تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الشخصية » الاستمتاع بالمراهقة : كيف تستمتع بفترة المراهقة في حياتك؟

الاستمتاع بالمراهقة : كيف تستمتع بفترة المراهقة في حياتك؟

الاستمتاع بالمراهقة يبدو أمرا مقصورا على تحقيق المتعة الذاتية للمراهق وتحقيق رغباته فقط، لكن في هذا المقال نحاول فتح آفاق أكبر من آفاق الاستمتاع بالمراهقة.

الاستمتاع بالمراهقة

الاستمتاع بالمراهقة هو أمر هام جدا من أجل الحصول على تجربة مراهقة بناءة ومفيدة كما أوضحنا في المقال السابق. احتوى المقال السابق أيضا عن أهم الجوانب التي تحتاج إلى وضعها في حسبانك من أجل التمكن من الاستمتاع بالمراهقة والحصول على أفضل تجربة والتي ستجعلك مستعدا لدخول عالم الكبار بأكبر استفادة وأقصى استمتاع ممكن. ما تحدثنا عليه في المقال السابق كان معتمدا بقدر كبير على العمل على أفكارك وعلى مهاراتك الخاصة، أما الآن فنحن على وشك الخروج من عقلك ونفسك وسنبدأ في التحدث عن العالم المحيط بك وكيف تتعامل معه لتضمن الاستمتاع بالمراهقة من كل الجوانب لا من جانب واحد فقط.

كيفية الاستمتاع بالمراهقة على أكمل وجه؟

قم بالعمل على علاقاتك المختلفة

في الخطوتين السابقتين قمنا بالعمل على الطريقة التي يفكر بها عقلك ثم بدأنا في العمل على المهارات والخبرات التي أنت بحاجة إليها من أجل الاستمتاع بالمراهقة والاستفادة منها بشكل جيد. الخطوة الثالثة في طريقة الاستمتاع بالمراهقة إلى أقصى حد هو أن تعمل على علاقاتك الاجتماعية والعامة وأن تتعلم كيف تحافظ عليها أو تضع لها حدودا أو تعتمد عليها عندما يحتاج الأمر لذلك. العلاقات البشرية هي أحد أساسيات الحياة والتي لا يمكن لأحد أن يتخلص منها أو يعيش بدونها. لذلك، هي تعتبر حجر أساس إذا أردت الاستمتاع بالمراهقة والحصول على حياة صحية على العموم. النصائح التي بإمكاننا إعطائها لك ستتلخص في النقاط التالية:

ابدأ العمل على مهاراتك الاجتماعية

إذا لم تكن مراهقا اجتماعيا بطبعك وتحب الانخراط مع الأصدقاء والمجموعات، فربما عليك أن تحاول اكتساب بعض الصفات الاجتماعية الضرورية للحصول على علاقات جيدة ومفيدة. بالطبع أنت قد تكون شخصا انطوائيا بطبعك وهو شيء ليس لك دخل فيه تماما، لكن بإمكانك أن تكون انطوائيا مع بعض الأصدقاء بدلا من انطوائيا ووحيدا. بإمكانك أن تبدأ بالعمل مع صديق مقرب أو أحد أفراد العائلة المقارب لك في السن على مهاراتك الاجتماعية فتحاولان فتح حوار سويا أو تحاولان الوصول سويا إلى أفضل الطرق للتعامل مع الآخرين. ربما إذا كنت شغوفا بالتعلم واكتساب المهارات الجديدة، سيكون أمامك اختيار أن تتعلم لغة الجسد وتعبيرات الوجه فتصبح أكثر قدرة على فهم الشخص المقابل وبالتالي يصبح التواصل معه أسهل بكثير. هناك أيضا اختيار أن تقوم بأعمال تطوعية أو تعليمية أو الحصول على عمل من أجل التعرض للبشر وإجبار نفسك على التعامل معهم. أحد أسباب عدم قدرة شخص ما على التعامل مع البشر هي أنه يعزل نفسه بعيدا عنهم ولا يعطي لنفسه فرصة الاقتراب منهم ومعرفة كيف هي العلاقات الاجتماعية ويظل خائفا من شيء دون أن يجربه حتى. عندما تجبر نفسك على التعرض للبشر فأنت تعلّم نفسك مهارات جديدة، مهارات ستحتاج بعض الوقت بالطبع لتصبح جيدة ومميزة، لكنك لن تتمكن من اكتسابها أو الاستمتاع بالمراهقة ما لم تجبر نفسك على التعامل مع الآخرين.

