تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » تعرف على » كيف أصبحت تلك الدول تعيسة وما أتعس الدول العربية ؟

كيف أصبحت تلك الدول تعيسة وما أتعس الدول العربية ؟

صدر مؤشر للسعادة العالمي مؤخرًا، واحتلت الدول العربية مراكز متأخرة فيه، تابع هذا المقال كي تعرف هل بلدك من أتعس الدول العربية أم أسعدها؟ وما هو الحال الآن؟

أتعس الدول العربية

صدر في الـ20 من مارس السابق تقرير السعادة العالمي السنوي عن الأمم المتحدة، والذي تبين فيه أسعد الدول وأتعس الدول، وما يهمنا نحن في هذا المقال هو أتعس الدول العربية تحديدًا، وقد اختارت الأمم المتحدة في العام 2012 أن تخصص يومًا للسعادة يحتفل فيه العالم بالسعادة في محاولة منه لحث البشر على أن يعيشوا حياتهم بسعادة وسنرصد في السطور التالية الدول العربية السعيدة ونركز على الدول الأقل سعادة، وقد جاء في التقرير أن الإمارات كانت في صدارة الدول الأكثر سعادة حيث جاءت في المركز الحادي والثلاثين تبعتها قطر في المركز الخامس والثلاثين بينما حلت السعودية في المركز الثالث عربيًا والمركز السابع والثلاثين عالميًا تلتها الكويت 39 والبحرين في المركز الحادي والأربعين.

أتعس الدول العربية

ما هي المقاييس التي تم اختيار الدول السعيدة على أساسها؟

جاء في المقاييس التي أتى على أساسها تصنيف أسعد وأتعس الدول ما يأتي مستوى الرفاهية لدى الشعب، الثقة في البرلمان والحكومة، نمو رأس المال الداخلي، ومستوى الأمان واستقرار الوضع الإقليمي في هذه البلدان ولما كان الشرق الأوسط يفتقر لكل هذه الخصائص كان حري بنا أن نركز في المقال على أتعس الدول العربية وذلك بسبب حضورها القوي في ذيل القائمة.

ما هي الدول الأسعد على الإطلاق؟

جاءت الدول الأوربية في مقدمة الدول الأسعد وخلت أول 20 دولة من أي تواجد عربي على الإطلاق، وجاءت النرويج في مقدمة الدول الأسعد حيث استحقت لقب أسعد دولة في العالم، بينما احتلت كلا من الدنمرك وأيسلندا وسويسرا وفنلندا وكندا وهولندا ونيوزيلاندا والسويد واستراليا باقي المراكز العشرة الأولى في قائمة الدول الأسعد على الإطلاق.. وللأسف حل الكيان الصهيوني في المركز الحادي عشر حيث لم يتغير موقفه عن التقرير السنوي السابق لعام 2016 حيث جاء في المركز الحادي عشر أيضًا، والآن نستعرض أتعس الدول العربية:

المركز الأول سوريا

تأتي سوريا في مقدمة أتعس الدول العربية ومحتلة المركز الـ152 في قائمة الدول الأتعس، للأسف على الرغم من الحضور التاريخي القوي لسوريا حيث كان بها أول مدينة في العالم وهي حلب، وتعاقب الحضارات عليها السومرية والفينيقية والآشورية والبابلية والكنعانية والإغريق والرومان، وعلى الرغم من ذلك أصبحت سوريا الآن في مقدمة أتعس الدول العربية ومن الخمس دول الأتعس في القائمة عالميًا مع جمهورية أفريقيا الوسطى وتنزانيا ورواندا وبوروندي، وللأسف بسبب الأحداث الدامية فيها التي تقتل يوميًا العشرات والمئات وهجّرت الملايين بسبب الاقتتال بين الجيش العربي السوري التابع لنظام الأسد من جهة والجيش الحر ومجموعة أخرى من القوات الأجنبية من جهة أخرى والضحايا هم المدنيين، بالتالي أصبحت المعيشة في سوريا جحيم ما بعده جحيم، نسأل الله أن يعيد سوريا إلى مكانتها الراشدة ونأكل أكلة المكدوس السورية الجميلة في أحياء دمشق قريبًا، لأن سوريا ليست وطن للسوريين وحدهم بل وطن العالم العربي أجمع، إن لم يكن وطن العالم بأكمله.

