تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الإصابات والحوادث » كيف تتعامل مع الإعاقة السمعية للأطفال وما تأثيراتها المتوقعة؟

كيف تتعامل مع الإعاقة السمعية للأطفال وما تأثيراتها المتوقعة؟

الإعاقة السمعية للأطفال تحتاج إلى عناية خاصة من جميع الأشخاص المحيطين بالطفل، خاصة الوالدين والأسرة، لذا فإننا في هذا المقال سنتناول كيفية التعامل معها.

الإعاقة السمعية للأطفال

الإعاقة السمعية للأطفال واحدة من أكثر أنواع الإعاقات التي تحتاج إلى التعامل بطريقة صحيحة حتى يستطيع الطفل التأقلم مع الحياة مع بيئته، ومع الآخرين. الإعاقة لا تعني أن تفقد الحياة معناها، أوتنتهي بمجرد أن يعلم الوالدين بأمر إعاقة طفلهم، بالطبع فإن الأمر يحتاج إلى الكثير من الرضا، والصبر، والحكمة من أجل التعامل بطريقة صحيحة، فالتعامل مع الإعاقة يحتاج إلى جهد إضافي من أجل التغلب على صعوباتها المتعددة، حتى يستطيع الطفل أن يحيا حياةً طبيعية، وأن يكون قادرًا على التكيف مع ظروف الحياة، قادرًا على الحصول على أكبر استفادة من البيئة، وأيضًا أن يستفيد المجتمع منه، وعندما نتحدث عن كيفية التعامل مع الإعاقة السمعية، فإننا نوجه الحديث للبيئة المحيطة، من الوالدين والمعلم.

بحث عن الإعاقة السمعية

في بداية حديثنا عن الإعاقة السمعية للأطفال نبدأ بتعريف الإعاقة والفرد المعوق، فالإعاقة عبارة عن الحالة التي لا يستطيع الفرد بسببها أن يقوم بوظيفة أو أكثر من وظائف الحياة الأساسية، فهي حالة من عدم القدرة على قيام الفرد بدوره الطبيعي، وهذا الأمر يحدث نتيجة الإصابة أو العجز في أداء الوظائف الفسيولوجية، أو السيكولوجية، كما قد تنشأ نتيجة صعوبة بدنية، أو اجتماعية، أو تعليمية، وهذا بالطبع يؤثر سلبًا على التطور والنمو الطبيعي للشخص المعوق، فمثلًا لا يستطيع الاستفادة بشكلٍ طبيعي من خبرات التعلم، أو أن يصبح شخصًا اجتماعيًا قادرًا على إنشاء علاقاتٍ مع الآخرين بشكلٍ طبيعي، كما أنه لا يستطيع في الكثير من الحالات الحصول على الاستقلال، والاكتفاء الذاتي والاعتماد على نفسه، والإعاقة تتطلب ما يعرف بالتربية الخاصة.

الفرد المعوق

هو الفرد الذي  يعاني من قصور جسمي أو عقلي نتيجة عوامل وراثية أو بيئية، وبالتالي يترتب على ذلك آثار اجتماعية، أو نفسية تحول دول تعلمه، أو أداء الأعمال والأنشطة الفكرية، أو الجسمية بطريقة عادية كما يفعل الشخص العادي. فعلى سبيل المثال فإن الإعاقة السمعية للأطفال تؤثر على النواحي الاجتماعية، والتربوية، وغيرها والتي سنتحدث عنها بشيء من التفصيل.

التربية الخاصة

تختلف التربية الخاصة عن التربية العادية في أنها تهتم بفئات الأفراد الغير عاديين، من معوقين، وموهوبين، والتربية الخاصة عبارة عن مجموعة البرامج والخدمات التي تقدم للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتتضمن تعديلات خاصة على المناهج، والوسائل التعليمية، وطرق التدريس، حتي يستطيع هؤلاء الطلاب مسايرة متطلبات برامج التربية العادية، فهي تعليم مصمم بشكلٍ خاص للأطفال الذين لديهم احتياجات خاصة.

