تسعة
الرئيسية » رياضة ولياقة » رياضات فردية » الماتادور : كيف ينجو مصارع الثيران الإسباني من الموت ؟

الماتادور : كيف ينجو مصارع الثيران الإسباني من الموت ؟

تعتبر رياضة مصارعة الثيران أحد الرياضات شديدة الشعبية في إسبتنيا رغم خطورتها البالغة، هل فكرت يومًا ما كيف ينجو الماتادور من هجمات الثور المميتة؟

الماتادور

الماتادور الإسباني أو مصارعة الثيران من أخطر وأشهر الألعاب التي اشتهرت، تعرفنا عليها كشرقيين من خلال التلفاز والأفلام الأجنبية وهي عبارة عن حلبة كبيرة ترابية حولها العديد والعديد من المدرجات قد تصل مثلاً أحد حلبات جنوب فرنسا إلى 42 ألف مقعد يكونون ممتلئين على أخرهم ويكون أساس هذه اللعبة هو صراع الإنسان الماتادور مع الحيوان القوي الممثل في الثور.

الماتادور وكيف يتمكن من الهروب من هجمات الثور المميتة

من هو الماتادور؟

الماتادور هي في الأساس كلمة تطلق على لاعبي مصارعة الثيران، وتشتهر هذه اللعبة كثيراً في كل من إسبانيا والبرتغال وفرنسا والمكسيك وكولومبيا وعدد من الدول الأخرى التي تشتهر بمثل هذه الرياضة، وكي نعلم من هو الماتادور بالتحديد فيجب أن نعلم أن لعبة مصارعة الثيران لها قوانين وعادات وأصول قديمة ومختلفة في كل بلد عن الأخرى ولكن في الأساس الماتادور هو مصارع الثيران الرئيسي الذي يقوم بالعرض وقتل الثور كما سنعرف فيما بعد أكثر عن هذه الرياضة الغريبة، ويوجد أيضاً سيدات أخذوا دور الماتادور أشهرهم كرستينا سانشيز وهي ليست الأولى في كونها امرأة تلعب مصارعة الثيران ولكنها الأشهر على مدار التاريخ حيث تحدت الجميع وكرست حياتها للعبة مصارعة الثيران وصارعت في ستة سنوات أكثر من 300 ثور وهزمتهم جميعاً وسجلت أعلى معدل لمصارعي الثيران، اعتزلت عام 1999، ويطلق أسم الماتادور الإسباني أيضاً على أي رياضي إسباني أو نادي إسباني رياضي مثل نادي ريال مدريد لكرة القدم وهو أكبر أندية العالم في لعبة كرة القدم.

مصارعة الثيران

هي رياضة شعبية تشتهر جداً في إسبانيا وتكون عبارة عن صراع بين الماتادور أو مصارع الثيران وبين ثور مخصص تم تربيته لأجل مثل هذا الصراع كل عمره، ويقال أن البداية كانت في عهد الحاكم الروماني يوليوس قيصر حيث كان يستورد الثيران والمصارعين من إسبانيا ومن هنا كانت بداية شهرتها في إسبانيا، ومن ضمن الأحداث التاريخية التي تخص مصارعة الثيران أنه في عام 1567م تم تحريم مصارعة الثيران بقرار بابوي من الكنيسة ولكن ذلك لم يمنع الشعب والحكام من ممارستها، وتطورت اللعبة حتى تشكلت على شكلها العصري تقريباً في القرن الثامن عشر.

أيضاً مهنة الماتادور كانت وسيلة من عشرات السنين للارتقاء من الطبقة الدنيا إلى الطبقة الأرستقراطية حيث كان الماتادور يعد بطل شعبي ويجاور الأمراء وأعيان إسبانيا حيث في مرة سألوا أحد المصارعين عن سبب المخاطرة بحياته فقال هو لهم “أن الجوع والفقر يهاجمان بشكل أشرس.”، ومن هنا ظهر فئة اسمهم المتجاوزون وهم الذين يدخلون من الجمهور إلى الحلبة ليصارعوا الثور ويوجد عدد لا بأس به من مثل هؤلاء صاروا فيما بعد ماتادور أو مصارع ثيران أغلبهم القرطبيين.

قواعد وطريقة لعب الماتادور لمصارعة الثيران

قبل بداية العرض بدقيقتين تقريباً يتم دخول الرئيس والمستشارين إلى أماكنهم المخصصة وهو غالباً يكون موظف من الحكومة فهو الذي سيعطي إشارة البدء للمصارعة ويقوم بالتحكيم أيضاً ثم تأتي المرحلة التالية التي تبدأ عن طريق نفخ الأبواق بصوت عالي ثم يتحرك فرسان يركبون الخيل اسمهم “الغواسلرز” نحو الحاكم ويقلبون قبعاتهم ذات الألوان الأرجوانية ليعطيهم الحاكم مفتاح حظيرة الثور وبعد ذلك يدخل موكب الماتادور ومساعديهم ليدخلوا إلى أرض المعركة أو الحلبة.

