تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » حياة زوجية » الاستعداد لإنجاب طفل : كيف تعرف استعدادك للإنجاب ؟

الاستعداد لإنجاب طفل : كيف تعرف استعدادك للإنجاب ؟

الإنجاب ليس تغييرًا طفيفًا في حياةالأسرة، فهو أمر جلل يجب على الطرفين أن يتأكدا من استعدادهما له، إليك هذه النصائح لمعرفة مدى الاستعداد لإنجاب طفل للشريكين.

الاستعداد لإنجاب طفل

لا ريب أن كل زوجين متزوجين حديثًا أو منذ فترة قريبة يجب أن يسألا أنفسهما هذا السؤال: هل هما لديهما ما يكفي من الاستعداد لإنجاب طفل الآن؟ الحقيقة أن إنجاب طفل الآن في مثل هذه الأوضاع المحيطة بنا يجب أن يكون بحذر شديد وبتحلي بالحكمة والعقلانية في اتخاذ القرار، صحيح أن إنجاب الأطفال غريزة فطرية في الإنسان وهم زينة الحياة الدنيا كما جاء في القرآن، إلا أن المزيد من التساؤلات يجب أن تثار حول اتخاذ هذا القرار للتأكد جيدًا أن كلا الزوجين لديه الاستعداد لإنجاب طفل والدفع به إلى حلبة الصراع المشتعلة الآن والمسماة مجازًا “العالم” أم أن الأمر يجب أن يؤخذ بروية ويوضع احتمال عدم الاستعداد؟
إلينا بعض الأسئلة التي يجب أن نسألها لأنفسنا في البداية قبل اتخاذ هذا القرار:

نصائح مهمة لتحديد مدى الاستعداد لإنجاب طفل

لماذا أريد إنجاب طفل

هذا سؤال يجب أن تسأله لنفسك منذ البداية، لماذا تريد أطفال.. بالطبع هناك شقين للإجابة عن السؤال يظهر مدى الاستعداد لإنجاب أطفال لديك، الشق الأول هو الغاية الابتدائية وهو أنك تريد إنجاب أطفال لأنك تؤمن بأن الإنسان يجب أن يتناسل كي يعمر الأرض ويخوض تجربة الحياة، وأنه يريد أن يرى صورته المصغرة على الأرض فكأنه يراقب نفسه وهو يعيش من جديد، وفي نفس الوقت يمنح كائن آخر أحقية وجوده في الحياة أي يجب أن تتفهم تمامًا ما معنى أن يكون لديك طفل وأهمية هذا وخطورته في نفس الوقت، لذلك إن كنت قد حققت الغاية الأولى وهي الوعي بأهمية وجود طفل وأن يكون لديك النسخة المصغرة منك وأنه رغم ذلك سيكون شخصية مستقلة تمامًا عنك، أي أنك لا تملكه تمامًا، أما الشق الثاني من السؤال يأتي في النقاط التالية.

هل أنت مستعد نفسيًا لإنجاب طفل

الاستعداد النفسي هو أهم جانب من جوانب الاستعداد لإنجاب طفل، فلا يمكن تخيل أن تكون شخص يضيق بالأطفال ويضيق بوجودهم، ولا يستطيع تحمل مسئولية شخص آخر غير واعي يحتاج الرعاية والحنان ويسعى نحو إنجاب طفل، كما أنه يجب أن يفعل ذلك بمحض إرادته كي لا يتأذى من ذلك، أو يشعر أنه تم الضغط عليه من أهل أو من مجتمع، فكثير من الآباء والأمهات يجبرون أبناءهم ويضغطون عليهم للإنجاب لأنهم يودون أن يرون أحفادهم ويعيشون تجربة أن يكونوا أجداد، وبالطبع لا يوجد أي مراعاة لأي استعداد نفسي أو معنوي لدى الزوج والزوجة لذلك أبدًا، لذلك عليك أن تكون من حيث الجانب النفسي تام الاستعداد لإنجاب طفل، وأن تعرف أن تربية الأطفال متعبة ومسئولية كبيرة وإن كنت نفسيًا لا تتحملها فلا تقيد نفسك بها من البداية وتظلم معك الأطفال الذين ستأتي بهم إلى الدنيا.

هل أنا مستعد ماديًا لإنجاب طفل

هذه نقطة مهمة بالطبع ويجب الالتفات إليها ولا تقل عن الاستعداد لإنجاب طفل من الجانب النفسي في شيء، وهو أن يكون هناك استعداد مادي لاستقبال الطفل، ولا نقصد هنا أن يكون هناك أموال كثيرة في انتظار الطفل، لأن بهذا الشكل لن يجب غير الأثرياء جدًا وعلية القوم، ولكن نقصد هنا أنك لا تكون في بداية حياتك مع شريك زواجك وتناضلان سويًا من أجل أن توفرا أساسيات حياتكما ومن ثم تقدمان على إنجاب طفل فهذا شيء لا يتصوره بشر من الأساس، لذلك يجب أن يكون هناك سعة مادية بحيث يكون هناك فائض من الإنفاق بعد ضروريات حياتكما كي تفكرا في الإنجاب خصوصًا أن إنجاب طفل شيء مكلف، منذ بداية الحمل وحتى الولادة وبعد الولادة وكلما كبر الطفل كلما ازدادت نفقاته فلا تفكر أنك بنمو الطفل ستتخفف من نفقاته شيئًا فشيئًا، بل ستزداد نفقاته حتى ينضج تمامًا ويستطيع الاعتماد على نفسه، لذلك إن لم تكن على أتم الاستعداد لإنجاب طفل من الجانب المادي، فإياك بالمخاطرة بالإقدام على هذه الخطوة وصحيح أنه هذه أرزاق ولكن علينا أن نأخذ بالأسباب ونؤجل الخطوة لحين استقرار الأمور المادية.