فئات ذوي الاحتياجات الخاصة

تتضمن التربية الخاصة العديد من الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة، فمن بين تلك الفئات: فئة الموهوبون، وقد اعتبرت فئة الموهوبون واحدة من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة لأن الموهوب لديه قدرات أدائية عالية ومتميزة في مختلف المجالات، مما يجعله مختلفًا عن الأفراد العاديين، وبحاجة إلى معاملة خاصة حتى يتم استغلال تلك الموهبة بطريقة طبيعية. ثم لدينا فئات ذوي الاحتياجات الخاصة من ذوي الإعاقة العقلية، والإعاقة البصرية، والإعاقة الانفعالية، والإعاقة الحركية، وفئة صعوبات التعلم، واضطرابات التواصل من اللغة والكلام، والتوحد، وأخيرًا الإعاقة السمعية للأطفال والتي هي موضوع مقالتنا اليوم.

الإعاقة السمعية للطفل

الإعاقة السمعية هي تلك المشكلة التي تحول دون  قيام الجهاز السمعي بوظائفه، والتي تتضمن استقبال الصوت أو نقله أو تفسيره، وتلك المشكلة قد تكون في الأذن الخارجية، أو في الأذن الوسطى، أو الداخلية، أو تلك المنطقة المسئولة عن تفسير المثيرات الصوتية في الدماغ، ولكن المشكلات الداخلية تعتبر أكثر صعوبة، وأكثر تأثيرًا على الشخص المصاب. والطفل المعاق سمعيًا يكون غير قادر على الاشتراك بصورة كاملة في مختلف الأنشطة المجتمعية. وهناك مصطلحان تتضمنهما الإعاقة السمعية للأطفال ، الأول هو القصور السمعي، وهو عبارة عن أي انحراف في المستوى الأسوأ عن المستوى العادي، سواء كان هذا الانحراف في التكوين، أو الوظيفة في الجهاز السمعي، وعلى هذا الأمر فإن أي فقد سمعي يعتبر قصورًا سمعيًا، وهذا القصور يرتبط بحالات تلف الأذن، وضعف السمع الناتج عن التقدم في العمر، أو بسبب التعرض للضوضاء، وعليه فإن هذا المصطلح يشمل جميع درجات الخلل التي تصيب الجهاز السمعي، من الفقد البسيط إلى التام. والمصطلح الآخر هو العجز السمعي، وهو عدم القدرة على السمع، مما يحول دون الاشتراك في الأنشطة وفعاليات المجتمع.

الأطفال ضعاف السمع

تشتمل الإعاقة السمعية للأطفال على فئة الأطفال ضعاف السمع، وهي تلك الفئة التي تقع بين أسوياء السمع والصم، من حيث القدرة السمعية، وذلك بسبب ما لديهم من بقايا القدرة السمعية، مما يجعل من الضروري اللجوء إلى الأجهزة والمعينات السمعية، فالطفل ضعيف السمع يحتاج تسهيلات معينة من أجل تربيته، على الرغم من عدم الحاجة إلى كل الطرق التي يحتاج إليها الطفل المصاب بالإعاقة السمعية.

أسباب الإعاقة السمعية

توجد العديد من العوامل التي قد تعد سببًا في الإعاقة السمعية للأطفال ، والتي قد تكون عوامل وراثية، أو عوامل بيئية مكتسبة.

