تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » التغيرات الهرمونية : كيف تحدث في مرحلة البلوغ ؟

التغيرات الهرمونية : كيف تحدث في مرحلة البلوغ ؟

في مرحلة البلوغ تحدث مجموعة من التغيرات الهرمونية تؤثر على الحالة النفسية والجسمانية لأي مراهق، في هذه السطور نتعرف على أهم هذه التغيرات الهرمونية .

التغيرات الهرمونية

التغيرات الهرمونية من أهم سمات مرحلة البلوغ لأنها السبب الرئيسي في التغيرات الجسمانية والنفسية والعقلية التي يمر بها الفتى والفتاة والتي ينتج عنها بالنهاية خروجه التام من مرحلة الطفولة ودخوله لعالم النضوج والمسؤوليات، بحدوث نمو جسدي وظهور علامات الأنوثة أو الرجولة ويبدأ الفرد في فهم أعمق للجنس وكيفية ممارسته، لأن كل ذلك ينتج عن العملية الطبيعية الفطرية التي تحدث للفرد من التغيرات الهرمونية.

من الجدير بالذكر أن الهرمونات توجد من أيام الطفولة سواء هرمون التستيستيرون بالنسبة إلى الفتيان وهرمون الأستروجين بالنسبة إلى الفتيات ولكنها توجد بكميات صغيرة وغير مفعلة جنسياً تماماً وإنما عند السن المناسب وهو من ال 8 إلى 14 في الإناث أي المتوسط عند سن ال 11، ومن ال 9 إلى ال 14 في الفتيان أي المتوسط عند ال 12، حيث الفتيات تبدأ في مرحلة البلوغ قبل الفتيان، يحدث عندها ما يسمى بالبلوغ والتغيرات الهرمونية لتزيد نسبة الهرمونات ويبدأ عملها الحقيقي.

التغيرات الهرمونية وما يحدث في جسمك عند البلوغ

من أين يتم إفراز الهرمونات في مرحلة البلوغ؟

توجد منطقتين تفرزان أو بالأحرى تتحكمان في إفراز الهرمونات وهما الوطاء والغدة النخامية وأي خلل بهما قد يؤثر على علمية البلوغ وعدم تكاملها بالشكل الطبيعي. تبدأ منطقة الوطاء بإفراز هرمون يسمى “الهرمون المطلق لمواجهة الغدد التناسلية” وكأنها صافرة البداية ومن ثم تتنبه الغدة النخامية والتي يتم تشبيهها بقائد فرقة الأوركسترا فتفرز هرمون الملوتن وهرمون المنبه للجريب، لتبدأ عملية العزف من خلال الغدد الصغيرة الموجودة على المبايض حتى يبدأن هما في إنتاج هرمون الأستروجين والبروجستيرون عند الفتيات، أما عند الفتيان فتؤثر هرمونات الغدة النخامية على الخصيتين اللتان تفرزان هرمون التستستيرون.

بعض التغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم وما هو تأثيرها على الجسم بالكامل وعملية النضج الجنسي خاصة؟

بالنسبة إلى الفتيات

هرمون الأستروجين والبروجيستيرون: هو الهرمونان المسؤولان عن التغيرات الجسمانية التي تحدث للفتاة ليبدأ الجسم يأخذ شكله الأنثوي الكامل من كبر لحجم الأثداء بالتدريج واستدارة الجسم حيث تبدأ الدهون بالتراكم في مناطق عن مناطق أخرى وظهور شعر العانة وشعر الإبطين وتزداد حدة الصوت وكل ما يميز الفتاة يبدأ من هذا الهرمون. بالإضافة إلى بدأ الدورة الشهرية أو الحيض والتي معها يبدأ نزف الدماء الناتج عن عدم تخصيب البويضة المنتجة من المبيض ونزولها مع الدماء المختزنة في الرحم كل 28 يوم، وقد يكون النزيف غير منتظم تماماً في أول الشهور وينتظم فيما بعد. ويبدأ المهبل في إفراز بعض السوائل اللزجة وهي إفرازات طبيعية ولها رائحة مميزة، فيجب على الفتاة العناية بنظافة هذه المنطقة وحمياتها من الفطريات التي قد تنمو بها لرطوبتها، وتحدث هذه التغيرات تدريجياً وبصورة بطيئة في بداية مرحلة البلوغ ولكنها تزداد بنحو ملحوظ في سن ال 14 لدى الفتيات، فتصبح زيادة الوزن ملحوظة جداً وباستمرار، وتظهر أيضاً أحياناً حبوب الشباب لدى البنات في هذا العمر والوقت نتيجة لزيادة إفراز الدهون الناتج من زيادة هرمون الإستروجين والبروجيستيرون.