كن لطيفا ومؤدبا تجاه كل الناس

هناك بالطبع تلك الصداقات الجميلة التي يصبح التعامل فيها سلسا جدا وغير مربوط بقواعد أو شروط وهؤلاء هم الأصدقاء الذين يجعلون تجربة الاستمتاع بالمراهقة أمر جيد جدا. ولكن هناك غيرهم الكثير والكثير من الأشخاص الغريبين الذين ستقابلهم دون أن تعرف عنهم أي شيء. هؤلاء الأشخاص لن تكون مضطرا للتعامل معهم كثيرا أو مجبرا على مصادقتهم، لكن الشيء الوحيد المطلوب منك تجاههم هو أن تكون لطيفا ومؤدبا. ربما ما ينتشر الآن بين الشباب الصغير وحتى الكبير أيضا، هي أن تقوم بالسخرية من شخص لا تعرفه –أو حتى تعرفه- وأن تجعل أمرا ما متعلقا به عبارة عن مزحه يضحك عليها الجميع فتظن أنك ستحصل على الشعبية والاهتمام بهذه الطريقة. لكن يؤسفني أن أخبرك يا عزيزي أن هذا يطلق عليه شيء آخر، الوقاحة! هذه التصرفات تكون وقحة جدا ومؤذية نفسيا للشخص المقابل دون أي سبب أو داعي. أحد أجمل الأشياء التي يمكنك أن تفعلها في مراهقتك وحياتك عموما هي أن تكون لطيفا مع الآخرين ومراعيا لمشاعرهم حتى وإن كنت لا تملك أدنى معرفة لهم. وصدقني، عندما ترى نظرة الامتنان في عين شخص ساعدته عندما تعثر وسقط على الأرض بدلا من أن تضحك عليه، فإنك ستشعر أن الاستمتاع بالمراهقة لن يعني شيئا إن لم يوجد هذا الموقف. الرقة والأدب في التعامل مع الآخرين هو أمر هام جدا وحساس جدا ويجب عليك أن لا تستهين بهم أو التوقف عن التحلي بهم أبدا.

القليل من الأصدقاء الجيدين خير من الكثيرين الذين لا تعرفهم

أنت لست بحاجة إلى عشرات الأصدقاء الذين تتبختر بوجودهم في حياتك والذين تذهبون إلى كل الخروجات الفارهة سويا ولكن ببساطة لا تجد أحدا منهم عندما تقع في مأزق أو تحتاج إلى دعم نفسي حيال أمر ما. وجود الأصدقاء الجيدين في حياتنا هو أحد أكبر الأسباب التي تجعلها أسهل وأفضل. لذلك، عليك أن تنتقي أصدقائك بعناية وعليهم أن يكونوا متوافقين معك ومع احتياجاتك والعكس من ناحيتك أيضا. لا تسع إلى الحصول على “العدد الأكبر” من الأصدقاء، ولكن اسع للحصول على “النوع الأفضل” من الأصدقاء. الأصدقاء الجيدون هم من سيساعدونك في أن تجد نفسك الحقيقية وهم من سيشجعونك على أن تصير الأفضل في نواح كثيرة. هم أيضا سيتواجدون عندما تحتاج إليهم سواء احتجتهم في أمر سعيد أم في أمر حزين. ولكن هناك شيء هام عليك أن تعرفه أولا قبل بناء تلك الصورة الوردية الجميلة للأصدقاء :

تذكر سقف توقعاتك، لا ترفعه كثيرا

أجل، الأصدقاء الجيدين –عندما تجدهم- هم أفضل شيء قد يحدث لك وأكثر شيء سيجعل حياتك أجمل وأسهل. “ولكن” -وعليك أن تنتبه ل “لكن” تلك-، الأصدقاء ليسوا هم عصاتك السحرية أو جنية الأحلام الذين سيلقون بتعاويذهم فتتحول حياتك إلى الأفضل من فورها. هذا النوع من الأفكار هو ما يُطلق عليه “التوقعات العالية” و”غير المنطقية” أيضا. لا يجب عليك أبدا أن تظن أن أحدهم قادر على جعل حياتك أفضل ما لم يكن هذا ال”أحد” هو أنت. الأصدقاء بإمكانهم جعلها “أجمل”، لكن أنت من يجب عليه جعلها “جميلة” أولا.

