تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » الشعور بالأمان : كيف تستطيع أن تحس بالأمان في حياتك اليومية ؟

الشعور بالأمان : كيف تستطيع أن تحس بالأمان في حياتك اليومية ؟

الشعور بالأمان من اﻷمور الهامة لأي شخص ليستطيع العمل والإنتاج والقيام بمسئولياته بالشكل الصحيح، في هذه السطور نعرفك كيف تتمكن من الشعور بالأمان في حياتك.

الشعور بالأمان

ألم يراودك يوماً شعور بأن هناك شيئاً ما ناقص أو أن هناك شيئاً ما غير صحيح في المعادلة الحياتية الخاصة بك؟ ألم يجعلك ذلك غير قادر على الشعور بالأمان ؟ ولكن كيف قد يستطيع الإنسان تحقيق الشعور بالأمان ؟، وهل هناك طرق ووسائل معينة إذا استعان بها استطاع أن يراوده الأمان تلقائياً؟

الشعور بالأمان : دليل متكامل

ماذا تعني الكيفية والشعور بالأمان ؟

أولاً كيف؟ تعني الكيفية الوسيلة والطريقة والدليل لكي تصل لهدف ما، أما الشعور فإنه يختلف من إنسان إلى آخر بل ومن كائن إلى آخر، فالشعور كلمة تحمل في طياتها أكبر معاني الإحساس، فحينما يشعر الفرد بشيء ما فهو يحس به، أي يستطيع أن يلمسه ويتنسمه بكل جوارحه. والشعور هو شيء معنوي قد يتساوى في قوته وتأثيره مع الكثير من الأشياء المادية، فحاجة الإنسان لشعور ما مهم مثل الشعور بالأمان تؤثر عليه نفسياً وجسدياً، فقد يتسبب فقدان الإنسان لشعور مهم ما مثل الشعور بالأمان أو الحب إلى الكثير من الآثار والأمراض النفسية كالاكتئاب، وكعادة الأمراض النفسية دائماً ما يكون لهم شق جسدي يؤثر على الفرد نفسياً مما يجعله يشعر بالصداع أو اضطراب الأكل والنوم.

ما هو الشعور بالأمان ؟

الشعور بالأمان عند أغلب الناس وعلماء الاجتماع يعني الشعور بأنه ليس هناك ما يهدد حياة الفرد أو صحته الجسدية أو صحة وسلامة كل من يتبعه من عائلة أو معارف أو أصدقاء، وكلما اتسعت دائرة الأمان حول الفرد تحقق لديه أيضاً الشعور بالطمأنينة والسكينة وهما شعوران يترتبان على الشعور بالأمان ، أما الأمن فهو من أكثر المشاعر مصاحبة وملاصقة للأمان ولكن الأمن والأمان لا يعنون بالضرورة الصحة الجسدية فقط بل أيضاً يتضمنون الشعور براحة البال والهدوء النفسي، فالأمان يتحقق في كل شيء ويبحث عنه الإنسان في كل جوانب حياته.

معاني الشعور بالأمان

الشعور بالأمان في الحب يعني الهدوء والاستقرار والثقة وضمان أن كل تلك الصفات تغلف تلك العلاقة حتى في أشد أوقات الأزمات، والشعور بالأمان في العائلة يعني وجود السند والحماية والدعم في كل الأوقات مما يخلق شعوراً لدى الفرد بأنه ليس وحده وأن هناك من يسانده في جميع قراراته وجميع شئون حياته، والأمان في المسكن تعني وجود حوائط وأبواب وأسقف تحمي الإنسان من أي خطر يحيط به ومن أي اعتداء محتمل ومن البرد القارس والأمطار الشديدة والرياح العاصفة شتاءً وكذلك من الشمس الحارقة صيفاً، ويتسع مفهوم الشعور بالأمان ليشمل الدولة كاملة بل العالم أجمع ولذلك لجأت الجماعات والقبائل قديماً إلى تطوير واستخدام الأسلحة والحجارة لتحمي نفسها من خطر الاعتداءات والغارات ثم تجمعت تلك القبائل وتطورت وزادت كنوزها وممتلكاتها وأصبحت دولاً ومدناً مما ترتب عليه إنشاء الجيوش وتطور الأسلحة وبناء القلاع والمتاريس وكل ذلك كان رحلة من الإنسان سعياً منه خلف الأمان وبحثاً عن الأمن والاستقرار، كما ينشأ شعور الأمان عند الفرد حينما يتمكن من حماية نفسه وحماية المحيطين به وكذلك حماية ممتلكاته وقد أنشئت مصر أول ما أنشئت جيشها كرد فعل وكدفاع عن حدودها وليس لغرض الهجوم والقتل وكذلك العديد من الدول المسالمة، ولكن المسالمة لا تمنع الهجوم والقتال للدفاع عن النفس حين يتعرض الفرد للاعتداء.

