تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » الوفاء بين الأصدقاء عملة نادرة : كيف أتصف بالوفاء مع أصدقائي؟

الوفاء بين الأصدقاء عملة نادرة : كيف أتصف بالوفاء مع أصدقائي؟

الوفاء أصبح عملة نادرة، قل ما نجدها في زماننا هذا، خصوصا بين الأصدقاء، والأصدقاء هم أقرب الأشخاص لنا فما هي أسباب انقراض الوفاء وكيف يمكن أن نكون اوفياء ؟

ما هو الوفاء؟

 الوفاء صفة وخلق راقي يضفي على الحياة لون وطعم ورائحة، والوفاء بمعناه البسيط هو حفظ العهد وتجنب الخيانة والغدر والخداع، ويرتبط الوفاء دوما بالحب والإيثار، وفي الوفاء محاربة للنفس ومقاومة لأنانيتها ولطمعها، لذا فهو من أنبل الصفات وأصعبها اكتسابا على الإطلاق، ويكون الوفاء بين الأهل والأزواج والعشاق وفي العمل وبين الأصدقاء، وفي علاقاتنا مع الناس جميعا، إلا أن الوفاء أصبح عملة نادرة، قل ما نجدها في زماننا هذا، خصوصا بين الأصدقاء، فما هي أسباب انقراض الوفاء؟ وكيف يمكنني أن أكون وفيا لأصدقائي ؟

الوفاء بين الأصدقاء:

الأصدقاء هم أقرب الأشخاص لنا، في حزننا قبل فرحنا وفي شقائنا قبل هنائنا، هم الأشخاص الذين نتشارك معهم حياتنا وأسرارنا، ونعتمد عليهم وقت الشدائد، ونثق ثقة عمياء أنهم سيتواجدون بجانبنا متى احتجنا إليهم، وأنهم سيحملون بأيديهم شمعدان لإضاءة الطريق متى أضرمت السبل، ومعولا وفأسا لإزاحة الصخور والعقبات متى تكاثرت بالطريق، لكن هل يمكن أن توجد صداقة بدون وفاء ؟ وهل يمكن للصديق أن يخون صديقه، وكيف ستصبح هذه العلاقات والمشاعر في حال غياب الوفاء وبقائه أسيرا في سجن الأنانية والطمع وحب النفس ؟

مع الأسف الشديد فقد أصبحت الخيانة في زمننا هذا أول شيء تتوقعه من أصدقائك، وأن الحيطة والحذر في معاملتهم وعدم إدارة الظهر لهم مهما كلف الأمر أمر واجب مع أصدقائك قبل أعدائك، كيف لا؟ والوفاء يتخبط في دمائه تحت مقصلة حب النفس، فبعد موت الضمير أصبح الصديق يترقب الفرصة لخيانة صديقه وينتظرها بفارغ الصبر،  قد يصل الأمر بالصديق المطلع على أسرار صديقه إلى تدبير المكائد والفخاخ له، وملئ طريقه بالعقبات والظلام الدامس لإزاحة البساط من تحت قدميه، وإخراجه من منصب عمله، من أجل آن يحل محله في عمله، بل وفي بعض الحالات تجد أن الصديق يكرس كل جهوده ومكره ودهائه، لغرض التفريق بين صديقه وخطيبة صديقه حتى يظفر بها لنفسه ويتزوجها هو، وهذا كله نتيجة لغياب الوفاء.

كيف أتصف بالوفاء مع أصدقائي؟

يمكن التحلي بالوفاء مع الأصدقاء من خلال مساعدتهم والوقوف بجانبهم وقت المحن والشدائد، والاهتمام بهم ، ونصحهم وإرشادهم إلى ما فيه الخير والصلاح لهم، وعدم جرهم إلى هاوية الضياع، وكذا الحرص عليهم وعدم التفريط فيهم ومراعاة مشاعرهم، فلا نؤذيهم بأقوالنا أو بأفعالنا، حتى لو كان ذالك من باب المزاح، وأيضا فإن حفظ أسرار الأصدقاء والحفاظ على خصوصياتهم يعد من أعظم مراحل الوفاء لهم.

وكذالك مسامحتهم على أخطائهم، وتذكر محاسنهم  وجميل صنائعهم يعد من الوفاء لهم، ويجب بناء علاقة الصداقة على الوفاء منذ البداية لضمان استمرار و متانة العلاقة، ويجب اختيار الأصدقاء بعناية والابتعاد عن أصدقاء المصلحة، لتفادي الطعنات والضربات الموجعة في الظهر.

تقي الدين بونويوة

أضف تعليق

4 × 5 =