لا تنس أنك صديق أيضا

أجل، أنت تبحث عن أصدقاء جيدين ومراعين وداعمين ومتفهمين وكل تلك الصفات الجميلة البراقة. لكن لا تنس أنك أيضا صديق بالمقابل وأنك بحاجة أن تتحلى بتلك الصفات من أجل أن تجد من يبادلك الصداقة. عليك أن تكون صديقا جيدا ومتواجدا ومتفهما من أجل فتح باب الصداقة والحصول على التقارب المطلوب. طريق الصداقة ليس اتجاها واحدا فقط من عندهم، بل اتجاهين من عندك أولا ثم من عندهم.

لا مفر من الحب يا صديقي

دعني أذكرك يا صديقي بأن المرحلة التي أنت فيها الآن هي مرحلة مليئة بتقلب الهرمونات والمزاج والأفكار. وبما أنك شخص متقلب ومليء بالهرمونات، فإن الحب سيمر في طريقة لا محالة في معظم الأوقات. ستشاهد تلك الفتاة في النادي فتنجذب إليها أو تلاحظها وهي تعبر من أمام منزلك في ساعة محددة من يوم محدد في الأسبوع وهي ذاهبة إلى مشوار ما فيصبح قلبك أسيرا لها. عليك حينها أن تعرف جيدا كيف ستتصرف وما الذي ستفعله. قبل أن أخبرك بتصرفك تجاه الفتاة عليك أن تعرف شيئا ما أولا

ما هي قناعاتك؟

عندما يأتي الأمر إلى العلاقات الرومانسية فإن هذا الموضوع يصبح شائكا كثيرا. هل يجب عليك أن تسعى للحصول على علاقة؟ هل يجب عليك أن تتجاهل مشاعرك؟ هل يمكنك أن تدخل في علاقة لكن بتمهل؟ أم يجب أن تدخلها بكل طاقة الحب لديك لأن هذه هي أجمل أيام حياتك ولأن الاستمتاع بالمراهقة يتطلب ذلك؟ كل هذه أسئلة جيدة وصالحة تماما. والإجابة عليها ستبدأ من الإجابة على السؤال الموجود في البداية. ما هي قناعاتك؟

هل تؤمن بالعلاقة الواحدة عند الزواج؟

هل أنت شخص متدين وترغب بالالتزام بتعاليم دينك التي تحتم عليك عدم الدخول في أية علاقة قبل مرحلة الزواج؟ هذا أمر جيد ولا بأس فيه إطلاقا، عليك فقط أن تعرف أن عدم الدخول في علاقة هو اختيارك الشخصي الذي ترغب فيه وسيتوجب عليك حينها أن تحاول إيجاد طريقة للتعامل مع تلك المشاعر –والتي هي عادية وطبيعية جدا بالمناسبة- وتحاول أن تخفف منها ومن حدتها. فمثلا، أنت لن تتوقف لمشاهدة تلك الفتاة وهي تعبر في تلك الساعة من ذلك اليوم. أو ستغير مواعيد ذهابك إلى النادي حتى لا تصطدم بتلك الفتاة. عليك أن تعرف أن مشاعر الحب تتغذى على النظر والاقتراب، فكلما اقتربت وتركت نفسك تشاهد الفتاة التي تكن المشاعر لها، كلما كان تخلصك من هذه المشاعر أصعب. وكلما كنت عازما وقويا وابتعدت عن تلك المؤثرات، كلما كان التخلص من تلك المشاعر أسهل. يجب عليّ أن أؤكد عليك أن المشاعر هي أمر طبيعي جدا، وأن اختيارك عدم الانسياق وراء التيار والدخول في علاقة يرفضها دينك هو أمر طبيعي تماما أيضا. بل إنه أمر قوي ولا يقدر الكثيرون على فعله. فلا تترك العالم المحيط بك يؤثر على أفعالك ما دمت مقتنعا بالشيء الذي تفعله.