 العوامل الوراثية

يعد العامل الوراثي من العوامل الهامة التي قد تحدث بسببها الإعاقة السمعية الكلية أو الجزئية لدى الطفل، وهذا يحدث نتيجة انتقال بعض الصفات الوراثية، أو الجينية، أو الحالات المرضية من الوالدين إلى الطفل، فيتم هذا الأمر من خلال الكروموسومات الحاملة لتلك الصفات، مثل ضعف الخلايا السمعية أو العصب السمعي، وكما نعلم فإن هذه الأمر تكون أكثر شيوعًا في حالات زواج الأقارب، لذا فإنه ينصح بعدم زواج الأقارب. وقد تظهر حالات الصمم الوراثي منذ الولادة، أو بعدها بسنوات. وتشير بعض الإحصائيات إلى أن نسبة 40% إلى 50% من الصمم في حالة الطفولة ترجع إلى عوامل وراثية، كما أنه قد تقترن هذه الحالات بحالات من القصور الأخرى بالإضافة إلى القصور السمعي، وأيضًا يُصاحب هذا الأمر خللًا في الجهاز العصبي المركزي، وبالتالي فإن الطفل يكون لديه مصاحبات نفسية واضحة.

العوامل البيئية المكتسبة

توجد العديد من العوامل المكتسبة التي قد تسبب الإعاقة السمعية للأطفال ، فمثلًا قد تؤدي إصابة الأم والطفل ببعض الأمراض إلى الإعاقة السمعية مثل إصابة الأم بالحصبة الألمانية، والذي يمكن الوقاية منه عن طريق لقاح طبي يُعطى للطفل من السنة الأولى حتى يتم القضاء على الفيروس، ولمنع انتقاله إلى الأمهات الحوامل، أو إعطاء هذا اللقاح للفتيات قبل بلوغ مرحلة المراهقة، وأيضًا للنساء قبل أو بعد الولادة إذا لم يحصلن عليه قبل مرحلة البلوغ. ومن العوامل المكتسبة أيضًا التشوهات الخلقية، سواءً أكانت تلك التشوهات في طبلة الأذن، أو العظيمات، أوالقوقعة، أو صوان الأذن. كما أن الولادة قبل الميعاد الطبيعي قد تكون سببًا في الإعاقة السمعية للطفل، وأيضًا الولادة العسرة، والتي تحدث خلالها بعض المضاعفات والتعقيدات. ومن الأسباب إصابة المولود باليرقان، خاصةً في الساعات الأولى بعد الولادة، أو في الثلاثة أيام الأولى. كما أن زيادة الإفرازات الشمعية في الأذن –الصملاخ- يعد واحدًا من هذه العوامل، حيث يؤدي إلى إغلاق القناة السمعية. ومن العوامل أيضًا دخول أجسام غريبة في الأذن، والصفعات واللكمات والحوادث، وإصابات الرأس المباشرة، والإصابة ببعض الأمراض المعدية، مثل: التهاب الغدة النكافية، والتهاب الأذن الوسطى، والالتهاب السحائي، أو الحمى الشوكية. كما أن تناول العقاقير والأدوية الضارة بالسمع دون استشارة الطبيب تؤدي إلى حدوث الإعاقة، مثل الأدوية من عائلة المايسين.

المؤشرات الدالة على الإعاقة السمعية للأطفال

لا توجد إعاقة دون وجود علامات أو دلائل تشير إليها مثل: الفشل في الانتباه، وإدارة الرأس نحو المتكلم، عدم اتباع التعليمات اللفظية، وطلب إعادة الكلام، والمشكلات الكلامية، والسلوك الانسحابي، والاستجابة بطريقة غير مناسبة، وإفرازات الأذن، والتنفس من الأذن، والألم أو الطنين في الأذن، وأيضًا التهاب اللوزتين أو الحلق أو الإنفلونزا بشكلٍ متكرر. وهناك أعراض أخرى مثل إعطاء إجابات خاطئة عن الأسئلة البسيطة، وعدم التوازن البدني، التركيز على حركة الشفاه، والكسل والفتور، وعدم التوازن البدني، والحرص على الاقتراب من مصدر الصوت، وخلو قسمات الوجه من التعبيرات الانفعالية، وتأخر الطفل في الكلام، رفع الصوت باستمرار، وإمالة الرأس نحو المتكلم، الانسحاب، وظهور المشكلات الوظيفية، وأيضًا آلام الرأس، ونزلات البرد، والعدوى المتكررة بالجهاز التنفسي العلوي، والحساسية.

