نحن نعرف جيدًا تصرفات المخطوبة حديثا في الفترة التي تلي الخطوبة مباشرة، وكيف يصبح الوضع مأساويًا حينما تجدون أنفسكم تواجهونه صاغرين ولكن الجزء الأكبر من المأساة تواجهنه صديقاتها وكلما كانت الصديقة مقربة كلما كانت مأساتها أكبر لذلك سنتحدث اليوم عن إزعاج المخطوبة حديثا وكيف يمكننا التعامل معه، وقبل أن نتحدث عن التعامل نتحدث عن نوعية التصرفات:
استكشف هذه المقالة
ماذا تفعل المخطوبة حديثا لجذب الانتباه؟
كل التصرفات التي تفعلها المخطوبة حديثا هي حشر الخطوبة وخطيبها في كل شيء وأي شيء وفرضه على كل الأحاديث والأحداث بحيث أن كل الطرق تؤدي إلى خطيبها وكل البدايات تأتي من عنده فلا مفر منه إلا إليه وأبرز هذه التصرفات:
الحديث الدائم عن خطيبها بشكل ممل
لا تتحدث المخطوبة حديثا عن أي شيء في الكون سوى عن خطيبها، لا تصنع أي شيء في حياتها سوى بمشاركته، لا تشرب المياه إلا إذا أخبرته، لا تدخل تستحم إلا بمباركته، لا تفتح الباب إلا باستشارته ولا تغلقه إلا بإشارته، إن كان هناك حتى أمر لا يخصها فلابد أن تقحمه فيه أيضًا فحتى إن تكلم شخصان عن كرة القدم أمامها فلابد أن تتحدث عن الفريق الذي يشجعه خطيبها، أو حتى أنه لا يشجع فرق كروية من الأساس، إن أتت سيرة تونس فلابد أن خطيبها من تونس أو زار تونس أو يفكر أن يزورها، وإن لم يكن له علاقة بها فلا ريب أنها ستلفت النظر أن خطيبها لم يأتِ بسيرة تونس بعد، إذا مررنا من شارع فهذا هو الشارع الذي يحب خطيبها أن يمشي فيه وهذا هو المقهى الذي يجلس فيه وهذا هو الكشك الذي يشتري منه السجائر، وإذا جلسنا في مطعم فستأكل الأكلة التي يحب أن يأكلها خطيبها، وهذا شيء يجعلنا نكره خطيبها حتى قبل أن نراه.
صورهما التي تبدو كأمير وأميرة من الأحلام
تصر المخطوبة حديثا دائمًا على التأكيد على أنها استثنائية بالتالي تريكِ دائمًا صورها التي تبدو فيها كأميرة من الأحلام، وخطيبها أميرها بالطبع، وتريد منك احتفاء زائدا بالصور، ليس هذا فحسب بل تغرق كل وسائل التواصل الاجتماعي بصورهما، وقد يتزوجان وينجبان وابنهما يذهب إلى المدرسة ثم إلى الجامعة ويتخرج وهي لا زالت تنشر صور الخطوبة كما لو كانت بالأمس، لا ننكر عليها فرحتها بالطبع، ولكن باعتدال وباتزان.
الحديث الدائم عن الدبلة وإبرازها
مداعبة الدبلة، تحريك أصبعها الذي ترتدي فيه الدبلة، تتحدث عن أن الدبلة تتعب أصبعها أو أنها واسعة عليه أو أي جملة تقحم فيها كلمة “الدبلة” أو خاتم الزواج، كي تذكر اليوم الذي ذهبت فيه لشراء هذه الدبلة وإصرار خطيبها على هذه دون غيرها وحكي الموضوع كأنه أسطورة، وهذه ليست مشكلة فهي صديقة وقد تتحملها صديقاتها، ولكنها لا تلاحظ أنها تحكي هذه القصة للمرة العشرين بعد المائة الرابعة، ألا يكفي؟ يوجد موضوعات أخرى في الحياة.
يتحول الخروج معها إلى رعب بسبب خطيبها
إما أنها تنظر إلى هاتفها أو تتحدث فيه، هذه هي طقوس المخطوبة حديثا، وحتى إن لم تكن تتحدث إلى خطيبها فلابد أنها ستقوم بالاطلاع عليه كل خمس دقائق حتى تتأكد أنه لم يتصل أو يرسل شيئًا ولكن دعك من هذا فالرعب الحقيقي يأتِ في مرحلة أخرى حينما تقابلان صديقًا ذكرًا مثلا، بالطبع لا يمكن أن يجلس معكن لأن خطيبها غيور جدا، لا يمكن أن يقف حتى معكن لأن أحدًا ممكن أن يراها ويذهب كي يقول لخطيبها، وأشياء من هذا القبيل، تجعلك تكرهين اليوم الذي تم خطبتها فيه.
