تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » العصف الذهني : كيف يحدث ؟ وهل بإمكانه حل المشاكل التي تعترضنا ؟

العصف الذهني : كيف يحدث ؟ وهل بإمكانه حل المشاكل التي تعترضنا ؟

العصف الذهني أحد التقنيات العلاجية الجديدة في علم النفس، في السطور المقبلة نناقش تقنية العصف الذهني بالمزيد من التفصيل، ونستعرض دورها في مساعدتنا.

العصف الذهني

العصف الذهني واحدة من الطرق الحديثة جدًا في العلاج النفسي، بدايةً الكون كله يسير بنظامٍ ومقدار، يخضع لاستراتيجياتٍ معينة، كل جزءٍ فيه هو ترسٌ يدور في الآلة الكبيرة له عمله الخاص الذي قد تتوقف الآلة كلها إن لم يقم به، إن واجهت ذلك النظام عقبة سيتكاتف ويتعاون ليحلها ويجد الطريق الصحيح مرةً أخرى ليستمر النظام كما كان، وهكذا الإنسان ومجتمعه، فرغم اعتقاد البعض التام في أننا كاملو الحرية إلا أن هناك جزءًا منا مقيدٌ بالآلة الكبيرة يجعلنا ندور ونقوم بأدوارنا ووظائفنا بغرض إتمام عملها ووظيفتها، لكن باعتبارنا بشرُا فأحيانًا نفشل وأحيانًا نتمرد وأحيانًا نترك الآلة ونهرب، تعلمت الآلات التي تقوم على البشر المرونة وتعلمت أن تصبح قادرةً على السير دون بعض تروسها أو أن تستبدل ترسًا بترسٍ آخر وتعمل بنفس الكفاءة، لا ينفي ذلك حقيقة توقف بغض الآلات عن العمل بفقدانها بعض التروس، تلك الآلات ببساطة هي مجتمعاتنا بين البيت والعمل وأماكن التعلم وكل ذلك، المجتمعات التي نشارك فيها ونكون جزءًا منها فتقوم على أكتافنا ومجهوداتنا، تواجهنا في تلك الأماكن مشكلاتٌ وعقبات تحتاج إلى النظام والحلول، أحيانًا لا تكون الحلول والقرارات الفردية قادرًا على إنقاذ المركب والنجاة بالجميع معًا ونحتاج إلى أفكارٍ مبدعة وحلولٍ كثيرة، نحتاج أن نختار الحل الأفضل أو الأقل في الخسائر أو الأكثر فعالية، نحتاج إلى أكثر من عقلٍ ليفكر ومن هنا جاءت استراتيجية العصف الذهني، ليست في حل المشكلات وحسب إنما في الكثير من نواحي الحياة، لكنها فعالةٌ كالسحر في حل المشكلات.

العصف الذهني : ملف كامل

نظام حل المشكلات التقليدي

إن أردنا أن نتعرف على العصف الذهني فعلينا أولًا أن نتطرق إلى نظام حل المشكلات التقليدي الذي نتعامل به أو بجزءٍ منه على الأقل بشكلٍ فطريٍ وتلقائي لأن العصف الذهني يقوم بشكلٍ كبيرٍ عليه، يبدأ النظام بالتعرف على المشكلة وهو أمرٌ منطقي فلن تكون قادرًا على حل مشكلةٍ لم تُحط بكل جوانبها وتعرف كل أطرافها وتستمع لكل قصصها لأنك في تلك الحالة ستعطي حلًا ناقصًا أو خاطئًا بالتأكيد، وهذا هو ما نطلبه بالذات عندما تمس المشكلة أكثر من طرف فإياك أن تعطي حلًا بناءً على رواية طرفٍ واحد وإنما استمع لكل الأطراف وكل القصص لتكون فكرةً كاملةً وتعطي حلًا عادلًا يرضي الجميع، وليس معنى ذلك أن الناس دائمًا يلجأ كلٌ منهم لتضليل عند رواية المشكلة وإنما سبب ذلك هو نفس الإنسان واعتقاداته ورؤيته القاصرة التي تجعله يرى الأمر من جانبٍ واحدٍ ويعمى عن بقية الجوانب أو يراه حسب هواه الخاص، عندما تعرف كل جوانب المشكلة ابدأ بدراستها، قم بتجميع كل الروايات التي سمعتها وحصلت عليها وتركيبها معًا بحذف غير المنطقي والإبقاء على المنطقي لتكون عندك فكرةٌ شبه كاملة عن المشكلة الحقيقية وتتمكن من الوصول للبها، ادرس الظاهر والباطن فيها وافصل العقل عن المشاعر واجعل الحق في منزلةٍ خاصةٍ ومميزة في أحد الجوانب بدون أن تمسه.

