تسعة
الرئيسية » دين » كيف أجعل ابني يصلي؟ مجموعة من نصائح التشجيع على الصلاة

كيف أجعل ابني يصلي؟ مجموعة من نصائح التشجيع على الصلاة

الصلاة ركن من أركان الدين، والتشجيع على الصلاة يبدأ منذ الصغر لنكن قدوة حسنة ولنبدأ في التشجيع على الصلاة والالتزام بها، نكافئهم، نصحبهم في صلواتنا.

التشجيع على الصلاة

خلق الله عباده ليعبدوه ويسبحوه ويحمدوه، وقد فرض الله الصلاة على عباده، وأجزل العطاء للمواظبين عليها كما أعد العقاب لتاركيها. وتعتبر الصلاة من أهم أركان الدين الإسلامي، والتي فرضها الله على عباده المسلمين في ليلة الإسراء والمعراج، وخفف رسولنا الكريم بشفاعته لربنا تبارك وتعالى لتصبح عدد الصلوات خمس صلوات في اليوم هي؛ الفجر، الظهر، العصر، المغرب والعشاء. هذا عدا السنن المؤكدة والنوافل. وإذا ما شب الأطفال في أسرة مسلمة واعتادوا أداء صلواتهم وأحسوا التشجيع على الصلاة في نشأتهم، فسيظلون متمسكون بهذه العبادة الكريمة طالما امتدت بهم الحياة. وعندما يخطط الأبوين لتربية أبنائهما، يبدئون في وضع القواعد الأخلاقية والتربوية، والتخطيط لدخول الطفل لأفضل المدارس، ولكن يجب عليهم قبل أي شيء تعليم أبنائهم قواعد دينهم الحنيف وتدريبهم منذ نعومة أظافرهم على الصلاة. فكيف يمكن لنا أن ننمي في أطفالنا حب الصلاة وكيف نشجع أبنائنا على الالتزام بها؟

أهم الطرق من أجل التشجيع على الصلاة للأبناء

التربية الدينية للطفل منذ الصغر

تبدأ التربية الدينية للطفل منذ الصغر، ويعتمد الطفل على المشاهدة والتقليد قبل التلقين. فنجد أنه عندما يشاهد الطفل الصغير في سنواته الأولى أمه وهي تصلي يبدأ في الجلوس أمامها أو بجوارها ويقلد حركاتها أثناء الوقوف والركوع والسجود. وعندئذ ليس علينا أن ننهر أطفالنا أو نمنعهم من ذلك، بل على العكس علينا أن نعرف أنه من المستحب مشاهدة الطفل لأبويه وهم يصلون، وكذلك علينا بدء تعليمهم سور بسيطة من القرآن الكريم فور بدئهم النطق والكلام. وكما يكون تدريب الطفل على القيام ببعض الأشياء بنفسه وتعليمه الاعتماد على النفس في تناول الطعام وترتيب ألعابه، علينا أيضاً أن ندرب أطفالنا ونعودهم على الصلاة بطريقة تدريجية حسب عمرهم وليكن التشجيع على الصلاة أولى خطواتنا في تربية أطفالنا.

كيفية التشجيع على الصلاة والالتزام بها؟

مرحلة السنوات الأولى

تبدأ هذه المرحلة عند بلوغ الطفل الثانية حتى وصوله سن السادسة، ويكون الطفل في هذه السنوات ما زال لا يدرك الواجبات، وليس مكلفاً كذلك بأداء العبادات، لكنه يكون خامة مرنة للتعلم والتدريب. ولنا في تلك المرحلة أن نستغل حب الطفل في التقليد، وخاصة تقليد والديه وإخوانه الأكبر سناً، فعلى الأم وهي الأكثر تواجداً مع الطفل في تلك السنوات، الصلاة أمام طفلها، وأخذه وقت الصلوات ليجلس بجوارها ويمكنها كذلك تشجيعه بشراء سجادة صلاة صغيرة ذات لون جاذب له ويمكن كذلك لوالده أن يأخذه إلى المسجد وخاصة في صلاة الجمعة ليعتاد الجلوس في المسجد والاستماع للخطاب الديني. وللفتيات يمكن للأم أن تشتري لطفلتها إزار شرعي للصلاة واصطحابها في صلاتها داخل المنزل أو خارجه. علينا في هذه الفترة ترك الطفل ليقلد حتى لو لم يحفظ الصلاة، وعدم نهره إذا أصدر صوتاً أو نطق كلاماً خارج الصلاة، علينا بعدها أن نوجهه بأنه لا يجب عليه اللعب أثناء الصلاة، وعليه أن يصمت وينصت، وعليه كذلك ألا يشتت المصلي أو يمر أمام من يصلي في المسجد أو العبث والبكاء. نبدأ في هذه المرحلة تحفيظ الطفل سورة الفاتحة وأي من السور القصار البسيطة.

