تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » الخوف من الفشل : كيف تتعامل مع الخوف من الفشل ؟

الخوف من الفشل : كيف تتعامل مع الخوف من الفشل ؟

الخوف من الفشل هو أمر قد يجعل حياة كل منا جحيمًا لا يطاق، والتغلب على الخوف من الفشل هو البداية الصحيحة للنجاح في الحياة، لذلك نساعدك على تخطي الفشل.

الخوف من الفشل

الخوف من الفشل هو الكابوس المقيم والمتجذر في عقل كل منّا، منه وعنده تنتهي وتقف الحياة والأحلام، هو السبب في جبال الأحلام المكدسة داخلنا تنتظر التحقيق منذ زمن وستستمر لآخر الدهر بالانتظار بلا جدوى، جميعنا نحلم وكلنا نتمنى وتراودنا الطموحات ونبني القصور لأنفسنا فوق السحاب، لكننا ببساطةٍ لا نبدأ حتى في محاولات تحقيق أي حلم أو شق أي طريق، نفصل فصلًا جذريًا بين الواقع والحلم ويهدم الخوف فينا أي جسرٍ نحاول مده بين الاثنين.

الخوف من الفشل : الطريقة الصحيحة لتخطي الفشل

الواقع الذي نعيشه

نكون أبطالًا خارقين ومغامرين في أحلامنا ولكننا نعود إلى واقعٍ بلا مغامرةٍ ولا بطولات، واقعٍ يخلو من التكهنات أو الاحتمالات ويحمل إلينا خيار الفشل، نلجأ جميعنا لأسهل الطرق وأوضحها وأكثرها ضمانًا، بل إننا لا نتورع عن سلك طريقٍ حتى لو لم يكن طريقنا طالما رأيناه يحمل أكبر نسبة نجاحٍ ممكنة، نحن نرفض فكرة الفشل إن الخوف من الفشل يبرر لنا جبننا ويوهمنا بالسعادة فيما نحن غير سعداء فيه، ينسجها من خيوط أوهامنا لتكون جدارًا واهيًا نستند عليه، ونبرر.. دائمًا ما نبرر ضعفنا ذلك بحجج واهية ونقتنع بها لأننا نريد أن نقتنع، نريد أن نظل في ظلام الخوف على الخروج إلى النور المجهول.

بداية الخوف من الفشل

لربما تبدأ قصتنا مع ذلك الخوف من طفولتنا وصغرنا، من ذكرى فشلنا الأول أو أول حلمٍ ضاع من بين أيدينا، من أول مرةٍ أردنا فيها شيئًا لكننا لم نحققه وتجرعنا الخيبة، أو حتى بعض الأحلام التي مازالت تراودنا حتى اليوم لكننا نفشل في تحقيقها مرةً إثر أخرى، وكما ذكرنا الطفولة إذًا فربما كان أحد أسباب ذلك الخوف هو المعاملة التي تلقيناها على فشلنا، أو المعاملة التي يتلقاها الأطفال عمومًا في مواقف فشلهم، ردود أفعال من حولهم، ردود أفعالهم هم أنفسهم وأحيانًا الظروف التي أحاطت بذلك الفشل.