الشعور بالأمان والأم

كلمة أمان كلمة في حد ذاتها غنية بالمعاني، والأمان كشعور هو أيضاً شعور غني يحوي في جوفه العديد من المشاعر مثل الهدوء والطمأنينة والحماية وراحة البال والسكون، وكلمة أمان نفسها نصفها كلمة “أم” وقد نري ذلك معبراً لأن العنصر الأول في عملية الحماية وتوفير الأمان تبدأ من أول تكوين الفرد كجنين في رحم أمه لتمثل هي أول جنود ذلك الجيش، فتكون هي وحدها المسئولة عن أمان الطفل وحتى ولادته ولذلك يجب على الأمهات أن تعي أهمية ذلك الدور وتتجهز له جيداً ومن هنا يكون الاهتمام بصحة الأم من الضروريات لأجل الحفاظ على حياة الطفل وتوفير الأمان له وحمايته من أي تشوهات أو أمراض قد تصيبه وهو جنين.

الشعور بالأمان والعائلة

ثم بعد أن تلد الأم ويصبح الطفل فرداً حياً متأثراً بالمحيطين به، تزيد الدائرة المسئولة عن أمنه وأمانه لينضم إليها الأب فيصبح ثاني أهم العناصر في ذلك الجيش الصغير المسمى العائلة والذي أصبح يمثل أول دروع الحماية الطبيعية التي يتمتع بها الفرد فور ولادته وخروجه للدنيا، ثم تأتي العائلة الكبيرة وما تشمله من أقارب في شكل العمات والخالات والجد والجدة والعم والخال فهم أيضاً مسئولون عن أمان الفرد خاصة كلما كبر وزاد سنه وزادت دائرة معارفه، والأمان في العائلة يتمثل في وجود من يوفر الفرد بالدعم والحماية اللازمين، والعائلة كونها أول ما يصطدم به المرء ويتعامل معه يجعلها على قمة هرم الشعور بالأمان .

لكي يشعر الإنسان بالأمان يجب أن يتمتع في الأساس بالاستعداد النفسي لذلك، والاستعداد يتكون عند الفرد حينما يتمتع بالثقة في الذات وبقوة الشخصية وكل ذلك يخلقه التربية السليمة والدعم منذ الصغر، فحين يتمتع الإنسان بعائلة تسانده وتدعمه يجعله ذلك ينشأ نفسياً بشكل سليم ويكون أقل عرضة للعديد من الأمراض النفسية لأن قدرته على الشعور بالأمان في الوسط المحيط به تمكنه وهو في مرحلة الطفولة من الراحة وعدم حمل الهموم وبالتالي فهو يعيش مرحلة الطفولة تلك بشكل صحي وسليم مما يمكنه من تنمية مواهبه وقدراته والوثوق بذاته.

