تسعة
الرئيسية » هوايات وحرف » آلة العود : كيف تتعلم العزف عليها باحترافية في زمن قياسي ؟

آلة العود : كيف تتعلم العزف عليها باحترافية في زمن قياسي ؟

تعتبر آلة العود الموسيقية من الآلات الشرقية المميزة جدًا، في هذه السطور نعرفك كيف تبدأ الطريق لتتعلم العزف على آلة العود بشكل محترف.

آلة العود

آلة العود هي من ضمن الآلات الشرقية الأكثر شهرة على مر التاريخ وغير ذلك هي من أحلى الآلات الوترية التي من الممكن أن تستمع لها الأذن في أي وقت من الأوقات، حيث أن الآلات الوترية في العموم هي الأكثر شعبية مع آلات النفخ، ومما لا شك فيه أيضاً أن الموسيقى في العموم هي من أجمل العطايا التي وهبنا بها الخالق عز وجل ولذلك في هذا المقال سنتكلم بصورة متفردة ومكثفة على آلة العود خصوصاً. ولكن قبل أن أتكلم عنها دعني عزيزي القارئ يجب أن ألفت نظرك على أن تعلم الموسيقى في العموم يختلف عن موضوع السماع والاستمتاع بها تماماً، عندما يمسك أحدهم لا يجيد العزف بآلة موسيقية ويبدأ في نقر بعض النغمات التلقائية فيخرج نشاز من الممكن أن يجعلك أن تكره الموسيقى من الأساس، لذلك تعلم العزف على الآلات الموسيقية عموماً يحتاج إلى مجهود وصبر كبير حيث ستجد نفسك في البدايات شبه عاجز وستشعر كثيراً أن الأمر أصعب مما كنت تتخيل وأنك استحالة تتعلم وتعزف تلك المقطوعات التي تستمع إليها في اليوتيوب ولكن هناك سر دعني أقوله لك أن تعلم الموسيقى وسرعتها يعتمد على شغفك بالموضوع وليس مجرد موهبة، نعم سأكررها لك العزف ليس مجرد موهبة بل عن تجربة شخصية تعلم العزف يعتمد على محبتك للآلة وإرادتك في أنك تريد أن تمتلك هذه المَلكة في خلق الألحان والمقطوعات التي تعبر عنك أنت وليس مجرد عزف المقطوعات المعروفة، أي شخص يتعلم العزف يبدأ بتعلم المعروف حتى يصل إلى الغاية في تعلم العزف ألا وهي تأليف الألحان التي تعبر عن مكنونات النفس، ولذلك عزيزي القارئ إن كنت تحب آلة العود حقاً فأنت قطعت نصف المسافة وقبل الخطوات العملية سأشرح لك بضع أشياء ستوجهك في البداية ويجب أن تعلم أنها أشياء عادية.

تعلم العزف على آلة العود في أيام قليلة

صدمة البدايات

أي شيء في البداية صادم ولا سيما لو كان عمرك كبيراً نوعاً ما فكثير من الشباب يقولون أيمكن أن أتعلم العزف وأنا في الثلاثين؟! فالعزف يحتاج إلى خبرة طويلة وهناك أشخاص يعزفون من عمر الخامسة فأين سأذهب أنا من هؤلاء الناس؟، في المجمل إن كنت تقول لنفسك هذا فهذا سيء جداً لأن في الحقيقة تعليم العزف ليس له علاقة بالعمر ولا بالخبرة فمن الممكن أن تكون بداخلك موهبة وأذن موسيقية تجعلك متفوقاً في زمن قياسي لكن فقط ركز على التمرين ثم ركز على التمرين أكثر ومن هنا سأبدأ معك رحلة كيفية تعلم آلة العود.

آلة العود هي آلة وترية كان في القديم لها أشكال كثيرة ويقع تاريخ اكتشافها تقريباً عام 5000 قبل الميلاد حيث وجد الباحثون الآثار التي تدل على وجود آلة العود في الحفريات ورسومات الجدران ويوجد أنواع كثيرة من العيدان فيوجد منها التركي والمصري والعراقي وكل منه يتميز برنة معينة ونوع خشب معين ودعني أشرح لك بالتفصيل أجزاء آلة العود كل جزء على حدي لتفهم فائدته بصورة مركزة.

الجزء الأساسي وهو الصندوق الخشبي ويدعى بين صناع العود “القصعة” وهو الجزء الذي يرد الذبذبات والترددات التي تنتجها الأوتار في صورة صوت، واختلاف نوع العود يعتمد مباشرة على نوع القصعة، فإذا كان العود ذو قصعة صغيرة فصوت العود والنغمات سيكون حاداً وبالعكس إذا كانت القصعة كبيرة فسيكون صوت العود جهوري وعميق وهكذا ولكن أفضل أنواع الأصوات هو العود المصري حيث هو الأوسط في حجمه فيعطي الصوت في المستوى المتوسط بين الحدة والعمق.