الأشياء الصغيرة التي تكبر مع الوقت

هذه الأشياء الصغيرة التي ربما لا نتذكرها عندما نكبر رغم أن أغلبها يظل عالقًا بوضوحٍ في الذاكرة، تكوّن تلك الأشياء الصغيرة شخصياتهم بغير وعيٍ منهم، ومع كل موقفٍ يزداد جدار الخوف من الفشل حجرًا بداخلهم، تعامل الآباء وتعاطيهم مع أخطاء أولادهم يشكل فارقًا كبيرًا في حياة الابن وتكوين شخصيته وطريقة تعامله مع أخطائه في المستقبل، فمنهم الأب الذي يعنف ابنه كلما أخطأ تعنيفًا قد يكون أكبر من الخطأ أحيانًا، أو قد يعمد الأب إلى إهانته على أخطائه أو إحراجه بها أمام الآخرين فيصيب الطفل مع الوقت رهاب الخطأ أو الفشل حتى لا يتعرض للتعنيف والإهانة. وأبٌ آخرٌ يعطي كل خطأ أو فشلٍ من ابنه قدره وحجمه يدعمه ويتفاهم معه ويجعله يشعر أن الأخطاء والفشل جزءٌ من طبيعتنا البشرية وأنها ليست نهاية الكون بالنسبة إلينا وإنما عقباتٌ نتجاوزها ببساطة، ومهمتنا أن نقف كلما تعثرنا لا أن نظل ملتصقين بالأرض بيأس.

أسباب الخوف من الفشل الأخرى

أسبابٌ أخرى كثيرةٌ قد تتسبب لنا في ذلك الخوف ولكن هل وقفنا يومًا وتأملنا أثره على حياتنا؟ أو هل تعبنا من كل تلك الحواجز والموانع التي في طريقنا ولا ندري أننا من صنعناها بخوفنا؟ الخوف يجعل من الممكن مستحيلًا ويهدم قدراتنا فينا قبل أن نستخدمها، حين تخشى الفشل فأنت ببساطةٍ لن تقوم بأي شيءٍ أبدًا، لن تقدم على أي مغامرةٍ ولن تجرب أي شيءٍ لأنك خائفٌ ولأنك تتوقع الفشل دائمًا، إن عدم تقبلنا وتصالحنا مع وجود الفشل هو أكبر عائقٍ لنا، لأننا نصل إلى درجةٍ من إنكاره ورهابه تجعلنا نتجنب أي طريقٍ قد يؤدي إليه حتى لو كانت نسبته صغيرةً وضئيلة.

الفرص التي نقابلها في حياتنا

نقابل في حياتنا الكثير من الفرص التي تنتظر أن نقتنصها ونغامر باختيارها لكننا ببساطةٍ بسبب خوفنا نفضل ألا نغتنم فرصةً قد يكون الفشل أحد نهاياتها، فقط نظل جامدين في أماكننا بلا أي تغيرٍ أو تقدمٍ لسنين أو لعشرات السنين وأحيانًا طوال العمر لأننا رهبنا الفشل كلما واجهتنا فرصة، وبعض الفرص يكون مصيريًا وحاسمًا لو أننا انتهزناه لتغيرت حيواتنا جذريًا ولأصبحنا في مكان آخر غير الذي نقع فيه اليوم، فانظر ما الذي سببه الخوف لنا!

اختيار الخوف

أن تختار الخوف وتستسلم له أمرٌ بإرادتك فأنت سيد اختياراتك وقراراتك وإن قررت الاستسلام فذلك ذنبك، أن تختار الطريق الأسهل بينما يرتقي الآخرون للمجد من طرقٍ وعرة، أن تختار الجلوس لسنينٍ على نفس المقعد بينما يعتلي الآخرون عرشا كل حين، الخوف لن يقتنص لك الفرص ويصعد بك إلى حلمك وطالما أنت ملتزمٌ معه بقرار الاستسلام ذلك فلن تفعل شيئًا أبدًا.

تحديد الأهداف

في سعيك من أجل التغلب على الخوف من الفشل ابدأ بتحديد أهدافك يا صديقي ولا تكن مجرد عابر سبيلٍ في هذه الدنيا فإن لم تزد على الدنيا كنت أنت زائدًا عليها كما قال الرافعي، لا تخشَ الحلم وإنما احلم بأقصى ما استطاع خيالك شرط أن تكون جديرًا بما تحلم، أن تكون شجاعًا لتحقق أحلامك، اجعل الحلم أقوى ما فيك واجعله يتغلب على خوفك، جميعنا نخاف ونرهب الفشل ونمر بلحظات ترددٍ ورغبةٍ في التراجع إلى مخابئنا الآمنة على اجتياز الصعاب، لكن قوة الحلم هي التي تدفع بنا في النهاية إلى الأمان.

