تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » الرجل المتفتح : كيف تكتشف التفتح الزائف ومدعي التفتح بسهولة؟

الرجل المتفتح : كيف تكتشف التفتح الزائف ومدعي التفتح بسهولة؟

في المقال التالي نتعرف على ظاهرة من الظواهر الغريبة وهي ظاهرة الرجل المتفتح الزائف والذي يدعي مبادئ لا يحملها لإثارة الإعجاب، فهل وسيلة من كشفه وكشف كذبه؟

الرجل المتفتح

انتشرت في مجتمعاتنا مؤخرًا ظاهرة الرجل المتفتح الزائف، أو مدعي التفتح وهم أشخاص رجعيون يتخذون من التفتح والتقدمية قناعًا للوصول لقلب المرأة التي يريد، ويظن بذلك أنه سيستطيع رسم الدور وخداع الناس، وربما يستطيع بالفعل خداع المرأة التي يحب لفترة طويلة، ولكن ليس طوال الوقت، فلابد من المخادع أن يأتي له يوم وينكشف ولا يمكن لكذبة أن تظل متواجدة لفترة كبيرة، لأن الحقيقة أكثر ثقلاً، وبالتالي هي وحدها التي تستحق أن تسود، بينما الكذب متطايرا مهما بقي فإنه خفيف القوام لا يلبث إلا ويتلاشى، ولذلك عزيزتي عليكِ أن تطالعي السطور التالية حيث سنعرض عليكِ صفات الرجل المتفتح الحقيقي والرجل المتفتح الزائف، بحيث يمكنك بسهولة التفريق بينهما:

الرجل المتفتح الحقيقي من هو؟ وما هي خصائصه؟

لا يتحدث عن الكتب التي قرأها بل يظهر في طريقة تفكيره

يحاول الرجل المتفتح المدعي إقناعك دومًا أنه يقرأ الكثير من الكتب ولديه من الثقافة والمعرفة الواسعة ما يجعله جدير بك عن طريق ذكر الكتب التي قرأها أو التي يقرأها حاليًا ويستشهد دائمًا باقتباسات بالغة التعقيد لكُتاب حفظ أسماءهم بصعوبة كي يبدو أمام كشخص مثقف واسع الثقافة والاطلاع وينعكس ذلك على انطباعك عنه أنه متفتح ومستنير وتقدمي إلا أن المتفتح الحقيقي تظهر ثقافته في أفعاله وممارساته، فهناك من يتحدث فلا يأتي بسيرة كتاب واحد ولا كاتب واحد ولا يتضمن كلامه اقتباس إلا نادرًا ويكون الاقتباس شديد العلاقة بالموضوع ولكن طريقة حديثه وممارساته وأفعاله تدل على أنه متفتح حقيقي.

لا يسعى لفرض رأيه لأنه الرجل بل يتناقش

الرجل المتفتح الحقيقي لا يسعى لفرض رأيه بسبب الهبة الذكورية التي منحها إياه المجتمع وبالتالي مهما ادعى أنه يسمعك أو يتناقش معك يظل هذا النقاش، نقاش صوري.. تحصيل حاصل، عديم المعنى والجدوى بالنسبة له لأن رأيه هو الذي سيسري في النهاية، هكذا يفعل المتفتح الزائف بينما المتفتح الحقيقي يتناقش معك بمنتهى الموضوعية وبالطرق التحليلية العلمية ويأخذ بأفضل رأي وأسلم حل حتى وإن كان يتعارض مع رأيه، ويحرص على المصلحة المشتركة لا يحرص على الهيمنة الذكورية له أو محاولة التحكم فيكِ أو في اتجاهاتك أو في رؤيتك، ولا يقمع آراءك أو يمنعك بأي شكل سواء مباشر أو غير مباشر من التعبير عن وجهة نظرك.

يعاملك بندية

الرجل المتفتح الحقيقي يعاملك بندية، بمساواة، يعرف أنك مثلك مثله، لا يوجد أي فرق بينكما، مع مراعاة الفروق الفسيولوجية بالطبع والطبيعة الأنثوية المختلفة عن طبيعته الذكورية لكنه يعرف أنك ليست بتابعة له ولا هو بتابع لكِ، وأن حياتكما تشارك وليس تصارع، وسعي نحو التقدم لا سعي نحو السيطرة، أما الرجل المدعي للتفتح فهو لا يعتقد ذلك، حتى وإن تظاهر به، فهو يراكِ دومًا تابعة له ويسعى للسيطرة عليك وعلى شخصيتك بالكامل ويستخدم عدة وسائل في ذلك أبرزها الابتزاز العاطفي والاستغلال لمشاعرك تجاهه كأداة ضغط عليكِ من أجل تحقيق هدفه وهو الانصياع له، فاحذري هذا الصنف من الناس.

لا يعلق على ملابسك أو سلوكك

هذه النقطة هامة جدا، وأهميتها تنبع من أنها تدل على معنى آخر أكبر، الرجل المتفتح لا يعلق على ملابسك بشكل أخلاقي ولا سلوكك من وجهة نظر أخلاقية ولا يحاكمك أخلاقيًا، وحتى إن فعلتِ شيئًا ضد فكرته أو ضد تصوراته، فهو لا يعنفك لأنه يؤمن بالاختلاف، أما الرجل مدعي التفتح فهو يسبح في مستنقع الرجعية فهو يرى دومًا تصرفاتك وملابسك غير لائقة وربما يُلمح إلى انحطاط أخلاقي في سلوكك وملابسك الأمر الذي يضايق أي امرأة ولا ينبغي عليكِ السكوت أول مرة لهذه المسائل لأن مدلولها يعني أنه يراكِ جزء من ممتلكاته وبالتالي يريدك أن تصبحي مثلما يريد هو بالضبط دون أي شخصية لكِ، أو ملامح تحدد هذه الشخصية وأسلوبها سواء في الملبس أو المظهر العام أو طريقة التصرف والتعامل مع الآخرين.

