تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الصحة النفسية » السلام النفسي : كيف تعثر على السلام النفسي في الأوقات الصعبة ؟

السلام النفسي : كيف تعثر على السلام النفسي في الأوقات الصعبة ؟

تحقيق السلام النفسي يضمن للشخص عيش حياة بدون ضغوطات مزعجة، والإقبال على الحياة وتحقيق إنجازات هائلة، إليك دليل تحقيق السلام النفسي بسهولة.

السلام النفسي

السلام النفسي هو تلك الحالة العقلية والعاطفية التي تشعر خلالها بالراحة والسكينة ولا توجد أفكار أو أمور مزعجة تعصف بذهنك. وربما تكون شعرت بمثل هذه الحالة أثناء رحلة قضيتها في مكان جميل أو أثناء مجالسة أصدقاء تحبهم. نتعرض في حياتنا اليومية لكثير من الضغط والتوتر بسبب ظروف العمل ومشاكل الحياة، وأحياناً نتعرض لمواقف سيئة تجعلنا نفقد الثقة في أنفسنا وفي العالم، ويعتل مزاجنا ونفقد القدرة على التعامل مع الآخرين أو إنجاز العمل، وينتهي الأمر بنا إلى الانزواء إلى ركن مظلم والابتعاد عن الحياة. عزيزي المكتئب، أعلم أن الحياة لن تعتزلك كما اعتزلتها وستظل تصب عليك منغصاتها طالما استسلمت لها، والحل الأمثل لتفادي مثل هذه الحالة هي التخلص من هذا المزاج المظلم والوقوف بشجاعة أمام هذه المواقف حتى يمكنك التعامل معها والعثور على السلام النفسي . في هذا المقال سوف نرصد لك بعض الطرق التي إذا سلكتها سوف تتمكن من تحسين مزاجك العام وإيجاد صيغة تتعامل بها مع العالم وإيجاد السلام النفسي .

دليلك إلى تحقيق السلام النفسي بسهولة

تمرينات التأمل لصفاء الذهن

التأمل هو أقوى وأسرع طريقة للحصول على السلام النفسي ، وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن ممارسة التأمل يومياً بشكل منتظم تجعلك تحصل على سلام نفسي طويل الأمد. فوفقاً لخبراء الأعصاب يحدث التأمل تغييراً مادياً في بناء المخ، هذا التغير يساعد في تحفيز الجزء المسئول عن الراحة في الجهاز العصبي، وبالتالي الاستمرار في ممارسته يحد من التوتر ويزيد من قدرتك على تحمل الضغط. كيف تمارس إذن هذه العادة الرائعة؟ خصص من وقتك من 10 إلى 30 دقيقة يومياً وأجلس على أي شيء مريح مغلق العينين، وتأكد أن ظهرك مستقيم، وقم بجمع كل تركيزك لمراقبة تنفسك، وتأكد أيضاً أنك تتنفس بشكل صحيح. إذا حدث وشردت بذهنك عد مرة أخرى للتركيز على تنفسك. ربما يبدو الأمر في البداية صعباً، ولكن بمرور الوقت والمداومة اليومية على التأمل سوف تجد نفسك قد اعتدت على تصفية ذهنك والتركيز، وسوف يتغير مزاجك العام وتصبح أكثر هدوءاً وراحة.

تعلم كيف تثق بنفسك

لا تفكر كثيراً في الأفعال التي ارتكبتها سابقاً ولا تعيد النظر في ردود فعلك في المواقف المختلفة وتظل تتساءل هل أحسنت التصرف أو اتخذت القرار الصحيح أم لا. لا تلوم نفسك على الماضي أيضاً فقد مر بكل ما فيه ولن يعود مرة أخرى وقدر قيمة الوقت الحالي الذي تعيشه وأمضي قدماً بثقة كبيرة في نفسك وإيمان بقدراتك، فطريقنا في الحياة ليس مفروشاً بالورود دائماً، وإذا وجدت طريقك سهلاً فأنت تمشي في الاتجاه الخاطئ. أحياناً يجب أن نتعثر ونسقط لكن يجب أن نتعلم أن نقف على قدمينا من جديد ونكون أقوى وأشد. أجعل من الماضي درساً لك في المستقبل لكن لا تنظر أبداً خلفك. بهذه الطريقة سوف تتمكن من مواجهة العقبات والمشكلات التي تقابلك يومياً.

أخفض من توقعاتك

من أكثر الأشياء التي تقودنا إلى الإحباط هو أن ننتظر من الحياة أن تعطينا ما نتوقعه بالضبط لا ينقصه شيء. مهما كان ما تتمناه فنادراً أن يأتي في الشكل الذي تتوقعه. وحتى تشعر بـ السلام النفسي يجب أن تتعلم أن تتقبل الأشياء كما هي، فلا ترفض الفضة لأنك كنت تتوقع الذهب. لأنك إذا لم تتقبلها فلن يتغير من شيء.

ابتعد عن وسائل الإعلام

متابعة الأخبار اليومية ومشاهدة ما يحدث في العالم من حروب ومجازر ومجاعات يصيب الإنسان بالاكتئاب ويجعله يشعر بالقلق الدائم على الحاضر والمستقبل، وسوف يترسخ في ذهنك أن العالم مكان سيء موحش يجب أعتزاله. لا أقول أن العالم حديقة أزهار، لكن كما يوجد الشر يوجد الخير، والجمال يجاور القبح دائماً. وحتى تنعم بـ السلام النفسي حاول أن تتجنب قدر الإمكان متابعة الأخبار اليومية ووسائل الأعلام وبرامج التوك شو التي لا يوجد طائل من ورائها، وتجنب مشاهدة الأفلام قبل النوم خاصة أفلام الرعب، لأن العقل سوف يقوم باستعراض أفكار ومشاهد عشوائية من هذا الفيلم تجعلك لا تحظى بنوم مريح. تجنب أيضاً الحديث في السياسة لأنه لن يتغير من الأمر شيء بانفعالك مع الأحداث ولن يصيبك سوى التوتر والإجهاد الذهني.

