تسعة بيئة
الهرمونات النباتية والحيوانية في القطاع الزراعي
بيئة » الزراعة والغذاء » استعمال الهرمونات في القطاع الزراعي واثرها على صحة الانسان والبيئة

استعمال الهرمونات في القطاع الزراعي واثرها على صحة الانسان والبيئة

ماهي الهرمونات ولماذا تستعمل في الزراعة وما الاعراض الجانبية المصاحبة لها؟ وماهي أنواع الهرمونات النباتية والحيوانية وما مخاطر استخدامها في الإنتاج الزراعي

يستعمل المزارعون في كافة انحاء العالم عدة هرمونات نباتية وحيوانية تهدف الى تحسين انتاجهم وزيادة ارباحهم , وعاما بعد عام يكتشف العلم مخاطر جديدة للاستعمال غير المنضبط لهذه الهرمونات على المدى القريب والبعيد , وهو ما جعل منظمة الصحة العالمية وكافة الهيئات المتعاونة معها تضع معايير صارمة لاستعمال هذه الهرمونات في الزراعة , ومن جهة أخرى يمكن القول ان هناك اتهامات غير صحيحة للهرمونات بالمسئولية عن بعض الامراض والمشاكل الصحية التي تصيب الانسان او في الاختلالات التي تحدث في النبات والحيوان نظرا للدعاية السلبية التي تنشرها كثير من وسائل الإعلامية دون الالتفاف الى رأي الخبراء في هذا المجال .

ما هي الهرمونات ولماذا تستعمل في الزراعة وما هي الاعراض الجانبية المصاحبة لها

الهرمونات هي مركبات عضوية تنتجها بعض أعضاء الكائن الحي لتحفيز ذلك العضو او مجموعة أعضاء أخرى من جسمه لتحسين القيام بنشاط معين , ويمكن لعدة أعضاء من جسم الانسان او الحيوان او النبات ان يفرز الهرمون بكميات قليلة جدا , وهذه الهرمونات عبارة عن مركبات معقدة تفرزها بعض الغدد او الانسجة المتخصصة اما لتلبية حاجة ملحة للكائن الحي مثل زيادة معدل النمو او التكاثر او لمواجهة خطر معين او لإكمال دورة حياة الكائن الحي في بأطوارها المختلفة , ويمكن تقسيم الهرمونات التي تستعمل في القطاع الزراعي الى قسمين , الأول نباتي والثاني حيواني .

كنتيجة للتجارب العديدة والمتكررة حول العالم في المختبرات وفي المزارع فقد توصل العلماء الى اكتشاف طرق فعالة لإنتاج هرمونات صناعية مشابهة للهرمونات المنتجة في اجسام الحيوانات والنباتات وهذه الهرمونات هي ما يستعمل اليوم على نطاق واسع في تحسين الإنتاج الزراعي, ومن اهم الفروقات بين الهرمون الطبيعي والصناعي ان تأثير الهرمون الصناعي يكون أطول بكثير من تأثير الهرمون الطبيعي وكذلك يمكن ان يتسبب استعماله في وقت غير مناسب للكائن الحي الى الحاق الضرر به بينما يكون افراز الهرمون الطبيعي في الوقت المناسب والكمية الأمثل لإحداث التأثير المطلوب .

الهرمونات النباتية

تفرز الهرمونات النباتية في الأطراف النامية للنبات مثل البراعم او اطراف الجذور والقمم في النبات , وقد كان داروين هو اول من تحدث عن وجود مركبات تتحكم بتوجه النبات نحو الضوء وذلك عام 1870 لكنه لم يفلح في استخلاص هذه المركبات , الى ان جاء عالم الماني يدعى كوجل بعد ذلك بأكثر من خمس وسبعين سنة ليستطيع استخراج اول هرمون نباتي يدعى اوكسين وهو احد هرمونات النمو ويعتبر المسئول عن ظاهرة توجه النبات نحو مصدر الضوء , ومن ذلك الوقت استطاع العلماء اكتشاف الهرمونات الأساسية , وقد تبين ان هناك وظيفتين أساسيتين لهذه الهرمونات وبناء على ذلك تم تقسميها ضمن عائلتين هما

أنواع الهرمونات النباتية

  • الهرمونات المنشطة للنمو وهي تشمل الاوكسين والستيوكينيات والجبرلينات, وهذه الهرمونات تعمل على تنشيط النمو في كافة أعضاء النبات حسب الحاجة الى ذلك , وفيما يلي توضيح لتأثير كل نوع على حدة :
    1. يعمل الاوكسين الذي يتركز في القمم النامية على احداث ما يعرف بظاهرة الانتحاء الضوئي التي تتمثل في توجه النبات نحو   الضوء , حيث ينفر هذا الهرمون من الضوء نحو المناطق المعتمة في النبات فيساعد في نموها بطريقة اسرع من الجهة المعرضة للضوء فيميل النبات تبعا لذلك نحو الضوء
    2. تعمل السيتوكينيات على تشجيع الانقسام الخلوي اللازم لنمو الجذور والساق والأوراق والثمار وتتركز بشكل اكبر في القمم النامية وفي نهايات الجذور
    3. تعمل الجبرلينات دورا مهما في عملية استطالة الخلايا كما تعمل كمادة حافظة تطيل عمر هرمون الاوكسين .
  • الهرمونات المثبطة للنمو واشهر هرمون في هذه المجموعة هو حمض الابسيسيك بالاضافة الى بعض الفينولات , ويعمل حمض الابسيسيك على تثبيط نمو النبات في مواسم معينة مثل فصلي الخريف والشتاء كما يمكن ان ينشط في الجفاف وانحسار المياه فيؤدي الى سقوط جزئي او كلي للأوراق وذلك بهدف تخفيف النتح المائي والحفاظ على حياة النبات , كما يلعب دورا مهما في عملية نضوج الثمار والحبوب .