إيجاد الحلم

جد الحلم الذي يقف في ظهرك ويدفعك للأمام، نظم أفكارك وحياتك ورتب أولوياتك، اجعل النظام يمس كل ما فيك وفي حياتك، لا تترك شيئًا للصدفة أو الظروف ولا تعش حياتك بغير تخطيطٍ وتنتظر أن تحقق النجاح الباهر من الفوضى! دائمًا كلما أقبلت على جديدٍ نظمه وخطط له وادرس كل خياراته ونتائجه والطرق المؤدية إليه، زد من فرص نجاحك بسلك طرقه وقلل من فرص فشلك بالابتعاد عن طرقه.

كن ذكيًا

كن ذكيًا في تغلبك على الخوف من الفشل لتختار طريقك الصحيح ولا عيب في أن تحجم عن مغامرةٍ لأن نسبة فشلك فيها مرتفعةً شرط أن يكون قرارك نزولًا على تفكيرٍ دقيقٍ لا عن خوفٍ ورهبة، وأن تكون مستعدًا للدخول في مغامرةٍ أكبر منها تتوسم في نتائجها خيرًا لك.

التخلص من المخاوف غير المبررة

وتخلص من مخاوفك غير المبررة كن ناضجًا في الحوار مع عقلك وتعامل مع مخاوفك وفكر فيها بمنطقية فبعض المخاوف فعلًا يكون غير منطقيٍّ ولا مناسبٍ لعمرك ومكانتك ومنصبك، ولا تشكل تلك المخاوف سوى عائقٍ دائمٍ أمامك وتعرقل نجاحك ومسيرتك لأنها تجثم في ركنٍ من عقلك كتلةً هائلةً ومظلمةً تخشى الاقتراب منها حتى، لذا كن شجاعًا لتفكيك ذلك الوحش الغامض بالمنطق وإبادته فلا يتبقى منها سوى أشتاتٍ من مخاوف تراودنا جميعًا بين حينٍ وآخر لا نتخلص منها نهائيًا ولكنها تظل موجودةً لنتجاوزها ونعبر خلالها.

أهمية التغلب على الخوف من الفشل

يبدو الفشل وكأنه يغلق الأبواب أمامنا ويهدم الأحلام ونشعر حين نفشل وكأننا وصلنا إلى نهاية الطريق، إلى اللحظة التي سنجلس فيها بيأسٍ في أماكننا منتظرين المنية، الفشل يغلق بابًا لكن عشرة أبوابٍ بالمقابل تُفتح، كل ما في الأمر أننا نظل عالقين أمام الباب الموصد فلا نرى بقية الأبواب التي ربما تحمل لنا النجاح المنتظر، لذلك لا تقف أمام الباب الذي أوصده الفشل طويلًا وابحث عن الأبواب المفتوحة.

لا تظل على الأرض طويلا كلما أسقطك الفشل وإنما انهض سريعًا، حتى لو أسقطك الفشل ألف مرةٍ كن على يقينٍ من النجاح في النهاية، جميع العظماء ما نجحوا إلا بالفشل فالفشل درسٌ نتعلم منه، وإن من لم يفشل لم يفعل شيئًا والنجاح لا يأتي إلا بعد الفشل، يُقال أن أديسون احتاج أن يفشل 99 مرةً قبل أن ينجح في المرة المائة، وما كان يعترف بفشله وإنما يقول أنه جرب 99 طريقةً غير ناجحة ووجد 99 درسًا تعلم منه ليصل إلى النجاح، فيا للصبر!

غفران حبيب

طالبة بكلية الصيدلة مع ميولٍ أدبية لعل الميل الأدبي يشق طريقه يومًا في هذه الحياة