ثم تبدأ المصارعة عن طريق نفخ الأبواق العالية لتفتح حظيرة الثور ويدخل الثور إلى الحلبة فيبدأ ثلاثة مساعدين للماتادور اسمهم “الباندربللبروز” في إثارة وإغاظة الثور عن طريق تحريك قطعة قماش حمراء مثبته بخشبة يمسكها الماتادور، وكثيرين يعتقدون أن الثور يتم استفزازه من اللون الأحمر ولكن الحقيقة أن الثور حيوان لا يرى الألوان أساساً بل إن حركة القماش الذي يرف هي التي تستفز الثور ليهجم على القماشة، وفي وقت هجوم الثور فهذا هو دور استعراض الماتادور، حيث يكون الهجوم خطراً جداً لامتلاك الثور قرنين حادين ومتفرعين، ولا يكون الماتادور قد واجه الثور من قبل فما عليه إلا ارتجال كيفية الهرب من هجومه بشكل استعراضي.

وبعد عدة مناورات بشكل استعراضي يفعلها المصارع تنفخ الأبواق فيدخل رجلين يُسمون “البيكادورز” (مطاعن الثيران) وهم على ظهر الخيول ويحمل كل رجل منهم رمحاً يسمونه “فارا” أما الخيول فعيونها تكون مغطاة وعلى جسدها يكون غطاء سميك جداً يحميها ثم يطعنون الثور في عنقه ليتم إضعافه ويطلقون على هذه العملية “فاراش”، حيث بعد كل طعنة يتلقاها الثور يقوم الماتادور بعدة حركات استعراضية بقطعة القماش الحمراء وتدعى هذه الحركات “كوايت” وبعد عدد ثلاث أو أربع طعنات ينفخون البوق ثم يغادر الماتادور الحلبة ويتبادل الاثنان المساعدين بوضع ستة من العصيات الخشبية على شكل ثلاثة أزواج خلف عنق الثور، طول كل عصى منهم 70 سم ويسمونها “باندريلا” وتكون مزينة بأوراق زينة ملونة ولها نصل حديدي في المقدمة، ثم ينفخ البوق مرة أخيرة لتتميم الجزء الأخير من العرض الذي يطلقون عليه “فينا”، فيدخل الماتادور مرة أخرى وهو يحمل سيفاً في يد وفي اليد الأخرى يحمل قماشة حمراء لإغاظة الثور المهتاج أساساً إثر الطعن، لكنه أضعف طبعاً بسبب النزف والعضلات المرهقة والألم الذي يعاني منهم، ويظل العرض مرة أخرى لمدة 20 دقيقة تقريباً يذهب فيهم الثور ذهاباً وإياباً استجابة لاهتزاز القماشة حتى في الأخير ينشب الماتادور السيف في قفصه الصدري في القلب مباشرة فينصرع الثور قتيلاً ويهرع الجمهور كله تصفيقاً وإجلالاً لمصارع الثيران الذي هزم القوة عن طريق الحنكة والذكاء. ومن ضمن العادات الشهيرة كان كل مصارع بعدما يهزم الثور الجمهور يقذفه بوردة حمراء فيأخذ هو واحدة ويمشي نحو أجمل فتاه رآها من بين الجمهور ويقدم لها هذه الوردة كهدية.

مقتل أول ماتادور أسباني

في عام 1985 وأثناء إذاعة مصارعة ثيران بالبث المباشر قتل الثور “فيكتور باريو” الذي يمتلك 29 عاماً فقط وهو مصارع محترم عن طريق اختراق قرن الثور صدر فيكتور كما بين الفيديو من ناحية اليمين وقدم رئيس الوزراء حينها عزاء واجب للمصارع أمام الملايين تشريفاً له.

تحذير

هذا التحذير واجب عزيزي القارئ لك، أبداً لا تفكر في التعرض لمثل هذه الحيوانات لمجرد التجربة قائلاً لنفسك أنك تريد أن تكون ماتادور معروف في بلادنا العربية وهذا ليس لتفشيلك أو لوضع حدود لأحلامك ولكن عليك قبلاً أن تعلم أن مثل هذه الصراعات يكون مرتب لها بأعلى الإمكانيات لحماية المصارعين داخل الحلبة، وغير ذلك هذه اللعبة يجب أن يدربك فيها أحد يفهم في مثل هذا النوع من التدريب، التدريب هو الذي يحافظ على حياة المصارعين وليس الموضوع مجرد عدم خوف من هجوم الثور، وأكبر دليل على ذلك افتح موقع اليوتيوب وابحث عن حوادث حصلت لأشهر مصارعي الثيران في العالم ستجد مشاهد بشعة لرجال يطيرون في الهواء من مجرد نطحة وآخرون ماتوا فعلياً بسبب قرون الثور فالأمر صعب جداً بل وأحياناً أخرى يصل هيجان الثور من الطعن والاستفزاز إلى أنه يهاجم صفوف الجمهور بطريقة عشوائية. لذلك عزيزي القارئ هذا التحذير لزاماً علينا لك لأنك مهما كنت شغوف بأمور مثل هذه فعلياً يجب عليك أن تفهم جيداً خطورة الأمر وأنه قد يصل إلى الموت.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.