هل بين الزوجين تفاهم وتوافق يمنحهما الاستعداد لإنجاب طفل

التوافق بين الزوجين إحدى جوانب الاستعداد لإنجاب طفل، فيجب أن يعيش الطفل في جو صحي مبني على التفاهم والحب والمودة، لأن ذلك سيؤثر في نفسيته بالطبع، ولا ينبغي أن ننجب طفلاً ونحن على الدوام نعيش في مشكلات وجو متشاحن وعراك متواصل وصياح وصراخ، وهذا ما سيؤثر على الطفل ونشأته بالسلب تمامًا، وسيكون لديه ميول عدوانية طوال الوقت وسيغلب على طبعه العصبية والانفعال المستمر لأتفه الأسباب، كيف لا وهو يجد أن أمه وأبوه يتعاركان على أتفه الأشياء أيضًا، ويخرجان غضبهما عليه هو وينظران إليه كأنه ثمرة هذا التشاحن والعراك وعدم التوافق والخلاف المستمر بينهما، وبدلاً من أن يكون هذا الطفل هو الرادع لهما والدافع لكي يصفيا خلافاتهما، بل يجدانه هو القيد الوحيد لهما، لإنهاء علاقتهما.. أو يحدث أن ينهيا علاقتهما بالفعل ويتشرد الطفل، أي أنه في النهاية.. الأطفال هم من يدفعون الثمن بسبب أنانية وعنجهية أبوين ليس لديهما الحد الأدنى من التوافق والتفاهم وبالتالي ليس لديهم الحد الأدنى من الاستعداد لإنجاب طفل.

هل أنا لدي الوقت الكافي لتربية طفلي ومراعاته

بجانب الاستعداد النفسي، المعنوي، المادي، التوافق والتفاهم بين الزوجين، يجب أن نتحدث في هذا الجانب من جوانب الاستعداد لإنجاب طفل، وهو أن تسأل نفسك سؤال: هل أنا لدي الوقت الكافي لتربية ومراعاة طفلي؟ لا يوجد شيء اسمه أن تربي أم طفلاً لوحدها أو يربي أب طفلاً لوحده، فالطفل يحتاج لحنان ورعاية الأبوين معًا ولا يمكن أن يستغنى عن أحدهما بالآخر أو يستغنى بكليهما بالجدة أو حتى بمربية أطفال، لذلك إن كان الزوجين في أعمالهما، إن كان الزوج يخرج في الصباح ولا يعود إلى في المساء، إن كانت الزوجة لديها عمل مرهق تود أن تأتي بعده لتنام فقط وبالتالي وجود طفل سيحرمها من الراحة وبالتالي ستظل تصرخ في وجهه وستتركه في الصباح.. فهذا لا يمت إلى الاستعداد لإنجاب طفل بصلة، وبالتالي، أي محاولة للتحايل على الوضع، أو إنجاب طفل ونحن ليس لدينا الوقت الكافي أو الطاقة أو وضع خطة حقيقية لتربية هذا الطفل وإيجاد وقت له، واضح ومحدد من الأب والأم لمراعاته سويًا، فعلينا أن ننتظر حتى تصحح أوضاعنا ونجد أنفسنا لدينا من الوقت والمجهود ما نستعد أن نبذله من أجل أطفالنا، لأن الأطفال لا تربي أنفسها ولا تعتني بأنفسها، ولن يكون هناك من هو أحن على الطفل من الأب والأم اللذين قررا إنجابه بأنفسهما واتخذا هذا القرار بإرادتهما الحرة, وبالتالي.. لا يمكن أن يقدم زوج وزوجة على إنجاب طفل وهما ليس لديهما الوقت الكافي لتربيته والعناية به.