الهرمونات الحيوانية  

تلعب الهرمونات دورا مهما في تنظيم نمو الحيوان وتكاثره وبناء كتلته العضلية , ويتم افراز الهرمونات في جسم الحيوان من خلال شبكة من الغدد التي تنتج كميات قليلة جدا من الهرمونات ثم تفرزها حسب الطلب وحاجة الحيوان اليها , وتقسم الهرمونات الحيوانية المستعملة في الزراعة الى ثلاثة اقسام هي :

أنواع الهرمونات الحيوانية

  1. الهرمونات الجنسية والتي تستعمل في الزراعة لزيادة قدرة الحيوان على التكاثر وكذلك تحيد وقت الاخصاب ومقاومة الاضطرابات التي قد تصيب الانثى اثناء الحمل ومن ابرز هذه الهرمونات تستوستيرون وبروجسترون واستراديول وهناك أنواع أخرى من الهرمونات الصناعية المعدة في المختبرات وتعمل على تعزيز قدرة الحيوان على التكاثر ومنها ما يلقى معارضة شديدة نتيجة الشكوك التي تدور حول علاقته بمرض السرطان.
  2. هرمون الادرينالين والذي يعمل على حماية الحيوان من الخطر كما يمكن ان يستخدم لدعم علاج بعض الامراض
  3. هرمون النمو وهو يعمل على زيادة الكتلة العضلية في جسم الحيوان ويستخدم غالبا في عمليات تسمين العجول والخراف .

مخاطر استخدام الهرمونات في الإنتاج الزراعي

تعتبر الهرمونات من المواد السامة التي لا يجوز استعمالها بكميات اكبر من الحدود الامنة للاستعمال , ولذا يجب الحذر عند تحديد الجرعة المستعملة سواء في النباتات او الحيوانات , ويجب ان يتم تحديد الجرعة المناسبة من خلال خبير متخصص في هذا المجال وان يقوم بإعطاء جرعات الهرمونات شخص لديه الخبرة الفنية والمعرفة الكاملة بطرق التعامل معها , ولكن حتى مع اتخاذ كافة التدابير لمنع حدوث ضرر للنبات او الحيوان او من سيتغذى على منتجاتها فإن هناك هرمونات صناعية غير آمنة استعملت لفترات طويلة وما تزال مستعملة في بعض الدول النامية برغم تحريم استعمالها دوليا و كما ان بعض المزارعين لا يلتزمون بفترة التحريم وهي الفترة الواقعة بين إعطاء اخر جرعة للهرمون وجني المحصول او ذبح الحيوان .

تدور كثير من الشكوك حول علاقة بعض الهرمونات التي تستخدم في تسمين الحيوانات بمرض السرطان , حيث تعتبر هذه الهرمونات مواد كيميائية محفزة للخلايا السرطانية , ولا يقتصر خطر الهرمونات الصناعية على التسبب بمرض السرطان فهناك هرمونات يدخل في تركيبها مواد لا يتم تكسيرها في جسم الانسان بل تتراكم في الكبد او في أعضاء أخرى من الجسم , ويمكن لهذه المواد ان تسبب العقم لدى الرجال او اضطراب الهرمونات لدى النساء .

تتميز الهرمونات الصناعية بطول فترة تأثيرها على النبات لذا عند استعمال هرمونات تسريع النضج في الثمار فإنها تستمر بالتأثير حتى بعد قطعها في كثير من الخضروات وهو ما يجعلها تتلف بسرعة .

تستعمل الهرمونات في غالبية دول العالم في المزارع النباتية والحيوانية لعدة أغراض أهمها زيادة الإنتاج عن طريق تكثير الثمار او زيادة حجمها كذلك تسريع النضوج مما يسمح بإنتاج محاصيل في بداية الموسم وهو الوقت التي تكون فيه الأسعار مرتفعة , كما تزيد الهرمونات من نسبة المواليد في الحيوانات وتسرع من عمليات التسمين وتزيد من انتاج الحليب , لكن مع كل هذه الفوائد هناك اخطار شديدة محيطة باستعمال هذه الهرمونات ومنها الأخطاء التي يقع فيها المزارع نتيجة جهله او لطمعه في تحقيق أرباح اكبر , وكذلك استعمال هرمونات صناعية غير امنة , وكل ذلك يتطلب رقابة صارمة من قبل الدولة , مع العلم ان المواطن العادي لا يمكنه كشف المنتجات الزراعية التي استعملت فيها الهرمونات بشكل خاطئ من غيرها وهناك عشرات المعايير الخاطئة المتبعة لدى المستهلك لتقييم هذه المنتجات , فالحل الأمثل هو بإيجاد منظومة رقابة زراعية كالمطبقة في الدول المتقدمة ومنها دول الاتحاد الأوروبي والتي تعمل على تحديد جودة المنتج الزراعي واعطائه شهادة جودة اثناء عملية انتاجه في المزرعة قبل وصوله الى الأسواق وهذا يضمن سلامة المنتج وسلامة المستهلك من أي سموم قد تتسرب الى مائدة طعامه .

بلال الشايب

- مرحبا ، انا بلال الشايب ، بكالوريوس هندسة كيميائية وباحث بيئي من فلسطين
اعمل في مجال الطاقة المتجددة والمياه وعضو في جمعية مركز الاعلام البيئي.
ناشط متطوع في عدة جمعيات منها جمعية الحياة البرية وجمعية اصدقاء البيئة العرب اساعد في تحريرالمقالات العلمية التي تنشر في الصحف المحلية ومواقع الاخبار وتتحدث عن الواقع البيئي المحلي

أضف تعليق

سبعة عشر − 13 =