تسعة
الرئيسية » تعليم وتربية » الثانوية العامة : كيف يمكن الاستعداد للثانوية العامة ؟

الثانوية العامة : كيف يمكن الاستعداد للثانوية العامة ؟

مرحلة دراسة الثانوية العامة هي مرحلة فارقة في حياة كل منا، فهي المرحلة السابقة لمرحلة الجامعة، والبديهي أن أي شخص يجب أن يهتم بهذه المرحلة جدًا.

الثانوية العامة

الثانوية العامة هي المرحلة التي يعتبرها البعض أهم المراحل في حياة الإنسان، فهي التي تحدد مصيره في الدراسة، وبالتالي ما يحدث فيها يؤثر في مشوار الحياة بالكامل، ولذلك تحظى باهتمام كبير جدًا سواء من الطلاب أو الأهل، وتكون مليئة بالمخاوف من الفشل أو عدم تحقيق الهدف الذي يطمح إليه الطالب، وبالتالي ربما تفشل كل أحلامه في الحياة التي يعقدها على الدراسة، لذلك فإن التعامل مع هذه المرحلة يحتاج إلى مجهود كبير، وكذلك التعامل بهدوء دون قلق أو عصبية، فإذا تحققت هذه العوامل يمكن للشخص أن ينجح في الثانوية العامة ويحقق منها ما يريد، ولهذا السبب نتحدث في هذا المقال عن كيفية الاستعداد للثانوية العامة.

تعرف على كل ما يجب أن تعرفه عن مرحلة الثانوية العامة

ما هي الثانوية العامة؟

الثانوية العامة هي المرحلة التي تأتي بعد المرحلة الإعدادية، ويكون عمر الشخص فيها من 15 حتى 18 عامًا، وبناءً على نتيجتها تتحدد الكلية التي سيذهب إليها في النهاية. تختلف المواد في كل مكان اختلافًا طفيفًا، لكنها تتفق في العديد من الأشياء، وتنقسم الدراسة في الثانوية العامة إلى قسمين، الدراسة العلمية والدراسة الأدبية، وكل قسم يكون له مجموعة من الكليات التي يمكن الذهاب إليها من خلاله مثل كلية الطب تحتاج إلى دارسة القسم العلمي فقط، كما أنه توجد بعض الكليات التي يمكن الذهاب إليها من القسمين مثل كلية التجارة.

المواد المشتركة بين القسمين

يتفق القسمان فيما بينهما على دراسة بعض المواد بشكل ثابت في الثانوية العامة باختلاف المناهج طبعًا، هذه المواد كالتالي: اللغة العربية والتي يتم فيها تدريس قواعد اللغة، وكذلك ذكر بعض من النصوص والأدب التي ترتبط باللغة، اللغة الإنجليزية باعتبار أن أغلب الدول تتفق على دراسة الإنجليزية كلغة ثانية بسبب أهمية اللغة وأنه يحتاج إليها الجميع دائمًا في العمل، التربية الإسلامية وهي تتحدد حسب ديانة كل فرد.

الدراسة العلمية

ترتكز شعبة الدراسة العلمية في الثانوية العامة على مجموعة من المواد كالتالي: الفيزياء وهو العلم الذي يتعلق بدراسة كل ما يتعلق بالمادة من حركتها وكذلك ما يتعلق بالطاقة، الكيمياء تتفق مع الفيزياء بدراسة المادة لكن بشكل آخر مثل دراسة التفاعلات التي تتم في المادة، وسلوكيات بعض المواد، الأحياء وتهتم بدراسة الحياة والكائنات الحية وكل ما يرتبط بها وبأنظمتها، الجيولوجيا تهتم بدراسة الأرض وتكوينها وخصائصها وكل ما له علاقة بها، الرياضيات وتهتم بدراسة القياس والحساب ويتم فيها دراسة فروع متعددة.

قد يحدث أن يكون هناك تقسيم لشعبة الدراسة العلمية في الثانوية العامة إضافة على هذا التقسيم، فنجد أن هناك شعبة العلوم التجريبية ويدرس فيها الشخص كل المواد الموجودة بالأعلى، وشعبة العلوم الرياضاتية فنجد أن الشخص يدرس فقط الرياضيات والكيمياء والفيزياء، لكن دراسة الرياضيات هنا تكون بشكل أكبر عن شعبة العلوم التجريبية.

الفارق هنا أنه يكون هناك تصنيف للكليات بناءً على هذه الشعب، فمن يرغب في الدراسة في كلية طب يدرس شعبة العلوم التجريبية، ومن يرغب في الدراسة في كلية الهندسة يدرس شعبة العلوم الرياضاتية.