مرحلة ما قبل السابعة

وتكون هذه المرحلة من سن الخامسة حتى السابعة، وفيه نعد الطفل للتكليف بالصلاة وعليه في هذه الفترة معرفة الصلاة ومواعيدها، قراءة الفاتحة وسور قصار بإتقان، وعليه كذلك التدريب على الوضوء بمساعدة والديه، ويعتبر شهر رمضان المبارك من أفضل الفترات لتعليم الطفل الصلاة، ففي هذه السن يكون قد بدأ بالصيام لساعات من النهار، وعلينا أن نعلمه أن الصلاة فرض على كل مسلم، وننبه إلى مواعيد الصلاة ويستحب أن يرافقنا في أداء صلواتنا.

ولا زلنا في هذه المرحلة ندرب الطفل على الصلاة ونصحح له أخطاؤه بكل حب ولين ولطف، ولا ننهره أو ننقده على أخطاؤه حتى يحب العبادة ويلتزم بها ويعرف أن الصلاة جزء أساسي من يومه لا يمكنه النسيان أو التقاعس عن أداءها. على كل أب وأم أن ييسر لأطفاله الوضوء وأداء الصلاة، فعلينا أن نوفر له الماء الدافئ للوضوء في الشتاء، ونوفر له مكان مناسب للصلاة بحيث لا يثنيه البرد عن القيام للوضوء وأداء صلاته، ويمكنا كذلك البدء في أسلوب الثواب والترغيب، فمثلاً، يمكن للأم عمل لوحة جدارية صغيرة تضعها في المطبخ أو في مكان الصلاة، وترسم فيها جدول لأيام الأسبوع، بجوار كل يوم تضع خمس خانات وتشتري رسومات لاصقة يحبها الطفل، وعند انتهاء الطفل من صلاة العصر مثلاً، تلصق له في الخانة المخصصة لصلاة العصر قلباً أو نجمةً أو حتى تعطيه إياها ليلصقها. وإذا ما كان الطفل من محبي مشاهدة برنامج معين في وقت العصر، على الأم أن تقول له إذا ما انتهيت من صلاتك يمكنك مشاهدة البرنامج، وفي نهاية الأسبوع تضع له جائزة متفق عليها وتعطيه إياها في إطار التشجيع على الصلاة في
مرحلته التمهيدية.

في هذه المرحلة، لا يهم كثيراً أن يقوم الطفل بالركعات كاملة في الصلوات مثل الظهر والعصر والعشاء مثلاً، لكن يجب على الأم أن تضع خطة زمنية كي ينتهي طفلها من القيام بجميع الركعات في خلال شهر مثلاً، وعند هذه المرحلة تبدأ في محاسبته لماذا لم يستكمل صلاته بركعاتها؟ ويكون هذا بطريقة ودية وليست فيها هجوم.

مرحلة المراهقة المبكرة

تبدأ مرحلة المراهقة المبكرة بعد سن السابعة حتى العاشرة تقريباً، وفيها يكون الطفل قد دخل المدرسة، وتعلم القراءة بقدر معقول، وكذلك يكون مستوعباً للنظام ومدركاً للوقت ويكون التشجيع على الصلاة قد انتقل إلى مرحلة يكون عقله فيها أكثر إدراكاً ولثوابها أكثر تقديراً. عندها يجب أن يكون الطفل قد تعلم بشكل جيد الوضوء وعرف مواعيد الصلاة، وتعلم بالكامل كيف يصلي ومتى. علينا في هذه المرحلة البدء في ملاحظة الطفل ومعرفة مدى التزامه بالصلاة في مواعيدها. علينا أيضاً تنبيهه في البداية ثم تذكيره إذا تأخر. علينا كذلك أن نبدأ في مرحلة ما بعد المكافآت، وهي مرحلة تعليمه كيف أن الصلاة هي تكليف من ربنا تعالى وكيف أنها واجبة على كل مسلم، وأنها سبيلنا إلى دخول الجنة والسعادة في الدنيا والآخرة. لعل من المفيد هنا أن يبدأ الأب في الصلاة جماعة بأسرته، فيرى الطفل الكبير وقتها كيف يقف الأب والأم والأخوة للصلاة وكيف يلتزمون بها في أوقاتها، وكيف تجمعهم الصلاة سوياً.

