تسعة
الرئيسية » صحة وعافية » كيف تفرق ببساطة بين آلام الكلى والظهر بدلائل ملحوظة؟

كيف تفرق ببساطة بين آلام الكلى والظهر بدلائل ملحوظة؟

يشكو الكثيرون دومًا على اختلاف أعمارهم من آلام الكلى والظهر ومشاكل تتعلق إما بالعظام أو بالأملاح والكلى والأعضاء الداخلية، وكلها أمور للأسف تشير لمدلولات صحية سيئة تتطلب رعاية فورية وتشخيصا عاجلا لضمان عدم تفاقم الأزمة بمرور الوقت.

آلام الكلى والظهر

لطالما كانت آلام الكلى والظهر من المشكلات التي تؤرق الكثيرين على اختلاف أعمارهم سواء شباب ومراهقين أو كبار السن ذكورًا وإناثاً، وهناك بالطبع فروق عديدة بين آلام الكلى وآلام الظهر ولكنها في النهاية تجتمع على المريض إذا أصابته تكاد تقضي عليه من الألم والنغزات إذا لم يسعَ لعلاجها في أقرب وقت ممكن، وغالبًا ما تختلف مسببات آلام الكلى والظهر وكذلك تختلف علاجات تلك المشكلة، وفيما يلي توضيح تفصيلي لأبرز تلك المسببات وأعراضها وسبل علاجها، وبعض النصائح والإرشادات المفيدة جدًا حول هذا الأمر، وأيضًا توضيح لكيفية التفرقة ببساطة بين كلًا من آلام الكلى والظهر بدلائل ملحوظة وبسيطة واضحة للعوام قبل الذهاب للطبيب.

الفرق بين آلام الكلى وآلام الظهر

آلام الكلى والظهر الفرق بين آلام الكلى وآلام الظهر

رغم تشابه كل من آلام الكلى والظهر إلا أن هناك العديد من الفروق التي تمكن الأطباء والمتخصصين من التعرف على نوع ومصدر تلك الآلام بالتحديد، وتعتبر تلك الملحوظات من البساطة بمكان أن يتابعها المريض بنفسه؛ للتعرف على ما أصابه بالتحديد ولو بشكل مبدئي قبل الذهاب للطبيب، ومن تلك الفروق ما يلي:

الألم أسفل الظهر والأرداف

في حال أحس المريض ببعض الآلام في منطقة أسفل الظهر والأرداف، فإنه من الممكن في تلك الحالة أن تكون الإصابة مباشرة في عضلات الظهر تحديدًا ولا يكون له أية علاقة تربطه بآلام بالكلى ومشكلاتها؛ ومن المعروف للأطباء والمتخصصين أن منطقة أسفل الظهر والأرداف تتعرض دومًا للكثير من الإصابات بسبب الضغط اليومي عليها ولذلك فإن إصابتها من الأمور الشائعة والمعتادة ولا تشغل بال الكثيرين إذ أنها بعيدة عن الكلى والأعضاء الداخلية، ولكن في بعض الأحيان يحدث أن يتمدد الألم وينتشر بشكل كبير في الظهر ككل ويصل حتى المنطقة المحيطة بالكلى، وحينها تبدأ احتمالات أن تكون تلك المشاكل في الكلى.

الألم بين الأضلع والوركين

في حال شعر المريض ببعض الألم في منطقة الجناح، أو المناطق ما بين الأضلع والوركين في جانب الجسم أو الظهر، فإن هذا مؤشر قوي لأن تكون الآلام متعلقة بالكلى، وفي حالات أخرى قد يعاني المريض من تواجد الألم المستمر في المنطقة العلوية من الظهر، وحينها يشير التشخيص إلى كون المشكلة متعلقة بعضلات الظهر وعظامه وليس بالكلى، وهكذا نرى أن آلام الكلى والظهر متقاربة إلى حد كبير.

