تسعة
الرئيسية » اعرف اكثر » هل تعلم » آثار الاحتلال : كيف يؤدي الاحتلال إلى تدمير الأمم بشكل بطئ ؟

آثار الاحتلال : كيف يؤدي الاحتلال إلى تدمير الأمم بشكل بطئ ؟

احتلال أي دولة هو أمر شديد الفظاعة بكل تأكيد، و آثار الاحتلال السيئة تغطي الكثير من المجالات التي نتعرف عليها في السطور المقبلة بالتفصيل.

آثار الاحتلال

ما هي آثار الاحتلال السلبية على الدول المحتلة؟ لا شك بأن أي استعمار لا يجلب سوى الدمار والخراب للدولة المحتلة، وقد عانت الكثير من دول العالم من آثار الاحتلال والتي تمكنت بعضها من تخطي تلك الأزمات وتكوين كيان سياسي واقتصادي ناجح والبعض الآخر ما زال يتعثر في مسار التنمية بعد أن عمل الاستعمار قديماً على استنفاذ كل موارده الاقتصادية، بل والأسوأ من ذلك أن بعض الدول ما زالت حتى يومنا هذا تعاني من الاحتلال وتفشل كل محاولاتها ومحاولات المجتمع الدولي في إنهاء تلك الأزمة.

تعرف على آثار الاحتلال السيئة

الأهداف التي تدفع أي دولة للاستعمار

من أهم أهداف الاحتلال هو فرض السيطرة التامة على موارد الدولة المحتلة سواء أكانت الموارد الاقتصادية أو حتى الموارد البشرية؛ فتخضع جميعها لعملية استنزاف شديدة بغرض تحقيق أعلى عائد ربحي ممكن للدولة المستعمرة.

تعددت أسباب ودوافع سعي الكثير من الدول لاستعمار غيرها بالقوة، فمنها من سعى خلف الذهب والموارد الاقتصادية أو رغبة في كسب الشهرة والصيت حول العالم، ومن الدول من كان يقوم بذلك فقط لإشعار نفسه بالفخر والبعض الآخر دفعته المعتقدات الدينية على صحتها أو خطئها إلى استعمار الدول الأخرى وبعض الجيوش كانت تتحرك فقط في الاتجاه الذي يؤمن حركة التجارة من وإلى دولتها الأم؛ فقد كان المعتقد السائد قديماً هو أن الدولة التي ترغب في إعلاء كلمتها تحتاج إلى الحفاظ على 3 أشياء:

  • اقتصاد قوي مبني على الصناعات الثقيلة والمتطورة والتصدير لكافة دول العالم.
  • إمداد مستمر لا ينقطع من المواد الخام إلى المصانع التي تحتاجها.
  • جيش قوي يتمكن من فرض سيطرته على أي موقع حال رؤية الحاكم بأن مصالح الدولة العليا تحتاج لذلك.

آثار الاحتلال السياسية

بوجه عام ومهما اختلف المكان أو الزمان فإن الجيش المحتل لا يأبه سوى بالمصلحة العليا لبلده الأم دون أي اكتراث بحقوق الشعب المستعبد أو حتى الحكومة الضعيفة الغير قادرة على إجلاء المستعمر عن أراضيها، وعندما نتناول آثار الاحتلال السياسية على المستعمرات المحتلة فإننا بصدد إلقاء الضوء على طبيعة الحدود الجغرافية والسياسية التي وضعت بين الدول وشكلت حاجزاً فيما بينها مدى الحياة وكذلك تشكيل العديد من الحكومات المتتابعة على يد جيش الاستعمار بحيث يضمن بشكل كامل ولائهم الأول والأخير وكذلك عجزهم عن تجاوز أي عقبة تواجههم خلال فترة الحكم إلا بعد الرجوع لحكومة الاستعمار أولاً.

الحدود السياسية

إذا تناولنا على سبيل المثال دول الشرق الأوسط- والتي خضعت معظمها للاحتلال على عهود متتابعة- سنجد أنه قديماً كانت الغلبة لليد العليا والأكثر قوة تمكنها من بسط سيطرتها على الوطن العربي بأكمله، ومع أنه عرف قديماً كولايات منفصلة (مصر والعراق والشام والمغرب العربي والحجاز) إلا أن الحدود بين تلك الولايات لم تشكل يوماً ما عائقاً في العبور، بل كان التنقل يسيرا دون أي حواجز، وهكذا تناوبت الإمبراطوريات الكبرى في فرض سيطرتها على الدول العربية حتى كان آخرها الدولة العثمانية والتي كان مقرها في تركيا ولكن تمكنت من إخضاع ولايات الوطن العربي لها.

بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى انتهت سيطرة الدولة العثمانية على الوطن العربي وأصبحت ولاياته صيداً ثميناً وفير الموارد والخيرات لمن تتيح له الفرصة بالانقضاض عليه؛ فاجتمعت دول أوروبا متفقة على تقسيم الوطن العربي إلى ولايات منفصلة قسمت فيما بين الدول الاستعمارية كفرنسا وإيطاليا وبريطانيا فكانت تلك هي الشوكة التي جزأت الوطن العربي إلى دويلات منفصلة وجعلت من الوحدة العربية حلماً يراود الأذهان بين تارة وأخرى.