المركز الثاني جنوب السودان

تعتبر جنوب السودان جغرافيًا وتاريخيًا في الوطن العربي، فعلى الرغم من أنها نالت استقلالها وانفصلت عن السودان الشقيق في العام 2011 إلا أنها لم تنضم لجامعة الدول العربية وتحتسب الآن دولة أفريقية، وحسب التاريخ إلا أن جنوب السودان الآن تعد من أتعس الدول العربية جاءت في المركز الثاني، وعلى الرغم من أن كان هناك أحلام عريضة تم تعويلها على هذا الانفصال إلا أن هذه الأحلام تبددت بسبب الواقع الذي تعيشه هذه الدولة الوليدة الآن، حيث تسودها أجواء من التوترات والنزاعات بين القوات الحكومية والمتمردين لم تخلو تدخلات أجنبية خصوصًا من الدول الأسيوية بسبب وجود النفط في جنوب السودان، وبسبب الوضع غير الآمن بالنسبة للمعيشة هناك تصبح جنوب السودان من أتعس الدول العربية ومن أتعس دول العالم عمومًا، حيث تحتل المركز 147 في الترتيب العالمي.

المركز الثالث اليمن

في المرتبلة الثالثة من قائمة أتعس الدول العربية جاءت اليمن، حيث أنه منذ ما عرف بثورات الربيع العربي والوضع في الشرق الأوسط ككل غير مستقر على الإطلاق، بدأت بتونس ومصر ثم بسوريا واليمن وليبيا، فاستقر الوضع في تونس ونسبيًا في مصر وعانت الثلاث دول الأخرى من ويلات لم تستفق منها حتى الآن بسبب الوضع الطائفي فيها والتناحر القبلي الذي يسود أجواءها واليمن تعاني هذا التناحر القبلي، ولكن وصلت المسألة لذروتها في العام 2015 حينما استنجد الرئيس منصور الهادي بالسعودية لحماية اليمن من الحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، مما أسفر عنه عملية عاصفة الحزم لردع الحوثيين وأنصار الرئيس السابق، وأدى إلى ذلك أن أصبح الوضع في اليمن غير مستقر على الإطلاق، وجاءت اليمن في المركز الثالث في قائمة أتعس الدول العربية، والمركز 146 من أصل 155 دولة شملها التقرير.

المركز الرابع السودان

لم يكن حال جنوب السودان على النقيض تمامًا من السودان، فعلى الرغم من أن المسافة شاسعة بين كليهما في تقرير السعادة العالمي حيث جاء السودان متقدمًا عن جنوب السودان في التقرير بـ16 مركزًا حيث أتى في المركز مائة وثلاثين، إلا أنه لم يمنعه من أن يكون في المركز الرابع في قائمة أتعس الدول العربية، منذ زمن طويل والسودان يعاني من عدم استقرار وبعد استقلال الجنوب عنه وهو في أزمات طاحنة ومنذ منتصف العام السابق والسودان يعيش انهيار اقتصادي عالي المستوى أدى إلى ارتفاع الأسعار وتصاعد وتيرة الغضب لدى الشعب السوداني والفساد الإداري الكبير، كما أن الأوضاع الأمنية غير مستقرة مما أدى إلى احتلالها هذه المرحلة المتأخرة في تقرير السعادة العالمي بعد مالي وكمبوديا، ومتقدمة على غانا أوكرانيا وأوغندا وبوركينا فاسو، جدير بالذكر أن الرئيس الحالي عمر البشير قد أتى عبر انقلاب على الصادق المهدي في 30 من يونيو عام 1989 ونصب نفسه قائد لمجلس قيادة الثورة، أي له ما يقرب من 28 عامًا رئيسًا للسودان.

المركز الخامس موريتانيا

في المركز الخامس في قائمة أتعس الدول العربية تأتي موريتانيا محققة المركز 123 في تقرير السعادة العالمي وبعيدًا عن الوضع الأمني المتردي في موريتانيا إلا أن ثمة اقتصادًا غير موجودًا بالأساس في موريتانيا وذلك بسبب قلة الأنشطة الاقتصادية أو الاستثمارات داخل البلاد، وعلى الرغم من أن البلد غنية بالثروات الطبيعية والنفط وغيرها إلا أنها لا تعتبر من الدول الغنية مثل جيرانها في الخليج وذلك بسبب عدم افتقارها للتصنيع وافتقارها للقيادة السياسية التي قد تحدث نهضة في البلاد، والآن تعتمد موريتانيا على الصيد كظهير اقتصادي لها، جدير بالذكر أيضًا أن هناك عدة أزمات بين الحكومة والجماعات الجهادية في موريتانيا وغياب الأمن مما جعلها معقلا لتهريب المخدرات والبؤر الإجرامية.