الألم في البطن والظهر

في بعض الحالات تكثر الشكاوى عن وجود ألم حاد في البطن، يصاحبه في الوقت ذاته آلام في الظهر، وفي تلك الحالة يكون الألم مرتبطًا بالكلى أكثر من علاقته بالظهر؛ حيث أن بعض الالتهابات التي تصيب الكلى تتسبب في آلام بالمنطقة الأمامية من الجسم، وأيضًا بعض آلام الظهر في نفس التوقيت، أما في حال كن الألم يتركز في البطن فقط دون أية أعراض في الظهر، فإن التشخيص لا يشير إلى الكلى حينها.

ثبات الألم

إن من أبرز المعايير التي يتم على أساسها التفرقة بين كلا من آلام الكلى والظهر هي مدى ثبات الألم؛ ففي بعض معظم الحالات التي يتعلق الألم فيها بالكلى يكون الألم ثابت طوال الوقت حتى لو كانت قوته تتغير بشكل دوري زيادةً ونقصانًا، إلا أن الألم يظل ثابتًا لا يختفي، أما بالنسبة لآلام الظهر التي تصيب إما من الأعلى أو الأسفل، فإنها حتى وإن كانت قوية إلا أنها تختفي أحيانًا وتأتي أخرى حسب استعمال الشخص لعضلات ظهره في الحركة وحمل الأشياء وما إلى ذلك.

سبب الألم

عند التفريق بين آلام الكلى والظهر يجب أن نعلم جيدًا بأن مسببات الألم الذي يصيب الظهر وتكون الكلى سببًا مباشرًا له، تكون حينها الكلى مصابة ببعض الحصوات، أو أن المسالك البولية تعاني من بعض الالتهابات، أما الشعور بألم في منطقة الظهر يكون نابع من مشاكل في عضلات الظهر ذاته في حال تم علاجه ببعض جلسات العلاج الطبيعي والدهانات المسكنة والمعالجة للروماتيزم، كما أن آلام الظهر في معظم الأحيان تختفي تمامًا من تلقاء نفسها بعد زوال علة الألم تلقائيًا، كما أن من مسببات الألم في منطقة الظهر أن يقف الإنسان لفترة طويلة أو يجلس أو ينام بوضع خاطئ، وأيضًا في حال تعرضت عضلات ظهره لضغوط عند حمله لأشياء وأوزان ثقيلة بطريقة خاطئة، وبالتالي فإن معرفة سبب الألم وفق تصرف الإنسان أيضًا كفيل بمعرفة ما إذا كان يتعلق بالكلى أم بالظهر، وأخيرًا نجد أن أحد أسباب آلام الكلى أن يصاب الشخص باضطراب وراثي كبير، وهذا الاضطراب يتسبب في إنتاج بعض أكياس السوائل وهي معلومة لدى أخصائيي الكلى والمسالك البولية.

الألم بجانب واحد أسفل الظهر

يشكو الكثيرون من الآلام في أسفل الظهر من جانب واحد فقط، وهذه دلالة تشير إلى أن السبب في ذلك هو الكلى وليس الظهر؛ فإن الكلى عندما تصاب بالحصوات تتسبب في ألم عند الجانب السفلي من الظهر حسب مكان الكلية سواء اليمنى أو اليسرى، وهذا ما يجعل من الصعب التفريق بين آلام الكلى والظهر .

آلام الكلى وسبل تمييزه

بدايةً وقبل التعرف على آلام الكلى، يجب أن نعرف أن الكلية تشبه حبة الفاصولياء، وتتواجد في المنطقة الخلفية تجويف البطن أي أنها أقرب إلى الظهر، وتقع فوق الخصر مباشرةً على جانبَي العمود الفقري، وتقوم الكلى بوظائف عديدة للجسم الإنساني تتنوع ما بين تخليص الجسم من السموم، كما أنها تعتبر المركز الرئيسي لإنتاج خلايا الدم الحمراء، وكذلك تقوم بدور كبير للغاية في إنتاج فيتامين د وهو المهم للغاية من أجل امتصاص العظام للكالسيوم وعدم تعرضها للين أو هشاشة، ووسط كل تلك المسؤوليات الملقاة على عاتق الكلى، فإنها أحيانًا تتعرض لمشكلات صحية تؤثر سلبًا على صحة الإنسان وتسبب له الكثير من الآلام في منطقة الظهر، حتى أن الكثيرين يتساءلون دومًا عن كينونة تلك الآلام هل هي آلام الكلى والظهر أم آلام ماذا؟

