عندما نتأمل في شكل جسم الرجال “الذكور” سنلاحظ تشريحيا ملحوظة مهمة جدا, سنجد كل اجهزة الجسم في داخل وعاء الجسد ومحاطة تماما بأنسجة الجسم والجلد يغطيها تماما, والاستثناء الوحيد من هذا هو كيس الصفن الذي توجد بداخله الخصيتين فيوجد هذا الكيس خارج اطار الجسد نفسه وملتصق به بواسطة الانسجة الداخلية وشبكة الاوعية الدموية والجلد طبعا. والسؤال هنا لماذا تتواجد الخصيتين في داخل كيس الصفن وخارج الجسم ؟
الخصيتين وكتب التشريح وكيس الصفن
عندما تحاول ان تقرأ في ذلك في كتب التشريح ستعرف ان كيس الصفن هذا يتمتع بمواصفات معينة تهيئ افضل بيئة ممكنة للخصيتين لأن يحافظان على الوظيفة الحيوية التي تقومان بها وهي انتاج الحيوانات المنوية وتغذيتها والحفاظ عليها في داخل نسيج الخصيتين, وحفظهما في وسط حراري درجة الحرارة فيه اقل من درجة حرارة الجسم, فمن المعروف ان درجة حرارة الجسم الداخلية 37 درجة, في حين تصل درجة الحرارة الداخلية في كيس الصفن حوالي 22 درجة وهي درجة حرارة مناسبة جدا للحفاظ علي بيئة مناسبة لنمو الحيوانات المنوية وحفظها في حالة حيوية ممتازة حتي تستطيع ان تقوم بوظيفتها الحيوية المهمة في حالة حدوث الممارسة الزوجية ووجود نية للانجاب. ففي حالة قيام الرجل بممارسة العلاقة الحميمة تخرج هذه الحيوانات المنوية من الخصيتين وتنتج البروستاتا ما نسميه السائل المغذي او الذي عندما يندمج ويحتوي الحيوانات المنوية التي تنتجها الخصيتين نسميه السائل المنوي وهو الذي يخرج في عملية القذف التي تنتهي اليها الممارسة الزوجية بين الرجل والمرأة.
ماذا لو كان كيس الصفن يحتوي الخصيتين داخل الجسم
وفي سؤال اخر يوضح مدي اهمية ان يكون كيس الصفن والخصيتين خارج الجسم, نتسائل ماذا لو كان كيس الصفن يحتوي الخصيتين ولكن داخل محيط الجسم وفي الوسط الحراري الخاص بالجسم أي ان الحيوانات المنوية تنتج في داخل الخصيتين وتحفظ ودرجة الحرارة المحيطة 37 درجة…..ماذا تكون النتيجة؟
ستكون النتيجة ان الحيوانات المنوية لن تستطيع ان تعيش الا دقائق قليلة وقد تنتج مشوهة غير قادرة على التلقيح ولا الاخصاب, ولن تصبح قادرة على الفعل الايجابي المطلوب للوصول الي البويضة في قناة فالوب الموجودة عند المرأة على حافة الرحم اثناء العلاقة الزوجية. بالتالي نحن نتحدث عن حالة عقم تام, ولذلك كانت الحكمة في توفير البيئة المناسبة للخصيتين في ان تخرجان عن الاطار العادي والحراري للجسم, وهذا الوضع ايضا يعطي للخصيتين راحة في الاستلقاء بمساحة زائدة جلدية تسمح لها بالوضع المريح والغير مزعج للشخص عند المشي او الجلوس او عند العلاقة الزوجية.
البويضة وجسم المرأة
وعندما نلاحظ جسم المرأة تشريحيا وفسيولوجيا “وظيفيا” سنجد ان كل اعضاء جسم المرأة بما فيها الاعضاء التناسلية او الجنسية داخل اطار الجسم وفي الوسط الحراري العادي للجسم, وذلك لأن البويضة التي ينتجها المبيض لا تتأثر بحرارة الجسم العادية, بل تتحملها وتظل جاهزة للتخصيب كل شهر لمدة حوالي أسبوع فيه 3 ايام تكون عالية الخصوبة وهي الايام التي تستطيع المرأة ان تحسبهم بتسجيلها لأول ايام الدورة الشهرية ثم عد الايام بعدها وصولا لليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر وهي الايام الاكثر خصوبة على الاطلاق ولذلك يفضل الاكثار من ممارسة العلاقة الزوجية فيها حتى ترتفع نسب حدوث الحمل, وعندما يذهب زوجان يشكيان من تأخر الحمل يبدأ الاطباء معهم غالبا بهذه العملية البسيطة. ولو لاحظ شخص دقيق الملاحظة الفارق بين احتمال الاجهزة التناسلية للمرأة لبيئة الجسم العادية ودرجة حرارتها, وعدم وجود ذلك عند الرجل يفهم جيدا وبوضوح كيف هيأ الله اجهزة المرأة لاستقبال النبتة البشرية داخل عضو عبقري اسمه الرحم فيه كافة وسائل الدعم والامان والراحة للجنين الجديد, لذلك عندما يعجز الانسان في تامله لهذه الاعجازات يقول في قلبه “له في ذلك حكم”, ومن اجمل الاشياء ان تصل بعقلك لتلمس هذه الحكمة او حتى تقترب من فهمها.
حلووو