تسعة
الرئيسية » مجتمع وعلاقات » جيران » العلاقة بين الجيران : كيف تعمل على بناء علاقة صحية مع الجيران ؟

العلاقة بين الجيران : كيف تعمل على بناء علاقة صحية مع الجيران ؟

العلاقة بين الجيران لها من القدسية ما جعلت الاديان السماوية توصي بها. اليكم بعض اسباب تراجعها،وكيف تنمي علاقة صحية مع الجيران وكيفية التعامل مع الجيران

العلاقة بين الجير التعامل بين الجيران معاملة الجار علاقة صحية مع الجيران

قديما قالوا ( الجار قبل الدار )، و ( النبي وصى على سابع جار )، فقد كان للجار في تلك الايام حقوقا اصبحت تغيب عن حاضرنا، الان نحن نعيش في مجتمع قلما يعرف الجار جاره، ونادرا ما يجتمعون، فهل هذه علاقة صحية لبناء مجتمع قوي، متراص، أعتقد ان ما يحصل الان هو احد الاسباب المهمة في تفكك المجتمع، ويجب على المختصين في علم الاجتماع الوصول الى حلول لهذه المشكلة، تقدمة لبناء المجتمع الصحي، وعليهم الخوض في اسبابها، كونها اصبحت معروفة ومكشوفة للغالبية، وسأقوم بتعداد ابرزها لاحقا.

ان العلاقة بين الجار وجاره لها من القدسية ما جعلت الاديان السماوية توصي بها اتباعها، ولولا انها مهمة ما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام : ( مازال جبريل يوصيني بجاري حتى ظننت انه سيورثه )، اي اعتبار الجار من اهل البيت، في هذا المقال، سنبحث بعض اسباب تراجع العلاقة بين الجيران، ونتطرق الى كيفية تنمية هذه العلاقة المهمة والضرورية لسلامة المجتمع مما ينخر فيه من آفات حاليا .

أسباب تراجع العلاقة بين الجيران :

الهجرات : ما حصل من تغييرات كبيرة في طبوغرافية الوطن العربي يعد هائلا بكل المقاييس، وادى الى تغييرات في توزيع السكان، وكل هذا انعكس على واقع المجتمع خاصة، ولوعدنا لاهم عوامل هذه التغييرات سنجد انها الهجرة، وما يهمن الهجرات التي تمت في محيط عالمنا العربي وهي تقسم الى :

هجرات قسرية : وهي الهجرات التي حصلت وما زالت تحصل ضمن وطننا العربي، دون اي تدخل اورغبة من سكانها، ونقصد منها الهجرات الناتجة عن الحروب والكوارث، ولعل اشهر هذه الهجرات، الهجرة من فلسطين المحتلة، والان ما يحدث في سوريا والعراق، هذا العامل القسري ادى الى خروج سكان البلد من اوطانهم الى دول مجاورة اوحتى بعيدة طلبا للامان، والسكن، والعمل، وقد حمل معهم هؤلاء السكان عاداتهم وتقاليدهم .

هجرات لطلب العمل خارج الوطن : واقصد بها بكل وضوح الهجرات التي تمت بإتجاه الخليج العربي، بعد الطفرة النفطية، فأصبح يقصدها كل من يبحث عن العمل والرزق، وتطور الامر الى الاستقرار هناك، مع ما يحتوي المجتمع من العديد من العادات والتقاليد، والناتجة عن كم الهجرة، من عدد الدول، ان كانت عربية ام غير عربية، وتأثيراتها على المجتمع .

هجرات لطلب العمل داخل الوطن : ولعل هذه الهجرات شكلت الكثير من التغيير في المجتمعات، خاصة عندما تحولت المجتمعات العربية من زراعية الى خدماتية، وبالتالي كثرت الهجرة من الريف والقرى الى المدن، وهذا ادى الى البند الثاني .

توسع المدن : ان من اكثر المظاهر التي نتجت عن الهجرات، هي توسع المدن في العالم العربي بطريقة مخيفة، فأصبحت القاهرة رابع اكبر مدينة في العالم من ناحية التعداد السكاني، كل هذا يحمل معه خليط من البشر وافكارهم، وكل هذا تم في فترة قصيرة نسبية .

