تسعة
الرئيسية » الغذاء والتغذية » كيف تختلف أطباق عيد الفطر من دولة عربية إلى أخرى؟

كيف تختلف أطباق عيد الفطر من دولة عربية إلى أخرى؟

تختلف أطباق عيد الفطر من دولة إلى أخرى وتتعدد الأصناف والألوان حسب الثقافة والعادات والتقاليد وحسب طبيعة المنطقة الجغرافية أيضًا، ومناخها ولا شك أن هذا التعدد الثقافي يجعل العيد أكثر تنوعا وأكثر ثراء بهذه الأطباق المختلفة المتنوعة على مائدته.

أطباق عيد الفطر

أطباق عيد الفطر متنوعة بسبب تنوع الثقافات في البلدان الإسلامية والعربية وتتعدد هذه الأطباق حسب طبيعة المكان وعاداته وتقاليده وترتبط الأعياد والمناسبات الدينية عادة بالطعام، والمائدة المعدة في عيد الفطر تختلف عن عيد الأضحى بالطبع تختلف عن رأس السنة الهجرية تختلف عن باقي الاحتفالات الدينية بشكل عام ولذلك سنتحدث في هذا المقال عن هذا التنويع بين الأطباق ونقارن بين الموائد ونرصد أبرز السمات المشتركة التي تجمع الموائد العربية في عيد الفطر وما هي الأطباق المختلفة والأطباق المتشابهة الخاصة بهذه المناسبة ونرى كيف تختلف دولتك عن الدول الأخرى وفيما تتشابه أيضًا.

أطباق عيد الفطر في مصر

أطباق عيد الفطر أطباق عيد الفطر في مصر

يتناوب المصريين دائما على الأسماك في أول أيام عيد الفطر، فلا يتركون مناسبتي عيد الفطر وعيد شم النسيم إلا وكانت الأسماك المملحة على طاولة الطعام، وأكثر ما يحبه المصريون في عيد الفطر أن يخرجوا إلى الجنائن والمتنزهات العامة ويفترشون العشب ويأكلون هذه الأسماك المملحة والتي تتنوع لعدة أنواع أبرزها على الإطلاق “الملوحة” و”الفسيخ” و”الرنجة” وكلها أسماك مملحة متشابهة في الطعم وطريقة التمليح والإعداد ولكنها تلقى تفضيلات مختلفة من الأشخاص، ورغم التحذيرات المستمرة من وزارة الصحة من خطورة التسمم المحتملة من أكل الأسماك المملحة إلا أن هذه العادة عند المصريين من الصعب اقتلاعها وتظل الأسماك المملحة في أطباق عيد الفطر عند المصريين على الدوام، أما الكعك والبسكويت والحلويات المخبوزة فإنها تجد متسعا على طاولة الإفطار خصوصًا أول أيام عيد الفطر، وتجهز البيوت المصرية الموائد للزوار مزدانة بهذه الحلويات مع الترمس والبليلة والعصائر الطازجة.

اطباق عيد الفطر في المغرب

لا تختلف المغرب عن مصر في تنويع أطباق عيد الفطر المبارك بين الحلويات، حيث اعتاد المغاربة على تقديم الحلويات في الصباح لتذوق أولى لقيمات الصباح الأول بعد شهر الصيام، وفئة كبيرة من المغاربة مثلهم مثل أشقائهم المصريون يحبون إعداد وخبز هذه الحلويات في البيت غير أن طائفة منهم أصبحت تفضل شراء الحلويات جاهزة من المخابز ومتاجر الحلويات، ويتزاحم المغاربة على هذه المتاجر في الأيام الأخيرة من شهر رمضان من أجل شراء الحلويات، وأبرز هذه الحلويات هي كعب الغزال والغُريبة بالزنجبيل والمحنشة والزليجة وغيرها من الحلويات الرائعة أما أبرز أطباق العيد في المغرب على الغداء هو أكلة البسطيلة أو الباستيلا وهي أكلة أندلسية انتقلت إلى المغرب وتتكون من فطيرة محشوة باللحوم، والبصل والبقدونس واللوز، ويفضلها المغاربة دائما على المائدة.

