تسعة
الرئيسية » دين » كيف تعد عدة استقبال رمضان وكيف يكون استقبال الشهر الفضيل؟

كيف تعد عدة استقبال رمضان وكيف يكون استقبال الشهر الفضيل؟

استقبال رمضان يجب أن يكون مختلفًا عن كل الشهور الأخرى. لذلك في هذا المقال نوضح لك أهم الأشياء التي يجب عليك فعلها من أجل استقبال رمضان بأفضل شكل ممكن.

استقبال رمضان

استقبال رمضان هذا العام يجب أن يختلف عن استقبالك لأي شهر آخر، فنحن نعرف جميعًا فضل شهر رمضان في الإسلام، وأنه ينبغي علينا أن نستغل هذا الشهر بأفضل صورة ممكنة، لما له من فضائل كبيرة جدًا، وفرصة للتقرب من الله في حياتنا أكثر من أي شهر آخر. استقبال رمضان يجب أن يشمل على استعداد نفسي وخططي، لأن كل جانب له أثره عليك وعلى قدرتك في استقبال الشهر. ما هي الأشياء التي ينبغي عليك تجهيزها؟ وكيف يمكنك استقبال رمضان لهذا العام بأفضل طريقة؟ هذا ما سوف نجيب عليه في مقالنا اليوم. لنبدأ معًا.

استعد نفسيًا من الآن

استقبال رمضان يبدأ من قرارك الداخلي بالاستعداد النفسي له، لأن الصيام لا يرتكز فقط على الامتناع عن الطعام والشراب، بل على الابتعاد عن كل الأشياء التي يمكنها أن تغضب الله. وبالتالي فالنجاح في هذه المعركة يعتمد على تجهيز نفسك لها في أقرب وقت، والنيّة بأن يكون الشهر مختلف تمامًا عن الشهور الأخرى.

يمكنك أن تبدأ التفكير في الأشياء التي تفعلها في حياتك اليومية، والأنشطة التي تنوي التخلص منها، أو المداومة عليها خلال رمضان، وبالتالي يجب أن تملك خطة كاملة تحتوي على رؤيتك للشهر، والإنجازات التي تريد تحقيقها. استقبال رمضان من الجانب النفسي يبدأ في تجديد نيّتك ناحية رمضان، ومحاولتك التخلص من كل الذنوب، وأن يكون رمضان بداية جديدة لك لفعل الخير، وأن تقوم بتصحيح سلوكك في التعامل مع الناس. عندما تشعر بأنك مجهز نفسيًا لهذا الشهر، سيكون في إمكانك تحقيق أكبر فائدة ممكنة منه.

جهّز خطتك وأعد عدة استقبال رمضان

كما ذكرنا في الفقرة الماضية أنه يجب أن تمتلك خطة كاملة للتعامل مع رمضان، فالجانب النفسي سيساعدك على استقبال رمضان بشكل سليم، لكنه لن يكون كافيًا ليخبرك بما يجب عليك أن تفعله خلال الشهر. هذه الخطة يجب أن تتضمن الخطوات التي سوف تسير عليها، مشتملة على ما سوف تفعله من بداية الشهر حتى النهاية. يجب أن تكون خطتك في استقبال رمضان معتمدة على التدرج، فنحن في أول الشهر لا نكون قد اعتدنا بعد على كل الأنشطة الرمضانية، لكننا نتقنها بمرور الأيام. يجب أن تضع في خطتك كل هدف تريد تحقيقه في رمضان، والخطوات التي سوف تسير عليها لفعل ذلك.

مثلًا سوف تقوم بختم القرآن؛ خطتك يجب أن تشتمل على عدد المرات، والتقنية التي سوف تتبعها، وتقسيم القراءة على اليوم. في الفقرات التالية سوف نتحدث أكثر عن أهم الأجزاء في الخطة، والأمور التي يجب عليك فعلها لتنفيذ خطتك في الواقع، والتي سوف تساعدك على استقبال رمضان بأفضل شكل ممكن.

تقليل استخدام مواقع التواصل الاجتماعي

نحن ندرك الأثر الحالي لمواقع التواصل الاجتماعي علينا، حيث أننا نقضي أغلب الوقت على هذه المواقع، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تضييع جزء كبير من الوقت يوميًا. لكن شهر رمضان فرصة لا تتكرر في العام إلا مرة واحدة، وهي فرصة عظيمة بحق، لا يجب أن تضيع بين مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وغيرها.