هل تؤمن بأهمية الدخول في علاقة من أجل تقييمها أولا؟

ربما كنت في مكان لا يعترض على وجود علاقة رومانسية بين فتى وفتاة قبل الزواج وكنت أنت أيضا لا تملك مشكلة في هذا الأمر –وهو أمر طبيعي أيضا-. فلا بأس في أن تتفاعل تجاه مشاعرك هذه وأن تذهب لمحادثة الفتاة التي أعجبتك –أو الفتى الذي أعجبكِ-، لكن عليكم أن تفهموا جيدا أنكم يجب عليكم التمهل جيدا قبل بدء هذه العلاقة. الاستمتاع بالمراهقة لا يعني الاندفاع والتهور أبدا. فكما أخبرتكم سابقا، أنتم في رحلة مليئة بالتقلبات والهرمونات التي تجعل حكمكم غير صائب في كثير من الأوقات. تلك الفتاة التي تظن أنك واقع في حبها وذلك الفتي الذي تشاهدينه على حصانه الأبيض كل ليلة ليسوا سوى أحلام وأوهام داخل خيالكم. أنا آسفة حقا لتحطيم آمالكم، ولكنكم في فترة المراهقة حيث كل شيء متقلب. والفتى الموجود فوق ذلك الحصان الآن قد يتحول إلى فتى آخر بعد بضعة شهور. لذلك، عليكم بالتمهل والتفكير جيدا قبل الدخول في علاقة وقبل أن تبدأوا في التطوير فيها. من الهام جدا أن تكونوا واعين لحالتكم النفسية والتقلبات المرتبطة بسنكم. وعليكم أن تعوا جيدا أن هناك فرصة ليست بالكبيرة أن ينتهي كل ما بينكم رغم صوت الهرمونات العالي الذي يقسم لكم أنه لن ينتهي. لا تصدقوا الهرمونات يا أصدقائي. هي لم تصدق كثيرا.

لا تحزن عند انتهاء علاقتك.

أن تدخل في علاقة أثناء مرحلة الاستمتاع بالمراهقة يحتمل أن تخرج من تلك العلاقة أيضا. فإذا كنت الشخص المهجور في تلك العلاقة أو كانت هناك أسباب خارجة عن كليكما أدت لانتهاء هذه العلاقة، عليك أن تدرك أن هذا ليس نهاية العالم. وأن تلك التجربة لن تكون آخر تجربة تمر بها. أجل، الأمر شديد الصعوبة والألم والحزن .. واليأس كذلك. ولكنها تجربة أخرى من تجارب الحياة التي ستمر بها، وهي أيضا تجربة أخرى ستمر كما يمر أي شيء. احصل على قدر الحزن اللازم على علاقتك ولا تطمس تلك المشاعر، ولكن لا تغلق أبواب الاحتمالات أمام نفسك ولا تجعل تلك المشاعر السلبية تبتلعك أكثر من اللازم. كنت واعيا لمشاعرك وللتجربة التي مررت بها. والواقعية التي ستتحلى بها في النقطة السابقة ستجعل المرور من هذه المرحلة أسهل قليلا.

تذكر، أنت لم تكبر على عائلتك

الاستمتاع بالمراهقة لا يرتبط في ذهن الكثيرين بالعائلة كثيرا أو حتى قليلا. الاستمتاع بالمراهقة غالبا ما يتجسد في الأصدقاء والنزهات وما إلى ذلك. ولكن في الحقيقة من أجل الاستمتاع بالمراهقة بشكل جيد، يجب عليك أن تنتبه إلى أن عائلتك هي أمر خاص جدا ومهم جدا نظرا لأنك

تقضي معظم وقتك معهم حيث أنك لم تستقل بعملك وعائلتك بعد

أنهم أكثر علاقة متينة ومن الصعب كسرها وبالأخص في عالمنا العربي حيث علاقة الأسرة هي علاقة شديدة القوة والأهمية.

