تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » حياة زوجية » كيف تتعاملين مع الزوج الصامت دائما وكيف تدفعيه إلى التفاعل معك؟

كيف تتعاملين مع الزوج الصامت دائما وكيف تدفعيه إلى التفاعل معك؟

الزوج الصامت من أكثر مسببات الإزعاج للمرأة إن لم يكن أكثرها إزعاجا، يحتاج الإنسان إلى شريك حياته كي يشاركه همومه وانكساراته وآلامه وأفراحه أيضًا، فيسوء الأمر أكثر لو كان هذا الشريك صامتا لا يعبر عما يشعر به أو يظهر رد فعل تجاه ما تقول.

الزوج الصامت

 لا يمكن تخيل الزوج الصامت إلا في سياق من الوحدة والعزلة والألم، لا يمكن أن يكون الزوج الصامت ميزة تنعم بها المرأة أبدا، دائما تكون المرأة منزعجة أشد الانزعاج من الزوج الصامت ، تحب المرأة دائما الحديث عن واقعها، الحديث عن يومها مهما كانت تفاصيله تافهة، عن بالوعة المطبخ المسدودة والتي تحتاج إلى تسليك، عن المصروف الشهري ومحاولة تدبير النفقات التي تكفي لنهاية الشهر، وعن مشاكل العمل والأزمات اليومية وحتى عن الأحلام المؤجلة والأمنيات المستقبلية، فكيف يكون الحال إذا كان زوج هذه المرأة من نوعية الزوج الصامت الذي لا يحب أن يتحدث ولا يحب أن يتبادل معه أحد الحديث حتى إن كانت زوجته؟ لا ريب أن هذه أزمة كبيرة ربما تهدد مستقبل العلاقة الزوجية بأكملها.

صفات الزوج الصامت

الزوج الصامت صفات الزوج الصامت

قليل الكلام

الزوج الصامت كما هو ظاهر من المسمى قليل الكلام إلا في الضروريات فقط، للضرورة القصوى، والأمور اليومية العادية مثل تحضير الطعام والاستيقاظ من النوم وربما يتكرم ويلقي تحية المساء فحسب بالتالي هو معظم اليوم صامت وربما لو تحدثتِ إليه فإنه لا يجيب إلا بنظرة صامتة لأنه يمكنه أن يبقى هناك صامتا وساكتا تماما لا تسمعين منه صوت ولا يصدر منه كلمة دون أي مشكلة لديه، حتى لو كانت هذه أكبر مشكلة لديك.

ردوده مقتضبة

الزوج الصامت لا يتحدث مثلما قلنا وإذا سألتِهِ عن شيء فإنه يرد باقتضاب شديد وعلى قدر السؤال فإن تسألينه عن كيف كان العمل اليوم سيجيبك “بخير” في حين أن الأزواج عادة يحبون مشاركة الزوجات مشاكل العمل ومسئولياته والحديث الدائم عن أدق التفاصيل مثل الزملاء وسير العمل والمهام التي يكلف بها ولكن هذا لا يرد سوى على قدر السؤال فحسب ولا يكون لديه رغبة في تبادل الحديث أو فتح محادثة شيقة حميمة بينه وبين زوجته التي هي شريكة حياته.

لا يفتح موضوعا للحديث أبدا من صفات الزوج الصامت

الأزواج عادة والزوجات لديهم جلسة العصاري هذه، والتي تسبق المساء وهي من بعد الغداء مع شرب الشاي والجلوس أمام التلفاز وتبادل الكلمات والأحاديث الشيقة وعادة يفتح الزوج مع زوجته العديد من الأحاديث حول هذا، أتذكر وحتى الآن يقوم والدي على الدوام بالحديث حول الفنانين والفنانات وعادة يبدأ بمعلومة خاطئة فتصححها له والدتي وتسترسل في الحديث ومنها إلى موضوعات أخرى، ولا يفوت والدي الحديث الدائم معها حول فريقه الرياضي المفضل وحكاياته التي لا تنفد، على عكس هذا يقوم الزوج الصامت بعدم الرغبة في خلق الأحاديث وعدم رغبته في التجاوب مع أحاديث زوجته التي تفتحها أيضًا وينهمك فيها معها.

