تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » الإصابات والحوادث » إسعافات الغرق : كيف تقوم بإسعاف شخص ناجٍ من الغرق للتو ؟

إسعافات الغرق : كيف تقوم بإسعاف شخص ناجٍ من الغرق للتو ؟

نضطر في بعض الأحيان إلى تقديم الإسعافات الأولية لأشخاص نجوا من حوادث الغرق المميتة، في هذه السطور نتعرف على أهم ممارسات إسعافات الغرق .

إسعافات الغرق

إسعافات الغرق إحدى الأمور الهامة التي نتعرض لها في حياتنا خصوصا في فصل الصيف، حيث الناس يهرعون ­للمصايف ويلقون بأنفسهم في الماء ينقعون الغلة ويطفئون لظى القيظ. ومع بالغ الأسف فإن لمثل هذه الأمور بعض المثالب التي أحيانا ما تفسد على الناس لهوهم ولعبهم، ولكنها لا تثنيهم عن هذا اللهو وهذا اللعب على كل حال، ومن بين هذه الأمور التي تفسد على الناس متعتهم هي حوادث الغرق. وعندما نتعرض لمثل هذا المشهد أمامنا نرتبك ونفتش في رؤوسنا عن طريقة ما لإنقاذ الغريق الذي تم إخراجه للتو من الماء، لكن هذا البحث قد يرجع خائبا إذا لم نكن قد سلحنا رؤوسنا باحتياط المعرفة من قبل الذهاب إلى المصايف، وهذه المعرفة تتمثل في الإلمام ببعض الخطوات التي يجب اتباعها مع ناج من الغرق للتو، وهذه الخطوات هي ما يمكن تسميتها إسعافات الغرق ، وسنوضح هذه الخطوات خلال هذا المقال، عله يكون نفعا لقارئنا الكريم وزادا له إذا ما دعت الحاجة إليه.

تعرف على أهم ممارسات إسعافات الغرق

مشاهدة أولى لحظات الغرق

إن من بين الأمور الخطيرة التي يندفع إليها بعض الناس لاشعوريا، يدفعهم إليها نقاء النية والشعور القوي بالواجب والمسؤولية، هي أن يرى أحد شخصا يتعرض للغرق فيقفز مباشرة لإنقاذه وهو لا يستطيع السباحة ولم يتعلم فن العوم يوما، وهذا يزيد الأمور تعقيدا، لأنه بذلك لن يزيد على أنه أضاف غريقا آخر إلى الغريق الأول مما يزيد الأمور تعقيدا. صحيح هو أمر جميل أن يلتهب داخل الإنسان الشعور بالواجب والمسؤولية تجاه إنسان آخر، لكن ينبغي عدم حل المشكلة بمشكلة أكبر منها، فإذا كان المشاهد لحادث الغرق بمقدوره السباحة والإنقاذ فلا مانع من أخذ زمام المبادرة والنزول للماء لإنقاذ الغريق، أما فيما عدا ذلك، وإذا كان لا يوجد شخص آخر لإنقاذ الغريق فالذي يتوجب عليك فعله هو محاولة إلقاء طوق النجاة إلى الغريق أو حبل يصله بك لتشده إلى الشاطئ أو حتى عصا. أما في حالة استطاعتك السباحة والإنقاذ فإن أول ما تفعله هو محاولة إخراجه إلى الشاطئ إذا كان تحت سطح الماء، وأثناء الصعود به إلى السطح للخروج به إلى الشاطئ فإن الأسلوب المتبع معه في هذه الرحلة هو قلب الغريق على ظهره مع إرجاع رأسه للخلف وإجراء عملية التنفس الصناعي له وبأقصى سرعة، وذلك بسد أنفه مع النفخ في فمه، كل ذلك يتم بأسرع وقت ممكن أثناء سحب الغريق إلى الشاطئ وقبل إخراجه بالكلية.

علامات الغرق

يحدث الغرق بسبب وصول الماء للمسالك الهوائية، الأمر الذي يتسبب في إغلاقها أو في تضييق مجرى الهواء نتيجة لتقلص عضلات الحنجرة. وثمة علامات إذا ما تمت رؤيتها في المصاب كانت دليلا دامغا على أنه كان في حالة غرق، الأمر الذي يوجب اتخاذ العديد من الإجراءات السريعة والتي تسمى إسعافات الغرق ، وهذه العلامات هي:

  • سماع غرغرة أثناء تنفسه، مما يدل على صعوبة في التنفس.
  • تواجد رغوة حول الأنف والفم نتيجة وجود شوائب وعوالق فيهما، وهذه العوالق لا تتواجد إلا بشكل لاإرادي نتيجة لفقدان الوعي ومن ثم فقدان القدرة على التحكم.
  • برودة الجسم، مع ميول لون الوجه والشفتين والأنف وتحت الأظافر إلى اللون الأزرق.