لا يسعى لمعرفة تفاصيل علاقاتك السابقة

يستشيط الرجل مدعي التفتح من علاقاتك السابقة بينما هو يتحدث عن علاقاته السابقة بكل فخر، ويسعى لمعرفة تفاصيل علاقاتك السابقة وإلى أي مدى وصلت ويتساءل عن تفاصيل بالغة الحميمية والخصوصية ولا ينبغي الحديث عنها بينما هو يراها هامة لتكوين صورة عن شكل علاقتك السابقة وربما يستخدمها ضدك فيما بعد، أما الرجل المتفتح الحقيقي فهو يتعامل مع الشخصية التي تتعامل معه الآن بغض النظر عما كانت عليه هذه الشخصية في السابق أو طريقة تعاملها أو تصرفها أو سلوكها أو المدى التي وصلت إليه.

لا يغار من أصدقائك

الرجل المتفتح الحقيقي لا يغار من أصدقائك، بينما مدعي التفتح يقبل على مضض أن يكون لديكِ أصدقاء رجال وقد يكون هو أيضًا لديه أصدقاء نساء ولكنه يبدو أنه ينظر إليهم بشكل غير لائق لذلك هو يعتقد أن كل نظرات الرجال لأصدقائهم غير لائقة بالتالي أصدقائك ينظرون إليكِ بنفس النظر وهذا إن دل فإنما يدل على ازدواجية وتناقض وعدم اتساق مع الذات أو المبادئ التي يقولها مدعي التفتح هذا، وهو لن يخبرك بقطع علاقتكِ بأصدقائك مباشرة، لكنه يستخدم أساليب الضغط والابتزاز العاطفي والغيرة الهستيرية والتصريح بعدم الارتياح إليهم للتضييق عليكِ في علاقتكِ بهم.

لا يهتم لنظرة الناس له بل يهتم بسعادتك

لا يهتم الرجل المتفتح الحقيقي لنظرة الناس له أو التعليق على رجولته لأنه يؤمن بحريتك ويثق في قدرتك على التعامل والاحتكاك وإدارة أمورك الخاصة بنفسك ويتعامل معكِ بندية ولا تؤثر آراء الناس هذه فيه أو تلميحاتهم أو نظراتهم له على طريقة تعامله معكِ بل يضرب بنظرتهم هذه عرض الحائط ويهتم أكثر بإسعادك، بينما مدعي التفتح فقد يغضبك من أجل أن يسعد الناس وقد يحرمك من شيء تحبينه أو يفسد لحظة بالغة الشاعرية من أجل أن يحافظ على مظهره لدى الناس، للأسف هذا النوع قد يفعل أي شيء كي يبدو أمام الناس بالصورة التي يحبون أن يأخذونها ومن راقب رضا الناس مات همًا لأنهم لن يرضون أبدًا وسنظل عبيد نظرتهم لنا ومتسولين لاحترامهم المستحيل، بدون مبرر حقيقي.

يعرف حدود مساحتك الشخصية ويؤمن بها

يؤمن الرجل المتفتح بحدود مساحتك الشخصية ويحافظ عليها ويسعى جاهدًا لعدم انتهاكها أو تجاوزها ويشعرك بحريتك فيها ولا ينتهك هذه الحرية، بينما الرجل مدعي التفتح فلا يجد أي غضاضة في انتهاك حريتك والتعدي على مساحتك الشخصية وكل هذا مرة بضغط ذكوري بحت تارة ومرة بطريقة الابتزاز العاطفي هذه والاستغلال لعواطفك تجاهه كي يخترق مساحتك الشخصية ويتعدى على أدق خصوصياتك وينتهكها، الأمر سخيفًا جدًا ويجعلك تشعرين بعدم الثقة بالنفس كما أن شعور الخضوع شعور قاتل حتى وإن كان خضوع بأساليب ناعمة لم يأتِ بالقوة أو العنف.

لا يربط رجولته بتصرفاتك

النقطة الأخيرة وأهم نقطة، يؤمن الرجل المتفتح بأن تصرفاتك ومظهرك وسلوكك وشخصيتك وكل ما يتعلق بك ليس له علاقة برجولتك وأن رجولته تختص بتصرفاته هو فحسب وسلوكه هو فحسب، هذه أهم نقطة وحجر الأساس وتكاد تكون نقطة الانطلاق لكل ما سبق من أفكار في المقال، فإن وجدت فالنقاط السابقة بطبيعة الحال ستوجد وإن لم توجد فلا سبيل لإيجاد باقي النقاط.

خاتمة

كم مدعي تفتح نصادفه يوميًا؟ الكثير والكثير.. قدمنا إليكِ صفات الرجل المتفتح الحقيقي كي يسهل تمييزه عن الزائفين، فهل وجدتِ أن حولك من الرجل من تتوافق صفاتهم مع الصفات الواردة في المقال؟

محمد رشوان

أضف تعليق

ستة − اثنان =