الخطوة التالية

انتهت خطوة المشكلة نفسها وجمعها والتعرف عليها وجاءت الخطوة الأهم وهي إيجاد الحل، لا تضع حلًا واحدًا قاطعًا لأي مشكلةٍ تريد التغلب عليها لأنك باتخاذ قرارٍ كهذا قد تغفل عن حلولٍ مناسبةٍ أكثر أو قد تغفل عن حل نقطةٍ من نقاط المشكلة، استعمل قلمًا لتخط على ورقةٍ كل الحلول التي تخطر على بالك حتى لو كان بعضها حلًا ضعيفًا أو غير منطقي أو غير مناسب لا تتجاهله واكتتبه أيضًا فلست تعلم أيها سيفيدك، بعد طرح كل أفكارك أمام عينيك ابدأ عملية الانتقاء ببطء، استبعد الحلول الضعيفة والغير منطقية وصعبة التحقيق وسيئة الأثر وأبقِ على الحلول الجيدة والقابلة للتحقيق، ثم ابدأ عملية النقد لتجد الحل الأنسب، فكل الحلول لها عيوبٌ أو نقاط ضعفٍ أو مشكلاتٌ أخرى قد تنشأ عنها لذلك ضع أمام كل حلٍ عيوبه واختر أقل الحلول عيوبًا وأكثرها سلميةً وأفضلها في النتائج، بعد اختيار الحل وتطبيقه ادرس نتائجه على المشكلة وعلى أطراف المشكلة لتتأكد أن ذلك الحل خفف حدة المسألة وعالجها ولم يتسبب في مشكلةٍ جديدة، بهذا فأنت نجحت في حل المشكلة.

هل كل المشكلات بتلك البساطة؟

يبدو الكلام السابق جميلًا وباعثًا على التفاؤل ويبدو نظام حل المشكلات أمرًا جميلًا وبقعةً مضيئةً في عالم المشكلات القاتم، لكن هل يعني ذلك أننا أصبحنا قادرين على حل كل المشكلات بهذه الطريقة؟ وإن كان ذلك فلماذا يمتلئ العالم بالمشكلات التي لا نجد لها حلًا لو كانت الأمور بتلك البساطة؟ بعض المشكلات تكون أكبر منا وأكثر تعقيدًا مما يستوعبه عقل رجلٍ واحد، بعضها ستكون عاجزًا فيه عن إيجاد المشكلة من الأساس فأنت تعرف وجودها وترى تبعاتها وآثارها لكنك لست قادرًا على وضع يدك عليه وإيجاد حلٍ يقضي عليها تمامًا، مثلها مثل المرض وأعراضه فالأعراض دلالةٌ على الإصابة بمرضٍ معين فإن كنت عاجزًا عن قراءة الأعراض ومعرفة المرض الأصلي فستسمر بتعاطي المسكنات لعلاج الأعراض بينما يبقى المرض موجودًا في الداخل يكبر ويتزايد كل يومٍ بدون أن تمسه أيدي العلاج! إذًا ما الحل في تلك الحالات؟

