تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الحمل والانجاب » كيف استخدم المنظفات أثناء الحمل وهل هي آمنة؟

كيف استخدم المنظفات أثناء الحمل وهل هي آمنة؟

عزيزتي الأم إليكِ مخاطر استخدام المنظفات أثناء الحمل بشكل خاطئ على صحتك وحياة جنينك، وتعرفي معنا أيضًا ما هو المقبول وغير المقبول في استخدامها، وكيف يُمكنك تنظيف منزلك باستخدام بدائل آمنة طيلة فترة حملك والبعد عن المخاطر.

المنظفات أثناء الحمل

تعتبر فترة الحمل من الفترات الأكثر حساسية في حياة المرأة؛ فيكون جسمها على المستوى الظاهري والداخلي عالي التحسُّس من كل شيء، ومن ضمن أشكال هذه الحساسية تحسُّس جلد وحاسة الشم والجهاز التنفسي لدى الحامل من روائح أو ملامسة المُنظفات والدهانات والعطور ذات الرائحة النفاذة. فهل يُمكن أن يؤدي هذا التحسُّس من استخدام المنظفات أثناء الحمل إلى الإضرار بصحة وحياة الجنين؟ هذا ما سنعرفه خلال الموضوع التالي.

مخاطر الكلور على الحامل

الكلور من الغازات الكيماوية شديدة السُّمية والحُرقة إذا تم استنشاقها أو ملامستها للجلد بصورة أكبر من الحدود الطبيعية، ولكنها في الوقت نفسه يتم استخدامها في تنقية مياه الشرب وتبييض الملابس وتطهير الأسطح والمراحيض والأرضيات بنسب محدودة آمنة ووفق اعتبارات مُحدّدة، فلا يخلو منزل من وجودها ولا تتصور امرأة حياتها بدون استخدامها. ولكن كما ذكرنا فإن للحامل وضعًا خاصًا، فأنفها شديد الحساسية يلتقط أبسط الروائح ويتفاعل معها كما يتفاعل معها جنينها بالضبط.

ورغم ما يتميز به الكلور من رائحة قوية نفاذة خانقة وغير مُستحبة وما قد يُسبّبه للحامل من متاعب وحساسية صدرية وجلدية وحروق عند لمسه بكميات كبيرة أو لفترات طويلة، إلا أنه وحسب ما أفادت به الرابطة الأمريكية للحمل لا مانع من ضمّ الكلور إلى قائمة المنظفات أثناء الحمل، طالما أن التعامل معه يتم بشكل حذِر ولفترات قصيرة عابرة، وطالما أن حالة الحامل الصحية مُستقرة لا تُعاني من القيء أو تقلصات الرحم المستمرة. بينما يُمنع استخدامه لمن يُعانينّ من هذه الأعراض لدوره في تهييج الرحم، وبالتالي زيادة القيء والانقباضات الرحمية عما هي عليه، كما يُمنع استخدامه من قِبل الحوامل في الثُلث الأول من الحمل باعتبارها الفترة الأكثر حساسية على الإطلاق في حمل المرأة لارتباطها بتكوّن الجنين.

كما وضعت الرابطة الأمريكية للحمل مجموعة من النصائح لابد من إتباعها لتفادي مخاطر استخدام الكلور ضمن المنظفات أثناء الحمل نذكر منها:

  • ارتداء قفازات سميكة وملابس طويلة الأكمام، ويُفضّل كمامات أثناء التعامل مع الكلور للوقاية من تهيُّج الجلد أو الجهاز التنفسي وبالتبعية الرحم والإضرار بالجنين.
  • فتح النوافذ في مكان التنظيف لجعله جيد التهوية وعدم استخدام الكلور لتنظيف مكان مُغلق غير جيد التهوية لتجنب مخاطر الاختناق وتهيُّج الشُعب الهوائية.
  • عدم خلط المُنظفات القوية مثل الكلور والفلاش مثلًا، فعلى مستوى التنظيف يُبطل كل منهما الآخر، وعلى مستوى الخطورة فلهذا المزيج خطورة كبيرة على الحامل والجنين.
  • يُمكنك لأمانك وأمان جنينك استخدام المنظفات أثناء الحمل من التركيبات الطبيعية غير المُضرة أو المؤذية مثل: خلط الخل وبيكربونات الصوديوم “الكربوناتو” للتخلص من الدهون والبقع المُستعصية بصورة آمنة.