غالبًا ما تأتي آلام الكلى عبارة عن أوجاع وتأوهات من المريض بسبب نغزات مستمرة وآلام حادة أو خفيفة في الظهر من أحد الجانبين، ولكن دون أية أسباب واضحة؛ حيث أن المريض لم يكن قد سقط أرضًا أو حمل أوزانًا ثقيلة بطريقة خاطئة فأثرت على عضلات ظهره أو ما إلى ذلك من أمور، وفي حالة آلام الكلى قد يعاني المريض أيضًا من آلام كبيرة في المفاصل مع تصلب كبير بها، كما أن الكثير من مرضى الكلى يعانون في الوقت ذاته من آلام أسفل الظهر والتي قد تمتد أحيانًا إلى الفخذ لا سيَّما في حال وجود حصوات بالكلى، ويتبع ذلك في العادة بعض التشنجات التي تصيب البطن والتقلصات المؤلمة بها.

أعراض آلام الكلى

آلام الكلى والظهر أعراض آلام الكلى

تتعرض الكلى أحيانًا لبعض المشكلات والآلام نتيجة وجود حصوات أو التهابات في المسالك البولية، ونتيجة لذلك يشعر المريض ببعض الأعراض التي يجب التفريق فيها بين آلام الكلى والظهر والتي نذكرها فيما يلي:

خلل في التبول

من المشكلات التي تصيب مريض الكلى بالنسبة لعملية التبول، أن المريض يستيقظ كثيرًا للتبول ليلًا ونهارًا كذلك، كما يحدث أن يختلط البول ببعض الدماء التي تجعل لونه يميل إلى الاحمرار أكثر ويبدو داكنًا وغامقًا أكثر أو يصبح البول رغويًا بشكل كبير نتيجة تراكم البروتين، ومن بعض مظاهر الخلل بالنسبة لمريض الكلى أنه يشعر دومًا بالحاجة إلى التبول وعندما يذهب إلى المرحاض لا يجد أي قدرة على التبول، وإذا تبول يشعر بحرقة شديدة وآلام كبيرة يصاحبها صعوبة في خروج البول.

الدوخة والغثيان

في معظم الأحيان تتسبب أمراض الكلى في مشكلات تتعلق بفقر الدم الحاد والأنيميا الشديدة؛ وهذا بطبيعة الحال يؤدي لمشكلات أخرى تتعلق بنقص الأكسجين في الدم الموصل إلى الدماغ، وهذه الأمور تتسبب في شعور المريض بالدوخة والدوار كثيرًا، يصاحبها عدم القدرة على التركيز وحفظ التوازن وقد يتعرض لإغماءات عديدة.

آلام الظهر

لعل آلام الكلى والظهر من أكثر وأبرز الأعراض التي تدل على وجود مشاكل في الكلى، ووجود هذه الآلام في لغالب ما يصيب جانبَي الظهر من الأسفل، والذي قد يمتد ليشمل الفخذين كذلك خاصةً في حال كان سبب الإصابة وجود حصوات في الكلى أو المسالك البولية.

ضيق التنفس

إن من أعراض الإصابة في الكلى أن يعاني المريض من صعوبة وضيق في التنفس، ويكون ذلك ناتجًا عن أن قصور عمل الكلى يتسبب في تراكم السوائل في الرئتين، كما أن ضيق التنفس قد يكون نتيجة لبعض مشاكل فقر الدم الشديد وقلة نسب الدم المحملة بالأكسجين، وأيضًا من أسباب ضيق التنفس الناتجة عن إصابة الكلى، أن نسبة البوتاسيوم ترتفع كثيرًا في الدم ويتسبب ذلك في اضطراب كبير بسرعة نبضات القلب، التي يصاحبها ضيق شديد في التنفس.

