تسعة
الرئيسية » حياة الأسرة » أمور الاسرة » الأخت الكبرى : كيف تصبحين أختا كبرى مسئولة في عائلتك؟

الأخت الكبرى : كيف تصبحين أختا كبرى مسئولة في عائلتك؟

أن تكوني الأخت الكبرى في العائلة يضع عليك الكثير من المسئولية، خصوصًا أنك في هذه الحالة تصبحين بمثابة أم ثانية، تعرفي على مسئوليات الأخت الكبرى هنا.

الأخت الكبرى

الأخت الكبرى هي حجر أساس هام جدا في العائلة، فهي تعتبر الأم الثانية في الأسرة والصديقة المقربة والناصح الحكيم والشخص الذي نشعر بالأمان بجواره عندما لا يتواجد الآباء. دور الأخت الكبرى يبدأ في الظهور جليا عندما تبلغ الفتاة عمرا يمكنها من الاهتمام بأخواتها الصغار ومساعدة الأم في دور الرعاية والاهتمام. هذه المهمة ليست دائما سهلة أو مفهومة، فطريقة كل أخت كبرى في التعامل ستختلف من بيت إلى آخر وتبعا لثقافة كل منزل من هذه المنازل. وأيضا الظروف المحيطة ستلعب دورا كبيرا حول مدى أهمية واحتياج الأخت الكبرى أن تكون فردا مسئولا في العائلة. لكن على كل الأحوال، فإن الفرد الأكبر في العائلة دائما ما يقع على عاتقه عرض المساعدة والمساندة ما دام بإمكانه ذلك ولأن الحياة تطلب منا هذا. لذلك، في هذا المقال، سنخبر الأخت الكبرى كيف تصبح أختا كبرى مسئولة وسنساعدها في توفير المناخ الأفضل لعائلتها متى ما استطاعت ذلك.

مهام ومسئوليات الأخت الكبرى في العائلة

ما الذي تفعله الأخت الكبرى المسئولة؟

هذا المقال سيكون مباشرا جدا وسيخبرك عن الخطوات التي تحتاجينها والتي من المفترض أن تتبعيها نحو تحقيق هدف الأخت الكبرى المسئولة ومن أجل أن تكوني موجودة من أجل عائلتك. هذه النصائح والخطوات بعضها بسيط وبعضها سيتطلب الوقت والمجهود وأحيانا التضحية بحقيقة أنك لا زلتِ صغيرة في السن لكنك اخترت أن تكوني كبيرة من أجل إخوتك الصغار.

امضي الوقت في التعرف إلى إخوتك الصغار

هناك تلك الحقيقة الواضحة جدا وهي أنك تقربين في السن إلى إخوتك أكثر بكثير من والديك، هذا سيسهل من عملية اندماجكم سويا وإمضاء الوقت معا في فعل أشياء مرحة بالنسبة لكم جميعا. لا تقضي معظم أوقاتك بعيدا أو مع أصدقائك، وخصصي بعض الوقت المرح من أجلهم تلعبون فيه سويا وتتعلمون أكثر عن بعضكم البعض وعما تحبونه وعما يقوم بإسعادكم. هذا الوقت سيساهم في إسعاد إخوتك وسيقوم برفع روحهم المعنوية كثيرا.

استمعي بانتباه

عندما يخبرك أخيك الصغير عن أمر ما، فعليك الاستماع بانتباه تام لما يقوله وأن تنتظري حتى ينتهي من كلامه دون مقاطعة أو معارضة حتى وإن كان ما يقوله خاطئا من وجهة نظرك. عندما تقوم بالاستماع الجيد لإخوتك الصغار وأن تقدمي لهم الرعاية والاهتمام دون أحكام أو نقد فإن هذا يبني بداخلهم جدار من الثقة يجعلهم قادرين دائما على مصارحتك بما يحدث في حياتهم واستشارتك دائما فيما يحتاجون الاستشارة فيه. بالإضافة إلى أن هذا سيعلمهم أن يستمعوا إلى غيرهم بانتباه واحترام أيضا في نهاية المطاف.