الدراسة الأدبية

ترتكز شعبة الدراسة الأدبية في الثانوية العامة على مجموعة من المواد كالتالي: التاريخ حيث يتم دراسة كل ما حدث في الماضي، بالطبع كل دولة تختار المنهج الذي يناسبها، فغالبًا ما نجد أن مناهج التاريخ تحاول أن تساعدنا على فهم طبيعة الحياة في ماضي هذه الدولة، والإنجازات التي قامت بتحقيقها، والحضارات التي مرت عبر هذه البلد، الجغرافيا وهي تتشابه مع الجيولوجيا في بعض الأجزاء، ويضاف عليها هنا دراسة الأرض من حيث السكان والمشاكل وطبيعة الحياة في كل مكان، علم النفس ويهتم بدراسة السلوكيات الخاصة بالإنسان، الإحصاء وهو أحد فروع الرياضيات والذي يتعلق بالبيانات، ويستخدم للخروج باستنتاجات ومعلومات طبقًا لهذه البيانات.

كيف يمكن الاستعداد للثانوية العامة؟

الاستعداد لمرحلة الثانوية العامة يرتبط بالتأكيد مع أهمية المرحلة بالنسبة للجميع، ولذلك يجب أن يتأكد كل شخص من استعداده بشكل كافي للمرحلة.

تحديد الدراسة

من الأمور الصعبة لدى الجميع بالتأكيد هي اختيار الدراسة، فقد يكون لدى الشخص العديد من الرغبات التي يطمح في تحقيقها، ولكن قرار الدراسة يتعلق باختيار مجال واحد فقط، ولذلك تظهر هنا صعوبة الأمر.
ولكي يتمكن الشخص من اختيار مجال دراسته بالشكل الصحيح، يجب عليه أن يقوم بترتيب الرغبات الموجودة لديه، ويبدأ في تصنيفها من حيث الأولوية، حتى يصل في النهاية إلى تحديد أكثر رغبة يريدها من كل هذه الرغبات الموجودة.

عندما يختار الشخص رغبته في الثانوية العامة قبل الدراسة، يجب أن يبدأ في النظر إلى المواد التي سيقوم بدراستها، فمثلًا من يرغب في دخول كلية طب، يعرف أنه الآن عليه أن يقوم بدراسة مواد العلوم التجريبية التي ذكرناها بالأعلى، ومن هنا يبدأ في معرفة إن كان سيقدر على التعامل مع هذه المواد بشكل صحيح أم أنه سيعاني في هذا الأمر.

شيء هام أيضًا في تحديد الدراسة، هو أن يعرف الشخص معلومات مسبقة عن نظام التنسيق الذي تتبعه الدولة، فمن المعروف أن دراسة الطب مثلًا تحتاج إلى تحقيق نتيجة كبيرة في الثانوية العامة قد تصل إلى تحقيق إجمالي درجات يقارب الـ98%، وبالتالي إن كان الشخص يعرف بأنه قادر على تحقيق هذا المجموع، هنا يمكنه التأكد من أن اختياره صحيح ويبدأ في الدراسة.

أما في حالة شعر الشخص بالعجز عن تحقيق المجموع المتوقع، أو وجود مشكلة في بعض المواد التي سيقوم بدراستها، فعليه أن يحدد الحل الذي يناسبه في هذه الحالة، سواءً أن يعود إلى أولوياته ويقوم بترتيبها من جديد لحل الأزمة، أو أن يبدأ في وضع حلول للمشاكل التي تواجهه، سواءً كانت صعوبة مادة معينة، أو مشكلة الحصول على المجموع المناسب.

دور الأهل

لا يمكن أبدًا إنكار دور الأهل في مرحلة الثانوية العامة من لحظة الاستعداد لها، فتأثير الأهل يبدأ عند اختيار مجال الدراسة المناسب، من الطبيعي أن يرغب الأهل في تواجد الأبناء في كليات معينة، ولذلك نجدهم يتحدثون معهم عن هذا الأمر من البداية، وهنا على الأهل معرفة كيفية التوجيه الصحيح للأبناء، فالإجبار لن يكون حلًا فعالًا أبدًا، وقد يؤدي إلى نتائج عكسية غير مرغوب فيها بالمرة.

كما أن الطالب في هذه المرحلة يكون ما زال في مرحلة المراهقة، وبالتالي توجد في داخله تحديات كثيرة، من ضمنها اعتقاده بأنه قادر على تقرير مصيره بمفرده وبالتالي قد يرغب في اختيار مجال الدراسة في الثانوية العامة كما يريد، وهنا يجب أن يكون توجيه الأهل موجود حتى لا يحدث أي خلل.

كما أن الأهل يجب أن يكونوا على قدر كبير من التفاهم مع الأبناء، ويدركوا صعوبة الدراسة والضغوطات التي سيشعر بها الابن طوال الوقت، وأن وجودهم لا يجب أن يمثل أي عبأ على الطلاب، بل يجب أن يكون عاملًا مساعدًا على النجاح، من خلال النصائح الطيبة والمساعدات الدائمة لخلق جو مناسب للمذاكرة.