يمكن لنا كذلك في هذه المرحلة تعليم الطفل أذكار ما بعد الصلاة، والدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وتعريفه بفضل الذكر والتسبيح، والدعاء لله.

مرحلة المراهقة

تستمر هذه المرحلة مع الطفل حتى وصوله إلى سنوات الجامعة، وتبدأ فيها بعض الصفات التي لم تكن فيه من قبل، مثل الاستقلالية، والتعلم من زملائه، وقد يتعلم الطفل من أقرانه المخالفة للوالدين، أو عدم الانصياع لأوامرهم كما كان طفلاً، ولكن هنا تبقى التعاليم التي غرسناها في أبنائنا في صغرهم هي المسيطرة بشكل كبير على شخصيتهم. هنا يمكننا أن نبدأ في معاملة أبنائنا بطريقة أكثر نضجاً، يكون الكلام والإقناع عنصراً هاماً، وكذلك يمكننا السؤال بطريقة مباشرة لماذا لم تصلي العصر؟ قم لنصلي معاً، ويمكن للأب اصطحاب أبنائه الذكور إلى المسجد وعليهم أن يعلموا أن الصلاة قبل أي شيء، وأنها هي سر النجاح سواء في الحياة أو للفوز بالجنة في الآخرة.

ماذا إذا ما انقطع ابني عن الصلاة؟

أحياناً يلاحظ الوالدين انقطاع ابنهم عن الصلاة، والذي يبدأ بتفويت بعض الصلوات، وعدم قضائها، ثم الانقطاع عن الصلاة تدريجياً حتى يصل الابن إلى عدم الصلاة نهائياً، فماذا نحن فاعلون؟ وكيف يمكن أن نعود لمرحلة التشجيع على الصلاة بعدما كان الأبناء قد بدأوا فعلاً في تقدير أهمية الصلاة كركن أساسي من أركان الدين؟ هناك طرق متدرجة علينا أن نبدأ في إتباعها، أولاً نبدأ بالتنبيه والتذكير والاستماع للابن، وقد يكون لدى الابن مبررات مختلقة ويجب علينا أن نسمعها منه في البداية، ونعرفه كيف أن الانشغال بالدراسة مثلاً لا يجب أن يلهيه عن صلاته وأن نجاحه بيد الله وبالتزامه بدينه ثم بالاستذكار والاجتهاد، وندعوه للقيام للوضوء والصلاة. إذا لم نلحظ تغير الابن ومعاودته للانتظام على الصلاة، علينا أن نبدأ بالمرحلة الثانية وهي مرحلة العقاب، ويمكن أن يكون العقاب مثلاً بالمنع من الخروج بصحبة الأصدقاء، أو منعه من الذهاب إلى النادي لممارسة تمرينه المفضل، أو حتى إلزامه بالدخول إلى غرفته لفترة زمنية معينة. يمكن أن تبدأ الأم بتنبيه طفلها، وإذا لم يحدث استجابة، يمكن اشتراك الأب معها في حل المشكلة. وفي هذه المرحلة تكون مشاهدة الدروس الدينية التي تحث على الصلاة والاستماع للأحاديث النبوية الشريفة، ومتابعة البرامج الإرشادية مفيدة بالنسبة للأبناء.

خاتمة

ينعم الله علينا بأبنائها ونحاسب على تربيتهم وتعليمهم أمور دينهم. وسبحانه تعالى خلق الطفل طيعاً بريئاً محباً للتعلم والتقليد، وعلينا أن نستغل هذه الصفات في سنوات الطفولة المبكرة لنعود أبنائنا على أداء الصلاة. علينا البدء بترك أطفالنا يقلدوننا ونحببهم في ذلك، وعندما يبدأ الطفل في الإدراك، يمكننا التشجيع على الصلاة وإعطاء الطفل المكافآت التي تحببه في الصلاة وفي القيام لأدائها. عندما يصبح الطفل مدركاً للأمور، علينا أن نعرفه بأن المكافآت الربانية أكبر وأعظم، وأن الصلاة عماد الدين وركن أساسي من أركان الإسلام، ونبدأ في ترغيبه بطرق أكثر نضجاً في الصلاة، ولا ننسى القدوة الحسنة من أولى المشجعات للأبناء على الصلاة.

نادية صالح

كاتبة مقالات ومدونة، عملت في عدة مواقع عربية، الكتابة هوايتي ومتنفسي.

أضف تعليق

تسعة − 7 =