تسعة
الرئيسية » هوايات وحرف » أسهل الآلات الموسيقية : كيف تبدأ رحلتك في العزف سريعًا؟

أسهل الآلات الموسيقية : كيف تبدأ رحلتك في العزف سريعًا؟

تتنوع الآلات الموسيقية، لكن في الحقيقة أغلبها صعبة التعلم، وتحتاج إلى الكثير من التمرين، لذلك وضعنا لك قائمة أسهل الآلات الموسيقية لتبدأ رحلة العزف!

أسهل الآلات الموسيقية

عندما تُريد كسر الملل وتعلم الموسيقى فإنك بالطبع سوف تبحث عن أسهل الآلات الموسيقية التي يُمكن تعلمها، فالموسيقى في الأصل عادة إنسانية قديمة، يلجأ إليها الأشخاص مع كل شعورٍ يشعرون به تقريبًا، سواء كان فرحًا أو حزنًا أو حتى الملل، والذي لن يدفعك إلى الاستماع للموسيقى فحسب، بل محاولة تعلمها أيضًا، وإذا كُنت ستتعلم الموسيقى فيجب عليك معرفة أن بعض تلك الآلات الموسيقية مُعقدة ويصعب تعلمها، وبعضها على النقيض، يُمكن تعلمها بسهولة، وهذا هو بالضبط محور حديثنا في السطور الآتية، حيث أسهل الآلات الموسيقية التي يُمكن تعلمها.

قائمة أسهل الآلات الموسيقية

الآلات الموسيقية

قبل أن نتعرف على أسهل الآلات الموسيقية يجب علينا أولًا معرفة المقصود بالآلات الموسيقية نفسها، وهي ببساطة كل شيء يُمكن من خلاله إصدار صوت مُعين مع القدرة على التحكم فيه، وقد اهتدى الإنسان مُنذ القِدم إلى الآلات الموسيقية، وقام بتحويل الكثير من المواد والمُعدات إلى آلة موسيقية قادرة على إخراج أصوات مُميزة، وقد كان العظم البشري أول ما استخدمه الإنسان في صناعة تلك الآلات، حيث قام بثقبه والنفخ فيه، كما أقدم الإنسان أيضًا على قطع جذوع الشجر وعمل الطِبال، إضافة إلى الكثير غيرها من الآلات، والتي مع التطور أصبحت بالهيئة الموجودة عليه الآن، لكن، كما ذكرنا من قبل، ما يعنينا فقط هو معرفة أسهل الآلات الموسيقية التي يُمكن تعلمها، والتي أهمها بالطبع الجيتار والكلارينيت والطبلة والهارمونيكا والمُثلث.

الجيتار، الأكثر شيوعًا

لا يُعد الجيتار أسهل الآلات الموسيقية التي يُمكن تعلمها فقط، بل الأكثر شيوعًا أيضًا، فهو تقريبًا الملاذ الأول لكل المُبتدئين في فن الموسيقى، وقد كان ظهور الجيتار قديمًا جدًا، لكنه كان مُجرد ظهور بدائي، ليس بالشكل والإمكانيات الموجود عليها الآن، أما الظهور الفعلي فقد كان مطلع القرن الثامن عشر، وتحديدًا في فرنسا، حيث يوجد أمهر العازفين.

يتميز الجيتار إجمالًا بكثرة الأنواع الموسيقية التي يُمكن تعلمه من خلاله، وهو يحتاج في البداية إلى الدراسة والقراءة عن استخدامه بشكل مُكثف، ثم بعد ذلك يأتي دور المُمارسة والتقليد، حيث يُمكن لأي عازف بعد تعلم العزف على الجيتار ابتكار عدة مقطوعات ذاتية، فهو ليس آلة جامدة ذات قالب واحد، بل والشيء الأجمل من ذلك أن تعلم استخدام الجيتار يفتح الباب أمام استخدام غالبية الآلات الأخرى.

العزف على الجيتار يتم إما باستخدام أصابع اليد أو قطعة من البلاستيك يُسميها البعض بالريشة، تقوم هذه الريشة بمُداعبة الأوتار الموجودة بطول الجيتار حتى تُخرج ذاك الصوت العذب، وأهم مهارات عازف الجيتار بالطبع هي القدرة على استخدام هذه الريشة وتلك الأوتار، بل يُقال أن العازف الجيد ينصهر مع الريشة والأوتار حتى يُصبحان جسد واحد.

الكلارينيت، النوع الوحيد

إذا ما استعرضنا أسهل الآلات الموسيقية فسنجد أن هناك تشابه كبير بين أغلبها، لكن هذا الأمر ليس له وجود فيما يتعلق بآلة الكلارينيت العجيبة، فهي الوحيدة والفريدة من نوعها، ولا تتواجد منها أنواع أخرى، خاصة بذاك الشكل الذي تأخذه على الأغلب، وهو شكل الأسطوانة الخشبية المثقوبة والمحفوفة بالمفاتيح المُتحكمة في مُخرجات الآلة، والواقع أن كل مُفتاح من هذه المفاتيح يُخبأ ثقب من الأثقاب المُتحكمة في إيقاع الكلارينيت، والذي يصل طولها على الأرجح إلى 66 سنتيمتر.