لذلك، ليس عليك أن تنسى وجود عائلتك أو تجاهلها لمجرد أنك تظن أن الاستمتاع بالمراهقة لا يتعلق بتلك الأشياء. حاول أن تجعل عائلتك جزءا من يومك بشكل إيجابي، فهم موجودون فيه بالفعل .. فلماذا لا تجعل هذا الوجود إيجابيا؟! قم باللعب مع أخيك الأصغر واستمتع بالتحدث مع أخيك الأكبر واعرض على والدتك الذهاب في نزهة للمشي واستجب لدعوة والدك لصيد السمك في إحدى المرات. بالطبع أنا لا أطلب منك أن تجعل حياتك متمحورة حول عائلتك لأن هذا أمر صعب نوعا ما، ولكن بين الحين والحين جرب الخروج من غرفتك والعالم الافتراضي الذي غالبا ما سوف تكون غارقا فيه وابدأ بالتعامل مع عائلتك ولا تقطع تلك العلاقة لأسباب ليست منطقية على الإطلاق. ربما أنت لا تدرك هذا الآن، ولكن في المستقبل غير البعيد، ستصبح عائلتك أحد أسباب قوتك وأحد الأمور التي يمكنك الاعتماد عليها عند حدوث أي أمر سيء أو جيد لك. لذلك، لا تدع علاقة قوية ورائعة كهذه تذهب سدى فقط لأنك لم تحاول اغتنام بعض وقتك ومجهودك فيها.

العائلة ليست والديك وإخوتك فقط

ربما كانت عائلتك التي تملكها صغيرة أو مقتصرة على والديك وإخوتك. ولكن، إذا كنت تملك عائلة كبيرة حيث تملك أخوالا وأعماما وأولادهم وما إلى ذلك. فهذه العائلة أيضا من الممكن أن تكون حجر أساس قوي في حياتك إذا كانوا جيدين بما يكفي. بإمكانك أن تجد صديقك المقرب في ابن خالك وبإمكانك أن تجد رفقة المرح والاستمتاع في صحبتهم. وسيكون بإمكانك أيضا أن تجد يد العون فيهم عندما تحتاجهم. العائلة الكبيرة –عندما تكون عائلة جيدة- هي أمر رائع حقا. وستندهش من الأشياء التي يمكن للأقارب فعلها من أجل بعضهم البعض فقط لوجود “صلة الدم” هذه بينكم. ولكنني أعود وأكرر –إذا كانت العائلة الكبيرة هي عائلة جيدة-.

ربما ليست العائلة جيدة!

أجل، هذا أحد الاحتمالات الواردة. في العادة تكون العائلة لطيفة ومهتمة بأولادها وصحتها وفي الغالب ما يكون الآباء قلقون على أولادهم في فترة المراهقة ويكون الاستمتاع بالمراهقة هو أمر جيد وهام بالنسبة لهم، ولكن للأسف ليس هذا هو الحال دائما. ربما كان نصيبك من القدر أن تكون عائلتك هي عائلة مهملة أو جاهلة تربويا أو غير متفهمة أو أيا كانت كل تلك الصفات التي بمقدورها أن تجعل فترة مراهقتك سيئة وتجعلك غير قادر على الاستمتاع بالمراهقة. عليك حينها أن تفهم هذا وأن تتقبله –وأنا أعرف صعوبة هذا الأمر لكن سيتوجب عليك أن تحاول-، وربما سيساعدك وجود الأصدقاء الجيدين أو العلاقة الرومانسية اللطيفة أو أي شيء آخر سيساهم في جعل حياتك أفضل. وإذا كانت عائلتك سيئة بالقدر الكافي، فعليك أن تبدأ بالتفكير في طريقة من أجل الاستقلال المادي والجسدي من منزلهم وتصبح مسئولا عن نفسك وتتخلص من المعاملة السيئة التي تتلاقاها فيه.

