تسعة
الرئيسية » العلاقات » حب ورومانسية » كيف تتخطى الخوف من الالتزام وتتقدم في إنشاء علاقة عاطفية؟

كيف تتخطى الخوف من الالتزام وتتقدم في إنشاء علاقة عاطفية؟

يعزف عدد كبيرا من الأشخاص في الوقت الحالي عن الحب والارتباط أو الزواج بدعوى الخوف من الالتزام أو عدم القدرة على تحمل المسئوليات المترتبة عليها، فما هو الخوف من الالتزام وكيف نتخطاه وننشئ علاقة عاطفية حقيقية دون أن نجده عقبة في طريقنا؟

الخوف من الالتزام

ربما كان الخوف من الالتزام في فترات سابقة مجرد جملة نسمعها ولا ندري لها معنى، لم تكن متداولة بكل هذا القدر ولم تكن رائجة مثل رواجها في هذا العصر، لكن بسبب انتشار وسائل التواصل والثورة التكنولوجية والعولمة يكاد يكون الخوف من الالتزام هو آفة كل العلاقات في الوقت الحالي، فالجميع يريد علاقات سريعة التحضير سريعة الذوبان ليس فيها مجهود أو مشقة، علاقات تنشأ وتنتهي دون واجبات أو مسئوليات، دون غيرة ودون إخلاص أو وفاء، مجرد علاقات منتهية، يجب أن تعلم أن هذا الخوف من الالتزام قد يكون مرضيًا لذلك سنتحدث في هذا المقال عن الخوف من الالتزام وكيف يمكنك أن تتخطاه وتقدم على إنشاء علاقة عاطفية:

الخوف من الارتباط العاطفي

هناك عدة تعقيدات عند الأشخاص الذين يخافون من الالتزام أو الدخول في علاقة عاطفية جادة بل هم يهوون العلاقات العابرة والتي لا تترك أثرا وهي عادة قصيرة المدى وغير محددة بوعود أو التزامات أو واجبات أو مسئوليات، بمعنى أصح فأطراف هذه العلاقات يهنئون فقط بلذة البدايات وبمجرد أن تنزاح هذه الطبقة الناعمة التي تغلف مثل هذه العلاقات فإن الخوف يحل وعندما نأتي عند الارتباط في علاقة عاطفية حقيقية فإن هناك هستيريا تحدث تجاهها فينقلب كلا الطرفين أو أحدهما ليبتعد كليا عن هذا الشخص ويتراجع عن مشاعره هذه حتى وإن كانت حقيقية، حيث إن الخوف من الارتباط لا يعني الخوف من الحب، يمكن للحب أن يحل ولكن ما يصاحب الحب من التزامات وواجبات، من مراعاة وتأمين، من الوقوف إلى جوار حبيبك في كل الأوقات واللحظات سواء كانت سارة أو حزينة، من تقديم الالتزامات والوعود بالإخلاص والوفاء، لذلك يكون الخوف من الالتزام بكل هذه الأمور أكبر دافع للهرب من أي ارتباط عاطفي جاد.

الخوف من الارتباط عند الرجال

لعل الرجال هم النسبة الأكثر في الخوف من الالتزام في العلاقات العاطفية حيث في عصر جديد تسوده ثقافة الاستهلاك ويصبح الرجل أميل لتكوين علاقة عاطفية عابرة عن الدخول في دوامة الالتزامات والمسئوليات خصوصًا أن مطالب الرجال في العلاقات بسيطة ومفهومة وواضحة كما أنهم لا يفتقرون للأمان وحتى إن كانوا كذلك فإنهم لا يأملون أن توفر لهم الأمان امرأة أو علاقة عاطفية، لذلك ينأى الرجل بنفسه عن إدخال حياة أخرى إلى حياته وفي الوقت الحالي حيث تجتذب الرجل دوامة تحقيق الذات وتأمين حياته ماديا في البداية وهذا ما يجعله يحجم عن الدخول في أي علاقة جادة من شأنها أن تزيد من أعبائه خصوصًا وأنه لابد يعمل في إحدى الشركات التي يعمل فيها ساعات طويلة ومضنية مقابل أجور غير مناسبة لهذا العمل الطويل والمضني وذلك في سبيل تحقيق الذات الذي تحدثنا عنه سابقًا، وبالتالي فإن الوقت الذي لا يعمل فيه وهو وقت قصير ليس لديه فرصة للارتباط أو تمضية الوقت مع شخص آخر.

الخوف من الارتباط عند البنات

تقل نسبة الخوف من الالتزام أو الارتباط عند البنات ولكنها تكون بشكل أكثر حدة حينما تستشعر الفتيات عدم جدية الرجال في الارتباط وعدم قدرتهم على الوفاء بوعودهم أي أن الخوف من الارتباط عند الرجال سبب ونتيجة للخوف من الارتباط عند النساء أيضًا وهناك فئة كبيرة من النساء تعمل بشكل متواصل من أجل تحقيق الذات وفي مجتمعنا الشرقي هناك خوف دائم من نجاح النساء بالتالي هي لا تريد أي تعطيل لمسيرتها لكن بسبب احتياج المرأة الدائم لرجل إلى جوارها فإن النسبة تقل قليلا، وخصوصًا عند المرور بتجارب فاشلة تجعل لديها عقدة من الارتباط من جديد.

