تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » حياة زوجية » الزوجة المسرفة : كيف تتعامل مع زوجتك المبذرة والمسرفة ؟

الزوجة المسرفة : كيف تتعامل مع زوجتك المبذرة والمسرفة ؟

الإسراف مذموم في أي مكان، ووجود الزوجة المسرفة في منزل كفيل بدفع المشاكل للبدء فيه على وجه السرعة، لذلك نعطيك أهم نصائح التعامل مع الزوجة المسرفة .

الزوجة المسرفة

لا شك أن الأسرة التي تحتوي على الزوجة المسرفة تعاني حقًا.. فلا تخلو من المشكلات الناتجة عن هذا الأمر، فهو لا يقف فقط على حدود مشترياتها الكثيرة، أو اهتماماتها المختلفة عن الرجل والذي لا يستطيع تفهمها، ولكنه يتعدى إلى الاختلاف والتصادم الذي قد يحدث بين الرجل وزوجته، فبالتأكيد هذا الأمر قد لا يتقبله كثيرٌ من الرجال، فيفتح هذا بابًا لجعل البيت يفقد سمته الأساسية وهي الحب والتفاهم، فقضية الزوجة المسرفة قد دمرت الكثير من العلاقات الزوجية، وعلاقات أخرى أبقت على حالها كما هي لوجود الأطفال، ولكن ما إن يختفي التفاهم والمودة فلا أستطيع فعلًا أن أطلق على هذا المكان بيتًا، فالبيت يعني الكثير!

أفضل طرق التعامل مع الزوجة المسرفة

ما الأسباب التي تجعل من المرأة زوجة مسرفة؟

المرأة بوجه عام تعشق التسوق وامتلاك الأشياء، ربما تتسوق فقط حتى تتخلص من الاكتئاب، أو لأن هناك تخفيضات في مكانٍ ما فتسارع إليه، على الرغم من أنها ربما لا تحتاج فعلًا للشراء.. إلا أنها تنظر إلى كلمة “تخفيضات” على أنها هدية ما أو فرصة ذهبية لا يمكن إضاعتها، وهذا النوع من الفتيات غالبًا ما يفتقر إلى المسئولية، أو الإحساس بالتعب الذي يتطلبه الحصول على المال، فهي فقط معتادة على أن طلباتها مُجابة دائمًا، كما أن الحصول على المال بالنسبة إليها ليس بالأمر الصعب، هي فقط تطلب المال لتحصل عليه، لذا فإن الإسراف هنا ليس أمرًا عارضًا بل أصبح في شخصيتها، كما أنه إن كان من الصعب أن تسيطر الزوجة المسرفة على نفسها فمن الصعب أكثر أن تسيطر –أنت- كزوج عليها، فهي لم تمتلك تلك الصفة من ليلة وضحاها بل اعتادت عليها، ربنا من الدلال الزائد الذي لاقته في بيئتها الأصلية، أو لأن تلك الصفة قد اكتسبتها من والدتها أو والدها منذ الطفولة، ومن المؤسف أنه حين تخاطب إحداهن ذاكرًا لها أن هذا الشيء الذي تشتريه ليس بالأهمية حتى تبدد كل هذا المال بسببه إلا أنها لا تجد هذا الكلام مقبولًا أو قد لا يترجمه عقلها.. إذ أن بعض الأشياء قد تكون مهمة بالنسبة إليها، ولكنها عند الرجل ليس ذات أهمية على الإطلاق، أو ربما لأنها ليست من ضروريات الحياة، وهذا يرجع إلى اختلاف التربية، أو العادات التي يمتلكها الوالدين، فالعادات التي يحملها الطفل منذ صغره ليست وراثية، ولكنها مكتسبة من أهله فقط، وقد تكون الزوجة المسرفة لاعتقادها أنها بهذه الطريقة ربنا تمنع زوجها من الزواج عليها، إذا أنها تستغل الفائض من المال الذي لديه حتى لا يذهب في مكانٍ لا ترغب به، إن كان زواجٍ أو غيره، فقد يكون الزوج مسرفٌ أيضًا، لذا فإنها ترى اهتماماتها أكثر أهمية من الأشياء التي قد يضيع فيها زوجها المال.

وفي معظم الأحوال التي تنفق فيها الزوجة مال زوجها في غير موضعها فقد يعتبر ذلك قلة ثقة منها في نفسها وفي زوجها، إن كانت تفعل ذلك لتجاري صديقاتها بإحساسها بأنها أقل منهن إن لم تفعل، أو لأنها تخشى أن تحتاج إلى هذا الشيء في وقتٍ من الأوقات بعد ذلك ولا تجده، فتجد أنها دائمة الشراء لأشياء حتى تقوم بتخزينها فقط، أو لأنها تسبق بمنع زوجها من الزواج عليها فتأخذ ما معه من مال دائمًا أولًا بأول، وقد يكون من الأسباب التي قد تجعل من الزوجة مسرفة أنها لم تكن تنعم بمثل تلك الرفاهية قبل الزواج، لذا فإنها تقوم بتعويض الناقص منها دون حسابٍ أو رقابة، كما يساعد على ذلك عدم انشغالها بشيء مهم، فوقت الفراغ لديها كبير، أو إحساسها بإهمال زوجها المستمر لها، فتمضي الوقت في الإنفاق عوضًا عن ذلك.. ربما لتجعله ينتبه إليها أو لتعوض الناقص من الاهتمام بإسعاد نفسها بذلك، وقد يرجع ذلك إلى الحب الشديد من الزوج لزوجته والذي يجعله في بداية الزواج يتركها على راحتها ولا يحرمها من شيء، حتى ما إذا كثرت مصاريف الزواج، والأطفال أصبح الأمر لا يصح، ولا يجوز الاستمرار فيه، كما أنها ربما تصل هذه الحالة إلى درجة مرضية من الإسراف إن زادت عن الحد الطبيعي، والتي لا يمكن إيقافها بسهولة بالطبع!