الشعور بالأمان في الوطن

الوطن ما هو إلا بيت كبير وعائلة كبيرة وبالتالي كلما زاد العدد كلما زاد العمل وزادت الكنوز وزاد الخوف من طمع الأغراب أو الاعتداءات، أيضاً كلما زاد العدد زادت الاختلافات لأن البشر مختلفون وكذلك تكون طبائعهم ووجهات نظرهم وأخلاقهم. أيضاً ذلك البيت الكبير بمساحته الكبيرة يتضمن جهداً وعددا مضاعفاً لكي يمكن حمايته ومن هنا نشأت القوانين التي تحدد علاقة الناس ببعضها البعض وتضع حدود واضحة للمجرمين والسارقين لكي يتم عقابهم ومن ثم أيضاً أنشئت الجيوش النظامية، ولذلك فالاهتمام بالقوانين أمر شديد الأهمية لأنه حين يحرص الإنسان على أن ينال المجرم جزاءه فهو بذلك يحمي المجتمع من خطره ومن تكرار ما فعله كما أن ذلك المجرم يصبح بتلك الطريقة عبرة لغيره فلا يتجرأ أحد آخر على ذلك الفعل، وبالتالي يتمكن المواطن من الشعور بالأمان وهناك عدة خطوات إن حرص عليها الفرد في وطنه وحين يتعامل مع أقرانه من المواطنين الذين يمثلون عائلته الكبيرة في هذه الحالة، سوف يعزز ذلك شعوره بالهدوء والأمان والراحة والسلام.

أساسيات الشعور بالأمان

أولاً الفرد النشط والفاعل في مجتمعه يكون شعوره بمقدرته وقوته أكثر، وحين يشعر الإنسان بأنه قوي يؤدي ذلك إلى تمكنه من الشعور بالأمان والأمن لمعرفته أنه يستطيع حماية نفسه ومن يحب ولذلك يجب أن تتخلى عن سلبيتك ولا تسمح بمشاهدة الجرائم أو التعديات حولك بدون محاولة التدخل الحذر لتساعد في حماية غيرك، فعدم تعرضك شخصياً لاعتداء ما لا يعني أنك لن تتعرض له فيما بعد والتدخل الحذر يعني أن تضمن سلامتك أيضاً وأن تستعين بمساعد الشرطة ورجال الأمن، ومساعدتك لغيرك يساهم في تعزيز قدرتك على الشعور بالأمان لأنك سوف تشعر بالإنجاز وبأنك قد تخلصت من أحد العناصر التي تهدد سلامتك مما زاد من قدرتك على الشعور بالأمان ، كما أنك سوف تشعر بأن هناك جهازا أمنيا فاعلا يحميك ويساعدك.

كيف تشعر بالأمان في العالم الواقعي؟

لكي تعرف كيف تحمي نفسك في العالم يجب أن تسأل نفسك أولاً سؤالاً مهماً ألا وهو هل هناك شيء يهددك ويهدد أمنك وتشعر بالخوف منه؟ وما هو هذا الشيء؟ هل هو فرد ما أم شيء معنوي مثل خسارة عملك؟، بعد أن تعرف مع من تتعامل وما هي المشاكل التي تواجهك وتهدد أمنك وتجعل من الصعب عليك مجابهة العالم والتمكن من الشعور بالأمان يجب أن تضع آلية للتعامل معها والتخلص منها، فهناك عدة خطوط دفاعية يجب أن تحرص على أن تعدها إن كان ما يهدد أمانك فرد أو عدة أفراد عليك أولاً أن تستعين بأفراد الشرطة، بعض الأشخاص قد يبتعدوا عن الشرطة ظناً منهم أنهم يتوهمون أو أن ذلك الخطر سوف يقل، ولكن ذلك سوف يتركهم وسط شعور دائم بعدم الأمان ولذلك فيجب عليك أن تلجأ للشرطة، وهناك أيضاً عائلتك وأصدقائك المقربين يجب عليك أن تلجأ إليهم وإلى دعمهم حتى تتجاوز الأشخاص المخيفين أو الذين يهددون أمانك الشخصي وبالتالي تحضر عقلك ونفسيتك لكي يتمكنوا من الشعور بالأمان .

كيف تشعر بالأمان النفسي

هناك حالات كثيرة لا يتمكن فيها الفرد من الشعور بالأمان ولكن مع ذلك لا يكون هناك شخص يهدد أمانك، بل أنك تشعر في تلك الحالة بعدم الأمان والطمأنينة وينبع ذلك من داخلك كشعور نفسي وهناك بعض الأفراد الذين قد يتحول لديهم ذلك إلى حالة مرضية مثل الخوف من الخروج من المنزل أو اللجوء إلى الانطوائية والانعزال أو الخوف من التعامل مع الغرباء.