المركز السادس العراق

في المركز رقم 116 جاء العراق الحبيب في مؤشر السعادة العالمي وليصبح المرتبة الخامسة في قائمة أتعس الدول العربية، والحقيقة أن العراق منذ فترة كبيرة لم يشهد استقرار على الإطلاق، فمن انقلاب للحزب الشيوعي أواخر الخمسينات مرورًا بعدة انقلابات تلتها حتى فترة الثمانينات وحرب الخليج الأولى مع إيران ثم غزو الكويت في التسعينات مما أدى إلى الحصار الاقتصادي وتردي الأوضاع المعيشية وفي العام 2003 غزو أمريكا لها بحجة الإطاحة بنظام صدام لامتلاكه أسلحة دمار شمال، وفي العقد الثاني من الألفية الثالثة لم يسلم العراق من الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي لا زالت تلقي بظلالها والأهم من ذلك وجود تنظيم الدولة الإسلامية على أراضيها حيث يعتبر العراق أكبر معقل من معاقل تنظيم الدولة في العراق والشام المعروف باسم: داعش، والمنتشر في الموصل وكركوك ونينوي وبابل وأجزاء من بغداد.. أي يحتل مناطق شديدة الحيوية في العراق وشديدة الأهمية التاريخية، جدير بالذكر أن العراق شهد ظهور أول حضارة في التاريخ وهي الحضارة السومرية وبه تم اكتشاف أول طريقة للكتابة والتدوين وهي الكتابة المسمارية أو الكتابة بالمسامير على الألواح، كل هذه الأمور مجتمعة أدت إلى أن أصبح العراق من أتعس الدول العربية، وندعو الله أن يرفع عنه هذه الغمة.

المركز السابع: مصر

تأتي أم الدنيا في المركز السابع في قائمة أتعس الدول العربية محتلة المركز رقم 104، متقدمة على دول مثل بلغاريا وسيراليون والكاميرون وبنجلاديش، التي تليها مباشرة ثم إيران وبنجلاديش وألبانيا التي تتبعها بعدة مراكز، ومتأخرة عن تونس زميلتها في الثورة بمركزين بينهما فلسطين المحتلة، منذ 2011 ومصر لا تعيش استقرارًا تامًا مقارنة بما قبل 2011 بسبب الثورة، حيث تعاقب عليها مجلس عسكري يحكم لفترة انتقالية تخللها تظاهرات ووضع مشحون ومتوتر على جميع الأصعدة أبرزها على الإطلاق موجة الاحتجاجات المعروفة باسم “أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء” ثم السجال بين العلمانيين والإسلاميين والأوضاع غير المستقرة ثم الإتيان بالرئيس ذو الخلفية الإسلامية محمد مرسي والمنتمي لجماعة الإخوان المسلمين الذين حاولوا الإمساك بكافة خيوط اللعبة والسيطرة على كامل مصر من خلال التغلغل في التنظيمات النقابية وجمعيات المجتمع المدني إلا أن المجلس العسكري بقيادة السيسي استطاع إزاحة الرئيس مرسي عن الحكم وإقامة انتخابات فاز فيها الرئيس السيسي وما أتبع ذلك من أحداث عنف وهجمات إرهابية وغيرها هذا بخلاف موجة التردي الاقتصادي التي سادت في مصر منذ منتصف العام السابق بسبب هبوط الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي وما استتبع ذلك من غلاء للأسعار وأسفر عنه قرارات بتعويم الجنيه المصري أمام الدولار وتحرير سعر الصرف، لذلك تعتبر مصر من أتعس الدول العربية في المركز السابع.. وفي مركز متأخر في قائمة الدول السعيدة حيث تسبقها 103 دولة من أصل 155.

المركز الثامن فلسطين

على الرغم من احتلال فلسطين إلا أنها جاءت في المركز الثامن من حيث أتعس الدول وهذا شيء غريب حيث جاءت متقدمة على مصر عربيًا والهند وأوكرانيا وإيران عالميًا، وهذا شيء غريب أيضًا، ولا أدري كيف جاء هذا المؤشر بهذا الترتيب ولكن على أي حال المركز الثامن في قائمة أتعس الدول العربية ليس حسنًا على الإطلاق، والمركز الـ103 في المؤشر العالمي تابعًا لتونس ومتقدمة على الجارة مصر التي تفتح معبر رفح بشكل دوري لسكان قطاع غزة من أجل العلاج والدراسة، حيث يوفر المعبر متنفس للإخوة الفلسطينيين حيوي جدًا وهام جدا، على الرغم من ذلك وما عرفته من أصدقائي هناك أن معدل الدخل للفرد أعلى من مصر بكثير يكاد يصل إلى الضعف رغم ذلك، ربما هذا ما جعلها في المركز الثامن متقدمة على مصر الأتعس بمركز بين الدول العربية.