هل أنت مستعد صحيًا لذلك؟

هل أنت مستعد صحيًا لإنجاب طفل؟ هذا سؤال يجب أن تسأله لنفسك عندما تقدم على إنجاب طفل، وينبغي أن تتأكد أولاً أنك ليس لديك مرضًا يمنعك من الاعتناء بطفلك أو أنك تأتي بالطفل كي يحمل اسمك فحسب، لأن هذا عته في الحقيقة، لأنك ستموت ولن تشعر بمن حمل اسمك أو من لم يحمله، ولا تعرف هل اسمك هذا سيرتفع إلى عنان السماء من المجد والفخر أم سيرده الناس إلى أسفل سافلين بسبب تصرفات من يحملونه المخزية، لذلك كل شخص يحمل اسم نفسه، وأيضًا التأكد من أنك لا تحمل مرضًا وراثيًا، قد ينتقل لابنك وبالتالي تحكم عليه أن يعيش طوال حياته في حالة مرضية استثنائية مزمنة بسبب أنانيتك، أيضًا من الأفضل إجراء الفحوصات اللازمة أنت وزوجتك كي تتأكدا أنكما في الحالة الصحية المؤهلة لإنجاب طفل، ونحن هنا بالطبع نتحدث عن أبسط قواعد الاستعداد لإنجاب طفل والذي لا ينبغي أن نقدم على هذه الخطوة دون مراجعتها.

هل عمرك مناسب الآن لإنجاب طفل؟

عند الإقدام على إنجاب طفل وبحث جوانب الاستعداد لإنجاب طفل من جميع الجهات فإنه يجب عليك أن تسأل هذا السؤال: هل أنت مستعد الآن لإنجاب أطفال في مرحلتك العمرية هذه؟ وهذا له شقين، إما أن تكون صغيرًا جدًا على هذا بحيث أن تكون قد تزوجت مبكرًا وزوجتك لا زالت قاصرًا وبالتالي ربما لا تمتلك النضج الكافي لتحمل مسئولية طفل ورعايته، أو أنك تكون قد كبرت وتجاوزت الخامسة والأربعين ربما وليس لديك الطاقة لإنجاب طفل! ربما في المستقبل لن يحظى هذا الطفل برعايتكما، فقد يضطر بأن يرعاكما هو بسبب تقدمكما في السن، وهذا بالطبع شيء سيء جدًا.. فيجب علينا أن نعي تمامًا ما السن المناسبة لإنجاب طفل حتى لا نتسبب في ظلم هذا الطفل وتحميله ما لا يطيق.

هل لديك بذرة إنسانية تزرعها في ابنك وأنت مطمئن؟

هذه النقطة عند تفكيرك في الاستعداد لإنجاب طفل قد تكون من الأمور التي قد تحار بسببها، فالآن في عصر انهارت فيه كل القيم، وتفسخت كل المبادئ، وتلاشت كل الأخلاقيات والأسس، وأصبح كل شيء قابل للمساومة والبيع والشراء والمفاوضة عليه، لا يمكنك إذن أن تنشأ أنت نفسك في جو صحي دون أن تتخلخل مبادئك أو تهتز قيمك أو ترتج أخلاقياتك أو تتعرض للعصف والاقتلاع، فما بالك بابنك؟ إذن علينا تمامًا أن نعي أنه يجب علينا أن نتمسك بالمثل العليا وهي الحق والخير والجمال، بأن نزرع في الطفل حب الحياة وحب الناس والالتزام بالأخلاق والطيبة وأن غنى النفس أهم من غنى الأموال، ومساعدة الناس ومعاونتهم وحب الخير لهم والإعراض عن إيذائهم وكف الأذى عنهم إن استطعنا، والحرص على الحب وكراهية العنف، وتحري الصدق وترك الكذب والوفاء بالأمانة وكراهية الخيانة وغيرها من المثل العليا التي يجب أن نزرعها في طفلنا منذ البداية ثم يكبر هو ليصيغ مبادئه وقيمه على هذا الأساس بما يتوافق مع معطيات زمنه وأفكاره وطباعه وبناءً على شخصيته وأبعادها، وبالتالي نكون قد زرعنا فيه أساس انطلاقه نحو بناء شخصيته، ولم نفرض عليه قيمًا أو أخلاقيات بعينها.

هل أنت متأكد أنك لا تعاني عقدًا نفسية منذ الطفولة؟

قد تثير هذه النقطة سخريتك، وربما تجعلك تنفجر من الضحك ولكنه سؤال هام جدًا في مسألة الاستعداد لإنجاب طل: هل أنت لا تعاني عقدًا نفسية تود التخلص منها بالإنجاب؟ هل عانيت من تسلط والدك عليك وتود إنجاب طفل تتسلط عليه أيضًا؟ هل عانيت من الحرمان وتود أن تذيق شخصًا آخر الحرمان في طفولته بنفس الشكل؟ لن نعدد العقد النفسية بالطبع، ولكن من كثرة ما شاهدنا من آباء وأمهات يخرجون عقدهم النفسية على أبنائهم، نحاول أن نمنع الفأس قبل أن تقع في الرأس من البداية ونتأكد من هذه النقطة.

خاتمة

لعل النقاط السابقة التي قمنا بطرحها أبرز النقاط التي يجب أن تسألها لنفسك عند بحث جوانب الاستعداد لإنجاب طفل ولأنه عند إنجاب طفل دون استعداد فأنت لا ترتكب خطأ في حق نفسك فحسب، بل في حق شخصٍ آخر لا حول له ولا قوة ولا ذنب له سوى أنك فقط أردت أن تخوض تجربة الإنجاب دون الاكتراث لتبعاتها.

محمد رشوان

أضف تعليق

20 − إحدى عشر =