الأشخاص الذين يعانون بشكل دائم بعدم القدرة علي الشعور بالأمان بدون سبب واضح أو قوي يكون ذلك بسبب تجارب حياتية سابقة تعرضوا لها فأثرت على حالتهم النفسية وخلقت لديهم شعوراً بعدم الاطمئنان والقلق والخوف، مثل التعرض لخسارة فادحة في أحد أفراد الأسرة أو التعامل مع العنف الأسري أو التعرض للعنف في المدرسة أو حتى التعرض إلى حادث مؤلم قد يكون حادث سيارة، ونتيجة ذلك يتكون لديهم شعور بعدم الأمان والخوف من أن يمروا بتلك التجربة مرة أخرى،ولكي يتمكن الفرد من الشعور بالأمان والراحة النفسية، أي الأمان الذي لا يتعلق فقط بتهديد بدني، يجب أن يقيم الفرد حالته ويتمكن من تحديد مع ما يتعامل لكي يتمكن بعد ذلك من الشعور بالأمان .

الأزمات والشعور بالأمان

هل فكرت يوماً كيف قد يعمل جسدك حينما يتعرض لحادثة ما أو أزمة معينة مثل حوادث العنف مثلا؟، وكيف تعمل ذاكرتك في تلك الأثناء والظروف العصيبة؟، وكيف يؤثر ذلك على قدرتك على الشعور بالأمان ؟، يتحدث جوديث هيرمان وهو أحد الأطباء النفسيين بجامعة هارفارد أنه حين يتعرض شخص ما لأزمة يتوقف التشفير اللغوي لذكرياته عند تلك الأزمة ويتحول الجهاز العصبي المركزي إلى الذاكرة الشعورية وبالتالي يصبح لدي ذلك الشخص خوف دائم وقلق من أن يتعرض لتك المشاعر مرة أخرى بل يبتعد عن كل ما يجعله يعيش ذلك الشعور مرة أخرى فيصبح كأن لديه إنذاراً خاصاً ينبهه كلما اقترب من أي من تلك المشاعر التي راودته خلال أزمته الأولى.

و تكون النصيحة المثلى في تلك الحالة أن تلجأ فوراً لطبيب نفسي، لأن الأمان لكي تشعر به يجب أن يصاحبه شعور بالقوة وذلك ينبع من داخلك بإرادتك وحدك.

كيف تقيم المخاطر المحيطة بك؟

يجب أن تسأل نفسك عدة أسئلة لكي تستطيع أن تعرف ما هي المخاطر التي تخيفك وتنفي شعورك بالأمان، لأن المعرفة هي أولى خطوات العلاج والمواجهة هي دائماً الحل الأمثل الذي يجعل عقلك يواجه مخاوف ويقدرها حق قدرها بدون المبالغة في الشعور بالخوف والقلق، ولكل من تلك الأسئلة شرح مهم ولكل شرح توجد دلالة مميزة تساعدنا على تقييم تلك المخاطر وبالتالي نتعلم كيفية التعامل معها بشكل صحيح لكي نتمكن من الشعور بالأمان .

السؤال الأول

أولاً، هل هناك فرد ما يهدد أمانك وصحتك؟، فإن كانت الإجابة بنعم فهذه إشارة أن هناك من يخيفك وأنك يجب أن تتخذ خطوة ما فأنت لا تتوهم ولذلك يجب أن تراجع خياراتك وأهمها اللجوء إلى الشرطة، لأن الشعور بالأمان رغم كونه ينبع في الأصل من خلال رغبة الفرد أن يتمكن من الشعور به، إلا أن هناك مخاطر حقيقية تحيط بجميع بني آدم مثل العنف الناتج عن التعصب بكل أنواعه سواء كان تعصب ديني أو رياضي أو سياسي، وفي تلك الحالة اللجوء للشرطة بشكل سريع يكون هو الحل الأمثل إذا أردت الشعور بالأمان والمحافظة على حياتك.