فضي النزاعات بحكمة

هناك الكثير من المواقف التي ستتعرضين إليها حيث سيتشاجر إخوتك الصغار كثيرا وسيلجئون إليك لحل هذه الشجارات، وأيضا سيرغب كل واحد منهم أن تأخذي صفه وتثبتي أنه على حق. في هذه الحالات يجب عليك أن تتصرفي بهدوء وحكمة وأن تستمعي للطرفين دون انفعال أو مقاطعة. ويجب عليك بعدها أن تحدثي الطرفين بهدوء وأن تجعلي المخطئ يرى خطأه ويبحث عن كيفية إصلاحه. إذا كان نزاع أخويك جعلك غاصبة أو عصبية فإن بإمكانك الطلب منهم أن تتحدثوا في وقت لاحق ريثما تهدئي قليلا، ثم تعودين في ذلك الوقت اللاحق لتستكملي الحوار. وإذا لم تستطيعي أن تجدي حلا جيدا لنزاع إخوتك الصغار، فإن بإمكانك دائما أن تلجئي إلى والديك من أجل مساعدتك في ذلك الأمر. ولا تنسي أن تعتذري إذا أخطأت في حق أحدهم أو في حكمك على شجارهم هذا.

أعطي والديك بعض الراحة

هناك الكثير من الأيام التي تكون مليئة بالإرهاق والتعب للبالغين من حيث الأعباء المنزلية والمادية وكل تلك الأمور التي يهتمون بها من أجل توفير الحياة الجيدة لأولادهم. إذا كنتِ في سن مناسب فبإمكانك فعل بعض الأشياء البسيطة التي ستقوم بإراحتهم بعض الوقت ابتداء من المهام المنزلية البسيطة كتنظيف المنزل وطوي الملابس ومشاوير البقالة البسيطة، وصولا إلى الاهتمام بإخوتك بدلا من والديك من أجل إعطائهم فترة راحة صغيرة. بإمكانك أن تذهبي في جولة بالعجلة حول المبنى مع أخيك أو أن تلعبي بالعرائس مع أختك أو حتى أن تجلسوا جميعكم أمام التلفاز فقط. كل هذه الأشياء البسيطة قد تكون ذات تأثير جيد على والديك.

انتبهي للدور الذي تلعبينه كونك الأخت الكبرى

الآباء رائعون ووجودهم أمر رائع بالطبع، لكن هناك بعض المواقف التي تحتاج إلى الأخ الأكبر أو الأخت الكبرى عوضا عن الوالدين. كوني واعية لتلك المواقف واعرضي مساعدتك أو حتى مجرد الاستماع إلى أخوتك، هذا سيريح والديك من أمر لا يستطيعون حتى فهمه وسيحل مشكلة إخوتك.

اجعليهم جزءا مهما من حياتك أيضا

وجودك في حياتهم ومساعدتهم ليس كافيا، هم أيضا يحتاجون إلى الشعور بأنهم يقدمون لك شيئا ويساهمون في جعلك سعيدة. بإمكانك أن تخبريهم بعضا مما جرى في يومك أو أن تستشيريهم في بعض المشاكل وتتركيهم يستمعون إليك أو حتى يرفهون عنك برسمة بسيطة من تلك التي يرسمونها دائما. اجعلي التواصل بينك وبينهم ممتدا من الطرفين حتى يكون أقوى مما إذا كان ممتدا من ناحيتك فقط.