أنت لست محور العالم. ساعد غيرك

تحدثنا كثيرا عن عقلك وعن مهاراتك وعن أصدقائك وعائلتك وعلاقاتك، ما رأيك أن نتوقف عن الحديث عنك وأن نبدأ في الحديث عن العالم؟ كما تعرف، أنت لست محور العالم وهناك الكثيرون بالخارج ممن سيسعدون كثيرا إذا مددت لهم يد العون وساعدتهم قليلا في الأشياء التي لا يستطيعون فعلها. وتذكر جيدا أن الاستمتاع بالمراهقة لا يعني أن تجعل حياتك أنت فقط أفضل، بل الاستمتاع بالمراهقة يشمل أن تستغل طاقتك في جعل حياة الآخرين أفضل كذلك. هل تريد أن تعرف كيف يكون الاستمتاع بالمراهقة متعلقا بمساعدة غيرك؟ انظر إلى النقاط التالية إذا

هل جربت العمل التطوعي من قبل؟

إذا كانت إجابتك بلا على هذا السؤال أو كنت غير مهتم من الأساس بالعمل التطوعي، فاستنادا للأشخاص الذين تطوعوا من قبل، أنت تقوم بتضييع إحساس رائع منك. العمل التطوعي قد يكون مرهقا أو قد يكلفك وقتك فقط، ولكن أيا كان ما يأخذه منك فهو يعطيك الكثير في المقابل. العمل التطوعي يجعلك تشعر بالرضا والسلام النفسي والفخر بكونك تمكنت من تقديم المساعدة لهؤلاء الذين يحتاجونها. إذا كنت تظن أن الاستمتاع بالمراهقة لا يتضمن تلك المفاهيم، فربما عليك أن تعيد التفكير قليلا.

استفد من مهاراتك في مساعدة الآخرين

هل تتذكر تلك المهارات التي اكتشفتها في نفسك منذ المقال السابق وكيف أنك طورت من نفسك فيها؟ ليس عليك أن تلجأ إلى الأعمال التطوعية المعتادة ويمكن عوضا عن ذلك أن تستعمل الشيء الذي تحبه في مساعدة الناس. فمثلا، إذا كانت القراءة هو الشيء الذي تستمتع بفعله فيمكنك أن تقوم بتسجيل الكتب بصوتك من أجل أن يستمع إليها هؤلاء الذين لا يستطيعون الرؤية. أو أن تذهب إلى بيت عجائز وتؤنس أحدهم بصحبتك وقراءة رواية لهم بدلا من أن تتركهم وحيدين دون من يهتم بهم. إذا كنت تحب البرمجة فبإمكانك تعليم الأطفال الصغار أساسيات التعامل مع الكمبيوتر وربما جعلهم يكتبون برنامجا بسيطا. هذا الجيل الجديد أصبح منغمسا في التكنولوجيا وستدهشك قدرة هؤلاء الأطفال على التعامل مع المعلومات التكنولوجية ببساطة أكبر من تلك التي كانت لدينا. على كل هذه الهوايات فقس كيف يمكنك أن تساعد العالم بالشيء الذي تحب فعله. وتذكر أن أي شيء مهما كان بسيطا يمكنك أن تساعد العالم من خلاله. فحتى إذا كانت هوايتك هي لعب البلايستيشن، قم باصطحاب لعبتك هذه إلى دار أيتام وقم باللعب معهم! هناك دائما شيء ما لتفعله من أجل الآخرين ومن أجل الاستمتاع بالمراهقة دون أن تجعل من نفسك محور الكون.

التطوع ليس دائما بدون مقابل ملموس

هل الاستمتاع بالمراهقة مرتبط عندك بالعائد الملموس وليس المحسوس فقط؟ إذا، يسعدني أن أخبرك أن التطوع ليس فقط حول السعادة والرضا، هناك الكثير من الأعمال التطوعية التي بإمكانها أن تنمي لديك مهارات جديدة واكتساب خبرات عظيمة جدا. فمثلا، بإمكانك التطوع في نشاط مدرسي من الذي يهتم بتنظيم مناسبات أو حفلات أو ما إلى ذلك. هذه التنظيمات تحمل بداخلها الكثير والكثير من المناصب التي تجعلك تتعلم شيء مختلف في كل واحد فيها. فمثلا، إذا كانت المناسبة التي تنظمونها هي حفل تبرعات من أجل مرضى السرطان، فإنكم في الغالب سيكون لديكم لجنة تنظيم من أجل الحدث ولجنة علاقات عامة من أجل الوصول إلى أشخاص مشهورين ودعوتهم لحضور حفلك، ولجنة دعم مادي مسئولة عن جمع المال اللازم من المؤسسات التجارية أو غيرها لإقامة حفل جيد، وسيوجد أيضا اللجنة المسئولة عن الإضاءة والتعامل مع الأدوات التكنولوجية ولجنة أخرى ستكون مسئولة عن صناعة المحتوى والأفكار الإبداعية … الخ. يمكنك أن تجد الكثير من الأماكن التي يمكنك بالتواجد فيها أن تتعلم شيئا جديدا وهاما جدا في الحياة العادية بعد أن تتخرج أو في نشاطات أخرى ستقوم بها خارج المدرسة أو لمؤسسة ما. العمل التطوعي ليس شرطه أن تقوم بمساعدة شخص فقير، ولكن أيضا بمساعدة أشخاص يحاولون فعل شيء جيد للآخرين.