الجماعة أكثر من الواحد.. عصف ذهني

يعتمد العصف الذهني على تلك المواقف والمشكلات وعلى مبدأ الشورى من جانبٍ آخر، فمن المنطقي أنك حين تواجه مشكلةً لا تجد حلًا لها ستسأل الآخرين وتستشيرهم في آرائهم، تجعلهم يساعدونك في فحص المشكلة وتفكيكها وإيجاد الحل لها، تكون بعض المشكلات أكبر من الحلول العادية التقليدية وأكبر من قدرة فردٍ واحدٍ على حلها بنفسه دون مساعدة فنلجأ للعصف الذهني فما هو؟ العصف الذهني هو عبارةٌ عن وعاءٍ نأتي به فنضعه في منتصف حلقةٍ من الناس ليلقي كل واحدٍ فيه كل حلوله واقتراحاته وأفكاره مهما كانت، وبذلك بدلًا من أن يكون لكل شخصٍ من حلقةٍ من سبع أشخاصٍ مثلًا قائمةٌ منفردة يفكر فيها وحده ويختار منها ثم يعرض الحل الذي اختاره على الستة الباقين يصبح لدى الحلقة كلها سبعة قوائم يفكرون فيها معًا وينتقون منها، غالبًا ما يقوم مبدأ الانتقاء على التفرد والإبداع فذلك العدد من القوائم سيحتوي بالتأكيد على عددٍ غير هين من الحلول المكررة والتقليدية والضعيفة والتي يتم استبعادها بينما تبقى الحلول القوية والمختلفة والمميزة على أرض القتال تناضل للنهاية، يتمثل العصف الذهني في فكرة الاختلاف والتميز في طرح الحلول والنظر إليها بنظرة مغايرة للنظرة الطبيعية، تطلب جلسة العصف الذهني أن تنقي عقلك وتجعله يشعر بأنه في نزالٍ ضد المشكلة فإما الفوز وإما الخسارة، ثم يشعر بعد ذلك بالرغبة العارمة في إيجاد حلٍ غير مسبوقٍ ولا اعتيادي ليعطي النتيجة الأفضل.

خطوات العصف الذهني

يبدأ العصف الذهني بنفس البداية المعتادة في نظام حل المشكلات من إيجاد المشكلة وعرضها ودراستها، لكن أثناء دراسة المشكلة تأتي نقطةٌ مهمة يتم فيها الاستفادة من العدد الموجود في الغرفة أو في الجلسة لتوضيح المشكلة بشكلٍ أكبر وإيجاد الجوانب التي ما تزال غامضةً منها وهي فقرة الأسئلة، بعد عرض المشكلة على الجميع يُطلب من كل واحد أن يفكر في المشكلة وأن يتساءل عما يحيره فيها أو يشعر بغموضه وعدم وضوحه ويتم كتابة الأسئلة في مكانٍ يراه الجميع، بهذه الطريقة يتم طرح الواضح من المشكلة والغامض منها كما يتم وضع المشكلة بشكلٍ أكثر عملية وموضوعية أمام الجميع يجبرهم على التفكير فيها من جوانب متعددة وطرق شتى مختلفة فلا تعود المشكلة تقليديةً كما كانت وإنما أصبحنا نفكر فيها بشكلٍ مختلف، عندها يبدأ الجميع في التفكير في الأسئلة المطروحة والجوانب التي عرضتها والنقاط الجديدة التي ظهرت أثناء عرض الأسئلة ويحاولون تقديم إجاباتٍ سريعة لها وإعطاء فكرةٍ للآخرين عما يكون قد غفل عنهم فجعلهم يسألون هذا السؤال، تأتي بعد ذلك لحظة تقديم الحلول فيحدث ما يشبه عاصفةً من الحلول في الغرفة، الجيد والسيئ الحلول القوية والضعيفة التقليدية والمميزة لا فرق بينها أثناء عرضها، ثم يلجؤون للاستبعاد بعد عرض كل الأفكار فتبقى الأفكار القوية والمبدعة للنهاية ويتم اختيار أغربها وأكثرها تميزًا وبعدًا عن التقليدي ليفكر الجميع فيها ويختاروا من بينها ويعرضوا رأيهم فيها حتى يتم الاتفاق بالإجماع في النهاية على أكثر الحلول إبداعًا وعمليةً في نفس الوقت فيتم تنفيذه.