تكوين السلطة

بالطبع لن يترك الاحتلال للشعب المستعبد حق تقرير مصيره بيده؛ فإن حدث ذلك فهذا يعني أن قدرة الشعب على الوعي السياسي واستيعاب الأحداث المحيطة به سيرتفع تدريجياً بل وسينعكس على اختياره للحاكم مما يشكل خطراً وشيكاً على مستقبل الاحتلال في الدولة، لذلك كان من أسوأ آثار الاحتلال على الإطلاق هو سعيه المستمر لاختيار حكومات متعاقبة تفشل في جعل مصلحة الوطن هي العليا مما يسهم أكثر في فرض سيطرة المستعمر على الدولة وبسط يده على مواردها عنوة، وقد تمتد آثار الاحتلال السياسية لما بعد انتهاء الاحتلال وجلاء المستعمر فتجد بأن كل الرموز والكوادر السياسية الموجودة لا تدين بالولاء للوطن وذلك بعد نجاح المستعمر في إقصاء كل من يعارضه باللين أو بالعنف.

الاضطهاد السياسي

لا توجد دولة على سطح الأرض تعرضت للاحتلال من قبل إلا وتجد محاولات جادة بين الحين والآخر من قبل شعبها لإجلاء المحتل عن أراضيها، فيكاد يكون الرفض الشعبي بالمظاهرات والأعمال الفدائية هو الوسيلة الوحيدة لإعلان رفضهم للاحتلال وسعيهم للاستقلال، وعلى الرغم من بساطة مثل تلك الظواهر أمام بطش الجيوش الاستعمارية إلا أنها لم تتوقف عن محاولات قمع مثل تلك الشعل خوفاً من أن تصبح حريقاً كبيراً يفتك بكل من يقف في وجهه. تمثلت وسائل قمع الرفض الشعبي في فرض حظر التجوال وتأسيس أجهز استخبارات داخلية تعمل على تقصي آراء الناس سراً وتسجيلها في تقارير وفض المظاهرات بالقوة وبإطلاق الرصاص على المتظاهرين، والأهم من كل ذلك هو إلقاء القبض على الرؤوس المحرضة لمثل تلك المظاهرات وعقابها بالسجن أو القتل أو النفي خارج البلاد.

آثار الاحتلال الاقتصادية

كما شرحنا من قبل فمن أهم الدوافع للاحتلال هو الطمع في الموارد الاقتصادية التي تمتلكها الدولة سواء أكانت أرض خصبة تصلح للزراعة أو مجاري مائية أو حقول للبترول ومناجم للذهب والمعادن الهامة أو حتى الأسطح المائية على اختلاف أنواعها؛ لذا فمن البديهي أن تكون آثار الاحتلال الاقتصادية هي الأعظم والأخطر والدليل على ذلك هو وجود العديد من الدول في وضع اقتصادي مزري فقط بسبب آثار الاحتلال السلبية التي تركتها خاوية من أي موارد تمكنها من إحداث نهضة اقتصادية ولو بسيطة.

آثار الاحتلال الثقافية

قد تكون آثار الاحتلال الثقافية هي الفريدة من نوعها بين الآثار الأخرى التي لم يسببها الاحتلال عن تعمد وكذلك قد يكون بعضها ضرباً من ضروب النهضة على اختلاف مستوياتها؛ فعلى سبيل المثال يستقدم الجيش المحتل مهندسين وحرفيين من بلده للعمل في المستعمرة مما يسبب انتشار الكثير من المباني الحديثة والتي صممت على الطراز الأوروبي ومنها ما هو باق حتى يومنا هذا.

اللغة: هي سلاح ذو حدين، فانتشار جنود الاحتلال في الدولة وتحدثهم فقط بلغتهم الأم يجبر أهل المستعمرة نفسها على تعلم وإتقان تلك اللغة، وقد وصل الأمر في بعض الأحيان بالجيوش الاستعمارية إلى جعل لغتها اللغة الرسمية للتعليم في المستعمرة مما جعلها تطغى على اللغة الأم هناك، فإذا نظرنا للأمر على أنه شيء إيجابي يجعل من مواطني الدولة مطلعين على لغات أخرى فتلك نقطة إيجابية ولكن إذا نظرنا إليها من باب اندثار لغة الدولة الأم فقد تكون تلك من أهم آثار الاحتلال السلبية ثقافياً.

العادات والتقاليد: عندما قدمت جيوش الاحتلال الأوروبية للوطن العربي كانت العادات السائدة وقتها هي العادات العربية الأصيلة من حيث الملبس وأنواع الطعام والبعد عن الخمر كإحدى المحرمات، ولكن بوجود الاحتلال بدأ استيراد العادات والقيم الغربية للمجتمع الشرقي فانتشرت الحانات وتصاميم الملابس الغربية للرجال والنساء وكذلك التعبيرات اللغوية الأوروبية بدلاً من مثيلاتها العربية.

بعد كل ما قيل يمكن الجزم بأن آثار الاحتلال الثقافية هي نعمة ونقمة في آن واحد.

عمرو عطية

طالب بكلية الطب، يهوى كتابة المقالات و القصص القصيرة و الروايات.

أضف تعليق

ستة + خمسة =