تسعة
الرئيسية » حساس » الاستنساخ البشري : كيف يتم الاستنساخ البشري ولماذا يثير المخاوف ؟

الاستنساخ البشري : كيف يتم الاستنساخ البشري ولماذا يثير المخاوف ؟

الاستنساخ البشري : تعالوا لنقترب من احد المسائل العلمية المثيرة جدا بعد ان تم الاعلان عن نجاح اول تجربة استنساخ لجنين بشري, اذن سنتحدث عن الاستنساخ البشري.

كيف يتم الاستنساخ البشري

عندما تتابع وتيرة التقدم العلمي والتطور التكنولوجي والعلوم الحديثة وكيف هي اسرع مما نتخيل ومما كنا نتوقع, نفكر كيف كانت الحياة منذ عشرون عاما ولا يوجد موبايل او هاتف ذكي او انترنت او وسائل اتصال حديثة ولا خدمات رسائل واتصال حر ونتعجب فنحن انفسنا من عاش هذه الاحوال ونعيش الان وكأننا انتقلنا من كوكب الى كوكب اخر ونحن لا نشعر. الحقيقة التي لا نعلمها ان كل بحث علمي توصل الى نتيجة او اختراع حديث اخذت من الوقت سنوات طويلة لكن ولاننا نري الصورة من الخارج دون الاهتمام بالتفاصيل فنشعر بما ذكرناه اعلاه. تعالوا لنقترب من احد المسائل العلمية المثيرة جدا بعد ان تم الاعلان عن نجاح اول تجربة استنساخ لجنين بشري, اذن سنتحدث عن الاستنساخ البشري.

تعريف الاستنساخ

الاستنساخ هو عملية يتم فيها استهداف الوصول الى كائن حي مكتمل باستخدام خلايا غير جينية مأخوذة من انسجة الجسم العادية والمقصود هنا بالتحديد بالخلايا الغير جينية خلايا الحيوان المنوي بالنسبة للذكر وخلايا البويضة بالنسبة للانثى. ويكون هذا الجنين المتكون متطابقا من حيث الجينات الموجودة بنواة الخلية الاولية مع الشخص الذي اخذت منه الخلية الجسدية بمعني اننا لو اخذنا خلية من شعرة رأس الرجل واستخلصنا الشريط الوراثي من نواة الخلية سيكون الجنين حاملا لنفس الجينات بالضبط.

عملية الاستنساخ

اما كيف يقوم العلماء باجراء هذه العملية ففي البداية تؤخذ خلية جسدية من الكائن الحي الذي نريد استنساخ جنين يحمل نفس صفاته الوراثية والجينية, ثم يقوم العلماء بتفريغ هذه الخلية وفصل نواتها التي تحتوي داخلها على الشريط الوراثي المحتوي على الجينات والمسمي دي ان ايه DNA , والمادة الجينية المستخلصة من داخل النواة عبارة عن 46 كروموسوم. ثم يقوم العلماء بادماج النواة التي تنتمي للكائن الحي الاول داخل بويضة مفرغة النواة ايضا من انثي حاضنة, ثم يعرضون البويضة لشحنة كهربية فيبدأ الانقسام لنواة الخلية الاولية ويتكون الزيجوت وهو مجموعة الخلايا الاولية التي تبدأ عملية الانقسام وصولا الى تشكيل الجنين. هذا الجنين طبعا سيكون حاملا لكل جينات الكائن الاول الذي تم استخلاص جيناته كاملة لزرعها في هذا الجنين الجديد.

المسار التاريخي للاستنساخ

النعجة دولي : هي أول حيوان ثدي يتم استنساخه بنجاح
النعجة دولي : هي أول حيوان ثدي يتم استنساخه بنجاح

ولان العملية في البحث العلمي تأخذ وقتا طويلا ولكننا لا ندري ذلك ونركز على النتائج والصورة الكلية. فالاستنساخ مثلا بدأ من منتصف القرن العشرين في الخمسينيات حيث تم استنساخ ضفدعة صغيرة من احد انواع الضفادع وهذا كان اول انجاز حقيقي في مجال الاستنساخ للكائنات الحية. ثم تراجعت وتيرة الاستنساخ نتيجة عدد من القيود التي فرضت على نوعية هذه الابحاث وعدم تحمس وكالات البحث العلمي والمستثمرين لدعم هذه الابحاث مالىا , وبعد سنوات طويلة تم الاعلان عن نجاح العلماء في استنساخ النعجة دوللي الشهيرة. والتي احدثت ثورة في تاريخ العلم الحديث وفي مجال الاستنساخ, وتمت عملية استنساخ النعجة دوللي بخلية تم استخلاصها من ثدي نعجة اخري ثم تم جمعها ببويضة منزوعة النواة اخذت من نعجة اخري, وتم تعريض البويضة المخصبة لشحنة كهربية فبدأ الانقسام وكانت النتيجة “النعجة دوللي” والتي ابهرت العالم في نهاية القرن العشرين, وتحدثت عنها وكالات الانباء العالمية. وكانت النعجة دوللي بداية لمزيد من التجارب على حيوانات اخري فبعدها تم استنساخ قطط وفئران وبعض انواع الخنازير, وتم استنساخ خراف وارانب وابقار . ولان البحث العلمي ينجح بعد مرات من الفشل فقد فشلت كل التجارب في استنساخ انواع معينة من الحيوانات مثل الكلاب والقرود والخيل والدجاج. والاسباب في فشل الاستنساخ في هذه الحيوانات غير معروف. ويبقي التفكير في اجراء الاستنساخ على البشر. تم فرض قيود كثيرة في الغرب على اجراء اي ابحاث تتعلق بالاستنساخ في البشر وفي نهاية الاسبوع الماضي فوجئت باعلان احد الجهات البحثية عن استنساخ اول جنين بشري باستخدام تقنيات الخلايا الجذعية.