السؤال الثاني

ثانياً، إذا كانت الإجابة ب”لا” فلتنتقل للسؤال التالي، منذ متى وأنت تشعر ذلك الشعور بالخوف وعدم الأمان، لأن مراجعتك للوقت قد تذكرك بشيء هام إذا عرفته قد تتمكن من الشعور بالأمان ، فقد تقف ذاكرتك عند حادث ما أو مثلاً قد يكون هذا الشعور بدأ في الظهور لديك منذ انتقلت لمكان ما أو منذ أن تعرفت على شخص ما لأن هناك بعض الأشخاص الذين يستحيل عليك الشعور بالأمان بقربهم حتى وإن لم يكونوا خطرين ولكنهم يتميزون بصفات تجعلهم مصدر ضرر وأذى مثل الأشخاص الذين يتصفون بالكذب والخيانة والغرور وكره الخير لغيرهم، أيضاً للوقت دلالة مهمة حيث أن الوقت كفيل على أن يجعل الإنسان ينسى أي شيء ومن ثم إذا مر وقت طويل منذ تلك التجربة ولا زلت غير متمكن من الشعور بالأمان يصبح هذا دليلاً على جدية ذلك الأمر .

السؤال الثالث

ثالثاً، هل جربت اللجوء لصديق مقرب أو حتى الذهاب للطبيب النفسي؟، اللجوء لأولئك الأشخاص يساعدك على أن تنال قسطاً من الراحة والطمأنينة لكي تتمكن من إعادة حساباتك وترتيب أفكارك لكي تعرف مع ماذا تتعامل وكيف سوف تتعامل معه، وخاصة الطبيب النفسي لأن دراسته وخبرته تؤله لمساعدتك في تنظيم أفكارك وإرشادك للحلول المناسبة بسرعة، ولكل من أولئك الأشخاص قدرة خاصة سوف تساعدك على الشعور بالأمان فالطبيب النفسي عنده الأدوية والمهدئات والتدريبات اللازمة لكي يستكشف ما سبب عدم تمكنك من الشعور بالأمان ومن ثم معالجته، أما الأصدقاء فمجرد وجودهم وإنصاتهم يجعلك تتمكن من الشعور بالأمان والراحة والدعم.

السؤال الرابع

رابعاً، يجب أن تقرر هل خوفك هذا ناتج عن عقلك أم حواسك؟ فإن كنت تخاف بسبب شيئاً ما رأيته أو شممته أو تعاملت معه فيجب أن تأخذ ذلك التهديد على محمل الجد وتعود للحل الأول أما إذا كان خوفك هذا بسبب شيء داخلي أو تصور يهيئه لك عقلك فيجب أن تسأل نفسك سؤال آخر، هل إدراكك لذلك وأن ذلك الخوف سببه شيء أنت تتخيله يساعدك على التخلص من ذلك الإحساس والعودة للتمكن من الشعور بالأمان مرة أخرى؟، فإن كانت إجابتك بالنفي فذلك يعني أن خوفك هذا يرتبط بتجربة ما مررت بها في ماضيك وأن شعورك هذا غير مرتبط بما تعيشه في حاضرك.

كيف تتعامل مع تجربة من الماضي؟

في هذه المرحلة، حينما تكشف الستار عن ذاك الذي يخيفك ويمنعك من الشعور بالأمان وتكتشف أنه أمر ما متعلق بتجربة قد مررت بها في الماضي، يجب عليك أن تذكر نفسك دائماً أن تلك التجربة قد أنقضت وأنها لن تتكرر مرة أخرى وأنك تستطيع أن تفكر حولها بشكل واضح الآن لكي تمنع أن تتكرر مثل تلك التجربة مرة أخرى، ويجب أن تؤمن بأنك شخص ذكي فقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين اعتادوا على مناداتهم بصفة الغباء في الصغر يتكون لديهم شعور بالخوف وعدم الأمان وذلك ليس لأنهم يصدقون أو يؤمنون بأنهم أغبياء بل لأنهم يشككون في قدرتهم الذاتية على مواجهة كل ما يتعرضون له ويخشون من أن ذكائهم لن يكون كافي للتعامل مع ما يهدد أمانهم ليستطيعوا التخلص منه وبالتالي يجب أن تعلم دائماً أنك شخص ذكي ومميز وأنك تستطيع حناية نفسك والتخلص من هذا الشعور وأنك تستحق أن تمنح نفسك هبة الشعور بالأمان والراحة.