لا يبدي أي رد فعل تجاه أي حدث

لا يقوم الزوج الصامت على الإطلاق بإبداء أي رد فعل تجاه أي حدث، مهما حاولتِ استثارة حفيظته نحو أي شيء فهو ربما يرد بإيماءة من الرأس أو بلي الشفة السفلى، وإن تكرم تماما فإنه يقول “جيد” فحسب، وذلك يكسبه شيء من البلادة في نظر زوجته نوعا ما وتراه شخصا مملا جدا على الرغم من كل ذلك.

لا يهاتفك وهو بالخارج

إذا كان الزوج الصامت لا يتحدث إليكِ وهو في المنزل فمن الطبيعي ألا يحدثك وهو في الخارج، بل يمكن أن يتأخر لساعات طويلة ولا يحادثك ليطمئنك عليه أو حتى يطمئن عليكِ وحتى إن أتى إلى المنزل بعد ذلك فهو لا يسعى لأن يقول ما الذي جعله يتأخر كل هذا القدر إلا إذا طرحتِ عليه السؤال بنفسك وكأنكِ غير معنية بمعرفة أموره.

السبب وراء خطورة الزوج الصامت

الزوج الصامت السبب وراء خطورة الزوج الصامت

تشعر المرأة معه أنه يكرهها

حين يتعامل الزوج الصامت بهذا الأسلوب الممل الدائم الذي معه لا يحاول الزوج أن يتحدث ولا يحاول حتى أن يتجاوب مع زوجته في حديث تفتحه أو يبدي ردة فعل تجاه ما تقوله مهما كان مهما أو مصيريا فإنها تظن أنه يكرهها، ولا نهون من الأمر ونقول أنه لا يحبها فإن هذا يعني حيادية مشاعرها تجاهه وبالطبع يمكن أن تتبادل الحديث مع شخص لا تحبه ولا تكرهه، ولكن أنه يكرهها هكذا الأمر، وبالطبع لا يريد أن يتبادل الحديث مع شخص يكرهه وينفر منه، وما أسوأ أن يعيش الإنسان مع شريك حياة يكرهه، الشعور نفسه بالغ الألم.

تكاد تصاب المرأة بالجنون أحيانا

بالحديث عن الآثار النفسية مثلا للتعامل مع الزوج الصامت فإن آثاره عظيمة بالطبع على الزوجة التي ألقاها حظها العثر في طريق هذا الشخص، لا يمكن أن تتخيل يوما كاملا لا تتبادل فيه الحديث مع الشخص الذي من المفترض أنه شريك الحياة والشخص المختص أصلا بالاستماع إليكِ ومبادلتك الهموم والأفراح والأحلام والمآسي وغير ذلك، فكيف هي الحياة والإنسان دائما يحتفظ بكل أفكاره وهواجسه وآلامه لنفسه ولا يشارك بها الشخص الأقرب له؟ لا ريب أن هذا بمرور الوقت قد يدفعه إلى الجنون.

لا تدري المرأة ماذا يدور في رأسه من أسباب خطورة الزوج الصامت

أزمة المرأة مع الزوج الصامت أنها لا تعرف حقا ما يدور في رأسه ومن الطبيعي أن يعيش الإنسان مع شريك حياته وهو يعلم جيدا ما يشعر به ويدور في رأسه، وهذه من أساسيات شراكة الحياة أن يكون هناك شفافية تامة بين الزوجين وليس هناك أي جوانب مخفية أو مجهولة، فما بالك بشخص كل شيء معه مجهول وكل الأمور في حياته غير معروفة فلا نعرف فيم يفكر أو ماذا يدور في ذهنه؟ إن هذه الحالة تخلق اغترابا بين المرأة وزوجها أي أن حالة الألفة التي يجب أن تفرزها الحياة الزوجية انتفت بالتالي تنتفي أي حياة زوجية بالأساس، لأن الجيران في الفنادق يتحدثون مع بعضهم أكثر من هذا.

شعور الإحراج عند صده لها حين الحديث معه

في كل مرة تتحدث المرأة مع الرجل وتحاول أن تخلق معه حديثا هو يصدها فيه بالتالي تخرج من هذا الموقف وهي شاعرة بالحرج خصوصًا وأنها تشعر أنها ثقيلة عليه وأن ثمة حاجز بينهما وشعورا سلبيا يتولد خلال هذا الموقف من الطرفين، والمرأة في العموم حساسة، لا تحب أن تبادر بشيء مهما كان هذا الشيء ويكون مصيرها هو الرفض، بالتالي الشعور بالإحراج خصوصًا لو تكرر لأكثر من مرة سوف يبني حواجز لا يمكن حتى هدمها فيما بعد وحتى إن حاول الزوج نفسه معالجة الموقف فلن يستطيع لأنه قد أتى متأخرا جدا.