تعلم كيف تغفر للناس أخطائهم

كلنا نحمل في قلوبنا غضب تجاه أشخاص أخطئوا في حقنا، هذا شعور طبيعي. لكن تراكم هذا الغضب مع مرور الوقت سوف يصبح حملاً ثقيلاً على نفسك. يجب أن تدرك أننا أيضاً نخطئ في حق آخرين، وأن ما حدث لا يمكن العودة بالزمن إلى الوراء لإصلاحه، وغفران أخطاء الآخرين سوف يجعلك تتخلص من الآلام المترسبة في روحك بسبب هذا الغضب، وسوف يساعدك على الوصول إلى السلام النفسي عن طريق الشعور بالتناغم الداخلي.

لا تعبأ بما يظنه الآخرين بك

أعلم جيداً أنك لن تستطيع أن تنال رضا كل المحيطين بك، ولا أن تحقق السعادة لكل من حولك. في كل الأحوال سوف تجد نفسك موضع نقد الآخرين وأن هناك من يصدر أحكاماً على تصرفاتك. التفاتك إلى رأي الآخرين سوف يؤخر دائماً تقدمك إلى الأمام سوف يجعلك تجهد عقلك دائماً فيما سوف يظنه فلان إذا فعلت كذا، وينتهي بك الأمر إلى أن تحجم عما كنت تريد عمله. لا تهتم بما يظنه الآخرين بك واهتم بإرضاء نفسك أولاً. قم بعمل الأشياء التي تقتنع وتؤمن بها فقط، تلك الأشياء التي تشعر معها بـ السلام النفسي .

استمتع بالفن

الفن شفاء للروح أي كان نوعه. أحياناً نستمع لنوعية معينة من الموسيقى فتشرق نفوسنا، نشاهد فيلماً سينمائياً أو نحضر عرض مسرحي فيتغير مزاجنا. الفن عامل هام جداً للحصول على السلام النفسي أحرص بقدر الإمكان على حضور الحفلات الموسيقية أو مشاهدة عرض سينمائي لفيلم جيد. أيضاً إذا كنت موهوباً في نوع من أنواع الفنون سوف تساعدك ممارسته على تفريغ مشاعرك والإحساس بالراحة. أيضاً إذا كنت تهوى الرياضة أو الصناعات اليدوية البسطية فممارستك لهوايتك سوف يجعلك تجد سلامك النفسي بسهولة.

غير روتينك اليومي

الروتين وتكرار قيامنا بأفعال معينة كل يوم بشكل دوري تصيبنا بالملل والإحباط. قوم بتغيير شيء على الأقل من عاداتك اليومية. فإذا أعتدت أن تسلك طريق معين أثناء ذهابك إلى العمل فخذ طريقاً آخر. أو إذا اعتدت الجلوس في مقهى ما غيره أو قم بعمل شيء آخر مثل الدخول إلى السينما أو التنزه على قدميك في مكان ما جميل مثل الحدائق أو على شاطيء البحر أو أي مكان تشعر فيه بالراحة. كسر الروتين والتحرر من الرتابة سوف يجعلك تشعر بشعور أفضل ويحسن مزاجك العام.

مساعدة الآخرين

شعور أن لك القدرة العطاء ينشط طاقتك الإيجابية ويعمل على زيادتها، لذا حاول أن تتبرع بجزء من وقتك لخدمة صديق يحتاج إلى معاونة في العمل مثلاً أو إصلاح شيء في بيته أو الذهاب إلى الطبيب، أو مساعدة أحد الأطفال في الدراسة. هناك أيضاً الجمعيات الخيرية التي تقوم بتقديم خدمات متنوعة للمحتاجين. حاول أن تنضم إلى أحدها وتقدم يد العون إلى من يحتاجها وحينها سوف تشعر بالسكينة و السلام الداخلي .

أفتح بابك لمن تثق بهم

لا تحاول أن تستلم للشعور بأنك وحيد بهذا العالم ولا يوجد من هو يشعر بك. حتى إذا انصرف عنك عدد من الناس فهناك دائماً شخص ما بجوارك يرغب بتقديم يد العون لك ومساعدتك للخروج من الظلام للنور. أسمح لهذا الشخص بالدخل ولا تتوقع منه أن يقدمك لك حلولاً للمشكلات التي تمر بها لكن مجرد وجوده إلى جوارك سوف يذكرك أنك لست وحدك في هذا العالم وأن هناك شخص مر بنفس تجربتك ويريد أن يساعدك للخروج من أزمتك النفسية.

الوصول إلى السلام النفسي ليس أمراً بعيد المنال، بإمكان كل منا أن يحقق لنفسه السكينة الهدوء الذي ينشدهما دون أن يعتزل العالم. بممارسة بعض الأشياء مثل التأمل والرياضة والبعد عن الأشخاص السلبيين والثقة بالنفس سوف تعثر على السلام الداخلي ، وينمو داخلك الأمل في في حياة أفضل وأكثر راحة وسكينة.

أروى تاج الدين

صحفية ومترجمة أكتب عن السينما والأفلام وأحياناً أكتب كوميكس للأطفال.