خطوات ذكية لكي تعزز شعورك بالأمان

دائماً ما يتذكر الفرد كم أن العالم حوله أصبح موحش ومخيف فمع كل هذا التقدم وتلك التكنولوجيا لم يصبح العالم مكاناً آمناً بعد بل وزاد شعور الناس بالخوف وعدم القدرة علي الشعور بالأمان نظراً لانتشار الأسلحة والتطرف وأسباب الخوف وعدم الشعور بالأمان . ولا تتلخص فقط في الخوف بل هناك العديد من الأشياء التي تثير خوف الشخص مثل الخوف من الطقس والسفر والحروب والأماكن المرتفعة، وتبعاً للمركز القومي الأمريكي للصحة العقلية فإن ١٨٪ من إجمالي عدد السكان يشعرون بالقلق والخوف وعدم الأمان لأنه من السهل على الفرد أن ينشأ شبكة الخوف والقلق الخاصة به وأن يضع نفسه ضمن دائرة ضيقة من الأماكن والأشخاص يمثلون له الأمان ليصبح فيما عداهم مصدر للقلق والخوف وهناك بعض النصائح والخطوات التي قد تساعد الفرد على الشعور بالأمان وراحة البال في ذلك العالم الكبير الذي يحيط به.

أولاً، آمن بنفسك

تبعاً للمؤسسة القومية الأمريكية للعلوم التي أصدرت تقرير يقول أننا نفكر في أكثر من ألف فكرة في الساعة، تضمن كثير من الأشياء التي تثير الشعور بالخوف وتجعلك تفقد قدرتك على الشعور بالأمان مثل التفكير في أمور العمل وفي التطورات السياسية والاقتصادية وفي صحة والدك ووالدتك، كل تلك الأفكار تؤثر على شعورك بالأمان وكلما زاد تفكيرنا وقلقنا في تلك الأفكار وكلما كان الشخص يفكر في أمور حياته بشكل مأساوي وسوداوي كلما أثر ذلك عل شعورنا بالأمان وعلي الطريقة التي نتعامل بها مع مستجدات الحياة التي تطرأ علينا من وقت للآخر، وكلما قل إيماننا بأنفسنا وبقدرتنا على حمايتها وحماية من نحب وبقوتنا أمام الصعاب كلما أصبح العالم مكاناً مخيفاً ومثيراً للقلق بداخلنا، لذلك يجب أن يؤمن الفرد بنفسه وبقدرته على مجابهة كل ما يحيط به، ولكي يشعر الناس بالهدوء والاطمئنان والأمان يجب أن يغير الطريقة التي يتحدث بها إلى نفسه عن العالم ولذلك فحينما يتحدث الشخص دائماً بشكل تحفيزي ومتفائل ذلك يساعده على الشعور بالأمان، قل دائماً لنفسك أنك بخير وأنك تستطيع تخطي كل شيء.

ثانياً، تقبل عدم التأكد أو التذبذب

ما لم تدركه كله لا تتركه كله، ولذلك يجب أن تتعامل مع الأمور بروية، ليس من الضروري أن تتأكد من كل شيء ولا من نتائج كل شيء، المستقبل يسمى كذلك لأنك لن تعرف نتائجه إلا عندما يأتي ويصبح حاضراً ولذلك لا يجب أن يشكل لك هذا الأمر مصدراً للقلق أو حتى سبباً لعدم قدرتك على الشعور بالأمان ، يجب على الإنسان أن يتقبل كل المشاعر التي قد يمر بها لأن المشكلة ليست في تلك المشاعر لأن تلك المشاعر هي معنى الإنسانية وسببها أنك إنسان خلقه الله بمركز مشاعر يجعله يشعر بالعديد من المشاعر مثل الخوف والقلق والتوتر والعصبية وكذلك يجعلك ذلك المركز تشعر بالأمان والحب والعطف والكرم ولذلك يجب على الإنسان أن يتقبل كل مشاعره بدون أن يرفضها أو يبالغ فيها، إذا تقبل الإنسان فكرة أنه لن يكون متأكداً من كل شيء وأنه لن يستطيع أن يتحكم في كل شيء حوله سوف يجعله ذلك شخصاً أفضل، يستطيع أن يشعر بالهدوء والسكينة والأمان .