اطباق عيد الفطر في السعودية

ويبدو أن السعوديون في المملكة لا يفوتون فرصة لأكل الكبسة، فلا يعتبرون أن كل مناسبة يلزمها أكلة خاصة بها وطعام يتميز به، بل يرون أن الكبسة صالحة لكل مناسبة ولكل زمان ومكان، وبالتالي فإن الكبسة هي أحد أبرز أطباق عيد الفطر في المملكة العربية السعودية، ويتم إعدادها منذ الصباح لكي تكون جاهزة على الغداء، وينوعون السعوديون أطباق الكبسة في العيد فما بين اللحوم الضأن أو العجالي وبين الدجاج وبين المأكولات البحرية يطهون السعوديون الكبسة بهذه الطرق، أما الإفطار فيفضلون فيه حلوة الدبيازة المصنوعة من الفواكه المجففة والمكسرات، ويفضل أهل العاصمة الرياض أن تكون “عصيدة التمر” و”الحلوى التركية” على مائدة الإفطار في أول أيام عيد الفطر.

أطباق عيد الفطر في سورية

لكل البلاد العربية تقاليدها الثابتة في الطعام وأحيانا رغبتها في الابتكار والأخذ والاستعانة بمطابخ شقيقة، إلا سوريا بسبب ثراء مطبخها لا تحاول الابتكار بل تحاول إحياء التراث والحفاظ عليه على الدوام لدرجة أن المطبخ السوري ينتشر كالنار في الهشيم في كل بلدان المنطقة العربية، وبالتالي بسبب ثراء المطبخ العربي تتنوع أطباق عيد الفطر في المناطق السورية لدرجة أنك تجد أنه ربما كل بيت يطبخ أو يعد أكلات مختلفة وفي نفس الوقت وثيقة الصلة بالمطبخ السوري وبالأكلات السورية المعتادة، ولعل حلويات المعمول المحشو من أشهر الحلويات التي لابد وتجدها على المطبخ السوري في الصباح، بالإضافة إلى البرازق الشامية المعروفة والتي يحب أهل الشام تناولها في الصباح بعد الفراغ من صلاة العيد وتقديمها على الموائد للزوار والمعايدين، أما في الغداء فيغلب الفتوش كأشهر الأكلات الشامية.

أطباق عيد الفطر في فلسطين

بسبب القرب الجغرافي والثقافي للفلسطينيين من مصر فقد اشتقوا منهم الكعك في الصباح والفسيخ والرنجة والأسماك المملحة عند الغداء، ويشتهر قطاع غزة بتنويع أطباق عيد الفطر ما بين الحلويات والأسماك المملحة فيحرصون على تناول الفسيخ لتعويض الأملاح المفقودة خلال شهر الصيام بالإضافة للسماقية وهي أكلة تراثية مشهورة في فلسطين وهي تتكون من السماق واللحم والحمص والدقيق والثوم والطحينة وغيرها من المكونات، وعلى الرغم من الأوضاع المالية المتأزمة لسكان القطاع بالإضافة إلى الحصار الذي يعيشونه فإنهم يصممون دائما على إحياء عادات عيد الفطر والحفاظ على عاداتهم في إعداد أكلاته المميزة والمتنوعة.

أطباق عيد الفطر في تونس

أطباق عيد الفطر أطباق عيد الفطر في تونس

أما في تونس فيفضل التونسيون الشرمولة التونسية على مائدة الغداء في عيد الفطر، والشرمولة هي عجينة زبيب يتم إعدادها بإضافة البصل المقلي في زيت الزيتون، وتتزامل تونس مع الشقيقة مصر في أكل الأسماك المملحة الباكالا والقاروس التي يتم إعدادها بطرق أخرى مختلفة عن مصر ولكن في النهاية يتفقان على أنها أسماك مملحة ولازمة في عيد الفطر، أما على سبيل الحلويات فيفضل التونسيون العصيدة البيضاء أو العصيدة التونسية وهي تعد من الدقيق والمكسرات والسكر والزبدة بالإضافة إلى المشكلة التونسية وهي تعد من الدقيق والزبدة والفانيلا أيضًا، بالإضافة لعدة أكلات وحلويات أخرى حيث تختلف أطباق عيد الفطر في تونس من منطقة إلى أخرى، فما يتم إعداده في العاصمة قد يختلف عن صفاقس أو السوسة أو غيرها من المناطق التونسية العريقة.

أطباق عيد الفطر تتشابه في بعض الدول العربية وتختلف في أخرى، ورغم ذلك يتميز كل بلد بثقافته المميزة بل وتتميز كل منطقة بعاداتها الشعبية الخالصة في الاحتفال بعيد الفطر عن طريق إعداد الأكلات التي تجعلهم يشعرون ببهجة العيد وفرحته وذلك من خلال الحفاظ على التقاليد المتوارثة للاحتفال.

محمد رشوان

أضف تعليق

ستة عشر − 3 =