مميزات العصف الذهني

يعطي العصف الذهني مميزاتٍ عديدة لا توجد في كل أساليب حل المشكلات الباقية وأولها هو العدد الكبير الذي يفكر في المشكلة، فمهما كان تفكيرك فلا تحاول الظن بأن عقلًا واحدًا سيكون قادرًا على إيجاد الحل أفضل من مجموعةٍ كاملة من العقول المفكرة، الإنسان ينسى ويسهو بطبعه وفطرته ولا شك في أنه أثناء حل المشكلة قد يسهو عن جانبٍ أو حلٍ أو نقطةٍ مصيريةٍ فيضيع مجهوده كله هباءً في النهاية ولا تصلح حلوله وتظل المشكلة قائمة، لكن العقول معًا مجتمعة ستساعده على تغطية كل جوانب المشكلة وكل أنواع الحلول الممكنة لهذا الحل، خاصةً أننا لا نفكر بنفس الطريقة ولا نرتب أفكارنا بنفس الشكل ما يجعل كل واحدٍ منا قادرًا على إعطاء حلٍ لا يراه أحدٌ غيره إن فكر وأبدع، العصف الذهني أيضًا يعطي دفعةً ومساحةً كبيرةً لتقديم أفضل ما عند العقل البشري من قدرات ويفتح باب الإبداع ويساعدك على التفكير خارج الصندوق، فمن أولى قواعده هو أنه لا حدود ولا سقف للأفكار والحلول المطروحة، مهما بدت حلولك غريبة وغير منطقية وغير معقولة اطرحها ولا تجعلها تختبئ بداخل عقلك لمجرد أنك تحسب أن هذا الحل غير منطقيٍ أو غير معقول، الأمور غير المنطقية هي مجرد نسبيةٍ لا أكثر فإن وجدنا السبب بطل العجب، هل كان شخصٌ في قديم الزمن يتصور أن الإنسان قادرٌ على الطيران في السماء أو السفر للقمر؟ بالطبع لا لكن الاختراعات والعلم ساعدانا على تحقيق أمرٍ لم يكن منطقيًا ذات يوم، فلا تحجر على عقلك ولا تحدده وتحجمه بجعله يفكر في نطاق الممكن والمعقول وحسب، من الممنوع إعطاء أحكامٍ عمياء أثناء جلسة العصف الذهني في مرحلة عرض الحلول والأفكار فتحدث كما تشاء وفكر بدون قيود لأن الجميع سيستمع.

فرصةٌ للتعاون

ما يجعل للعصف الذهني قوةً إضافيةً هي فكرة التعاون الفكري، وهي التي تقوم على أساس تنفيذ الفكرتين السابقتين وتشجع وجوهما من عرض كل الأفكار حتى لو لم تكن منطقية وعرض كمياتٍ كبيرة من الأفكار سواءً كانت قويةً أو ضعيفة لا يهم، والسبب في ذلك أن العقل البشري قادرٌ على البناء إن وجد الأساس، وأنه أحيانًا يحتاج دفعةً صغيرةً ليجد الطريق ويعبره وأحيانًا يغفل عن نقطةٍ بسيطة ومجرد توضيحها سيحل المعضلة بأكملها، لذلك عليك أن تعرض كل أفكارك فربما فكرتك ضعيفة أو لا يمكن تنفيذها إلا بعد مرور قرنٍ من الزمن لكن أساس تلك الفكرة كان هو ما احتاج إليه زميلك ليبني عليه فكرته الخاصة المنطقية وبهذا ستظهر لنا فكرةٌ جديدةٌ وقوية وقابلةٌ للتحقيق في نفس الوقت وليست مجرد خيال، البعض يفصلون بين الخيال والواقع بحدٍ فاصلٍ قاطع لكن الحقيقة هي أنها يولدان من قلب بعضهما والحدود بينهما مائهة لكنها بحاجةٍ لعقلٍ مبدعٍ ومفكر قادرٍ على رؤية النقطة الخفية التي ينتهي عندها الخيال ويبدأ الواقع دون أن يبتعدا عن بعضهما، بعض الأفكار كذلك يكون رائعًا إلا من بعض النقاط فيتيح العصف الذهني للآخرين تحوير تلك النقاط لاستخدامها لصالح الجماعة ولحل المشكلة بشكلٍ أفضل.