المركز التاسع تونس

تونس، الأكثر استقرارًا بين الدول التي قامت بثورات، سواء نجحت في الإطاحة بالأنظمة مثل مصر أو لا زالت تعاني التفكك والانقسام كاليمن وسوريا وليبيا، والشيء العجيب أن تونس موجودة بهذا المركز التاسع وفي المركز 102 متقدمة بمركزين على زميلتها في التزامن الثوري مصر، وبمركز على فلسطين المحتلة، الغريب في الأمر هو تأخرها عن ليبيا جارتها بأكثر من 30 مركز حيث حلت في المركز الثامن والستين رغم أنها تعاني النزاعات الطائفية الأقرب للحرب الأهلية وسيطرة الجماعات الجهادية أيضًا رغم ذلك، كما أنها تعاني من عدم استقرار أمني أو اقتصادي في حين أن تونس الخضراء تعد الأكثر استقرارا بين الدول العربية بدون حروب متورطة فيها أو نزاعات داخلية أو خارجية كما أن نسبة العمليات الإرهابية فيها ضئيلة تكاد تصل إلى المنعدمة في نفس الوقت الذي تطال العمليات الإرهابية عمق العواصم لندن وموسكو وباريس، رغم ذلك أصبحت في المركز التاسع في قائمة أتعس الدول العربية.

المركز العاشر الصومال

الصومال، في قائمة أتعس الدول العربية يأتي في المركز العاشر البلد الذي عرف بالمجاعات والفقر المدقع والأوضاع الاقتصادية المنهارة خصوصًا منذ وقوع سلطة سياد بري عام 1990 الذي كان يعرف بتوجهاته الاشتراكية، وعلى الرغم من أن البلاد قد عانت في حكمه قمع وانتهاك لحقوق الإنسان وفقر إلا أن الفقر والجوع قد بلغ منتهاه وذروته لدرجة هزت الإنسانية بأكملها أواخر القرن الماضي وأوائل الألفية الثالثة والآن يقوم الصومال بنهضة غريبة بعض الشيء وتجري فيه الآن انتخابات ديمقراطية إلا أن ما يثير العجب رغم ذلك أن يتم اختياره في مركز متقدم نسبيًا ومتفوقًا على تونس ومصر عربيًا وعالميًا على جنوب أفريقيا وفيتنام ومنغوليا ونيجيريا وطاجاكستان حيث حلت في المركز رقم 93 في مؤشر السعادة العالمي.

المركز الحادي عشر لبنان

لبنان في المركز الحادي عشر عربيًا في قائمة أتعس الدول العربية، حيث يعاني من انقسامات طائفية إلا أن طبيعة أهله جعلتهم يتجاوزون تلك الانقسامات الطائفية خصوصًا وأنهم قد اكتووا بنار الحرب الأهلية من قبل ولكن طبيعة الشعب اللبناني المولع بالفنون والجمال جعله يتجاوز تلك الأمور ويمضي رغم كل الأزمات السياسية الطاحنة والاقتصادية المنهارة، يعتمد لبنان على السياحة وتصدير صورة جميلة لما عرف باسم “سويسرا الشرق”، وعلى الرغم من النجاح نسبيًا في تصدير هذه الصورة إلا أن الواقع اللبناني يعاني من تشوه وانهيار كبير لذلك لا عجب تواجده في قائمة أتعس الدول العربية والمركز الثامن والثمانين عالميًا.

المركز الثاني عشر المغرب

المملكة المغربية واحدة من أكثر الدول العربية استقرارًا خصوصًا مع تمتعها بطبيعة خلابة إلا أن التطاحن الحزبي الذي يحدث فيها جعلها تحتل المركز الثاني عشر في قائمة أتعس الدول العربية، جدير بالذكر أن المغرب الآن يشهد معارك حزبية بين أصوات تطالب بالتغيير وأخرى تطالب بالاستقرار وعلى رأس كل فريق حزب العدالة والتنمية ذو الخلفية الإسلامية، وعلى الجانب الآخر حزب الاستقلال أعرق وأقدم الأحزاب المغربية عمومًا، وجاء المغرب في المركز الرابع والثمانين متفوقًا على لبنان والبرتغال والدومنيكان واليونان وتاليًا خلف إندونيسيا وفنزويلا ومونتنجرو في مؤشر السعادة العالمي الذي أصدرته الأمم المتحدة.

خاتمة

رغم أن معظم الدول العربية تحتوي على حضارات تعتبر من أقدم الحضارات في التاريخ وتقع في مواقع استراتيجية محورية إلا أنها تواجه توترات وأزمات طاحنة تهدد أمنها واستقرارها، لذلك ندعو الله أن يرفع الغمة عن الأمة العربية بكاملها.

محمد رشوان

أضف تعليق

11 + 2 =