تتواجد الكلاريتيت في فرق العزف بالجيش والاوركسترا، وهو ما يُوضح أهميتها وتأثيرها بالرغم من ندرتها، ويُمكن للمُثقلين بالملل تعلم تلك الآلة عن طريق الدراسة أيضًا، فالآلات الموسيقية كلها تتميز بإمكانية تعلمها عن بُعد.

الطبلة، الأقدم في التاريخ

لا تُعد الطبلة فقط أهم وأسهل الآلات الموسيقية، بل هي أيضًا الأقدم على الإطلاق، فقد عُرمت مُنذ ما لا يقل عن ستمائة قرن، ستة آلاف عام، أي قبل حتى أن تُعرف بعض الحضارات الموجودة الآن، وفي هذا دليل قوي على أن الموسيقى يرجع أصلها إلى العصور العتيقة فعلًا، وأنها كانت شبه مُلازمة للإنسان مُنذ نشأته.

البابليون والسوماريون كانوا أول من عرف الطبل والطبلة، وهي حضارات قديمة تسبق حتى الحضارة الفرعونية واليونانية، وكانت تلك الحضارات تستخدم الطبل من أجل الإعلام والإخبار، ففي الأفلام القديمة التي تتحدث عن تلك العثور نرى جميعًا الرجال وهم يحملون الطبول على أكتافهم ويطوفون مُعلنين عن نبأ جديد للملك، وقد كانوا يصنعون الطبول من قش الأرز، نظرًا لمكانته الكبيرة عندهم، أما الآن فقد تطور الأمر وأصبحت الطبلة فن قائم بذاته، يحتاج إلى الإحساس والتناغم، وهو من الفنون الموسيقية القليلة التي تحتاج إلى الموهبة في المقام الأول.

الهارمونيكا، آلة العازف

الهارمونيكا بالذات، وبالرغم من كونها أسهل الآلات الموسيقية، إلا أنها تحتاج أولًا إلى عازف بمواصفاتٍ خاصة، فهي تعتمد إعتمادًا كُليًا على الهواء الذي يخرج من فم العازف عند العازف، ويخرج الصوت الموسيقي بعدها بُناءً على قوة أو ضعف هذا الهواء، وهي عملية تبدو مُعقدة، إلا أنها مع الوقت والتكرار تُصبح أسهل بكثير.

جاء اختراع الهارمونيكا عام 1821 على يد هاوٍ ألماني يُدعى كرستيان بوشمان، وقد ظل الاختراع كما هو وبنفس الشكل حتى الآن، فهي قطعة معدنية مُثبتة بريش من المعدن كذلك، ذلك الريش يكون أمام فتحات مُحددة، يُمكن للعازف من خلالها التحكم في الصوت الذي يُخرجه من حيث القوة والضعف، المقام والوضع، وغيرها من الأشياء الأخرى التي تُحدد نوعية المقطوعة الموسيقية التي نخرج بها بعد الانتهاء من العزف، والوقت الذي يحتاجه العازف مع الهارمونيكا هو شهر واحد، يستطيع بعده تحديد مكان الريش وفتحات الهواء، وهو كل ما يتعلق بتعلم الهارمونيكا وإتقانها.

المُثلث، موسيقى بلا آلة موسيقية

البعض، قبل أن يتحدث عن كون المثلث من أسهل الآلات الموسيقية أم لا، يقول إنه أصلًا لا يتبع الآلات الموسيقية من قريبٍ أو بعيد، فهو مجرد قضيب معدني يأخذ شكل مثلث، ثم يقوم شخص يحمل قطعة معدنية أخرى بالطرق عليه لإخراج صوت ما تناغمي، وإذا كان الصوت موسيقي فعلًا، فإن الآلة ليست موسيقية على الإطلاق، وهذا بالطبع قول خاطئ، لأن المثلث آلة قديمة ومُستخدمة منذ زمن كآلة موسيقية، وليس لها أي ذنب في كونها سهلة الصنع.

تختلف أصوات وأنغام آلة المثلث باختلاف الآلة التي تُستخدم في الطرق عليها، فالآلة الثقيلة تُصدر صوتًا عاليًا، والخفيفة تُصدر صوتًا مُنخفضًا، وهكذا باختلاف الأحجام، لكن المثلث نفسه كما ذكرنا يبقى ثابتًا ولا يتغير، وهو أسهل الآلات من حيث الصناعة والاستخدام والتعلم، فكل المطلوب قطعة من الحديد مُشكلة على هيئة مثلث، ثم يبدأ العزف بعدها.

وفي النهاية، يجدر بنا الإشارة إلى أن الإبداع في الموسيقى يُضاهي الإبداع في غيرها من الفنون كالكتابة والشعر والرسم، فما سيتم إنتاجه سيُخلّد وتتناقله الأجيال القادمة، والدليل على ذلك أن جائزة نوبل في الآداب الأخيرة ذهبت إلى عازف بيانو أمريكي، مما يؤكد على تقدير الجميع للموسيقى كفن راقي قادر على التأثير في المجتمع من حوله، ونحن إذ نتحدث عن الآلات الموسيقية السابقة نعرف جيدًا أنها لن تكسر الملل فقط، بل ستكسر أيضًا الحاجز بين الأشخاص والإبداع.

محمود الدموكي

كاتب صحفي فني، وكاتب روائي، له روايتان هما "إسراء" و :مذبحة فبراير".

أضف تعليق

4 + 18 =