تطبيقات الاستنساخ

من اهم تطبيقات الاستنساخ انتاج انواع وفصائل جديدة من بعض النباتات ومنها نباتات نادرة. ومن اهم تطبيقات الاستنساخ استخدامه في مجال انتاج الخلايا الجذعية وهو مجال كبير اصبح فرعا بذاته من فروع العلوم وتجري فيه الاف الابحاث في كل جامعات العالم. فالعلماء يرون فيه الحل لاغلب الامراض المعضلة والمزمنة التي تصيب الانسان. استخدم الاستنساخ بطريقة تسمي الاستنساخ النسيجي او العلاجي وذلك بأخذ خلية جذعية من نسيج نريد استنساخه ثم ندمج هذه الخلية مع خلية البويضة منزوعة النواة ونعرضها للكهرباء لتبدأ الانقسام ويتم زرعها في وسط حيوي لتنتج جنين ثم يتم استخلاص الخلايا الجذعية Stem cells من الجنين والمسئولة بشكل خاص عن تكوين النسيج المراد من العملية ومن ثم نستطيع زرعه في الشخص الذي يتوافق نسيجيا مع هذا النسيج المستنسخ. يحاول العلماء استنساخ خلايا جذعية لانتاج خلايا الجلد لتحل محل الجلد المحترق او الملتهب بشدة او المصاب بأمراض مزمنة مثل البرص والبهاق وغيرها من الامراض الجلدية وسرطان الجلد ايضا. ومن الخلايا الجذعية التي تنتج من هذه العملية ايضا خلايا البنكرياس والتي فيها اهتمام كبير لانها لو نجحت ستقضي على مرض السكري تماما. كما يهتم العلماء ببحث انتاج خلايا جذعية للخصيتين والمبيضين لعلاج العقم. وهكذا نتخيل حجم الامكانيات المطروحة في المستقبل القريب وكان بداية الامر من الاستنساخ الذي كان يخشي منه بعض الناس.

الفارق بين الاستنساخ والتلقيح الطبيعي

الفارق بين الاستنساخ والتلقيح العادي والطبيعي الذي يحدث بالعملية الجنسية بين الرجل والمرأة ان التلقيح الطبيعي يتم باندماج حيوان منوي يحتوي في نواته على 23 كروموسوم “حامل للجينات” مع بويضة تحمل في نواتها 23 كروموسوم ايضا وبذلك ينتج جسم اسمه الزيجوت وهو اتحاد الخليتين وبذلك يحتوي الزيجوت على 46 كروموسوم ويبدأ الانقسام ليكون عدد من الخلايا , كل خلية منهم تكون عضو من اعضاء الجسم في الجنين المتشكل, وهذا الجنين يحمل ميكس من جينات الاب والام وهذا الميكس يضمن له جينات متفردة ومتميزة عن كلا الاب والام.

اما في حالة الاستنساخ نحن نفرغ احدي الخلايا الجسدية وليس الجنسية من الكروموسومات تماما ثم ندمجها بخلية بويضة مفرغة من الكروموسومات لتتكون خلية زيجوت اولية ثم جنين يحمل جينات الخلية الام الاولي بالتمام وبالتالى يخرج الجنين نموذج مشابه ومستنسخ من الكائن الابوي الاول الذي استخلصنا منه الخلية الاولى.

الاستنساخ البشري

كانت ومازالت عمليات الاستنساخ البشري مقيدة بقوانين وحظر في كثير من دول الغرب وعلى رأسها بريطانيا والولايات المتحدة خوفا من اثر ذلك اذا حدث على الوجود الانساني والحضارة الانسانية اذا تعرضت في المستقبل بسبب الاستنساخ لمسخ من المسوخ او طاغية دموي وسيطرت على واضعي القوانين حالة من الفزع من خيالات بعض العلماء المتخصصين في هذا العلم. ومن الاسباب التي تؤخر عمليات الاستنساخ البشري احتىاجه لتمويل ضخم وتعدي نسب الفشل في تجاربه لاعلى من 90% كما ان النتائج وفحص حيوانات التجارب التي تم علىها الاستنساخ اثبتت ان الحيوانات المستنسخة تعاني اكثر من غيرها من ضعف شديد بالمناعة وقابلية الاصابة بالاورام الخبيثة وامراض الجهاز العصبي وتتعرض اكثر للموت المفاجئ وكل هذا يؤجل البدء بقوة في الاستنساخ البشري. الا ان العلماء يسعون لاستخدامه في زرع الانسجة البشرية لاستخدامها كأعضاء بديلة قابلة للزرع وهذه ستحقق انجازا طبيا كبيرا حيث ستساهم في علاج مرضي الفشل الكبدي والفشل الكلوي والسكري ومرضي القلب والاوعية الدموية وتجري ابحاث لاستخدام الخلايا الجذعية بواسطة الاستنساخ في انتاج خلايا عصبية وهذا سيكون فتحاً عظيماً.

يرجى الضغط على لايك ومشاركة المقال او الاشتراك في قناتنا على اليوتيوب كي نعم الفائدة عليكم وعلينا . شكراً من فريق موقع تسعة

محمد سرور

كاتب علمي منذ عام 2005, يهوى الكتابة العلمية وفي مجال الفضاء والطب والعلوم. هواياته المفضلة القراءة,الكتابة,الموسيقي,الانترنت,السفر.

أضف تعليق

9 − خمسة =