الحكة والطفح الجلدي

إن أحد أبرز أعراض آلام الكلى أن يتعرض المريض لشحوب كبير في الجلد وكذلك بعض الطفوح الجلدية والتهيجات والحكة الشديدة وكلها أمور ودلالات قوية على أن الكلى والمسالك البولية بها مشكلات ما؛ إذ أن تلك الأعراض في الغالب تنتج عن تراكم كمية كبيرة من السموم والفضلات في الجسم فتؤثر سلبًا على أنسجة الجسم وخلاياه وتظهر طفوح جلدية وشحوب وغيرها من ظواهر الحكة المفرطة الناتجة عن الارتفاع الكبير في نسبة عنصر الكالسيوم وعنصر الفوسفور في الدم.

انتفاخ الجسم

يحدث وأن يصاب المريض بالكلى ببعض الانتفاخات في جسمه كنتيجة مباشرة لتراكم السموم والفضلات في الجسم، وفي الغالب تظهر آثار تلك الانتفاخات على الأطراف والوجه وما تحت العينين، وأيضًا تظهر بالطبع على القدمين واليدين ومنطقة الكاحل.

المعاناة من البرد

إن من أبرز مشكلات الكلى أن يشعر الإنسان بالبرد في أوقات غير ذي برودة، أو أن تكون برودتها لا تتطلب التصريح بكل هذا التعب والقشعريرة نتيجة البرودة.

رائحة فم كريهة وطعم سيء

تعتبر رائحة الفم الكريهة التي تشبه الأمونيا أحد أبرز أعراض مشاكل الكلى، وقد يتطور الأمر قليلًا ويصبح الطعم المعدني هو الغالب على معظم ما يتناوله الإنسان.

نقص الشهية

يعزف الكثيرون من مصابي الكلى والمسالك البولية عن تناول الطعام، ويصرحون دومًا بعدم رغبتهم في الأكل أو شعورهم بالجوع على غير المعتاد؛ ويعتبر ذلك نتيجة مباشرة لتراكم السموم والفضلات في الجسم، ويعتبر هذا العرض من الأعراض الواضحة للتفريق بين آلام الكلى والظهر .

الإرهاق

تصيب مريض الكلى حالة عامة من الإجهاد الشديد والإرهاق المبالغ فيه دونما أي مجهود يذكر، وتعتبر تلك دلالة قوية على أمراض الكلى نتيجة الشعف العام الحاصل بسبب فقر الدم الشديد.

كثرة القيء

يعاني مصابو أمراض الكلى بالكثير من حالات التقيؤ ويشعرون دومًا برغبة ملحة في ذلك دون سبب معلوم يتعلق بنوعية الطعام أو السفر والتنقل أو غيرها من أمور معروفة كمسبب عام للتقيؤ، وغالبًا ما يصاحب ذلك حالة من الشعور بالغثيان.

سوء وظائف الجهاز الهضمي

تتسبب مشاكل الكلى دومًا في مشاكل عديدة تتعلق بالجهاز الهضمي على طول أعضاءه، وينتج عنها أعراض يستشعرها المريض ويعاني منها ويستدل بها الطبيب على وجود مشاكل قلبية.

تغير نسب الدم

إن من أبرز أعراض إصابة الكلى أن الدم يكثر نسب مختلفة من العناصر التي تؤدي لأضرار وأحيانًا تسممات في حال زيادتها عن الحد المسموح به، مثل عناصر البوتاسيوم والفوسفور والكالسيوم، وعلاوةً على ذلك يحدث تكدس كبير لبعض المواد مثل اليوريا والنيتروجين، وبتحليل بسيط للدم يمكن اكتشاف كل ذلك.

ملحوظة

قد تتشابه أعراض إصابة الكلى مع غيرها الكثير من أعراض الأمراض والمشكلات الصحية الأخرى؛ ولذا لا يجب على المريض أن يحكم على إصابته وآلامه من تلقاء نفسه إلا للتشخيص المبدئي وفقط، ولكن بالطبع يجب عليه الانتقال للطبيب في أسرع وقت ممكن للتفريق بين آلام الكلى والظهر .