الإنسان عدو نفسه

تبدو فكرة جلسات العصف الذهني رائعةً حقًا لكن الأمر ليس بتلك الشاعرية فتخيل بنفسك غرفةً فيها ما لا يقل عن العشرة أشخاص من مختلف الأنواع والشخصيات والأفكار وتريد جعلهم يتفقون على حلٍ واحدٍ في جلسةٍ لا حدود للتفكير فيها! هل تخيلت؟ نعم سيدي سيتحول الأمر في بعض الأحيان لكارثة وربما ستكون بحاجةٍ لحل النزاعات في الجلسة أكثر من الوقت الذي ستمضونه في إيجاد حلول المشكلة الأصلية، ليس النزاع سيد المعوقات التي تواجهها جلسة العصف الذهني بل إن الشخص نفسه يكون عائقًا أمام نفسه، فنحن تعلمنا القيود من صغرنا على أفكارنا وكلامنا ومشاعرنا فكيف تطلب من الإنسان فجأةً أن يتخلى عن كل القيود وينطلق ببساطة؟ الأمر ليس سهلًا أبدًا لذلك ستجد أن الجميع لم يعطِ أقصى درجات الإبداع لأن البعض يخاف فعلًا من الخروج عن المألوف عن عادات وأفكار المجتمع فيكبح فكرةً مميزة، أو يكون خائفًا من الفشل أو من حكم الآخرين عليه إن قال فكرته تلك فيصمت ولا يعرضها، كما أن اعتيادنا على التفكير بتقليدية ونمطية يجعل التفكير بإبداعٍ أمرًا صعبًا لا نستطيع الوصول إليه في بعض الأحيان، كأننا محبوسون في قفصٍ ولا نجد المفتاح أو نجده لكننا خائفون من الخروج للمجهول، سيتسبب ذلك في كثرة الأفكار العادية مقارنةً بالأفكار الإبداعية القليلة.

جيلٌ جديدٌ مبدع

يقودنا كل ذلك لنقطةٍ جديدة تجعلنا ننظر لخط البداية، تجبرنا على أن نتجنب أخطاء الماضي وتكرارها ونتطلع إلى غدٍ أفضل حين نرى الأجيال الصغيرة الصاعدة، تعليم تلك الأجيال أساليب العصف الذهني والتفكير المبدع هي خطوةٌ كبيرةٌ ستؤثر على مسار حياة المجتمع بأسره، فبدلًا من فرض النمطية والتقليدية والقيد على عقل الإنسان من صغره ثم نطالبه بالتحرر منها عندما يكبر فينجح مرةً ويفشل مرات، سنبعد الطفل من البداية عن تلك القيود والأخطار، سنعلمه التفكير بلا قيودٍ ولا سقفٍ للأفكار ثم نعلمه انتقاء الصالح من الطالح من تلك الأفكار بدلًا من تعليمه التفكير من البداية بشكلٍ محدود، لا تعطِ الطفل سمكةً بل علمه كيف يصطاد واتركه يعتاش بما علمته إياه، لنعطِ الأطفال دفعاتٍ من الثقة بالنفس واحترام كل الأفكار التي ترد على عقولهم وعدم الخجل منها واحترام أفكار الآخرين مهما بدت لهم سهلةً أو بسيطةً أو سخيفة، نعلمهم ألا يحكموا على أنفسهم أو على أحد وأن الحياة تعاونٌ وتعاضد وليست نزالًا بين فكرتي وفكرتك، نجعلهم يفكرون في كل شيءٍ ولا نلقنهم تلقينًا أعمى ونسألهم أن يجدوا حلولًا جديدةً لا حلولًا عاديةً سهلة، سيدهشك الأطفال بقدراتهم على إيجاد الحلول لأننا جميعًا ولدنا عباقرةً ومبدعين إلا أن القيود التي فرضناها على أنفسنا وعقولنا جعلتنا تقليديين ونمطيين، لنمنع ذلك الخطأ من أن يتكرر ولنخرج من الصندوق ونحرص على ألا يدخل أطفالنا ذلك الصندوق من الأساس.

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة

أضف تعليق

ثمانية + 19 =