذات نسبة منخفضة من الدهون أو أنها لا تحتوي على أملاح أو ذات نسبة قليلة من الدسم، وبالضرورة فإن الزبادي ممنوع، ويمتد التطرف ليشمل كل أنواع الحيوانات البحرية، لكن العنصر الأقسى هو منع تناول السمن والزبد حتى ولو بنسب ضئيلة، وكذلك منع تناول المواد المحتوية على مواد صناعية مهما كانت حاصلة على شهادات ثقة من منظمات الصحة العالمية والمحلية، أي أنه في حالة دخولك السوق ستجد أغلب المنتجات الصناعية ممنوعة وربما كلها، ويمنع أيضًا تناول السكر أو الملح والأطعمة المحتوية عليهما، وكذلك يمنع استخدام الزيت النباتي في تحضير الأطعمة بكل أنواعه حتى زيت جوز الهند وزيت الزيتون أي كافة الزيوت العطرية وغير العطرية.

الحمية النباتية المعتدلة أو الوسطية

هي الحمية التي تلائم أغلب النباتيين ، فهي تعمل على منع المواد التي يمكن أن تتسبب في زيادة العبء على أجهزة الجسم وتسمح بعدد كبير من المكونات المفيدة، لكن بالطبع فإنها تمنع تناول اللحوم باستثناء بعض الأنواع القليلة، والخبر الجيد أنه بإمكانك أكل الجبن المحتوي على دهون منخفضة والبيض وبعض مشتقات الألبان مثل الزبادي بشرط أن ينزع منه الدسم وكذلك يسمح بوجود ملح الطعام، ولكن في أغلب البرامج الخاصة بها توجد تحديدات خاصة بالنسب التي يجب عليك اتباعها. ولكن الخبر السيء هو أنك ممنوع من تحضير الطعام بالزبد والسمن الحيواني حتى إذا كانت النسبة قليلة، لذا فإنهم يضطرون إلى استخدام الزيت بأنواعه المختلفة وبنسب قليلة.

الأنظمة الأخرى

النظام نصف النباتي هو يشبه النظام سابق الذكر لكن من المسموح فيه تناول بعض أنواع اللحوم والحيوانات البحرية لكن بنسب معينة، وكذلك البيض واللبن منزوع الدسم ومشتقات الألبان الخفيفة ذات النسب القليلة من الملح، وباختصار فإنه بإمكانك أكل أغلب ما يمنعه النظام السابق لكن لمرة أو إثنتين في كل أسبوع، ومؤخرًا جذب هذا النظام عدد كبير من النباتيين بسبب عمليته وإفادته للجسم. وأخيرًا نذكر نباتية البيض واللبن وهو نظام شبيه بالأنظمة الأخرى لكن كما يظهر من اسمه فهو يسمح لك بأكل البيض وشرب اللبن منزوع الدسم، وبالطبع فإنك محروم من أكل اللحوم كلها.

معلومات هامة عن النباتيين

من متبعي النباتية الذين يتبعون حمية أقسى نجد البوذيين، فهم يمتنعون عن أكل بعض الخضروات مثل البصل والثوم بسبب رائحتها التي يمكن أن تهيّج الدم وفقًا للمعتقدات البوذية. وفي الغالب نجد الرافضين للحمية النباتية هم من المتدينين والأشخاص المنتمين للأفكار اليمينية، إلا أن بعض رجال الدين المسيحيين يقولون أن المسيحية متوافقة أكثر مع النباتيين لأن هذا النظام يحقق القيم المسيحية مثل الرحمة والتعاطف، لكن عددهم قليل وفي أكثر الأوقات تكون حججهم ضعيفة. وفي دراسة قامت بها مجلة تايم في سنة 2006 أظهرت أن العدد التقريبي لعدد النباتيين في الولايات المتحدة هو 7.3 مليون فرد، وهذا يمثل 3.2% من عدد السكان تقريبًا، ومن ضمنهم يوجد 0.5% من متبعي النباتية البحتة أو الصارمة. وفي المملكة المتحدة هناك 6% من السكان من متبعي النباتية، وهي النسبة المئوية الأعلى في العالم كله. وبشكل عام فإن النظام الخاص بالحمية النباتية يحتوي على نسب أقل من السعرات الحرارية لكن نسب أعلى من الألياف الغذائية التي تجعل الإنسان يتوقف عن الشعور بالجوع إذا أكل كميات قليلة منها مقارنة بالأغذية الأخرى، لكن في بعض الأنظمة يمكن أن تزيد جرعة السعرات الحرارية في حالة تناول الإنسان لكميات كبيرة ومتنوعة من الجبن والبندق.

أشهر النباتيين حول العالم

منهم ليوناردو دافينشي الرسام الشهير، وخلال عصر النهضة فإن دافينشي كان أول المفكرين الذين دافعوا عن قضية تعذيب الحيوانات، وتبعه عالم الاجتماع إيمانويل كانط وعالم الرياضيات والفيلسوف رينيه ديكارت وتوماس هوبز أيضًا، وفي العصر الحديث نذكر هنري فورد رجل الأعمال صاحب شركة فورد للسيارات وبراد بيت الممثل الأمريكي وفي العالم العربي نذكر الإعلامي باسم يوسف الذي ذاع صيته بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، فهو من متبعي الحمية النباتية الصارمة، ويذكر بعض المؤرخين أن هتلر اتبع الحمية النباتية بسبب خوفه من المضاعفات التي قد تحدث بسبب تناول اللحوم وليس لاعتبارات إنسانية كما يدعي البعض. وقديمًا نذكر الفيلسوف وعالم الرياضيات الإغريقي فيثاغورث الذي عاش في القرن السادس قبل الميلاد، وقد كان اسمه مرتبطًا بالنظام النباتي بشكل كبير حتى العصر الحديث، وتذكر بعض المصادر أن أتباع المدرسة الفيثاغورية اتبعوا تعاليمه في التغذية كما اتبعوا أفكاره في الفلسفة والعلوم. وأيضًا بينجامين فرانكلين الذي تحول من نباتي إلى آكل لحوم لتغير قناعاته في آخر حياته، والكاتب الروسي ليو تولستوي قد امتنع عن تناول اللحوم بسبب شعوره بالشفقة تجاه الحيوانات.

علي سعيد

كاتب ومترجم مصري. أحب الكتابة في المواضيع المتعلقة بالسينما، وفروع أخرى من الفنون والآداب.

أضف تعليق

1 × 4 =