عوامل زيادة آلام الظهر

آلام الكلى والظهر عوامل زيادة آلام الظهر

تعتبر آلام الظهر من أكثر الأعراض التي تصيب الملايين حول العالم سواء لأسباب واضحة أو دون أية أسباب أو لأسباب عارضة مؤقتة مثل حمل أشياء وأوزان ثقيلة بطريقة خاطئة، أو الجلوس والنوم في أوضاع غير صحيحة تضغط على عضلات الظهر وعظامه كذلك، وفيما يلي توضيح لبعض العوامل التي تزيد كثيرًا من فرص الإصابة بآلام الظهر:

  • من عوامل إصابة الفرد بآلام الظهر، أن يكون الفرد قد تجاوز الثلاثين من عمره، وهي آلام عابرة تأتي نتيجة الضغوط والعمل الكثيف في فترة الشباب وخاصةً من الثلاثين وحتى الخمسين.
  • يعتبر التدخين من أكثر أسباب التي تسبب آلام الظهر، وقد أثبتت العديد من الدراسات والإحصائيات أن الأكثر تدخينًا هم الأكثر معاناةً من آلام الظهر.
  • يتعرض أصحاب السمنة المفرطة ومن يعانون من الأوزان الزائدة من مشاكل الظهر وآلامه طوال الوقت.
  • يعتبر كبر السن من العوامل التي تسهم في ظهور آلام الظهر بشكل كبير؛ حيث يعتاد كبار السن والكهول دومًا على الجلوس لفترات طويلة للغاية، وهو ما يؤدي لمتاعب الظهر وتصلب عضلاته.

مصادر آلام الظهر

آلام الكلى والظهر مصادر آلام الظهر

هناك عدد من الأسباب التي يمكن تصنيفها بشكل عام كمصادر رئيسية للإصابة بآلام الظهر، وهذه المصادر هي:

مصادر عصبية

قد يحدث أحيانًا ما يسمى بالفتق، والفتق هذا هو أحد المشكلات العصبية والتي تسمى أحيانًا ببروز القرص وهو المادة الموجودة بين مختلف فقرات الظهر ووظيفتها الأساسية منع الصدمات، ولا شك هذا الألم يكون متصاعدًا مع استعمال الظهر في رفع أثقال وأوزان ما أثناء العمل، وتنتشر الإصابة بهذا الفتق مع تقدم العمر؛ حيث تضمر تلك الأقراص وتتحول لمادة هلامية رقيقة للغاية، ويكون الضغط أكبر على الجذور العصبية، وفي أحيان أخرى تكون المصادر العصبية المؤلمة تلك نتيجة الإصابة بما يسمى عرق النسا، وهي حالة يكون فيها الفخذ والساق معرضين للخدر إلى جانب آلام الظهر.

مصادر عضلية

كما أن الأعصاب تسبب الكثير من آلام الظهر، فإن العضلات كذلك تعد سببًا رئيسيًا في الشعور بالألم في الظهر؛ حيث يحدث أن تتصلب العضلات تمامًا أو تتعرض للمزق كنتيجة مباشرة لمحاولة رفع أية أحمال وأوزان ثقيلة بأي شكل غير صحيح، أو أن ينام الإنسان أو يجلس لفترات طويلة في أوضاع غير صحيحة، وغير ملائمة، كما أن الحركات المفاجئة كذلك عند الجلوس أو القيام تتسبب في إصابة الظهر بالكثير من الآلام، وأخيرًا يمكن لعضلات الظهر أن تتقلص أحيانًا مسببةً حالة من تقييد الحركة في منطقة الظهر، يصاحبها آلام حادة صادرة من مراكز العضلات الظهرية التي تعرضت للشد المفاجئ.