البحث عن مصادر الرزق : وهذا البند يصب كسبب من اسباب الهجرات وكنتيجة ايضا في معادلة صعبة، فهو سبب ليهاجر الشخص، ومع كثرة الهجرات وعدم توفر العمل، اصبحت سبب للهجرة مرة اخرى . فأصبح المقام في مكان لفترة قصيرة بحيث لا يعرف الجار جاره .

طبيعة الحياة المعاصرة وضغوطاتها : فهذه الحياة التي اصبحت تقتصر على العمل والنوم، لم تعد كالسابق تتيح للجيران الحديث والزيارة، فأصبح الوقت غير متوفر كما كان سابقا.

نصائح لتنمية العلاقة بين الجيران :

مع مراجعة الاسباب المذكورة اعلاه، والتي توضح ان من اهم الاسباب هو الاختلاط غير المسبوق لفئات عديدة من المجتمع ان كانت من ابناءه اوخارجه، وكل يحمل معه عاداته واسلوبه في الحياة فما هي وسائل تنمية العلاقة بين الجيران .

  • بناء العلاقة على الاحترام : من اهم الوسائل هو الاحترام والقبول، عدم الرغبة بالتاثر والتاثير، ولعل ابرز ما يجب الاحترام فيه:
  • احترام الاديان : فمن الواجب ان تحترم العقيدة التي يتبعها جارك، لا ان تحاول ان تفرض عليه دينك اوان يحاول هو فرضه عليك، كما يجب عدم الاستهزاء بفرائضه، حتى لو على سبيل المزاح والنكتة .
  • احترام العادات والتقاليد : ان اختلاف العادات والتقاليد هو امر صحي، ما لم يخالف الاعراف والاخلاق، وبالتالي فإن تقبله هو امر جيد، وصحي ، بل ويمكن المشاركة في بعض الاحيان وفهو يعزز قيم الجيرة .
  • احترام الجار مهما كان عمله : واحترام الظروف المادية لكل طرف، ان كان غنيا اوفقيرا، هي امور مادية بحتة لا علاقة لها بمعيار الجيرة، اوالاخلاق .
  • التعاون : اذا احتاج جارك للمساعدة فلا تتردد بتقديمها له، ان كانت مساعدة مالية، اومادية اومعنوية، هذه الامور تفرض طابع الثقة في العلاقة بين الجيران .
  • المشاركة : وهي امور تساعد في تنمية العلاقة بين الجيران بصورة صحية :
  • المشاركة في الافراح : كالاعراس، وحالات الولادة، والتخرج .
  • المشاركة في الاتراح : ايا كان نوعها، كالمرض والوفاة
  • المشاركة في المناسبات والاعياد : ومبادلة الزيارات في هذه المناسبات وتقديم التهنئة .
  • الاطمئنان عليه : لا يمنع من الاطمئنان على جارك كل فترة، وسؤاله عن احواله، وشؤونه .
  • عدم الازعاج : من اكثر الامور التي تسبب المشاجرات بين الجيران، هو الازعاج . ان كان في التلفاز، اوالموسيقى، اوالحفلات وعليك مراعاة ظروف جارك، والاستئذان منه اولا في هذا الخصوص .
  • غض البصر وحفظ الحدود : نظرا لطبيعة البيوت و المبان حاليا، ولتي جعلت البيت ملاصقا للبيت، وطبيعة الشقق التي تشعرك بإنك تعيش مع جارك في نفس الشقة، فمن الافضل مراعاة غض البصر، السمع، وعدم التدخل فيما لا يعنيك، حفاظا على الجيرة والصداقة .

 

معاوية صالح

انسان بسيط ومتفاهم، مليء بالاحلام وارغب بتحويلها الى حقيقة وواقع ملموس. أحب دائماً واسعى لكسب المزيد من العلم والمعرفة وخصوصا في مجال التاريخ والأدب والسياسة. أنا لا اصدق كثير من الأشياء التي اراها واسمعها.