أساليب الكشف عن الإعاقة السمعية للأطفال

توجد العديد من الأساليب والتي يتم من خلالها الكشف عن الإعاقة السمعية، والتي من بينها طريقة الملاحظة، والاختبارات السمعية، مثل: اختبارات الهمس، والشوكة الرنانة، والمقاييس الدقيقة والتي تكون عن طريق جهاز السمع الكهربائي أو الأديوميتر.

طريقة الملاحظة

وتعد طريقة الملاحظة من الطرق التي تستخدم في جمع البيانات، وهي مفيدة في مساعدة الآباء والأمهات والمعلمين في الحصول على بعض الأعراض أو المؤشرات التي يحتمل من خلالها وجود قصور سمعي، أو مشكلة سمعية، ومن الأعراض التي ينبغي ملاحظتها: وجود تشوهات خلقية في الأذن الخارجية، الشكوى المتكررة من وجود طنين أو آلام في الأذن، وجود إفرازات في الأذن، عدم الاستجابة للصوت العادي، وعزوف الطفل عن تقليد الأصوات. وهذا الملاحظات قد لا تكون بالضرورة مؤشرًا على وجود الإعاقة السمعية، وقد تكون مؤشرًا لوجود إعاقة أخرى، حيث تتداخل بعض الأعراض مع بعضها، مثل مؤشرات الإعاقة العقلية، والاضطرابات الانفعالية، والتواصلية، وقد تكون أعراض لوجود عيوب في جهاز النطق، أو عوامل تتعلق بنقص الدافعية، أو قد يكون راجعًا للتقييد البيئي والحرمان الثقافي، ولهذا فإنه من الضروري التحقق من صحة احتمال وجود قصور سمعي عن طريق جهاز السمع، وهذا يكون في ضوء بيانات تفصيلية عن الطفل، وحالته الاجتماعية، والصحية، والسلوك العام، والقدرة العقلية، وهكذا.

اختبارات الهمس

هذا الاختبار يعد من الاختبارات المبدئية التي من خلالها يمكن اختبار الطفل للكشف عن مقدرته للسمع، ويتم هذا الاختبار عن طريق الوقوف خلف الطفل أو بجانبه ومخاطبته بصوت خفيض أو هامس، مع الابتعاد عنه تدريجيًا حتى يتم الوصول إلى مسافة يشير الطفل بأنه لم يعد يسمع الصوت عندها، وهذا الاختبار يتم لكل أذن على حدة، حيث يتم تغطية الأذن الأخر. ويوجد جهاز السمع الكهربائي، حيث يقوم هذا الجهاز بإرسال أصوات مختلفة من حيث التردد، وكثافة الصوت أو شدته، وينتقل الصوت إلى الطفل عبر سماعة خاصة، ليقوم الطفل بتحديد النطقة التي يبدأ عندها في سماع الصوت لنوع معين من التردد.

تصنيفات الإعاقة السمعية للأطفال

توجد العديد من التصنيفات للإعاقة السمعية، وهي تختلف باختلاف الأساس الذي يقوم عليه التصنيف، حيث يقوم التصنيف على العديد من المعايير والأسس، مثل: العمر عند حدوث الإعاقة، ودرجة الفقد السمعي، وطبيعة الخلل السمعي، ومدى تأثير الفقد السمعي على فهم الكلام وتفسيره.