التعامل مع الزوج الصامت والعنيد

الزوج الصامت التعامل مع الزوج الصامت والعنيد

أخيرا وليس آخرا كيف يمكننا التعامل مع هذا الزوج الصامت والعنيد مبكرا قبل أن تتكون الحواجز النفسية ويكبر الأمر ويتحول من حالة مزعجة إلى قنبلة تسبب انهيار الحياة الزوجية بأكملها؟ هناك إرشادات سريعة سنذكرها فيما يلي.

التواصل الجسدي

يوجد أهمية كبيرة في التواصل الجسدي لدى الزوج الصامت فكل الرجال يحتاجون للمسة حنونة وحضن دافئ ولمسة يد داعمة، كل هذه الأمور تخبره بأنكِ تقدرين صمته هذا وأنك ستظلين إلى جواره رغم ذلك وسيكون لها الأثر الكبير لأنها ستعمل على دعم ثقته بنفسه وثقته بك بالفعل وستذوب جبال الجليد بينك وبينه بشكل لم تكن تتوقعينه.

الحديث في أمور تهمه

ربما لا يحب هذا الزوج الصامت الحديث في كل الأمور ويرى أن هناك أمورا معينة يجب علينا الحديث فيها وما دون ذلك يعتبر ليس ذو قيمة، مثلا هناك شخص ترتبط به صديقتي يحب دائما الفن التشكيلي، يذوب عشقا أمام اللوحات ويمكن أن يقف بالساعة يتأمل لوحة، في إحدى المرات حدثتني عنه وأنه لا يكاد يتحدث معها، فنصحته باصطحابه لإحدى معارض الفنون وبالفعل أصبح ماكينة كلمات، ظل يتحدث معها حول اللوحات التي رآها بشكل غير معتاد، وتدريجيا أصبح ينتقل لموضوعات أخرى، المسألة تحتاج إلى العثور على المفتاح الخاص به.

التقاط الوقت المناسب للتعامل مع الزوج الصامت

من أجل التواصل مع الزوج الصامت بشكل أفضل عليكِ التقاط الوقت المناسب للحديث معه، لا يمكنك الحديث إليه في الوقت الذي ينهمك فيه في فعل شيء ما أو هو شارد ومتأمل في أمر ما فإن ذلك يجعلك تقطعين حبل أفكاره، تحين الوقت المناسب يعكس ذكاءك وفطنتك في تغيير هذا الشخص الصامت العنيد قليل الكلام.

الغزل والكلام اللطيف

أي شخص في الدنيا بل وأي رجل أيضًا يحب كلام الغزل والكلام اللطيف الرومانسي، نعم نحن مثل النساء نحب الإطراء والغزل بل تأثيره فينا يكون أعلى لأننا غير معتادون على تلقي الإطراء بالتالي وحتى إن لم يستجب أو يبدي أي ردة فعل في البداية فإن هذا الكلام سيكون له بالغ الأثر عليه فيما بعد بشكل عظيم وسيستجيب تدريجيا بعد ذلك.

الصبر

لا يمكن الاهتمام بمثل هذه الأمور بدون الصبر ولا يمكن إثبات فاعليتها إلا عن طريق التحلي بالصبر، ليس بموقف واحد أو كلمة واحدة أو لمسة واحدة أو نظرة واحدة أن تجعله يتغير من النقيض إلى النقيض، فقد تعاني في البداية وتشعري بانعدام الفائدة فيما تفعلين ولكن على أي حال تظل أي محاولة مفيدة على مدى بعيد، ليس بعيدا جدا ولكن ستدركين فائدتها لاحقا.

الزوج الصامت من الابتلاءات التي يمكن أن تبتلى بها أي امرأة عموما، قد يكون هذا مفيدا للرجال ربما إن رزقوا بامرأة صامتة، ليس في أغلب الأحيان بالطبع ولكنه ربما سيكون مناسبا لبعض الرجال ولكن أي امرأة في الدنيا لا تتمنى على الإطلاق أن يكون زوجها صامتا عنيدا ثابتا ومصمما على صمته بهذا القدر.

محمد رشوان

أضف تعليق

11 − 1 =