الصدر

جزء أخر من آلة العود وهو الصدر أو الوجه الذي يغطي القصعة وتسمى “القمرية” وهي تساعد على زيادة الرنين وقوته إذ إن عندما تغلق القصعة بالقمرية يصير الصندوق شبه مغلق ليسمح للصوت والرنين أن يتضخم.

الرقبة أو زند العود وهو القطعة الخشبية الطويلة التي يلعب عليها العازف بأنامله وهي من أهم القطع في العود لأنها هي أساس العزف، حيث عندما يضغط العازف بأصابعه فهو هنا يقصر أو يطول الوتر عن طريق هذه الضغطة وكل ضغطة في مسافة معينة تعطي نغمة تختلف عن الأخرى، لذلك هذه القطعة تعد هي الأهم، يوجد أحياناً عيوب صناعة حيث تكون الرقبة رفيعة المساحة فلا يستطيع العازف أن يضغط على النغمة المطلوبة ولكن في كل الأحوال هذه هي القطعة الأهم ومن ضمن الأشياء التي تثبت أهميتها أن العازفين الكبار أحياناً يرصعون هذه المنطقة بالعاج الخام حتي تكون ملساء جداً.

الفرس

الفرس وهو الجزء الذي تُربط الأوتار فيه ويوجد قرب المنطقة التي تضرب فيها الريشة الأوتار.

المفاتيح

المفاتيح أو الملاوي وعددهم 12 مفتاح ويستخدمون في شد أوتار آلة العود من الطرف الأخر بشدة معينة حتى يصير كل تردد فيهم يعطي نغمة معينة.

الريشة

الريشة أو سلاح العود وهي الأداة التي تمسك في اليد التي تعزف وتضرب على الأوتار ويختلف نوعها وسعرها وقد يقول البعض أنها أتفه أجزاء العزف في العود ولكن الحقيقة أن الريشة هي من أهم الأشياء التي يهتم بها العازفين حيث كل عازف يرتاح لنوع معين من الريشات حيث هناك الطري وهناك الصلد وكلٍ له طريقته في العزف.

تعلم العزف

وبعدما تعرفنا على هذه الآلة البديعة دعنا ندخل من هنا إلى فكرة تعلم آلة العود والذي هي مهمة ليست صعبة ولكنها في الأصل أيضاً ليست سهلة ومبدئياً حتى تتعلم أي من الآلات الموسيقية يجب قبلاً أن تعلم شيئاً مهماً ألا وهو السلم الموسيقي حيث إن النغمات والألحان تتكون من مجموعة نغمات يختلف حدتها وصوتها اسمها السلم الموسيقي وأشهر السلالم الموسيقية هو سلم “العجم” الذي هو ( دو ري مي فا صول لا سي دو) وكل سلم موسيقي يتكون ثمان نغمات. ولكن دعني عزيزي القارئ ألا أغالطك بكثرة النغمات والتي هي المجهود الأكبر. ولكن دعني حالياً أن أتكلم معك في مسكة آلة العود فلو كنت أيمن اليد فيجب أن يكون زند العود ناحية يدك اليسرى ويدك اليمنى هي التي تمسك الريشة، ثانياً لا يجب أن تمسك العود بزاوية منفرجة كي تستطيع أن تنظر على يدك اليمنى وهي تعزف بل يجب أن يكون العود عمودي على قدميك بزاوية 90 وظهرك مفرد ورسغك عند مضرب الريشة الذي يكون مظلل بالأسود عادةً في صدر العود، ثم بعد ذلك يأتي الجزء المهم وهو تدريب يدك اليُمنى على الضرب على الأوتار ثم تدريب يدك اليسرى مع اليمنى في التناقل سوياً بين الأوتار وخانات العزف في اليد اليسرى حيث تنوع النغمات الذي يُكون اللحن. وهناك بعض التمارين سأشرحها لك ببساطة وهي خلاصة تعلم آلة العود ومن بعد أن تكون أتقنتها ستنفذ الألحان عن طريق الحفظ، ومن ثم أذنك ستفهم اللعبة وستجد نفسك بدأت تكون الألحان بطريقة تلقائية.

أوتار العود

مبدئياً آلة العود يمكن أن تعزف بخمس أوتار وأحياناً 6 أوتار ومؤخراً صنعت عيدان بسبعة أوتار ولكن دعنا في العود العادي ذو الخمس أوتار الذي يتعلم عليه الأغلبية، كل وتر من الخمس أوتار إذا ضربته بالريشة سيطلق نغمة معينة إذاً لدينا خمس نغمات فقط إذاً كيف تتكون الألحان؟ هنا يأتي دور اليد اليسرى عندما تضغط أنامل الأصابع على الخانات في زند العود فكل خانة على كل وتر يساوي نغمة ومن هنا تتكون أعداد وتشكيلات لا نهائية من النغمات.