التصنيف تبعًا للعمر

وهناك التصنيف تبعًا للعمر الذي حدثت فيه الإعاقة السمعية، وينقسم إلى فئتين رئيسيتين: الإعاقة السمعية قبل اكتساب اللغة، وهي إعاقة تحدث لدى الطفل قبل تطور الكلام واللغة، أي قبل سن الثالثة، وبالتالي فهي تترك آثارًا سلبية لدى نمو الطفل اللغوي، وهذا بالطبع يؤدي إلى فقد الطفل الكثير من المثيرات السمعية، مما يؤدي إلى محدودية خبراته، وقلة تنوعها، كما يكون غير قادر على تعلم اللغة والكلام، فعدم مقدرة الطفل على السماع تعني عدم قدرته على تقليد الكلام، أو مراقبته، ولهذا فإن الطفل يحتاج إلى تعلم الكلام بصريًا، عن طريق الشفاه، أو قراءة المواد المكتوبة، ولكن بالطبع فإن قراءة الشفاه غير ممكنة دون معرفة اللغة المنطوقة، وهذا يعني ضرورة تعلم الطفل للكلمات المكتوبة، وهذا يعد بالطبع صعب للغاية لأن الطفل في سن صغيرة لا تسمح له بالتعلم، ولهذا تستخدم أساليب التواصل اليدوي مثل: لغة الإشارة، وأبجدية الأصابع. أما الفئة الثانية وهي الإعاقة السمعية بعد اكتساب اللغة، وهي تحدث بعد تطور اللغة والكلام، وهذا يحدث بعد بلوغ الطفل سنة الخامسة، ويكون متوفرًا لدى الطفل في هذه الحالة العديد من المفردات، ويمكن تطوير هذه المفردات إذا توفرت البيئة المناسبة لهذا. ولا بد من التدخل المبكر حت يتم علاج الآثار الناجمة عن الإعاقة السمعية للأطفال ، أو التخفيف من حدتها إلى أقل حد ممكن حتى يتم الحفاظ على القدر المكتسب من اللغة.

التصنيف تبعًا لدرجة تأثير فقد السمع على فهم وتفسير الكلام

وفي هذا التصنيف يتم تصنيف الإعاقة السمعية للأطفال طبقًا لمدى القدرة على الاستجابة للأصوات والكلام، وتصنف وفقًا لهذا إلى فئتين: الصمم، وهذا يكون لأولئك الذين ليس لديهم القدرة على الكلام عند القبول بالمدرسة. والفئة الثانية فئة الصمم الجزئي، وهم أولئك الأطفال الذين بدؤوا الكلام بشكلٍ طبيعي قبل دخول المدرسة، وهؤلاء الأطفال ذوو الصمم الجزئي يصنفون إلى درجات، فالدرجة الأولى تكون للأطفال الذين لديهم عيوبًا في السمع، ويمكن علاجها طبيًا في معظم الحالات، وهم لا يحتاجون إلى معينات سمعية، أو نظام تعليمي خاص، والدرجة الثانية تكون لدى الأطفال الذين لديهم القدرة على الكلام بطريقة طبيعية، إلا أنهم في حاجة إلى نظام تعليمي خاص، ويكون إما طوال الوقت، أو جزء من الوقت، وفي الغالب فإنهم يحتاجون إلى معينات سمعية. بينما الدرجة الثالثة تكون لدى الأطفال الذي لا يقدرون طبيعيًا على الكلام عند الالتحاق بالمدرسة، وفي الأغلب فإنهم يكون لديهم صمم تام، ويكونون في حاجة إلى المعينات السمعية، وإلى نظام تعليمي خاص، وغالبًا ما يتواجدون في مدارس خاصة بهم.

خصائص الأطفال ذوو الإعاقة السمعية

توجد العديد من الخصائص لـ الإعاقة السمعية للأطفال ، فهناك الخصائص اللغوية، والخصائص العقلية والمعرفية، والخصائص الجسمية والحركية، والخصائص الاجتماعية، والخصائص الانفعالية والنفسية، والخصائص المتعلقة بالتحصيل الأكاديمي والتربوي.

الخصائص اللغوية لـ الإعاقة السمعية للأطفال

النمو اللغوي من أكثر المظاهر التي تتأثر بالإعاقة السمعية للطفل، وكلما زاد مستوى الضعف السمعي لدى الطفل، قلت قدرته على النطق والكلام، فمن المعروف أن المعاق سمعيًا لا ينطق الكلمات لأنه لا يسمعها، ولهذا ترتبط ظاهرة الصم بالبكم، حيث يؤدي الصمم بشكلٍ مباشر إلى حالة البكم خاصةً لدى أصحاب الإعاقة السمعية الشديدة، فإنه توجد علاقة طردية بين درجة الإعاقة السمعية، ومظاهر النمو اللغوي. ولهذا فإن الطفل يحتاج إلى تدريب منظم ومكثف حتى تتطور اللغة لدى الشخص المعوق سمعيًا.