استخدام المنظفات أثناء الحمل :هل الديتول يؤثر على الحمل؟

تتهافت علينا يوميًا مئات الإعلانات عن صابون ومطهرات وسوائل تنظيف الديتول المقاوم للبكتريا وغيره من عشرات الماركات المُشابهة في خصائصها المُطهرة. وتجد في المُقابل ربات البيوت بما فيهن الحوامل يتسارعون لشراء مثل هذه الأنواع على الصابون، بهدف حماية أسرهن وأنفسهن وأطفالهن بل وأجنتهن من هجمات الجراثيم التي تضر بصحتهم وتهددهم بالإصابة بالأمراض والمُضاعفات التي قد تُصيب الأجنة عبر اختراق أجسادها الصغيرة من خلال اختراق جسم الأم أولًا.

ولا تعرف هذه الأم المسكينة أنها تُقدّم الإيذاء لجنينها على طبق من ذهب عبر استخدام مثل هذه الأنواع من الصابون المُضاد للجراثيم، والتي أثبتت الدراسات الحديثة (2010- 2014) احتوائها على مادة “التريكلوسان” التي تؤثر على النمو العصبي للجنين بحدّها من وصول هرمون الأستروجين إليه من أمه إلى جانب تسرُّب المادة ذاتها إليه عبر المشيمة، إلى جانب زيادة احتمالات الولادة المُبكرة أو ولادة طفل مُبتسر.

وعلى جانب أبعد بعض الشيء، يؤثر استخدام الرجال للصابون المُضاد للبكتريا على خصوبتهم وقدراتهم الإنجابية ومدى فعالية الحيوانات المنوية التي يُنتجونها، مما يُسبّب العُقم أو ولادة طفل يُعاني من خلل أو اضطرابات. جدير بالذكر أن مادة “التريكلوسان” لا توجد فقط بصابون الديتول أو مُنتجات الصابون المُضاد للبكتريا الأخرى، ولكنها موجودة أيضًا في بعض معاجين الأسنان، المُنظفات، بعض اللوحات والسجاد وألعاب الأطفال، مما يُفسر وجودها في بول ودماء الحبل السري لنحو نصف عدد الحوامل.

علاج استنشاق الفلاش للحامل

الفلاش أو كربونات الكالسيوم وهي مادة مُنظّفة مُزيلة للترسبات الجيرية في المراحيض، تمتاز بأنها شديدة القوة قريبة الشبه في الرائحة من حمض الكبريتيك المعروف بماء النار، بينما يضم تركيبها الكيميائي حمض الهيدروكلوريك أو حمض النيتريك وقد تُسبّب تآكلًا وحروقًا للجلد عند اللمس أو اختناقًا عند الاستنشاق. وهي من أخطر أنواع المنظفات أثناء الحمل في حال الاستخدام لفترات طويلة من الزمن في مكان مُغلق سيء التهوية ودون استخدام التدابير الوقائية كارتداء الكمامات أو القفازات الواقية.

مما يرفع نسبة إصابة الحامل بالاختناقات أو تهيُّج المسالك الهوائية والحساسية الصدرية والجلدية، مع تسجيل بعض حالات الإجهاض بعد الإفراط في استخدامه، على الرغم مما تنفيه الدراسات والأطباء من دور المنظفات أثناء الحمل في ذلك. الأخطر من ذلك، ما تفعله بعض النساء من خلط الفلاش الغني بالأمونيا بالكلور المُبيّض سعيًا وراء مزيد من النظافة، لا تعلمن أن ذلك الخلط يُنتج أبخرة شديدة السُميّة الكيميائية تُصيب بالاختناق وقد تؤدي إلى الوفاة إن لم تُجرى للحامل إسعافات أولية خاصة بالتسمم الكيميائي، وهو ما يؤثر بدوره على الجنين. في حال اختناق الحامل برائحة الفلاش أو الكلور أو المزيج المُكوّن من كليهما يُرجى إسعافها على النحو التالي:

