تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » جامعة وكلية » الدراسة العسكرية : كيف تتعامل مع الدراسة في المجال العسكري ؟

الدراسة العسكرية : كيف تتعامل مع الدراسة في المجال العسكري ؟

الدراسة العسكرية نوع مختلف عن الدراسة النظامية، إذا ما قررت دخول طريق الدراسة العسكرية فإنك حتمًا ستحتاج إلى معرفة النصائح التي نقدمها هنا.

الدراسة العسكرية

الدراسة العسكرية تعتبر من أصعب أنواع الدراسة التي يمكن أن تقابل أي شخص في حياته، فمهما كانت النتائج التي تنتظره من الدراسة هناك، لكنه سوف يحتاج إلى الكثير من المجهود حتى ينجح في إتمامها، باختلاف مجال الدراسة والمؤسسة العسكرية التي يدرس بها الشخص. لذلك إن كنت تنوي الالتحاق بأي دراسة عسكرية، سوف تحتاج إلى الاستعداد الكامل لهذا النوع من الدراسة، حتى يمكنك التعامل معها بأفضل شكل ممكن. لذلك نتحدث في مقالنا هذا عن الدراسة العسكرية وصعوباتها، وكيف يمكن لك التعامل مع هذه الصعوبات حتى لا يصدمك الواقع بما لم تتوقع وجوده.

كيف تسلك طريق الدراسة العسكرية في حياتك؟

صعوبة الدراسة العسكرية

يتفق الجميع على أن الدراسة العسكرية صعبة دون شك، وهذا الأمر يرتبط بطبيعة الحياة العسكرية حول العالم. لذلك إن لم تستعد للأمر من البداية، فتأكد أن الواقع سيكون أسوء مما يمكنك تخيله.

وترجع صعوبة الدراسة العسكرية لهذا السبب بالتحديد، وأي شخص يلتحق بالمجال يدرك ذلك جيدًا. لكن هناك شيء هام، وهو أنه توجد أنواع مختلفة من الدراسة العسكرية كما ذكرنا، باختلاف نوع المؤسسة التي ترغب في الالتحاق بها، وبناءً على النوع تتدرج الصعوبة، ويكون التركيز حسب ما يناسب الدراسة بالضبط. فمثلًا الدراسة البحرية، سوف تكون معظم الصعوبات مرتبطة بالمجال البحري.

لذلك إياك أن تستهين بالأمر وتظنه أمرًا خياليًا، فتدخل إلى الكلية وتكتشف المفاجأة التي تنتظرك هناك، بل حاول من البداية تقدير الأمر بالشكل السليم. وهذا لا يعني أن تستمع إلى كل ما يُقال لك، لأن هناك عادة لدى البشر وهي التهويل من أي شيء، حتى وإن كان المتحدث لم يجرّبها من الأساس، وكل ما بلغه أخبار يتناقلها الناس من حوله. لذلك إن أردت معرفة الحقيقة حول صعوبة الدراسة العسكرية فاستمع إلى من تثق في رأيهم فقط لتتمكن من تحديد مدى الصعوبة المتوقعة.

حوّل من الدراسة العسكرية إن أردت ذلك

بالطبع يوجد العديد من الأشخاص الذين يشعرون بالانجذاب إلى الدراسة العسكرية بسبب المكانة العالية التي يحصلون عليها في النهاية. لكن هذا السبب ليس كافيًا لأن تستمر بها في وقت تعجز عن الشعور بذاتك.
بالطبع نحن هنا لا نتحدث عن المشاعر الاعتيادية، لكننا نذكر أزمة نفسية حقيقية قد تعاني منها في الدراسة، وبالتالي إن أصابتك هذه الأزمة لا تتردد في أخذ قرار التحويل. فالمكانة العالية مع شعورك بالضيق سوف ينتج عنهما عدم الراحة، فما فائدة كل ما تفعله إن كنت غير قادر على الحياة كما تريد؟

لذلك إن شعرت بهذا الأمر في مرحلة ما في حياتك، وحاولت التأقلم مع الدراسة الدراسة العسكرية أكثر من مرة لكنك فشلت، فقرار التحويل هو الصواب في هذه الحالة، أما إن كنت قادرًا على الاستمرار في الدراسة العسكرية رغم أي شيء، فهذا ما سوف نتحدث عنه في النقاط التالية لمساعدتك في التعامل معها دون مشاكل.

الانضباط والالتزام

يعتبر جوهر النجاح في الدراسة العسكرية وفي الحياة العسكرية بشكل عام هو الانضباط والالتزام. ما دمت شخصًا يلتزم بالتعليمات والأوامر، لن تقابلك العديد من المشاكل. من ضمن هذه التعليمات على سبيل المثال، الالتزام بالحضور في الموعد المحدد، وهي كما نعرف مشكلة تواجهنا في الوطن العربي بأكمله، لكن إن نجحت في تجنب الوقوع في هذا الخطأ، ستجد أنك تقلل من الصعوبات التي يمكن أن تواجهك.