التعامل مع الثانوية العامة

وضحنا في الفقرة السابقة كيف يمكن الاستعداد للثانوية العامة، لكن التعامل في الواقع يختلف بالتأكيد عن التوقعات، والنجاح في الثانوية العامة حقًا يعتمد على تعامل الشخص معها بالشكل المطلوب.
التخطيط الجيد.

التخطيط الجيد للدراسة يمنح الشخص فرصة كبيرة جدًا لأن يضع نفسه على طريق النجاح، فيجب أن يحرص على التخطيط لدراسة كل المواد، بالطبع هو يعرف أي المواد بالتحديد يحتاج إلى التركيز عليها أكثر من غيرها، وبالتالي سيعالج هذا في خطته.

من الأمور الهامة كذلك أن يتجنب الشخص وضع نفسه في ضغوطات من البداية، فغير صحيح أن يضع نفسه في جو من الدراسة طوال الوقت.

بل يجب أن يمنح الشخص نفسه مساحة كافية للترفيه في أول الدراسة، وحتى مع اقتراب امتحانات الثانوية العامة يجب أن يكون له مساحته الخاصة، فيكون قادرًا على التخلص من ضغوطات الدراسة والإحساس بالراحة عبر هذه المساحة.

عدم القلق من الدراسة والثقة في النفس

يعرف الجميع أهمية الثانوية العامة وتأثيرها على المستقبل، ولذلك نجد أغلب الناس دائمًا ما يشعرون بالقلق لهذا السبب، وهذا الأمر خاطيء، فالشخص يفعل ما عليه فعله ويذاكر دروسه، لكن يجب ألا يجعل الأمر يمثل له ضغطًا شديدًا. بل يجب أن يثق في أن الله سيكرمه على ما يفعل بالتأكيد إن أحسن عمله، ولذلك يجب أن يكون مقتنعًا بأن الله معه طوال الوقت، وكل ما عليه هو أن يؤدي دوره من ناحية الدراسة.
المراجعة أولًا بأول.

من الأمور الهامة أن يقوم الشخص بمراجعة دروسه أولًا بأول في الثانوية العامة كلما تسنح له الفرصة، ويجب أن يعرف بأن هذه المراجعة، أو حتى الاختبارات التي يقوم بتأديتها قبل الامتحانات، ليست هي نهاية العالم. فحتى لو حدث وحصل على درجات ضعيفة في أحد الامتحانات، يمكنه التعويض فيما سيأتي لاحقًا من الامتحانات، المهم هو التركيز على إصلاح الغلطات التي يقع فيها ويتأكد بأنها لن تحدث معه في المستقبل في الاختبارات النهائية.

من مميزات المراجعة كذلك أنها تجعل الشخص على دراية بالتقدم الذي يصنعه في الدراسة، وإذا هناك أي مشاكل يمكن إصلاحها فيما هو قادم بكل سهولة.

التعامل مع ضغط الأهل

يتمنى الكثير من أولياء الأمور حصول أولادهم على درجات عالية في الثانوية العامة للالتحاق بكليات متميزة، وهذا الأمر قد يكون سببًا في الضغط على الأبناء، بالطبع يجب ألا يسمح الأهل لهذا الأمر أن يحدث، لكن لا يمكن منع جميع الأهالي من هذا، لأن بعضهم لا يقدر على التحكم في أعصابه.

ولذلك يجب على الطالب أن يضع لنفسه طريقة تساعده على التعامل مع ضغط الأهل، بحيث لا يؤثر هذا الضغط عليه بالسلب ويفقده القدرة على الدراسة كما يريد.

يمكن للطالب أن يطمئن أهله من خلال الامتحانات التجريبية التي يؤديها، فكلما كانت درجاته جيدة، كلما أدى هذا إلى مزيد من الثقة لدى الأهل، وإيمانهم بأنه قادر على النجاح في الثانوية العامة بالشكل المطلوب، وفي النهاية فإن الأهل لا يريدون الضغط على أبنائهم لمجرد الضغط، لكن كل ما يريدونه هو أن يحقق الأبناء درجات عالية، ولذلك يجب أن يضع كل شخص هذا الأمر في ذهنه، فيكون قادرًا على تحمل ضغط أهله وطريقتهم في التعامل.

الثانوية العامة هي المرحلة الحاسمة بالتأكيد في حياة الأغلب، لكن التعامل معها بشكل صحيح لن يحدث إذا كان الإنسان قلقًا دائمًا ويشعر بالضغط طوال الوقت، بل الصواب هو أن يكون الإنسان منظمًا وهادئًا، ويبدأ في التخطيط الجيد لهذه المرحلة حتى يمكنه الاستعداد الجيد لها، فإن تمكن من هذا الأمر سيحقق كل ما يريده، وسيضمن لنفسه خطوة ناجحة نحو المستقبل.

معاذ يوسف

مؤسس ورئيس حالي لفريق ثقافي محلي، قمت بكتابة رواية لكنها لم تنشر بعد.

أضف تعليق

إحدى عشر − 3 =