  • إخراج الحامل من المكان الذي تعرّضت فيه للاختناق إلى مكان آخر جيد التهوية، ويُفضّل أن يكون مكان مفتوح نقي الهواء.
  • خلع الملابس الضاغطة على الجسم مثل حاملات الصدر، الملابس الضيقة، أي شيء يلتف حول العنق.
  • وضع الحامل مُستلقية على ظهرها مع إمالة رأسها إلى الوراء برفع ذقنها لأعلى لفتح مجراها التنفسي ووضع الخد بالقرب من أنفها وفمها للشعور بوجود تنفس من عدمه.
  • في حال عدم الشعور بوجود نفس لا بد من عمل إنعاش رئوي سريع للحامل لتلافي مُضاعفات توقف التنفس عليها وعلى الجنين.
  • لإجراء الإنعاش الرئوي، ابق على الرأس مرفوعًا مع سد فتحتي الأنف، خذ نفسًا عميقًا وضع شفتيك على شفتيها بشكل مُحكم مع فتح فمها وانفث أنفاسك داخله.
  • راقب حركة صدر المُصابة صعودًا وهبوطًا واستمر في إجراء الإنعاش حتى ينتظم التنفس وقم بتغطيتها إن كانت تشعر بالبرد أو الرعشة مع تهدئة روعها واصطحابها إلى المستشفى فورًا للاطمئنان عليها وعلى الجنين من حدوث أي مُضاعفات.

تأثير الروائح على الجنين

كما سبق وأوضحنا، فإن حاسة الشم لدى الحامل شديدة الحساسية لذا فإن الروائح النفاذة تؤثر فيها بسهولة وشدة وقد تتسبّب في الإضرار بجنينها خاصةً خلال القسم الأول من الحمل “الثلاث شهور الأولى”، لذا على الحامل تجنب استخدام المنظفات أثناء الحمل ذات الروائح النفاذة وكل ما يتضمن في تعليمات استعماله إشارة إلى وجود سُميّة. ويُمكن حصر الروائح والمواد التي على الحامل تجنبها في:

  • روائح المُبيدات الحشرية أو عجائن قتل الحشرات والقوارض باللمس المُباشر لتأثيرها على النمو العصبي للجنين ونمو خلاياه الدماغية.
  • روائح دهانات الحوائط وكُل ما له علاقة بها من سوائل أو مواد كيماوية.
  • روائح طلاء الأظافر والأسيتون إذا ما تم استخدامه في مكان غير جيد التهوية.
  • روائح مُعطرات الجو ومعطرات الملابس وبخاخات تلميع الأخشاب.
  • روائح صبغات ومواد فرد الشعر كالبروتين والكيرياتين.

العطور ومُزيلات العرق إذ تحتوي أشهر ماركات العطور على حمض الفثاليك الذي ثبُت علميًا تأثيره على الجهاز التناسلي لدى الأجنة الذكور من خلال إصابته بالعيوب الخلقية، أو الاعتلال مثل احتباس الخصية في البطن وعدم نزولها لمكانها الطبيعي داخل كيس الصفن، خلل الجهاز البولي. وجدير بالذكر أن تعرّض الحامل لاستخدام المنظفات أثناء الحمل والمواد ذات الروائح القوية النفاذة ولو كانت مواد عطرية بكميات كبيرة ولفترات طويلة مُتكررة يعمل على إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية، نقص وعدم اكتمال نمو أعضاء الجسم، موت الجنين أو ولادته قبل موعده الطبيعي، ولادة طفل مُصاب بأحد أشكال الحساسية المناعية.