لذلك فالخطوة التالية من أجل استقبال رمضان بعد وضع الخطة، أن تبدأ في تقليل استخدامك لهذه المواقع، لأنه سيساعدك على الالتزام بالخطة التي وضعتها. المشكلة لا تكون في الأيام الأولى، لأن الإرادة تكون أقوى، والرغبة في تحقيق الخطة تكون أكبر، لكن سوف تجد أن الموضوع يتغير معك في الأيام التالية. لذلك إن كنت تنوي فعل ذلك حقًا، فركّز على أن يكون ذلك طوال الشهر، لا في بداية الشهر فقط.

ختم القرآن وقراءة الكتب الدينية

يرى الجميع أن شهر رمضان فرصة عظيمة جدًا لختم القرآن خلال هذا الشهر، ولذلك من طقوس استقبال رمضان أن تقرر في داخلك ماذا ستفعل لتقوم بختم القرآن في هذا الشهر. تذكر دائمًا أن الأمر لا يعتمد على عدد المرات، وإنما على الفائدة والأثر الذي سوف تحصل عليه من الموضوع، وبالتالي هذه المرة قم بتجهيز المصادر التي سوف تستخدمها لتفسير القرآن، ومن ثم يصبح بإمكانك التفكر والتدبر في آياته.

كذلك يمكنك أن تستغل شهر رمضان في قراءة الكتب التي تتحدث عن الدين، فمع قراءة القرآن، ستجد أن هذه فرصة رائعة جدًا للتعرف أكثر على الدين. وبالتالي من الأشياء التي يمكنك استقبال رمضان من خلالها أيضًا أن تقوم بالبحث عن الكتب التي سوف تقرأها، تدوّن أسماءها وتبدأ في البحث عنها.

وإن كنت تجد أن هناك مشكلة في قراءة الكتب، فيمكنك استغلال الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي، وللمحطات التليفزيونية، وأن تحرص على معرفة البرامج الدينية التي سيتم إذاعتها، أو حتى متابعة برامج قديمة على اليوتيوب، سواءً كانت برامج تتكلم عن قصص الأنبياء أو الصحابة، أو حتى برامج تتحدث عن الدين بشكلٍ عام. التحضير لكل هذه الأشياء سيساعدك على استقبال رمضان بأفضل شكل ممكن، لأنه سيمنحك الفرصة لاستغلال الشهر الكريم بطريقة متميزة عن بقية الشهور الأخرى.

الصلاة

بعيدًا عن الفروض الأساسية في الصلاة، والتي نلتزم بها طوال العام، لكن رمضان فرصة متميزة لزيادة عدد الصلوات، فمع وجود صلاة التراويح، ويُضاف لها التهجد في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان. وهذا الأمر قد يبدو صعبًا على البعض في الالتزام به طوال الشهر، فتجدهم يلتزمون به في الأيام الأولى فقط، ثم يبدأ الأمر في التراجع.

لذلك فإنه من الأشياء الضرورية في استقبال رمضان أن تجهّز نفسك للصلاة، وأن تعرف الأثر العظيم منها، وأن تحرص دائمًا على الصلاة في المسجد، حتى إن كان ذلك في الفروض الأساسية في المقام الأول. كذلك يمكنك أن تبدأ في البحث عن المسجد الذي سوف تختاره للصلاة، لأن صوت الشيخ وطريقة القراءة تؤثر في استجابتك ورغبتك في الصلاة وراءه طوال الوقت، وبالتالي يجب أن تحدد مكان صلاتك منذ بداية الشهر.

الامتحانات أو العمل

الكثير منّا في هذه الأوقات لديه امتحانات مُطالب بتأديتها، والمذاكرة في رمضان تختلف عن المذاكرة في أي وقت آخر. لذلك من أهم الأشياء في استقبال رمضان هذا العام هو أن تحدد موقع المذاكرة من يومك، حتى لا تجد نفسك مقصرًا في الدراسة، وتتعرض لأزمة عندما يأتي يوم الاختبار. كما أننا لا نريد الانشغال بالامتحانات عن الاستمتاع برمضان، وما سوف يحل هذه المشكلة هو وجود خطة تساعدك على ذلك.

أما من ناحية العمل، فهناك من هم يعملون بشكل دائم في رمضان، وهؤلاء أيضًا يجب أن يفكروا في أثر العمل بحيث يكون بعيدًا عن أي شيء يؤثر على تحصيل الفائدة من الشهر. استقبال رمضان هذا العام يجب أن يكون مختلفًا عن أيٍ من الشهور الأخرى العاديّة، وهذا لن يحدث إلا بأن تستعد نفسيًا له، وأن تجهّز خطتك للتعامل في رمضان. احرص على أن تستغله بأفضل شكل ممكن، وأن تزوّد نفسك بكل الأسلحة التي سوف تساعدك على فعل ذلك.

معاذ يوسف

مؤسس ورئيس حالي لفريق ثقافي محلي، قمت بكتابة رواية لكنها لم تنشر بعد.

أضف تعليق

5 − اثنان =