بالنسبة للفتيان

تبدأ مرحلة التغيرات الهرمونية في مرحلة البلوغ لدى الفتيان تأثيرها على الخصيتين والقضيب فيزداد حجمهم بشكل سريع، ثم يبدأ نمو الشعر في منطقة العانة وتحت الإبطين والساق والصدر والبطن أحياناً، ويزداد عمق الصوت فيصبح جهوري أكثر من أنه طفولي، وأيضاً يبدأ نمو الشعر على الوجه بصورة خفيفة في البداية ثم يأخذ الشعر في الانتشار بصورة أكثر في منطقة الذقن والشارب، وأيضاً من أكثر العلامات المميزة لعملية التغيرات الهرمونية أثناء مرحلة البلوغ لدى الفتي هي الانتصاب وهي عملية يحدث فيها أن تمتلئ أوعية القضيب الدموية بالدم لحد احتقانه فيصبح صلباً، وهذا يحدث بصورة طبيعية إذا فكر الفتي بطريقة جنسية ولعل هذا يكون بعض الأحيان شيء مفاجئ لدى بعض الفتيان الذين لم يسبق لهم فهم الأمور الجنسية، ويحدث الانتصاب بشكل منتظم أثناء هذه المرحلة في الصباح من بعد الاستيقاظ ويسمي هذا بالانتصاب الصباحي وهو طبيعي جداً لدى الذكور، وتبدأ مع التغيرات الهرمونية في هذا الوقت إمكانية القذف لدي الفتي، ويحدث عن طريق خروج السائل المنوي من القضيب وهو سائل أبيض يحتوي على الحيوانات المنوية التي تعمل على تخصيب البويضات فيحدث الحمل، ويحدث أحياناً القذف في الليل دون إرادة وهذا يسمي احتلام ليلي وهو طبيعي جداً.

تأخر التغيرات الهرمونية يؤخر مرحلة البلوغ

من الممكن أن تبدأ التغيرات الهرمونية بشكل متأخر في جسم الفتيان والفتيات فيسفر ذلك عن تأخر لمرحلة البلوغ حيث يتأخر ظهور الثديين عند الفتيات أو حتى تتأخر دورة الحيض أربع أو خمس سنوات من بعد ظهور الثديين ونموهم بشكل ملحوظ ويحدث هذا لدي الفتيان أيضاً أحياناً وتكون أعراضه عبارة عن ضمور في الخصيتين أو عدم نموهم بشكل طبيعي ملحوظ في هذا السن لدى الأولاد، أيضاً عدم نمو الأعضاء الجنسية الخارجية بشكل طبيعي حتي سن الرابعة عشر وعلى غرار هذا التأخر من الممكن أن يكون السبب وراثي وهذا يعني أنه يوجد أقارب مباشرين لديهم تأخر في تغير الهرمونات ومرحلة البلوغ وإن ثبت هذا فاحتمال تكرار هذه الحالة تكون كبيرة في محيط صلات الرحم المباشرة، ولكن أحياناً يكون السبب غير وراثي بل يكون سبب مرضي يؤدي إلى التأخير في حدوث التغيرات الهرمونية لدى الجنسين وفيما يلي عدد من الأمراض التي من الممكن أن تتسبب في تأخير التغيرات الهرمونية في مرحلة البلوغ:

  • الربو، التليف الكيسي، تليف الكبد، أمراض الكلى.
  • ومن الممكن أيضاً أن يكون سوء التغذية سبباً لتأخير التغيرات الهرمونية في مرحلة البلوغ، بمعنى أوضح عدم حصول الجسم على كفايته من المواد اللازمة لعمليات التغيرات الهرمونية، ومن المعروف أن هذه المرحلة يعمل فيها الجسم ضعف المعدل الطبيعي سواء قبل أو بعد هذه المرحلة.

حقائق هامة عن التغيرات الهرمونية

  1. تأخر ظهور التغيرات الهرمونية لا يعتبر معضلة أو مشكلة هو فقط ليس إلا تأخير مؤقت ثم عندما يستتب الجسم سواء أنثوي أو ذكري وتتم مرحلة البلوغ حتى ولو حدثت في وقت متأخر عن الطبيعي يصبحان أنثي وذكر كاملين طبيعيين جداً.
  2. المراهقة تختلف عن البلوغ وكلاهما يختلف عن التغيرات الهرمونية لكنهم جميعاً متصلين ومرتبطين.
  3. الحالة النفسية في فترة التغيرات الهرمونية الشرسة أثناء فترة البلوغ عادة تكون متقلبة جداً لذلك نجد الأولاد والفتيات في هذا العمر أصعب فترة يمكن أن تتعامل معهم فيها نظراً لعاطفتهم المنساقة تماماً وراء التغيرات الهرمونية لذلك على الآباء أن يحتملوا الفتيان والفتيات في هذا السن خصوصاً لأنه سن حساس وردود أفعالهم أحياناً كثيرة تكون غير مفسرة لسبب بسيط وهو اضطراب هرموني أثر على نفسيتهم.
  4. التغيرات الهرمونية أثناء فترة البلوغ بالتأكيد تؤثر بشكل ملحوظ على تعامل الجنسين كل منهم مع الأخر فتبدأ الفتيات بالإحراج من ظهور ثدييها بصورة واضحة غير معتادة عليها وباقي التغيرات الجسمية التي تليها، فيحدث تباعاً لهذا كسوف وانسحاب اجتماعي بمعنى أن بعدما كانت الفتاة منذ سنة طبيعي أنها تلعب مع أولاد الجيران فجأة تختفي وليس لسبب، فقط تنتقل من مرحلة الطفولة إلي بداية مرحلة البلوغ ومن ثم تبدأ رحلتها كأنثى ناضجة، أيضاً الفتيان يبدئون فجأة بالالتفات لمظهرهم بعدما كانوا يلعبون في الشارع بأي نوع من الملابس لمجرد إدراكه النفسي أنه أصبح رجلاً ويجب أن يكون في مظهر جيد أمام الجنس الآخر.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

أضف تعليق

3 × 4 =