يُمكنك استخدام مُنظفات ومُطهرات طبيعية من الخل وبيكربونات الصوديوم أو ملح الليمون، إضافة ماء الورد أو ماء الزهر لماء الشطفة الأخيرة للملابس لمنحها رائحة ذكية بعيدًا عن معطرات الملابس، شطف الملابس جيدًا عدة مرات من آثار المسحوق لتجنب الحساسية الجلدية، استخدام خليط الشبة مع المسك وبودرة الأطفال للتخلص من رائحة العرق والمخمرية لتعطير الجسم والشعر بدلاً من العطور، والحناء الطبيعية بدلاً من الصبغات. مع عدم وجودك بالمنزل أثناء رشه من الحشرات أو دهانه، ويُمكنك الاستعاضة عن رش المُبيدات الحشرية بعجائن التخلص من الحشرات والقوارض بشرط ارتداء قفازات ويُفضّل كمامة عند الاستخدام.

تأثير رائحة الدهان على الجنين

غالبًا ما تحلم كل أم بلحظة دهان غرفة وليدها القادم وتُريد أن تختبر هذا الشعور بنفسها كأفضل عامل دهان خاصةً إن كانت تلك هي مرة حملها الأولى، ولكن يؤسفني عزيزتي أن أخبرك أن هذا الحلم قد يؤثر على صحة وليدك المُستقبلي خاصةً في حال التعرض لرائحة الدهان ولمسه خلال أشهر حملك الأولى.

فحسب الدراسات فإن التعرض لاستنشاق المُذيبات الكيميائية المُستخدمة في تصنيع الدهانات بشكل مُنتظم ومُتكرر أثناء الحمل قد يتسبب في ولادة طفل يُعاني من انشقاق البطن الخلقي أو ما يُعرف بالفتق السُري “خروج أمعاء الجنين من البطن عبر ثقب الحبل السري لديه”، ويُصيب الخطر ذاته طفلك حديث الولادة إلى جانب ارتفاع احتمالات إصابته بالحساسية الصدرية، لذا فمن الأفضل أن يتولى أحد عنكِ هذه المهمة، وإن كنتِ مُصرة على خوضها فعليكِ إتباع النصائح التالية لحمايتك وحماية طفلك من التعرض لتأثير المُذيبات الكيميائية في الدهانات:

  1. ارتداء القناع المُخصص للقيام بأعمال الطلاء المنزلي، وهو قناع مُنقّي للهواء الوارد إلى أنفك عبر فلتر خاص لتنقية الهواء ضمن تركيبه.
  2. ارتداء ملابس غير كاشفة لأي منطقة بالجسم لمنع ملامسة الطلاء لجلدك وإصابتك بالحساسية الجلدية أو تسلل المواد المُذيبة إلى جسمك عبر الجلد.
  3. عدم وضع أي أطعمة أو مشروبات أو تناولها في مكان العمل لتجنب التقاطها لأي روائح أو مُلامسة من مواد الطلاء.
  4. استخدام دهانات خالية من المركبات العضوية عالية التبُّخر.
  5. الحصول على فترات راحة أثناء العمل في طلاء غرفة الصغير في مكان جيد ونقي الهواء، مع عدم إطالة مدة العمل.
  6. عدم كشط الطلاء القديم لتجنب استنشاق غبار الرصاص الناتج عنه.
  7. فتح النوافذ بعد الانتهاء من عملية الطلاء اليومية لتجديد الهواء والسماح للأبخرة بالتطاير وعدم المكوث أو النوم في الغرفة المطلية.
  8. الاستعانة بالدهانات المائية أو الأكريليك بدلًا عن الدهانات الزيتية.

والآن عزيزتي الحامل، وبعد أن تناولنا معك تصرفاتك الخاطئة في التعامل مع المنظفات أثناء الحمل وكيف يُمكن أن تُسبّب أضرارًا بالغة لجنينك فهل يُمكنك الإقلاع عنها الآن من أجله؟

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

ياسمين أنور

حاصلة على ليسانس لغة عربية جامعة الإسكندرية، شغوفة بالقراءة والاطلاع وأحب عملي ككاتبة جدًا وما يدفعني للأمام هو تشجيكم لي.