اللحظات الأولى بعد الخروج من الماء

إن أول ما يتوجب على المسعف فعله حال إخراج الغريق من الماء للتو هو عمل إسعافات الغرق الآتية:

  • التأكد من خلو فمه من أي عوالق أو أشياء قد حشرت فيه من الماء أثناء غيبوبته، حتى لو كانت هذه الأشياء أسنان صناعية، وكذا الحال يجب التأكد من خلو أنفه من أي عوالق.
  • ينبغي للمسعف فحص تنفس الغريق المنقَذ، فإذا كان يتنفس يتم وضعه في الوضعية الجانبية للسلامة، وإن كان تنفسه متوقف فيجب البدء فورا بعمل التنفس الصناعي عن طريق سد أنف الغريق وإحكام فم المسعف على فم الغريق والنفخ فيه، مع تدليك القلب لإحيائه، ويجب الاستمرار في هذه المحاولة حتى يستعيد الغريق تنفسه.
    إذا كان الغريق فاقدا للوعي ينبغي التأكد من أن مجرى التنفس مفتوحا.
  • بعد ذلك يتم قلب الغريق المنقَذ على بطنه لتصبح بطنه للأسفل وظهره للأعلى مع إمالة الرأس إلى أسفل.
  • يتم الضغط على القفص الصدري بحيث يتأكد المسعف من تفريغ جوف الغريق بشكل كامل من الماء، وفي أثناء ذلك، ولتفريغ الماء بشكل جيد يجب على من يقوم بعمل إسعاف الغرق أن يضع يده أسفل بطن الغريق المنقَذ والضغط عليها مع المزيد من إمالة رأسه لأسفل لمساعدته على السعال والتقيؤ.
  • يقوم المسعف بعد ذلك بإمالة رأس المصاب لأحد الجانبين مع فتح فمه، وذلك أثناء استوائه على بطنه، ثم القيام بالضغط بين لوحي كتفي الغريق بشكل عمودي لحوالي ثانيتين، وذلك لإخراج السوائل المتواجدة في تجاويف جسمه، وفي أثناء ذلك يتم رفع يدي الغريق من المرفقين لحوالي ثلاث ثواني، وذلك لتفتيح الصدر وإدخال الهواء إلى الرئتين، ويتم تكرار هذه العملية مرة كل دقيقة.
  • يقوم المسعف بعد ذلك بقلب الغريق المنقذ على ظهره مع التأكد من توجه فتحتي الأنف إلى الأعلى، وذلك من خلال ثني الرأس إلى الوراء.
  • يجب دفع الفك السفلي لأعلى بحث ينطبق على الفك العلوي؛ لأن ذلك من شأنه منع اللسان من سد الجزء الخلفي من الحلق.
  • إذا كانت لا زالت توجد صعوبة في التنفس يقوم المسعف بتكرار عملية التنفس الصناعي، وذلك بسد فتحتي الأنف والنفخ بلطف وثبات داخل فم الغريق ورئتيه، ثم يدير رأسه لاستنشاق الهواء الجديد ويكرر نفس العملية مع التأكد من أن صدر الغريق ينخفض ويرتفع أثناء خروج الهواء ودخوله من رئتيه، فإن لم يكن كذلك يقوم المسعف بفحص مسالك الهواء تارة أخرى ويستمر في عملية النفخ أربع مرات حتى يتم تزويد الغريق بالأكسحين بأقصى سرعة ممكنة.
  • إن لزم الأمر، يتابع المسعف عملية النفخ لإعطاء الغريق نفس مرة كل خمس ثوان بالتزامن مع تدليك القلب وتنشيط الرئتين.
  • في اللحظة التي يطمئن فيها المسعف أن نبض الغريق في حالة جيدة، يقوم بقلبه في اتجاهه ليضعه وضع الإفاقة، ولا يترك المسعف المنقَذ وحده لأي سبب، إذ ربما يتوقف التنفس مرة أخرى.

إجراءات الإفاقة

عندما ينتهي المسعف من كل إجراءات إسعافات الغرق التي سبق لنا ترتيبها، يقوم بعد ذلك بإفاقته بعد أن يكون الغريق المنقذ قد استرد نفسه بشكل طبيعي، وتكون إجراءات الإفاقة كالتالي:

  • يكون المصاب مستويا على ظهره، وأثناء ذلك يضع المسعف ذراع المصاب القريب منه ملاصقا لجسمه (جسم المصاب)، ويقوم بثني الذراع الآخر فوق الصدر.
  • يقوم المسعف بإبعاد الساق البعيدة عنه بحيث تصنع مع الساق القريبة زاوية كبيرة، ثم يقوم بثنيها بحيث تكون الركبة موجهة نحو الأعلى.
  • يقوم المسعف بإمساك المصاب من ملابسه أو جذعه عند الوسط بقوة، ثم يجذب المصاب نحوه بحيث يكون مضجعا على جانبه، ويحاول المسعف أن يسند رأس المصاب وهو يدير جسمه، وهذا الوضع هو وضع الإفاقة.
  • متى قام المسعف بقلب المصاب إلى وضع الإفاقة، يقوم بسحب الذراع الذي أسفله برفق حتى يصبح ممدودا بمحاذاة الظهر، وفي أثناء ذلك يقوم المسعف بإدارة الرأس قيلا إلى الأعلى باتجاه الجانب العلوي للمصاب.
  • كل الخطوات السابقة تتم على أساس استمرار النبض على المعتاد في حين أن التنفس هو المتوقف فقط، أما في حالة تبين أن النبض هو الآخر غير محسوس فالأمر يستدعي معاودة التنفس الصناعي مع القيام بتدليك القلب في ذات الحين بمعدل خمسة عشر مرة تدليك ثم تنفس، هذا للبالغ، أما لو كان المصاب طفلا فإن المعدل يكون خمس مرات تدليك ثم تنفس. ويتم تدليك القلب بوضع المسعف راحة يده اليسرى على يسار منتصف القفص الصدي للمصاب، ثم يضع راحة يده اليمنى على الراحة اليسرى ويعامد ذراعيه على صدر المصاب ومن ثم يقوم بالضغط بقوة على الصدر، هذا للبالغين، أما في حالة الأطفال فيكفي أن يستخدم المسعف كف يده اليمنى فقط في يمين منتصف القفص الصدري للضغط عليه.

ليزا سعيد

باحثة أكاديمية بجامعة القاهرة، تخصص فلسفة، التخصص الدقيق دراسات المرأة والنوع.

أضف تعليق

عشرين − 13 =