الخوف من المسؤولية

الخوف من المسئولية إحدى أهم الدوافع التي تجعل الأشخاص يخافون من الالتزام بوعود أو واجبات في العلاقات العاطفية، هناك الكثير من الناس الذين يجدون مشقة في تحمل أي مسئولية لذلك نجد أن هؤلاء الأشخاص حتى يرفضون تحمل المسئوليات في العمل ويريدون العمل في أي وظيفة بها أقل قدر من المسئوليات حتى ولو بمقابل مادي ضئيل هربا من تحمل أي مسئولية تجاه أي شيء مهما كانت صغيرة.

رهاب الارتباط

هناك نوع مرضي هو رهاب الدخول في علاقات من الأساس، رهاب التقرب من أي شخص أو محاولة أي شخص التقرب منك، رهاب الارتباط هو الخوف من الدخول في أي علاقة والإفراط في الحرص على عدم التقرب من أحد والرعب والذعر في حالة أن أحدهم يكن لك مشاعر عاطفية، رهاب الارتباط هو أن تجعل من نفسك محاطا بحواجز زجاجية واقية من أي علاقات ومضادة لأي مشاعر ومقاومة لأي عواطف من شأنها أن تنشئ العلاقات، بل إن المصاب برهاب الارتباط قد يصل به الأمر إلى محاولات التملص من علاقات الصداقة أو حتى وضع حدود للعلاقة الأسرية نفسها،

علاج فوبيا الخوف من الالتزام

هذه الحالة المتقدمة من الخوف من الالتزام يجب أن تعرض على الطبيب النفسي حيث أن الخوف من الالتزام هنا قد وصل لمرحلة متقدمة يصبح معها أي كلام لا يجدي لانفلات زمام الأمور من يد الشخص، والأمر هنا يستحق منا إدراك أبعاد المسألة والوعي بها، وعادة تكون الأسباب الناتجة عن هذا هي أسباب بالأساس نفسية شكلتها عقد منذ الطفولة سواء في طريقة التربية أو من خلال الشقاق الذي كان بين الأبوين في تلك المرحلة أو بسبب الدخول في علاقات عاطفية متكررة وفاشلة وغيرها.

علاج الخوف من الالتزام في العلاقات

  • إن كنت من الأشخاص الذين لديهم الخوف من الالتزام بشكل طبيعي لأنهم يكرهون المسئولية وأداء الواجبات وغيرها فعليك النظر في الكلمات التالية أما إن كان لديك الرهاب المرضي من الارتباط لدرجة الذعر لمجرد تخيل نفسك في علاقة فعليك باستشارة طبيب نفسي وعليك أولا أن تعي بأنك تعاني من اعتلالا نفسيا يستلزم تدخل المختصين أما إن كان الأمر خوف من الالتزام والمسئولية فحسب فإليك النقاط التالية والهامة:
  • هناك العديد من الأشخاص الذين لا تسمح ظروفهم بالفعل لأي وعود والتزامات، هؤلاء للأسف ليس لهم علاج إلا بضبط ظروفهم، بحيث أنهم يفتقرون للاستقرار في حياتهم بالتالي عليهم أن يقوموا بضبط حياتهم حتى يحصلوا على الحد الأدنى للاستقرار ولكن نصيحة الحب دائما هو أكبر دافع للاستقرار وأكبر العناصر المكوّنة له.
  • ارمِ نفسك في أحضان مخاوفك، إن كنت تخاف من الالتزام فجرب مثلا أن تحمل مسئولية قطة، الخوف من الالتزام لن تتحرر منه سوى بمواجهته، كل إنسان منا لديه طاقة كبيرة من العطاء، طاقة كبيرة من الحب يود أن يقدمها للآخرين، لا ترى الموضوع كأنه حبلا سيلتف حول رقبتك ويضيق عليك الخناق تدريجيا، بل وسيلة إلى التكامل العاطفي أيضًا.
  • كن قريبا من الشخصيات الناضجة والواعية خصوصًا أن هناك الكثير من الشخصيات التي تعول على العلاقة كل شيء في حياتها وتستنزف شريك حياتها حتى تجعله يكفر بكل المشاعر والعلاقات والواجبات ويفر هربا، كن واعيا أن هناك أشخاص يستطيعون أن يجعلوا أي علاقة رحلة مثمرة وتجربة مثيرة وحياة سعيدة ومستقرة مفعمة بالعاطفة ودفء الاحتواء.

خاتمة

الخوف من الالتزام من أمراض العصر ويجب أن نواجهها ولا نتحدث عنه إلا كمذمة لا كمديح كما أرى بشكل دائم بحيث يجب أن يعرف الإنسان أن عليه أن ينشئ علاقة كاملة متكاملة تجعله يحب نفسه ويحب غيره، لا لأن يعيش وحيدا خائفا من كل شيء.

محمد رشوان

أضف تعليق

2 × 5 =