بالطبع يمكن قياس ذلك على أيًا من التعليمات الأخرى المرتبطة بنظام الدراسة العسكرية الواجب اتّباعه، والتي يعد خرقها مشكلة واضحة لا يمكن السكوت عنها أو إغفالها. وعلى كلٍ فإنني أؤمن أن الانضباط والالتزام هي أشياء لا نقوم بها خوفًا من العقاب فقط! بل إننا نفعل ذلك لأن هذا هو الصواب. وتنفيذ هذه الأشياء سوف يعود عليك بالنفع في حياتك فيما بعد، سواءً كان ذلك في حياتك الشخصية، أو في الحياة العملية.

وتذكر أن انضباطك والتزامك في الدراسة العسكرية لا يجب أن يمنعانك من تحقيق ذاتك، أو أن ترفض أي شيء تشعر أنه يقلل منك. فطبيعة الحياة العسكرية هي الصعوبة، وتوجد العديد من المواقف المرهقة بالنسبة لك، والاختبارات التي سوف تتعبك كثيرًا، لكن التزامك في هذه الأشياء شيء، وقبولك بأي أمر ترى أنه يقلل منك شيء آخر. فاسع دائمًا إلى صناعة ذاتك من البداية، مع المحافظة على انضباطك والتزامك طوال الوقت.

التعايش مع الحياة

لماذا تعتبر الدراسة العسكرية صعبة جدًا؟ لأن هذا جزء من الحياة التي سوف تحياها لاحقًا، بل إن الدراسة تعتبر محاكاة خفيفة للواقع، في حين أن ما سوف تراه في وقت العمل سيكون أصعب من ذلك. وبالتالي فأنت تحتاج إلى تعلم التعايش مع هذا النوع من الحياة من وقت الدراسة. الأمر يعود بالطبع لنوع الدراسة كما اتفقنا، لكن أيًا كانت طبيعة الدراسة فالتعايش هو الاختيار الصحيح.

والتعايش لا يعني أن تحيا وأنت بائس ومحبط، وتفعل ذلك فقط لأنه سوف يكون جزءًا من حياتك في المستقبل، فنحن هكذا لن نكون عادلين. التعايش الحقيقي يعني حسن التعامل مع الحياة، الدراسة العسكرية صعبة وأنت تعرف ذلك، في المقابل سوف تتعلم كيف تستفيد من كل موقف يحدث معك، سترى الأمور من جوانبها الصحيحة، سواءً كانت إيجابية أو سلبية.

مثلًا قد تجد أن هناك أيام أثناء الدراسة يتم وضعك في الصحراء، ومطلوب منك أن تتعلم الحياة البرية هناك بموارد قليلة جدًا، ركز على التعامل لأنك في حياتك العسكرية قد تتعرض لهذا الموقف أثناء أحد المهام التي تؤديها، وهذا هو المقصود بالتعايش الصحيح، والخروج بأقصى استفادة ممكنة من الدراسة.

تمتع بالحياة العادية

أثناء الدراسة العسكرية فإنك تقضي أغلب الوقت في مكان الدراسة، وأيام خروجك تكون قليلة جدًا، وبالتالي عليك أن تعيش هذه الأيام في راحة، وتبحث عن المتعة في كل مكان، كالسفر أو الخروج مع الأصدقاء.

قد يستغرب البعض هذا الكلام، لكن فإن أيام الإجازات هذه هي التي يمكنها أن تساعدك على الاستمرار في الدراسة، فنحن جميعًا نحتاج إلى الشعور بالراحة في حياتنا، ونتمنى أن تتاح لنا الفرصة لقضاء إجازات سعيدة، لا سيما عندما تكون أيام العمل صعبة جدًا، ما بالك إن كنت في أحد مجالات الدراسة العسكرية باختلاف شكل الدراسة؟ بالطبع تحتاج إلى الراحة.

وأنا مقتنع بهذا الأمر تمامًا عن تجربة، حيث لي بعض الأصدقاء الذين يلجؤون إلى هذا الحل بسبب صعوبة دراستهم، وهذا يساعدهم تمامًا، يجدد أرواحهم ويجعلهم قادرين على مواجهة الصعوبات مرة أخرى.
أيًا كان شكل الاستمتاع الذي تريده، وأيًا كانت شكل الإجازة التي تفضلها، حاول أن تستغل أيام إجازاتك بأفضل شكل ممكن، سافر إن كنت تحب ذلك، اجلس في منزلك إن كان هذا مريحًا لك، المهم أن تتمتع بالحياة العادية.

الدراسة العسكرية هي طموح يبحث عنه العديد من الأشخاص في الوقت الحالي، لكن يتفاجأون بعد ذلك من الواقع، ويعجز بعضهم عن التعامل معها. في حين أن الموضوع قابل للتعامل معه، فقط عليك أن تدرك الأمور كما هي في الواقع، وأن تضع كل شيء في مكانه الصحيح، وقتها ستكون قادرًا على التعامل مع الدراسة العسكرية أيًا كانت الأوضاع.

معاذ يوسف

مؤسس ورئيس حالي لفريق ثقافي محلي، قمت بكتابة رواية لكنها لم تنشر بعد.

أضف تعليق

5 × واحد =