أضرار الزوجة المسرفة على الأسرة

بالطبع لا يأتي من وراء الإسراف إلا الشر، فبعيدًا عن الإفلاس، وإهدار المال فيما لا يفيد، سيعطي تبذير المال إحساسًا للزوج بأن زوجته لا تقدره، أو لا تقدر تعبه، كما أنها لا تتحمل المسئولية الكاملة التي تستحق بها أن تصبح قدوةً لأولادها، فغالبًا نجد متطلبات الحياة في حد ذاتها كثيرة، ولا يمكن أن ننكر بحالٍ من الأحوال أنها ليست رخيصة أيضًا، كما أن الطفل في حد ذاته متطلب كثيرًا، فنجده يرغب في كثيرٍ من الأمور التي ربما لا تكون ذات أهمية، ولكن مع رؤيته لوالدته التي تطلب الكثير من الأشياء ولا تتحكم في رغبتها في الشراء، سيجعله يشعر بأن هذا الأمر لا يشكل مشكلة فعلية، وليس بهذا السوء، وسيقوم بتقليدها دون أن يشعر، فإن كانت الأم لا تتحكم في نفسها فكيف ستتحكم في أبناءها؟!  وإن كان ما تفعله الأم ربما قد اكتسبته من والدتها، فأبناءها سيكتسبون منها ذلك أيضًا في المقابل، ليكون ذلك الأمر حلقة مفرغة بلا نهاية، ولكن في نهاية الأمر لن يؤثر تبذير الزوجة المسرفة على الزوج فقط بل على الأسرة بأكملها، وتربية الأطفال.. فإن الأم هي الأساس التي يقوم عليه تربية الأبناء، وهي التي يكتسب منها الأبناء أيضًا معظم صفاتهم لأنها تبقى بصحبتهم أغلب الوقت في المنزل بخلاف الأب الذي لا يقضي إلا بعض ما تقضيه الأم معهم.. وعندما يصبح الأمر مرضي من الزوجة وأطفالها، يشعر الزوج بأن لا أحد يقدره على ما يفعل، أو أنه آلة تدر المال فقط لا غير، فيذهب المعنى الحقيقي للبيت، وهو الإحساس، والمودة والرحمة، فإن كانت الأم لا تشعر بزوجها أو لا تقدره على ما يفعل بأن تحرص على ماله، وعلى تربية أطفاله تربية صالحة، فكيف سيبقى البيت على أحسن حال؟ وكيف سيبقى حب وتقدير الزوج لزوجته إن كانت دائمة الاهتمام بنفسها وبمتطلباتها الشخصية؟ فالزوجة المسرفة ماهي إلا زوجة أنانية إلى حدٍ كبير.. وليست صالحة لأن تكون أمًا فعلًا! كما أنه في معظم البيوت كثيرًا ما تمسك الزوجة زمام الأمور المالية، لأنها بإمكانها التحكم في الأمر بطريقة صحيحة، ولأنها تستطيع معرفة حاجيات أبنائها أكثر من الأب، لذا فإن كانت الأم تضيع الجانب المالي في المنزل فسينهار بالطبع!

طريقة علاج الزوجة المسرفة

من أكثر الأسباب التي تجعل الزوجة مسرفة هي طبعها الذي قد تربت ونشأت عليه منذ طفولتها في بيت والدها، لذا فعلى الرجل أن يقيم وضع الزوجة التي سيختارها أولًا، إذ عليه أن يختار أمًا لأبنائه قبل كل شيء، فكما تقوم هي تقيمه من جانبها فلا تريده بخيلًا أو مسرفًا، فيقوم هو بذلك بالمقابل، قبل أن يقع في ذلك الأمر.. لذا فعامل الاختيار الصحيح سيقع على عاتقه الكثير من الأمور، ولكن إذا لم يستطع الزوج التعرف على مواصفات زوجته قبل الزواج، واستنتج ذلك بعد الزواج.. فربما يجب عليه أن يتحدث مع زوجته بعقلانية، وتفهم أكثر.. فإن لم يحدث أي تغيير فيجب وضع قوانين حازمة من قبل الزوج لزوجته وأبنائه، ويجب الالتزام بها بالطبع.. كما يجب على الزوج معرفة السبب الرئيسي الذي يجعل زوجته مسرفة ليقوم بمعالجتها، فعليه أن يكون صبورًا وحكيمًا معها، لا يشتكي فقط من المشكلات دون محاولة حلها!

لا يخلو أي بيتٍ من المشكلات والأمور التي قد تعكر صفوه، وسيحدث ذلك كثيرًا، ولكن إن لم يتم أخذ الأمور بسهولة دون تعقيد، مع وضع خطواتٍ لحل تلك الأزمة العابرة فتصاعدها أمر لا شك فيه، أخبرني أحدهم ذات يوم أن البيت هو المكان الذي لا يجب أن يحتوى إلا على الحب والمرح، هو الذي تترك أعباء الحياة خارجه، ليرتاح منها المرء داخله، فلا يجب أن تستمر مشكلة عابرة خلاله أكثر من يومين.. فالمنزل هو حجر الأساس لتكوين مجتمع سليم، فيجب علينا أن نحرص على أن يكون هذا الحجر قويًا، متينًا.

رقية شتيوي

كاتبة حرة، خريجة جامعة الأزهر، بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، قسم اللغة العربية.

أضف تعليق

أربعة عشر − 11 =