تضرر الهيكل العظمي

في بعض الأحيان يكون السبب في آلام الظهر عائدًا على بعض التشوهات في الهيكل العظمي لجسم الإنسان بعيدًا عن الأعصاب والعضلات، وفي هذه الحالة يكون العمود الفقري ذاته غير مستو، وهو ما يجعل الجسم يتألم كثيرًا مع حالات الحركة الخاطئة خاصةً بعدما يكبر، وتنقسم تلك التشوهات غالبًا إلى مستويين اثنين، أحدهما يتعلق بانحنائه تجاه الأمام أو الخلف بشكل مبالغ فيه، والحالة الأخرى تلك التي تحدث حينما ينحني العمود الفقري تجاه الجانب، وبالطبع تتطور تلك الحالة بمرور الوقت لتصيب الظهر بمشكلة كبيرة في المظهر أيضًا وليست في الألم وحسب، ومن الحالات الشائعة كمصادر لآلام الظهر ضمن الأضرار الهيكلية، أن العظام في هذه المنطقة قد تكون مصابة بهشاشة، وهذه الهشاشة ولين العظام يتسببان في آلام مبرحة في العمود الفقري، وفي هذه الحالة يمكن التفريق بين آلام الكلى والظهر بسهولة.

مصادر متنوعة

بالإضافة للمصادر العصبية والعضلية وكذا المصادر المتعلقة بالهيكل العظمي، فإن هنالك مصادر أخرى متنوعة تتسبب في الإصابة بآلام الظهر، ومن هذه المصادر بعض الالتهابات المتعلقة بالزائدة الدودية، بالإضافة للنوبات القلبية وما يعقبها من أضرار، وبالطبع أمراض الكلى، والتهابات المسالك البولية والحصوات التي تصيبها، وبالإضافة لذلك فإن ما تسمى بمتلازمة ذيل الحصان والتي تعتبر من أشهر الحالات الطارئة، تتسبب في الضغط بكثافة على الحبل الشوكي؛ وهذا الأمر يتبعه الكثير من الألم والشعور بالتخدر في بعض أجزاء الجسم، وقد يتبعه مشاكل في المثانة تبدو على هيئة عدم سيطرة على البول، وكذا من المصادر المتنوعة التي يرجع إليها آلام الظهر بعض الأورام السرطانية التي تظهر على العمود الفقري أو تلوث العمود الفقري ذاته بأية ميكروبات خارجية نتيجة عملية جراحية لم يكن التعقيم فيها على الوجه الأمثل، وأخيرًا التهاب العظام المفاصل يؤثر كثيرًا على العظام والمفاصل في منطقة الحوض وأسفل الظهر، وغيرها من مناطق مثل اليدين والركبتين.

علاج آلام الظهر

آلام الكلى والظهر علاج آلام الظهر

تتعدد العلاجات المخصصة للتخلص من آلام الظهر، وبطبيعة الحال تختلف تلك العلاجات حسب سبب الألم، ولكن بشكل عام نلخص فيما يلي أبرز الخطوات العلاجية لآلام الظهر:

تغييرات في نمط الحياة

يعتبر نمط الحياة من الأمور التي تلعب دورًا كبيرًا بالنسبة لآلام الظهر، وكذلك بالنسبة لعلاجها في حال استطاع الشخص تغيير عاداته الحياتية السيئة مثل الوقوف وكذلك الجلوس لفترات طويلة والحركات المفاجئة والنوم بأوضاع غير صحيحة، ولذلك فإن بعض العادات يمكنها علاج الأزمة والتخفيف كثيرًا من ألم الظهر، وذلك كأن يضع الشخص وسادة بين ساقيه عند النوم، أو أن يضعها خلف ظهره، كما يمكنه النوم في وضعيات أخرى أكثر راحةً، ولعل أفضل وضعيات النوم هي النوم على الجانب الأيمن كما أوصى رسولنا الكريم وكما أثبتت الدراسات الطبية الحديثة.