الخصائص المعرفية والعقلية

توجد العديد من النتائج التي تشير إلى أن مستوى ذكاء الشخص المعوق سمعيًا لا يختلف عن مستوى ذكاء الشخص العادي، فهو لديه القدرة على التفكير والتعلم ما لم يكن لديه تلف دماغي مرافق للإعاقة، ولأن اختبارات الذكاء تعتمد بدرجة كبيرة على الاختبارات اللغوية؛ فقد يتم تصنيف الإعاقة السمعية على أنها إعاقة عقلية عن طريق الخطأ، لذا فإنه من المعروف في هذا الأمر فإنه يتم الاعتماد على اختبارات الذكاء الغير لفظية لتقييم أداء الشخص المعوق سمعيًا، حيث أنها الأكثر مناسبة لهذه الفئة. ويتم تطوير مظاهر النمو المعرفي واللغوي لدى الطفل المعوق سمعيًا عن طريق استخدام مثيرات حسية متعددة، مثل الحركة والألوان، لهذا فإن الطفل بحاجة إلى ألعاب وأنشطة متنوعة خاصة في المراحل العمرية المبكرة للطفل.

الخصائص الجسمية والحركية

تؤثر الإعاقة السمعية للأطفال على حركة الطفل من حيث حرمانه من الحصول على التغذية الراجعة السمعية، وهذا يؤثر سلبًا على وضع الطفل في الفراغ وحركات جسمه، وأيضًا إلى وجود مشكلات في التواصل تحول دون تعرف الطفل على البيئة المحيطة.

الخصائص الاجتماعية

ولأن اللغة هي الوسيلة الرئيسية من وسائل التواصل الاجتماعي؛ فإن المعوق سمعيًا يعاني من التواصل الاجتماعي لقصور الجانب اللغوي لديه، خاصةً في التعبير عن الذات، وفهم الآخرين، لذا فإن الطفل يكون لديه العديد من مشكلات التكيف نتيجة لنقص قدراته اللغوية، وبالتالي فإنه يعاني من اضطرابات في النضج الاجتماعي والانفعالي. وطبقًا للدراسات فإن الطفل المعوق سمعيًا يكون أداؤه الاجتماعي منخفضًا مقارنة بأداء الشخص العادي، لأن النمو الاجتماعي يعتمد بدرجة كبيرة على اللغة. ويوجد لدى الطفل المعاق سمعيًا مشاكل في التكيف العاطفي، وأيضًا يفتقر إلى القدرة على الإدراك الصحيح لمحتوى الحوار، فيعاني من صعوبة متابعة الحوار السريع مع أقرانه، وهذا يؤثر سلبًا على التنشئة الاجتماعية، وصعوبة إقامة علاقات اجتماعية، ويحاول الطفل المعاق سمعيًا تجنب مواقف التفاعل الاجتماعي، ويميل إلى العزلة نتيجة لإحساسه بعدم المشاركة، أو الانتماء لغيره من الأطفال. وهذا يؤثر على مدى اكتساب الطفل للمهارات الاجتماعية الضرورية واللازمة لحياته في المجتمع.