لماذا تصبح هذه التصرفات مزعجة؟
بالطبع لا تحب أي فتاة لصديقتها ألا تنال القدر الكافي من الفرحة، من حقها أن تفرح بالطبع، ولكن ليس بكل هذا القدر الذي تسيطر فيه وحدها على كل اللقاءات، تسيطر هي وخطيبها، يصبح هو موضوعًا لكل اللقاءات، كما أنها لا تريد اهتمامًا عاديًا، تريد اهتمامًا أسطوريًا يليق بالحالة الأسطورية التي تتوهمها عن خطبتها والتي لا تفرق عن أي خطبة أخرى وليس هناك أي فارق بينها وبين غيرها على الإطلاق فأي اهتمام عادي تفسره على أنه إما غيرة أو تجاهل متعمد وبالتالي يصبح الجميع تحت ضغط ويضطرون إما إلى نفاقها وإظهار مشاعر عكس ما يبطنون أو تفسر الأمور على هذا النحو، لعلنا الآن فهمنا مصدر الإزعاج.
ماذا تفعلي للتعامل معها بشكل لائق؟
لا ريب أن هناك طريقة للتعامل مع مثل هذه الشخصية فلا يمكن تصور البقاء في هذه العزاء صابرة تفتعلي الابتسامات وتصطنعي الانفعال على تفاصيل خطبتها التقليدية والتي تظنها هي استثنائية وتنافقيها حتى تظلين صديقتها، تستطيعين إيقافها عند حدها أليس كذلك؟ والآن إليكم الخطوات التي يجب التعامل بها وهي حازمة قليلا ومتدرجة حسب الحالة:
إعطاءها الاهتمام المناسب للحدث
لا نقول أن المخطوبة حديثا لا تأخذ الاهتمام، فهي بالطبع من حقها أن تأخذ الاهتمام المناسب ولكن بعد فترة لا يصبح اهتمام ويصبح الحديث عنه مثل الطبخة المبيتة، لذلك يجب إعطاءها الاهتمام المناسب بدون افتعال “جميلة” أو “ابتسامة” أو أيًا كان، لا ينبغي تصنع الانفعال من أجلها حتى تشعر أن هذا هو عدم الغيرة أو الحسد من ناحيتك تجاهها.
التجاهل
التجاهل أسلم حل إذا كان الاهتمام المقتضب المناسب لطبختها المبيتة هذه لا يأتي بنتيجة، تحكي لك للمرة المائة قصة خطيبها الهمام حينما فتح لها باب المطعم أو أرجع لها الكرسي حتى تجلس أو أي من هذه المواقف العادية جدا والتي من الطبيعي أن تحدث، وهو التجاهل، عدم وجود رد من الأساس، فقط مجرد إيماءة.
مبادرتها بالتهكم
السخرية التي تبدو كمزاح وسيلة أخرى لمواجهة المخطوبة حديثا والتعامل معها لكي تكف عن تصرفاتها الصبيانية المراهقة هذه وتنضج وتعرف أن الحياة بها إنجازات أخرى غير الخطوبة يمكن أن تفخر بها أو حتى هناك خيبات وهزائم وآمال هناك عالم بأكمله يغلي بالخارج ولا ينبغي عليها أن تتمركز حول رجل وضع خاتمه في إصبعها فحسب، مثلا أن تجلسي معها وبمجرد ما تجلسي، “ها، احكي لي عن خطيبك للمرة المائة” وهكذا.
إعطاء مثال بمخطوبة تلفت الأنظار
أخيرًا التحدث بلهجة انتقادية عن مخطوبة حديثًا أيضًا وتقوم بالحديث المستمر والمتواصل عن خطيبها وتجعل منه مركز الكون وتصفين هذا أنه سلوك سيئ ويضايق وتتحدثين بصراحة حول اضطرار الجميع لمجاراتها خوفا من اتهامات الغيرة والحسد التي تلاحق من لا يبالغ في ردة فعله واهتمامه.
لفت نظرها هي إن استرعى الأمر
هذه مرحلة متقدمة بالطبع من التعامل وتكاد تكون آخر مرحلة وهنا حينما يدخل الأمر إلى حد الهستيريا بحيث يمكنها أن تقاطعك، ألا تدعك تتحدثين أصلا حتى تتكلم هي عن خطيبها، في هذه اللحظة لا يجدر بك مواصلة التحمل، يمكنك التعبير بصراحة ووضوح عما يضايقك من الأمر، ببساطة ووضوح وحزم.
خاتمة
من حق المخطوبة حديثا أن تفرح بخطوبتها ولكن ليس إلى هذا الحد الذي تضايق به الآخرين وتزعجهم، من حق الآخرين أيضًا أن يستمتعوا بحياتهم دون موضوع واحد يحتل حياتهم ككابوس لا ينتهي.
أضف تعليق