لا تبدئي المقارنات

أحد الأمور الهامة جدا هي أن لا تعقدي المقارنات بينك وبين إخوتك أو بينهم البعض. عليكِ التركيز على ميزة كل واحد فيهم وعلى ما يميز شخصياتهم وأن تظهريها بدلا من أن تقارني بينهم في صفحة واحدة. فمثلا، ربما تكونين أنتِ رياضية بينما أخيكِ الأصغر يملك حس دعابة جيد. بدلا من أن تقارني أخيك بعدم لياقته ودفعه لأن يصبح مثلك، بإمكانك أن تقدري الميزة التي يملكها وأن تشجعيه عليها. عليكِ أن تقدري مواهبكم المختلفة وأن تكوني قدوة من أجل إخوتك الصغار في هذا الأمر حتى ينضجوا وهم واثقين في أنفسهم وفي مقدراتهم عوضا عن المقارنة الدائمة التي تقوم بهدمهم لا مساعدتهم.

كوني قدرة إيجابيك لإخوتك الصغار

الأخت الكبرى كثيرا ما تكون القدوة التي ينظر إليها الصغار ويحاولون أن يصيروا مثلها، لذلك عليك الانتباه لأفعالك والحرص على عدم الإخلال بصورتك أمام إخوتك. إذا كان هناك أمر يصعب عليك معرفة ما إذا كان اختيارا سيئا أم لا، فإن بإمكانك سؤال نفسك حول ما إذا كنتي ستشعرين بالفخر عندما يراك إخوتك الصغار تفعلين هذا الآن أو يوما ما؟ إذا كانت إجابتك بلا فعلى الأرجح هي فكرة سيئة. الأهم من كل هذا هو أن تتذكري أن ليس المطلوب منك هو أن تصيري ملاكا أو كاملة، هذا الأمر محال لأننا بشر ولأننا نخطئ دائما. فقط لا تخطئي عن عمد ولا تفعلي شيئا أنتِ على ثقة بأنك ستندمين عليه. أما بالنسبة لتلك الأخطاء غير المقصودة فهي ما سيجعل إخوتك الصغار يتعلمون بأننا جميعنا نخطئ وأننا لا يجب أن ننتظر الكمال من أحد أو من أنفسنا.

اعرفي متى تطلبين المساعدة من الكبار

هناك الكثير من الأوقات التي سيكون وجودك أمرا ضروريا فيه، ولكن هناك أيضا تلك الأوقات التي ستستدعي وجود شخص ناضج ولديه خبرة حياتية وقدرة على التصرف أكبر منك. عليك أن تعرفي هذه المرات وأن تعرفي أنك من المفترض طلب المساعدة وعدم الاعتماد على نفسك كليا. فمثلا إذا قام أحد إخوتك الصغار بعدم احترام خصوصيتك أو قام بكسر القوانين أو محاولة إيذاء نفسه… الخ. كل هذه أشياء تستدعي وجود شخص أكبر قادر على مواجهة هذه الأمور. وهناك أيضا إذا كان الأمر يتعلق بأشخاص آخرين كأن جرحت مشاعر أختك الصغرى نتيجة موقف مع والدك، عليك في هذه الحالة أن تلفتي انتباه والد أو تتحدثي مع أختك من أجل الحديث مع والدكما .. لكن لا يجب عليك أن تنسحبي داخل تلك الدوامة وأن تصبحي طرفا في مشكلة لا تخصك.

أحبيهم واحترميهم كما هم

هناك شيء يميز كل فرد فينا ويجعله مختلفا عن الآخرين. أحبي كل تلك الأشياء بخصوص إخوتك الصغار وكوني الأخت الكبرى المحبة والعطوفة ولا تسعي لتغيير أي صفة من تلك الصفات ما دامت ليست سيئة ولا ضارة.

جدي الوقت والطريقة من أجل تعليمهم شيئا جديدا

لا تحصري الوقت كله الذي سيمضيه إخوتك معك في اللهو والمرح فقط. الأخت الكبرى لديها تأثير جيد على إخوتها الصغار وبإمكانها تحويل الوقت المرح إلى وقت تعلم أيضا. حاولي تعليمهم مهارة اجتماعية أو مهارة جديدة أو أي شيء مفيد في خلال أوقاتكم سويا. اجعلي الأوقات التي تمضونها سويا جيدة ومفيدة في الوقت الحالي ولمستقبلهم أيضا.