كما أن الكثير من أطباء العظام ينصحون بوضع وسادة تحت القدمين عند النوم على الظهر؛ وذلك بهدف ضمانة استواء الظهر تمامًا، ولا شك يجب مراعاة الراحة لفترات طويلة وعدم استهلاك طاقة العضلات الظهرية في أنشطة مرهقة جدًا، ولكن يجب الانتباه إلى أن الراحة المفرطة كما أنها تتسبب في سرعة الاستشفاء والاسترخاء، إلا أنها أيضًا قد تزيد آلام الظهر كثيرًا، وتتسبب في حدوث مضاعفات عديدة مثل تجلط الدم في الساقين، ولذلك يجب الاهتمام بدوام ممارسة الأنشطة الرياضية كمحاولة لتعويد الجسم على النشاط؛ إذ أن الحركات الفجائية بعد الراحة قد تتسبب في حدوث تمزق بالعضلات وآلام شديدة في الظهر.

استعمال الأدوية

هناك العديد من الأدوية المضادة للالتهابات، وجميعها متاحة بالصيدليات ولا تتطلب أية وصفات طبية مثل عقار “ايبوبروفين”، وكذلك العقارات التي تحوي مادة “الستيروئيدات” ولكنها تكون فقط في بعض الحالات.

الخضوع للجراحة

في الحالات المتقدمة جدًا فقط يلجأ المريض إلى الجراحة كحل نهائي للتخلص من مشاكل وآلام الظهر، وغالبًا ما يوصي الأطباء بضرورة الخضوع لجراحة للتخلص من آلام الظهر في حالات نادرة مثل متلازمة ذيل حصان أو مشكلة عرق النسا.

العلاج الطبيعي

يعتبر العلاج الطبيعي من الأمور الهامة جدًا في علاج آلام الظهر، ويكون ذلك إما باستعمال الترددات الكهربائية المختلفة، أو باستعمال الأشعة الحمراء، أو غيرها من أجهزة وتقنيات ثبتت فعاليتها في تخفيف آلام الظهر.

جدير بالذكر أن أكثر من 90 بالمائة من الآلام التي تصيب الظهر قد تختفي في خلال فترة لا تزيد عن شهر؛ ولذا يجب على المريض والطبيب على السواء توخي الحذر قبل السعي جِدِّيًا في إجراءات التداوي بالعقاقير أو الخضوع لجراحات قبل التأكد من طبيعة الألم، وكذا التعرض لمختلف العلاجات المبدئية والطبيعية المعروفة.

حالات توجب الذهاب للطبيب

آلام الكلى والظهر حالات توجب الذهاب للطبيب

رغم أن آلام الكلى والظهر في الغالب تتلاشى تلقائيًا في خلال شهر على الأكثر، إلا أن هناك العديد من الحالات والأوضاع التي تستدعي الإسراع بالذهاب إلى الطبيب، ومن هذه الحالات:

  • يجب الإسراع بالذهاب للطبيب في حال كانت آلام الكلى والظهر نتيجة لصدمة قوية بعد أن اختل توازن الشخص وسقط من ارتفاع كبير أو أنه اصطدم بشيء ما مثلما يحصل في حوادث الطرق وغيرها.
  • يجب الإسراع بالذهاب للطبيب في حال كانت آلام الكلى والظهر لدى شخص مسن تجاوز السبعين؛ لأنه في مثل تلك الحالة قد يكون التشخيص كسرًا بالعمود الفقري أو غيرها من تشخيصات أليمة جدًا للشخص ولكنه غير قادر على الكلام والحراك بشكل مناسب.
  • إذا كانت آلام الكلى والظهر نتيجة للإصابة بأمراض السرطان والأورام المختلفة، فإنه يجب الإسراع بالذهاب للطبيب، حتى ولو كان السرطان في الماضي وشُفِيَ منه الشخص، لأنه قد يصيبه من جديد كحال معظم الأورام السرطانية.
  • إذا حدث وأصيب أي شخص بحالة تلوث نتيجة عملية جراحية أجراها مؤخرًا، أو غيرها من أمور عرضته لتسمم وتلوث في الدم، وبعدها استشعر آلامًا في ظهره، فإنه من الضروري جدًا الذهاب للطبيب وشرح الأمر بالتفصيل؛ إذ أن الألم قد يتعلق بالنخاع الشوكي ذاته وحينها يكون العلاج ضروريًا.
  • في حالة الحمى الشديدة وارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل مبالغ فيه، يجب الذهاب للطبيب سريعًا إذا استشعر أية آلام في منطقة الظهر، سواء كانت تلك آلام الكلى والظهر أو غيرها.
  • في بعض الأحيان يعاني الشخص من آلام الكلى والظهر في أوقات الراحة والاسترخاء، أكثر من معاناته منها في أوقات العمل والجهد والنشاط، ولعل هذا له دلالة قوية على أن المشكلة لا تتعلق بالإجهاد ولكنها مشكلة أكبر وتتطلب الفحص الطبي العاجل.
  • قد يحدث وأن يفقد الإنسان الكثير من وزنه بشكل ملحوظ في فترة زمنية قليلة، وذلك دون أي تدخل منه لا بممارسة الرياضة ولا باتباع ريجيم وما إلى ذلك، وفي الوقت ذاته يشعر ببعض آلام الكلى والظهر ، وهنا تبدو الحاجة ماسة للفحص الطبي ومراجعة الطبيب.
  • في حال معاناة أي شخص من آلام الكلى والظهر وصاحب ذلك مشكلة في المثانة مثل سلس البول، فإن ذلك مؤشر قوي لأزمة مرضية تستدعي تدخلًا طبيا عاجلًا، وعدم الاكتفاء بالدهانات المسكنة على الظهر.
  • في حال شعر المريض بآلام حادة في منطقة الظهر أيًا كان نوعها آلام الكلى والظهر أو غيرها، ولجأ لعلاجات الطبية المسكنة وغيرها ولم يجد أي تحسن؛ فإن ذلك دلالة قوية على أزمة مرضية كبيرة قد تكون متلازمة ذيل الحصان أو عرق النسا أو الفتق، أو غيرها من أمراض تصيب الكلى كالالتهابات والحصوات وما يتبعها من أعراض خطيرة أيضًا.

رغم كل شيء تبقى آلام الكلى والظهر من الأمور المحيرة لكثير من المرضى؛ إما لأنها غير معلومة المصدر أو أن آلامها غامضة أحيانًا تختفي وتأتي أو تزداد وتنخفض وغيرها من ملاحظات تجعل المصابين والشاكين من آلام الكلى والظهر مندهشين لعدم وجود مسببات كالسقوط أرضًا مثلا أو أن الألم ذاته لم يظهر بشكل تدريجي بشكل مفاجئ وتلاشى كذلك فجأة، ولكن على كل حال يجب على كل فرد أن يعلم جيدًا تلكم الحالات التي تكون فيها الآلام ناتجة عن إصابة ظهرية أو ناتجة عن إصابة كلوية، وفي المجمل أيًا كانت أسباب ومصادر آلام الكلى والظهر فإنها تستدعي رعاية طبية في حال ازداد الأمر سوءًا وحدثت بعض المضاعفات، كأن يشعر المريض ببعض الخدر في ساقه، أو يشعر بنغزات حادة في أسفل ظهره؛ لأن تلك إشارات خطيرة على التهابات الكلى والمسالك البولية أو إصابتها بالحصوات التي تستدعي تدخلات عاجلة، وفي السياق ذاته يجب على الطبيب أن يتوخى الحذر قبل وصف أية عقاقير علاجية قبل التأكد من نوع وطبيعة الألم ويجرب معه العلاجات المبدئية.

ملحوظة: هذا المقال يحتوي على نصائح طبية، برغم من أن هذه النصائح كتبت بواسطة أخصائيين وهي آمنة ولا ضرر من استخدامها بالنسبة لمعظم الأشخاص العاديين، إلا أنها لا تعتبر بديلاً عن نصائح طبيبك الشخصي. استخدمها على مسئوليتك الخاصة.

إبراهيم فايد

الكتابة بالنسبة لي هي رحلة. رحلة فيها القراءة والاستيعاب ومن ثم التفكير . من هوياتي الرياضة وتصفح الانترنيت. اكتب في مواضيع مختلفة تهمني وتجذبني قبل كل شيء

أضف تعليق

تسعة − تسعة =