الخصائص النفسية والانفعالية

تؤثر الإعاقة السمعية للأطفال بشكل مباشر وغير مباشر على النمو النفسي للطفل، فمثلًا تؤدي صدمة الوالدين جراء ولادة طفل مصاب بالصمم إلى بعض ردود الفعل الانفعالية مثل: القلق، والغضب، والشعور بالذنب، والعجز، وتتزايد هذه الانفعالات مع نمو الطفل، حيث يحتاج الطفل إلى إشراف مكثف، واهتمام طبي خاص، وتكاليف مالية باهظة، واندماج قوي في تعليم الطفل. ولأن الطفل قد يعاني في الأغلب من الإهمال، وعدم التقبل، والقسوة، والتفرقة في المعاملة، والتسلط، وإثارة الألم النفسي، فيشعر الطفل بأن أسرته لا تريده، أو تحاول التخلص منه مما يتسبب لديه في اضطرابات نفسيه تنعكس على سلوكه الانفعالي.

الخصائص الأكاديمية

غالبًا ما تؤثر الإعاقة السمعية للأطفال على التحصيل المعرفي والتربوي، فيكون تحصيل الطفل منخفضًا أومتدني مقارنة بالطفل العادي، على الرغم من عدم اختلاف مستوى الذكاء. ويكون مستواهم القرائي هو الأكثر تأثرًا بهذه الإعاقة، ويزداد تحصيلهم ضعفًا مع زيادة المتطلبات اللغوية ومستوى تعقيدها. فتشير بعض الإحصائيات إلى أن حوالي 50% من الأفراد الذين يعانون من الإعاقة ممن هم في سن العشرين يكون مستواهم القرائي يعادل مستوى طلاب الصف الرابع، بينما حوالي 10% فقط من بينهم من يكونون في مستوى الصف الثامن الأساسي.

الإعاقة السمعية وطرق الوقاية منها

 هناك العديد من المستويات حسب منظمة الصحة العالمية، والتي تأتي للوقاية من الإعاقة السمعية للأطفال ، ويبدأ المستوى الأول بإزالة الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الإعاقة عن طريق: التطعيم ضد الحصبة الألمانية، والتي تكون سببًا في حصول الإعاقة السمعية، فمن الضروري أن تحصل المرأة على تلك الطعوم قبل الحمل. يجب استشارة الطبيب فيما يخص تناول الأم للأدوية، وأيضًا يجب الحد من زواج الأقارب، والرعاية السليمة والصحية للأم الحامل. ثم يأتي المستوى الثاني الذي يتضمن التدخل المبكر لمنع أية مضاعفات قد تحصل، وتتضمن الكشف المبكر، وتقديم المعينات السمعية اللازمة والمناسبة، أما المستوى الثالث الذي يكون لمنع حدوث مضاعفات محتملة، وتشمل توفير خدمات التربية الخاصة، وتوفير فرص عمل، مساعدة الصم عن طريق إعفاء الأجهزة الخاصة بهم من الرسوم الجمركية، وتوفير دورات مجانية لتعليم أسر ذوي الإعاقة السمعية لغة الإشارة، وتوفير الأنشطة التي يكون من حق ذوي الإعاقة السمعية الاشتراك فيها، وأيضًا توفير المتخصصين، وذوي الخبرة لتقديم الخدمات لذوي الإعاقات المختلفة، والعمل على مساعدة ذوي الإعاقة السمعية على متابعة كافة التطورات والأخبار في المجتمع.

الجسم السليم من أعظم نعم الله التي أعطاها إلى خلقه، والتي يجب أن تحمد الله عليها في كل ثانية من حياتك، كما يجب أن تحمد الله أيضًا على ما منع، فعطاؤه عطاء، ومنعه أيضًا عطاء، فعندما يبتلي الله أحدًا من خلقه بأمر من الأمور، فهو أعلم بهم، وأعلم تمامًا بما وضع به عبده من موقف امتحانٍ عظيم، وتفوق الكثيرين ممن هم من ذوي الإعاقة ونبوغهم أكبر دليل على أن المنع قد يكون عين العطاء، بل وقد يفتح أبواب لن يفتحها عطاء آخر، أو منع آخر، فالله كريم، رحيم بعباده، والحمد لله على كل شيء.

رقية شتيوي

كاتبة حرة، خريجة جامعة الأزهر، بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، قسم اللغة العربية.

أضف تعليق

أربعة عشر + 1 =