كوني واقعية حول مهام الأخت الكبرى

هناك بعض الحالات حيث تكون الأخت الكبرى أشبه بالأخت الخارقة، لكن تلك الحالات قليلة جدا وليست هي الطبيعية. ففي الغالب ستساهم الأخت الكبرى ببعض المساعدة وبعض الاهتمام، ولكنها ليست مسئولية كاملة أو وظيفة تم صنعها من أجل الأخت الكبرى خصيصا. هناك الكثير من العوامل التي قد تقف في طريق مسئولياتك هذه كأن يكون إخوتك الصغار عنيدين أو غير متعاونين معك. لن يكون الأمر بسيطا دائما ولا سهلا كما نرى في الأفلام. الأمر سيحتاج مجهودا واهتماما كبيرين والنتيجة لن تكون مبهرة كما تظنين. لذلك، كوني واقعية فيما تطلبين وما تتوقعين أنه سيحدث.

لا تنسي أنكِ طفلة

أخيرا وآخر خطوة لكِ في هذا المقال هي أن لا تنسي أنك طفلة. أجل، ربما أنتِ الأخت الكبرى هنا لكن هذا الأمر حدث لمجرد أنك ولدتي أولا وليس لأي سبب آخر. تذكري أنك لست أما ثانية وأنتِ لستِ معلمة وبالطبع لستِ روبوتا بإمكانه العمل بلا توقف. أجل أنتِ أختا كبرى ولديك مسئوليات، ولكن مسئوليتك الأولى هي صحتك النفسية وسعادتك. وإليك بعض النصائح نحو الحرص على حياة صحية أفضل الأطفال غالبا ما يتطلبون الرعاية والاهتمام طوال الوقت. تحدثي معهم وأخبريهم عن الحدود التي ترغبين في الحصول عليها معهم والوقت الذي ترغبين أن تمضيه بمفردك. بإمكانك أن تخبريهم “أنا أحبكم، لكنني أحتاج إلى بض الوقت بمفردي”

استعيني بوالديك إذا لم يستمع إخوتك إليك ولم يحافظوا على الحدود التي وضعتيها لهم أو وضعتموها سويا. ففي النهاية، على الأطفال أن يتعلموا احترام رغبات الآخرين وطلباتهم. إذا كان عليك مسئولية كبيرة فعلا كفقدان أحد الوالدين أو عجزهما عن القيام بمسئولياتهما، فربما ستحتاجين إلى مساعدة أحد الكبار من أجل الحصول على بعض الوقت الخاص بك والاستماع مع أصدقائك أو اكتساب هوايات جديدة وما إلى ذلك.

أما إذا كنتِ شخصية مسئولة بطبعك ويمكن الاعتماد عليكِ، فهذا قد يجعل والديك ينسيا لبعض الوقت أنك طفلة وتحتاجين إلى وقتك الخاص. عليك أيضا أن تضعي الحدود والتوقعات مع والديك وأن تذكريهم بأنكِ أيضا طفلة وتحتاجين إلى رعاية واهتمام وليس مطلوبا منكِ أن تقدميهم طوال الوقت.

أفنان سلطان

طالبة جامعية، أهوى القراءة واعتدت الكتابة كثيرا منذ صغري. على أعتاب التخرج ولا أدري بعد ماذا سأفعل.

1 تعليق

4 − واحد =

  • لكم جزيل الشكر على هده المقالة الرائعة استفدة منها كثيرا . و لكن اتمنى ان تضعو حد لمشكلتي فلي اخ في الخامسة كان يحبني و يعتمد علي و لكن بعد ان غبت لثلاث اشهر الصيف و بعد عودتي تفاجاة بنبده لي دون سابق اندار و تزامن مع دخوله حديثا الى المدرسة صرة اواجه مشاكل اكبر معه لدا ارجوكم ساعدوني .