قم بإسعاد الآخرين

ذُكر في الحديث الشريف عن سيدنا محمد أن “تهادوا تحابوا”. وأحد طرق الاستمتاع بالمراهقة هي أن ترسم بسمة على وجوه هؤلاء الأشخاص الذين يهتمون لأمرك دائما ويحاولون مساعدتك بكل ما أوتوا من قوة. فإذا أردت أن تقوم بإسعاد شخص ما فإن هؤلاء الأشخاص الأقربون هم أولى بذلك المجهود والاهتمام. قم بالتفكير في هدية جميلة من أجل والدتك ومفاجأتها دون أن يكون اليوم هو عيد ميلادها أو عيد الأم أو أي مناسبة أخرى. فقط هدية وقبلة على يدها للتعبير فقط عن امتنانك وحبك غير المشروط لها. قم بالخروج مع والدك والذهاب في جولة طويلة تتحدثون فيها وتنهيها بقبلة على يديه وعبارة شكر وامتنان لكل ما فعله من أجلك. قم بمفاجأة إخوتك أو أصدقائك بنزهة إلى مركب في البحر أو إلى السينما أو أي شيء فقط للتعبير عن امتنانك لوجودهم. الاستمتاع بالمراهقة هي مهمة شاقة كما أخبرتك، ووجود هؤلاء الأشخاص هو ما يجعل الاستمتاع بالمراهقة أمرا سهلا بعض الشيء. لذلك، سيكون من المنطقي أن تقوم بشكرهم والتعبير عن امتنانك لهم.

النهاية

بالطبع أنا لا أقصد هنا نهاية الاستمتاع بالمراهقة أو نهاية أي شيء يخصك. ولكن هذه النهاية هي نهاية تخص هذا المقال والمقال الذي سبقه. ولا يمكنني أن أنهي هذا المقال دون أن أخبرك بأنك لست بطلا خارقا وأنك ليس متوقعا منك أن تقوم بفعل كل تلك الأشياء مع بعضها وأن تنجح في كل شيء وأن تكون الأفضل في كل شيء. هذه الخطوات الأربعة هي مجرد اقتراحات ومحاولات لفتح آفاق عالم الاستمتاع بالمراهقة أمامك ومحاولة جذب انتباهك لبعض الأشياء الضرورية. لكن لا تظن أنك مطلوب منك القيام بكل تلك الأشياء أو الالتزام بتلك الأشياء بحذافيرها. ففي النهاية، أنت فتى مراهق وفتاة مراهقة ولا زالت عقولكم في مرحلة النمو. فحتى الكبار الناضجين لم يستطيعوا التمكن من فعل كل تلك الأشياء بأكملها. لذلك، لا تشعروا بالحزن أو الفشل لأنكم لم تتمكنوا من فعل “كل” تلك الأشياء لأنكم ليس مطلوب منكم ذلك. المطلوب منكم فقط هو أن تعرفوا أنكم لا زلتم في مرحلة التطور وأنكم ستظلون فيها دائما حتى عندما تنتهي فقرة الاستمتاع بالمراهقة، وأن ما عليكم فعله فقط هو المحاولة. وكما قال شخص لا أتذكره الآن، عليك أن تسعى وليس عليك إدراك النجاح.

أفنان سلطان

طالبة جامعية، أهوى القراءة واعتدت الكتابة كثيرا منذ صغري. على أعتاب التخرج ولا أدري بعد ماذا سأفعل.

أضف تعليق

ثمانية − 2 =