أول وتر من أسفل يعطي نغمة (دو) وثاني وتر فوقه يعطي نغمة (صول) والثالث من فوقهم (ري) والرابع قبل الأخير (لا) والخامس (صول). هذه الأوتار مزدوجة وليست مفردة مثل الجيتار مثلاً وسر كونها مزدوجة أن آلة العود تعتمد على العزف المنفرد وليس الكوردات أو تآلف النغمات حيث يدعى العزف المنفرد “صولو” وازدواجية الوتر تعطي رنة أعلى وأحلى للنغمة بتكنيك عزف العود بالريشة.

التمارين العملية

وهنا بعدما توصلنا إلى كل هذه المعلومات النظرية التي ستستفيد منها حتماً خلال البدايات، دعني أقول لك بعض التمارين العملية البدائية التي ستجعل من يديك قادرة على التوافق العصبي والعضلي والموسيقي مع الاستمرار في التمرين والتدريب وعدم اليأس والاستعجال على عزف الألحان بصورة احترافية لأن بعض الأشخاص يظلون بالعشرة أيام يتمرنون على تمرينين أو ثلاثة ويجدون أنفسهم في الأخير أنهم لا يعزفون مقطوعات فيشعرون باليأس وأن هذه التمارين ليس لها لزوم ولكن الحقيقة أن كل حركة تتمرن عليها هي مهمة لك في المستقبل وستفهم ذلك عندما تتخطى مرحلة البداية فقط.

التمرين الأول

التمرين الأول وهو لليد اليمنى حيث يجب عليك أن تمسك الريشة بين أصابعك الإبهام والسبابة دون أن تضغط ولا أن تثني الريشة بل فقط تتحكم فيها ثم تبدأ من الوتر الأول من أسفل “وتر الدو” وتحرك الريشة لأعلى مرة ولأسفل مرة ثم الوتر الأعلى ثم الأعلى منه حتى تصل إلى أخر وتر لأعلى ثم تنزل بنفس الطريقة على كل الأوتار ونفس التكنيك. وفائدة هذا التمرين أنه يجعل يدك اليمنى تحفظ المسافة بين الأوتار جيداً وفي البداية ستجد نفسك تتلعثم في العزف لذلك يفضل أن تتمرن أمام مرآة حتى ترى بعينك وتنفذ بأصابعك وبعد فترة من هذا التمرين ستجد نفسك تستطيع أن تذهب للوتر وأنت مغمض العينين وهذا ليس مبالغة لأن أغلب العازفين يغمضون أعينهم أثناء العزف.

التمرين الثاني

التمرين الثاني لليد اليمنى هو “الفرداش” وفيه تعمل على زيادة سرعة حركة يدك اليمنى بالريشة على الوتر حيث تبدأ على الوتر الأول من أسفل وتحرك يدك بالريشة لأعلى ولأسفل وتستمر ثم تسرع ثم تسرع أكثر حتى تصل إلى أقصى سرعة لك في تحريك رسغك بالريشة على الوتر ثم تنفذ الباقي على باقي الأوتار صعوداً ونزولاً.

التمرين لليد اليسرى بعدما تشعر أنك تحكمت في يدك اليمنى في الضرب على الأوتار بالريشة، هنا يأتي دور تعلم تحريك الأنامل اليسرى وباليد اليسرى تستخدم أربعة أنامل فقط والخامس هو الإبهام الذي يمسك بالزند ويسمح لليد أن تتحرك يميناً ويساراً حسب حاجة العزف، وتبدأ في الضرب بالريشة على الوتر الأول ثم بالترتيب تحرك أناملك واحد بعد الأخر ثم تفلتهم واحد بعد الأخر وستلاحظ فرق النغمات وتفعل ذلك أيضاً مع باقي الأوتار حتى تتعلم يدك اليسرى المسافات بين الخانات وكيفية تحريك الأنامل ثم كررها بسرعة أكبر مع كلا اليدين.

مع هذه التمرينات عزيزي القارئ ستكون جدياً قد قطعت نصف المسافة لتعلم آلة العود لأنك ببساطة ستكون قد طوعت يداك لفعل ما يريده عقلك ومن ثم يأتي الجزء النظري الذي ستنفذه عملي ألا وهو تعلم النوتات الموسيقية والسلالم الموسيقية والنغمات ونصف النغمات وربع النغمات، والفرق بين الشرق والغرب في الموسيقى والنغمات وهكذا ولكن قبل كل ذلك عليك وبالتمرين، مرن جسدك حتى يكون مطيع لعقلك بصورة سهلة.

سلفيا بشرى

طالبة بكلية الصيدلة في السنة الرابعة، أحب كتابة المقالات خاصة التي تحتوي علي مادة علمية أو اجتماعية.

6 تعليقات

4 × واحد =