ثالثاً، كن حاضراً

فكر لدقيقة متى تشعر بعدم الأمان هل تكون وحدك؟ وفيما تفكر بالضبط؟ وما هي أكثر الأشياء التي تشعرك بالخوف وعدم الأمان ؟، أكثر الناس حينما يفكرون في الأشياء التي تخيفهم يتساءلون دائماً “ماذا لو حدث كذا…”، وبالتالي غالباً ما يكون الخوف والقلق من شيء نخشى أن يحدث في المستقبل أو تخيلنا وافتراضنا لأشياء نخاف من أن تحدث في المستقبل، يقول الأطباء النفسيين أن الأشخاص الذين يفكرون بتلك الطريقة ينتهي بهم الأمر بوضع افتراضات ومخاوف خيالية وبذلك يستهلك الفرد الكثير من الطاقة في أشياء لم تحدث بعد وقد لا تحدث أبداً، وبتلك الطريقة يحيط نفسه بقضبان من الخوف والقلق والتوتر، حينما يوجه الفرد اهتماماته للحاضر يكتشف الفرد إمكانياته وقدراته بشكل أعمق وذلك يساعده على اتخاذ خيارات أفضل وبذلك يشغر الفرد بالقدرة على الإبداع والإلهام لفعل وإنجاز الكثير في حياته وبذلك يختر الفرد الحرية والسلام ويتمكن من الشعور بالأمان والهدوء والراحة النفسية ولذلك فالنصيحة المطلقة التي تمكن الفرد من الشعور بالأمان والسلام هو أن يركز على الحاضر ويعمل على بذل أقصي جهده فيه ويتعامل مع الماضي على أنه أمر مضى وتجربة انتهت لن يمر بها مرة أخرى أما المستقبل فهو أمر لم يحدث بعد وليس هناك أي ضامن له ولذلك يجب ألا يهتم الشخص إلا بالحاضر لكي يستطيع الشعور بالأمان والراحة.

رابعاً، تذكر دائماً أنك الأقوى

الشعور بالأمان هو شعور أي أنه ينبع في أصله من رغبتك الداخلية وقدرتك على خداع عقلك وجعله يحرك الهرمونات اللازمة لكي يتمكن الفرد من الشعور بالأمان، ولذلك يجب أن يتعلم الإنسان أن أهم قاعدة على الإطلاق لكي تتمكن من الشعور بالأمان والراحة والهدوء هو أن تتذكر أنك الأقوى دائماً، فأنت وحدك القادر على أن تخلق لنفسك ال أمان سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، فبالنسبة للمستوى الخارجي يجب أن تتذكر جيداً أن كونك فرد فاعل في مجتمعه أمر ضروري وأنك يجب أن تؤمن دائماً بقدرة الأجهزة الأمنية على حمايتك كما يجب أن تؤمن أنك قادر على تحديد مصدر الخطر إن وجد ولذلك لا تتردد في طلب المساعدة ولا تشكك في استنتاجاتك، أما داخلياً فإن الشعور بالأمان هو قرار تتخذه ومن ثم تجبر عقلك على تنفيذه لأنك أنت وحد هو من يستطيع التحكم في هذا ولذلك تذكر دائماً كم أنك قوي شعورياً ونذكر أنه يمكنك تخطي أي شيء تمر أو مررت به، وتستطيع ذلك أن تتمكن من تحقيق الشعور بالأمان .

مريم علاء

طالبة في كلية الطب، برج الجدي، عضو اتحاد طلاب كلية الطب، أهوى الكتابة والقراءة الأدبية ناشطة وفي مجال العمل المدني، ورئيس مشروع كن مبدعاً بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية.